تحقيق مسبار
بعد قرابة عقدين من القتال المتواصل ضد جيش الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي الذي يشاركه؛ استطاعت حركة طالبان العودة إلى السلطة مرةً أخرى في أفغانستان؛ فإن الولايات المتحدة شنّت عليها حربًا عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001، مما أدى إلى انهيار حكومة طالبان الأولى حتى تمكّنت من تشكيل حكومة ثانية عام 2021.
ما هي الدول التي اعترفت بطالبان؟
بالرغم من وجود بعض الدول التي أقامت جسور علاقة مع حركة طالبان بعد سيطرتها على الأراضي الأفغانية؛ إلا أن هذه الدول لم تعترف بالإمارة الإسلامية -حسب التسمية التي تقر بها الحركة- حتى الوقت الراهن، وهذا يعني عدم وجود اعتراف رسمي بحركة طالبان حتى بعد مرور ما يزيد على عامين من سيطرتها.
من هم حركة طالبان؟
عند البحث لمعرفة ما هي حقيقة حركة طالبان يتضح بأنها حركة إسلامية نشأت في منتصف التسعينيات بعد انسحاب قوات الاتحاد السوفياتي من الأراضي الأفغانية، وبدأت هذه الحركة بقوة صغيرة من الطلبة وعلماء الدين الأفغان الذين يريدون مواجهة الفساد والجريمة حسب موسوعة بريتانيكا، ثم أصبحت قوة أكبر استطاعت إحكام سيطرتها على أفغانستان فيما بعد.
في عام 2023 انتشرت بعد المقاطع المرئية التي ادعى ناشروها بأنها تظهر حشد قوات طالبان على الحدود مع إيران بعد الاشتباكات التي وقعت بينهما؛ إلا أن تحقيق مسبار راجع هذه المقاطع ووجد بأنها قديمة تعود إلى العام السابق، وكان الادعاء الذي تتضمنه ادعاءً مضللًا.
من هو زعيم طالبان الحالي؟
يشغل هبة الله آخند زاده منصب زعيم طالبان الحالي، وفيما يأتي بعضًا من التفاصيل والمعلومات حوله:
- العمر الحالي: لا يُعرف بالضبط كم يبلغ عمر زعