تحقيق مسبار
تم استخدام بعض القنابل الحارقة المشهورة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وكثيرًا ما يتم الاعتماد على الأسلحة الحارقة بأشكالها المختلفة في الصراعات العسكرية التي يشهدها العالم خلال الوقت الراهن؛ لإلحاق الأضرار بالجيوش أو الجماعات المسلحة المُعادية، وتم استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين أحيانًا على الرغم من حظر ذلك.
ما هي القنابل الحارقة؟
يمكن تعريف القنابل الحارقة بأنها قنابل تحتوي على مواد محرقة، سواءً كانت هذه المواد سائلة أو صلبة أو هلامية، وتتسبب هذه القنابل بالكثير من الإصابات، ويثير استخدامها الكثير من المخاوف التي تتعلق باحترام القانون الإنساني الدولي حسب أحد الأبحاث. في بعض الأحيان تستخدم هذه القنابل في الأماكن التي يكتظ داخلها المدنيون، مما يتسبب بإصابة عدد كبير من الأشخاص.
هل قنابل الفسفور من أشهر القنابل الحارقة؟
لا شك بأن قنابل الفسفور الأبيض من أشهر القنابل الحارقة فعلًا، وهي من القنابل التي استخدمت في عدد من المواجهات العسكرية داخل الوطن العربي، ومنها استخدام الجيش الروسي لقنابل الفسفور الأبيض في سوريا. أما عن الفسفور الأبيض نفسه؛ فإنه من المواد الكيميائية المشتعلة، ويمكنه الاحتراق عند أية درجة حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية وفق منظمة الصحة العالمية.
ما هي المواد الحارقة المستخدمة في الأسلحة؟
تعدد أنواع المواد الحارقة التي يتم استخدامها في الأسلحة والقنابل، وتتضمن القائمة الآتية بعض التفاصيل حول هذه المواد:
- المغنيسيوم: إن المغنيسيوم من المعادن الحارقة الشائعة، ويمكنه أن ينتج درجات حرارة مرتفعة عند الاحتراق، وتصبح مكافحة الحريق الناتج عنه صعبة عند ملامسته الماء في بعض الأحيان؛ نظرًا للمركّبات المتفجرة التي تنشأ.
- الثرميت: يتكون الثرميت من خليط يتضمن مسحوق الألومنيوم إضافة إلى أكسيد الحديد الثلاثي، وهو المادة الحارقة التي يتم الاعتماد عليها في الألعاب النارية، ويتم استخدامه في الأسلحة والقنابل الحارقة.
- النابالم: يعتمد النابالم على النفط، وهو من المواد الحارقة المشهورة في الأسلحة، ولا يمكن للنابالم أن يحترق ذاتيًا خلافًا للعديد من المواد الحارقة التي تشتعل ذاتيًا في درجة حرارة معينة مثل الفسفور الأبيض.
- الفسفور الأبيض: عندما يلامس أكسجين الغلاف الجوي يبدأ الفسفور الأبيض في الاشتعال تلقائيًا عند درجات حرارة تزيد على 30 درجة مئوية، ويتم استخدام الفسفور الأبيض ضد الأشخاص في بعض الأحيان.
- ثلاثي إيثيل الألومنيوم: يمكن لثلاثي إيثيل الألومنيوم إنتاج درجات حرارة تصل إلى 2,300 درجة مئوية، ولكنه يحترق بسرعة كبيرة، ويتم استخدامه في بعض الصواريخ الحارقة الصغيرة.
ما هي أضرار استخدام القنابل الحارقة؟
لا شك بأن هناك العديد من الأضرار التي تنتج عن استخدام الأسلحة والقنابل الحارقة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه الأضرار:
- إتلاف المواد: يتم تصميم الأسلحة والقنابل الحارقة بشكل أساسي لإتلاف المواد بالنار أو الحرارة إضافة إلى إلحاق الأضرار بالبشر، وهذا يعني إمكانية استخدام العديد من القنابل الحارقة ضد المواد التي تتأثر بالحرارة مباشرة.
- طرد الجنود من المواقع الدفاعية: تؤثر القنابل الحارقة على الجهاز التنفسي حسب المواد التي تتركب منها، كما أن بعضها يستطيع اختراق الدروع والتحصينات، وهو ما يجعله مفيدًا في طرد الجنود من مواقعهم الدفاعية.
- إحراق الغطاء النباتي: في بعض الأحيان يتم الاعتماد على الأسلحة الحارقة في تدمير الغطاء النباتي وإحراقه، وذلك من أجل القضاء على الغطاء الذي يختبئ العدو وراءه في المواجهات العسكرية.
- المشاكل الصحية: تتسبب القنابل الحارقة بالكثير من المشاكل الصحية حسب المواد التي تدخل في صناعتها، وربما يؤدي بعضها إلى التأثير على الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الحروق الخطيرة التي تنتج عنها أيضًا.
- انتشار الحرائق: يصعب التنبؤ بالنطاق الذي يتوقف عنده الحريق بعد استخدام الأسلحة والقنابل الحارقة، وهذا يعني إمكانية نشوب حرائق على نطاق واسع أحيانًأ إذا كانت الظروف ملائمة.
هل تم استخدام القنابل الحارقة في غزة؟
أظهرت العديد من المصادر حقيقة استخدام القنابل الحارقة في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن هذا الجيش استخدم قنابل الفسفور الأبيض في غزة خلال حرب عام 2009 كما أنه استخدمه في بعض الحروب الأخرى أيضًا، وبما أن قطاع غزة مكتظ بالسكان؛ فهذا يعني أن القنابل الحارقة يمكنها أن تتسبب بأضرار واسعة النطاق.
يُذكر أنّه انتشرت صورة خلال إحدى الحروب على قطاع غزة مع الادعاء بأنها لطفل فلسطيني من القطاع، وأظهر تحقيق مسبار بأن هذا الادعاء مضلل. حيث تم التقاط صورة الطفل الذي أصيب بحروق نتيجة لاستخدام الفسفور الأبيض عندما قامت القوات التركية بتنفيذ عملية نبع السلام عام 2019 مع بعض فصائل المعارضة السورية ضد قوات سوريا الديمقراطية.
هل استخدمت الأسلحة والقنابل الحارقة في عدة حروب؟
تم استخدام القنابل الحارقة فعلًا، ولم يقتصر استخدامه على الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وفيما يأتي قائمة تتضمن عدة من الحروب التي شهدت استخدام الأسلحة والقنابل الحارقة:
- حرب البوسنة والهرسك 1994: في عام 1994 خاضت قوات كرايينا الصربية حربًا ضد البوسنة والهرسك، واستخدمت هذه القوات الأسلحة الحارقة في مدينة بيخاتش.
- الحرب في الشيشان 1999: شهد العالم حربًا في الشيشان عام 1999 على يد روسيا، واعتمد الجيش الروسي على الأسلحة الحارقة في بعض العمليات خلال هذه الحرب.
- الحرب في العراق 2003: في عام 2003 استخدم جيش الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة الحارقة خلال حربه داخل الأراضي العراقية، ولكنه نفى استخدام هذا النوع من الأسلحة في البداية.
- الحرب في مقديشو 2007: يطلق على العاصمة الصومالية اسم مقديشو، وهي مدينة شهدت عمليات عسكرية للجيش الإثيوبي عام 2007 مع استخدامه لبعض الأسلحة الحارقة.
- حرب لبنان 2006: خاض جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا ضد حزب الله اللبناني عام 2006، وعُرفت هذه الحرب باسم الحرب اللبنانية الأولى، واستخدم جيش الاحتلال فيها الأسلحة الحارقة.
- الحرب الأهلية السورية 2012: بين العامين 2012-2013 قامت القوات السورية النظامية باستخدام الأسلحة الحارقة، وهناك بعض الادعاءات بأن القوات السورية استخدمت هذه الأسلحة ضد تجمعات المدنيين.
- الحرب الأوكرانية 2014: خاض الجيش الروسي حربًا في أوكرانيا عام 2014 واستطاع السيطرة على جزيرة القرم، وفي هذه الحرب تم استخدام الأسلحة الحارقة وفق بعض الادعاءات.
هل القنابل الحارقة محظورة؟
وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعد الأسلحة والقنابل الحارقة محظورة ضد السكان المدنيين، كما أنها محظورة ضد الممتلكات الخاصة بالمدنيين أيضًا، ولا يجوز استخدام هذا النوع من الأسلحة والقنابل ضد الغابات وأي نوع من أنواع الغطاء النباتي، وهذا يعني أنها ليست محظورة ضد الأهداف العسكرية خلافًا للأهداف المدنية.
ما هي أبرز الحقائق عن الأسلحة والقنابل الحارقة؟
كثيرًا ما يتم استخدام الأسلحة والقنابل الحارقة في النزاعات المسلحة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز الحقائق حولها:
- التاريخ الطويل: إن اختراع الأسلحة الحارقة ليس جديدًا، وإنما تم استخدام الأسهم الحارقة وبعض أنواع الأسلحة الحارقة البدائية الأخرى منذ زمن طويل، ولكنها تطورت كثيرًا خلال فترة الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
- الأضرار البالغة مقارنة بالأسلحة التقليدية: لا يمكن مقارنة الأضرار التي تتسبب بها الأسلحة الحارقة مع أضرار الأسلحة التقليدية؛ فإن أضرار الأسلحة الحارقة أكثر شدة، وربما تؤدي إلى موت مؤلم في بعض الأحيان.
- شيوع الاستخدام في النزاعات المسلحة: يظن البعض بأن استخدام القنابل والأسلحة الحارقة قليل، ولكن الحقيقة على الخلاف من ذلك؛ فإن استخدام هذه الأسلحة والقنابل شائع في النزاعات المسلحة المعاصرة.
- الفائدة في التعتيم: ربما يتم استخدام القنابل الحارقة التي تتضمن الفسفور الأبيض لفعاليتها في التعتيم، ولكن هناك بعض الفوائد ذات الأضرار الأقل، كما أن أضرار الفسفور الأبيض تتفوق على هذه الفائدة.
اقرأ/ي أيضًا: