تحقيق مسبار
تم تنفيذ عقوبة الإعدام بالمقصلة في حق عددٍ كبيرٍ من الأشخاص داخل الأراضي الفرنسية وخارجها، ويشمل ذلك بعض الجزائريين الذين كانوا يقاومون الاحتلال الفرنسي، واستمر تنفيذ هذه العقوبة فترة طويلة إلا أنها لم تعد مستخدمة حاليًا، وإنما هناك عدة من طرق الإعدام الأخرى التي ما زالت مستخدمة، ومنها: الإعدام عن طريق قطع الرأس بالسيف، والإعدام في غرف الغاز.
من أول من نفذ الإعدام بالمقصلة؟
عند البحث لمعرفة من أول من أعدم بالمقصلة يتضح بأنه تشارلز هنري ساسون حسب موقع هيستوري، وهو فرنسي ولد عام 1739 ثم أصبح جلادًا فيما بعد، وهي المهنة التي كانت تتوارثها عائلته على الرغم من طموحه في دراسة الطب وإنقاذ أرواح الناس، وبعد عملية الإعدام الأولى بالمقصلة تم استخدام المقصلة لإعدام الكثيرين في الأراضي الفرنسية، وغيرها.
ما معنى كلمة المقصلة؟
إن كلمة مقصلة على وزن مِفعلة من الفعل قصل الذي يعني قطَع حسب لسان العرب، وذكرت كلمة مقصلة في الكثير من معاجم اللغة العربية الحديثة؛ بما في ذلك المعجم الوسيط، ومعجم الرائد، ومعجم اللغة العربية المعاصرة حسب موقع المعاني، وهو اسم الآلة الحادة التي تم استخدامها سابقًا لقطع رقاب المحكوم عليهم بالإعدام والقتل.
متى بدأ تاريخ الإعدام بالمقصلة؟
بدأ تاريخ الإعدام بالمقصلة عام 1792 بعد الانتهاء من تطويرها، وظهرت المقصلة أول مرة في مستشفى بيستر داخل العاصمة الفرنسية باريس حسب موسوعة بريتانيكا، وفي ذلك الوقت كانت أكثر طريقة متطورة للإعدام والتخلص من الأشخاص الذين حُكِم عليهم بالقتل. لم يبدأ اختبار المقصلة على البشر، وإنما تمت تجربتها على الحيوانات في البداية، ثم استخدمت لإعدام البشر بعد نجاحها في الاختبارات.
من هو الذي اخترع المقصلة؟
اخترع الطبيب الفرنسي جوزيف إنياس جيوتن فكرة الإعدام بالمقصلة، وتم بناء المقصلة الأولى وتصميمها من خلال عدة أشخاص بعد ابتكارها من قبل جوزيف جيوتن، ويطلق اسم جيوتن على المقصلة بالإنجليزية حتى الوقت الراهن نسبةً إلى مخترعها، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:
- العمر عند الوفاة: ولد الطبيب الفرنسي جوزيف جيوتن يوم 28 مايو/أيار من عام 1733 وتوفي يوم 28 مارس/آذار من عام 1814، مما يعني أن عمره عند الوفاة كان يبلغ 81 عامًا تقريبًا.
- دراسة الطب: استطاع جوزيف إنياس جيوتن دراسة الطب والحصول على درجة الدبلوم الطبي عام 1768، مما يعني أنه كان يبلغ من العمر 20 عامًا تقريبًا عند الحصول على هذه الشهادة.
- المساهمة في عدة مؤسسات: كان لجوزيف جيوتن مساهمات في عدة مؤسسات؛ فإنه شغل منصب رئيس غرفة المقاطعات، وأسس الأكاديمية الفرنسية للطب، وكان نائب الجمعية الفرنسية.
- المشاركة في لجنة تقييم المغناطيسية الحيوانية: تم تعيين جوزيف جيوتن مع غيره في لجنة لتقييم شعوذة المغناطيسية الحيوانية عام 1784، وكان التعيين من قبل لويس السادس عشر ملك فرنسا وقتها.
- معارضة عقوبة الإعدام: خلال فترة الثورة الفرنسية كان جوزيف جيوتن واحدًا من المصلحين الطبيين، كما أنه كان أحد المعارضين لعقوبة الإعدام في هذه الفترة أيضًا.
- المطالبة بابتكار آلة إعدام جديدة: خلال عام 1789 أوصى أوصى الفرنسي جوزيف إنياس جيوتن بتنفيذ عمليات إعدام عبر طرق أكثر إنسانية من الطريقة التي كانت متبعة، واقترح استخدام جهاز ميكانيكي.
- تغيير اسم عائلته: بعد تطوير الإعدام بالمقصلة ارتبط اسم هذه الآلة بالطبيب جوزيف جيوتن، وهو ما دعا عائلته إلى تغيير اسمها للهروب من الارتباط بهذه الآلة.
هل كانت المقصلة من طرق الإعدام القديمة؟
بالفعل كان الإعدام بالمقصلة من طرق الإعدام القديمة التي استمر استخدامها منذ تسعينيات القرن الثامن عشر الميلادي. استمرت فرنسا بالاعتماد على هذه الطريقة في الإعدام حتى ثمانينيات القرن العشرين بعد إيقاف الحكم بالإعدام نهائيًا، وهذا يعني أنها استخدمت هذه الطريقة قرابة قرنين من الزمن.
ما هي أبرز الطرق المتبعة للإعدام؟
إلى جانب الإعدام بالمقصلة توجد عدة من الطرق الأخرى لتنفيذ عقوبة الإعدام أيضًا، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه الطرق:
- الإعدام شنقًا: في عقوبة الإعدام بالشنق يتم تثبيت حبل على مؤخرة عنق الشخص المحكوم عليه بالإعدام، وذلك ليضغط الحبل على العنق مما يتسبب بالوفاة، وتستغرق الوفاة بهذه الطريقة بين 4-5 دقائق عادةً.
- قطع الرأس بالسيف: يتم اتباع طريقة الإعدام عن طريق القطع بالسيف في المملكة العربية السعودية خلال الوقت الراهن، وهي واحدة من أبرز الطرق المعروفة والقديمة لتطبيق عقوبة الإعدام.
- الإعدام بالرجم: يكون الإعدام بالرجم من خلال رمي الحجارة على الشخص الذي حُكِم عليه بالإعدام حتى ينتهي ذلك بالموت، وهي واحدة من العقوبات التي كانت شائعة في اليونان القديمة والديانة اليهودية والإسلامية، ولها أثر في المسيحية.
- الإعدام بالتسميم: هناك العديد من أنواع السم التي تؤدي إلى وفاة الإنسان عند شربها، وكانت طريقة الإعدام بشرب السم واحدة من الطرق التي تطبق في اليونان القديمة عند ارتكاب الأفعال الإجرامية الخطرة؛ مثل الخيانة.
- الإعدام رميًا بالرصاص: يتم تطبيق عقوبة الإعدام رميًا بالرصاص في عدة من الدول حول العالم، ومنها: الصين، والمغرب، وهي الطريقة الأكثر استخدامًا للإعدام في فترات الحروب أيضًا.
- الإعدام بالكرسي الكهربائي: تم ابتكار الإعدام بالكرسي الكهربائي في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان قاتل الفأس أول من طُبقت عليه هذه الطريقة من الإعدام.
- الإعدام في غرف الغاز: في هذه الطريقة يتم وضع المحكوم عليه بالإعدام داخل غرفة ثم فتح الغاز لينتهي بالموت، ولا تزال هذه الطريقة مستخدمة في جمهورية الصين الشعبية والفلبين والولايات المتحدة الأمريكية.
هل تم استخدام المقصلة في الجزائر؟
تم استخدام عقوبة الإعدام بالمقصلة في الجزائر فعلًا من قبل الاحتلال الفرنسي، وكان أحمد زبانة -الذي عُرف باسم حميدة- أحد الذين تعرضوا إلى عقوبة الإعدام بالمقصلة في الأراضي الجزائرية، وهو أحد المواطنين الجزائريين الذين عارضوا الاحتلال الفرنسي وحاولوا مقاومته قبل نيل الجزائر استقلالها.
بدأ تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة في حق الوطنيين الجزائريين عام 1864 ثم تتابع استخدام هذه الطريقة، ووصل عدد الجزائريين الذين تم إعدامهم بالمقصلة بين العامين 1956-1960 إلى 156 شخصًا في مدينة العاصمة ومدينة قسنطينة ومدينة وهران فحسب، وهذا يعني أن كثيرًا من المواطنين تعرضوا إلى هذه الطريقة من الإعدام.
ما هي أبرز المعلومات عن مقصلة الإعدام؟
استمر استخدام مقصلة الإعدام في الأراضي الفرنسية وقتًا طويلًا، كما أن فرنسا اعتمدت على هذه الطريقة للإعدامات في الدول التي احتلتها أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات عن الإعدام بالمقصلة:
- طبيعة المقصلة: تتكون المقصلة من نصل حاد يتم تعليقه بين عامودين، ويسقط هذا النصل على رقبة الشخص المكشوفة مما يؤدي إلى قطعها في ضربة واحدة فحسب دون الحاجة إلى ضربة أخرى.
- التوقف عن استخدام المقصلة: في السابق تم استخدام المقصلة لتنفيذ عقوبات الإعدام من قبل عدة دول حول العالم، إلا أن هذه الطريقة في الإعدام لم تعد مستخدمة خلال الوقت الراهن حسب موقع ستادي.
- سبب تطوير المقصلة: بالأصل تم تطوير المقصلة في فرنسا للوصول إلى طريقة أكثر إنسانية في تنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين، كما أنها كانت طريقة أكثر مساواة في تنفيذ أحكام الإعدام.
- الإعدام أمام المشاهدين: كان تنفيذ أحكام الإعدام بالمقصلة مع وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يشاهدون ذلك، وكان البعض يحضرون بشكل يومي لمشاهدة تنفيذ عقوبات الإعدام أيضًا.
- وجود المقصلة في ألعاب الأطفال: كان الأطفال يشاهدون عمليات الإعدام بالمقصلة أحيانًا في السابق، وتمت صناعة لعب مصغرة للأطفال على شكل مقصلة أيضًا خلال تلك الفترة، وكانت واحدة من الألعاب الشعبية.
- إجراء الدراسات على الرؤوس المقطوعة بالمقصلة: قام العلماء بإجراء عدة دراسات على رؤوس المحكوم عليه بالإعدام عن طريق المقصلة بعد تنفيذ العقوبة، وكانت دراسات مروعة في بعض الأحيان.
اقرأ/ي أيضًا: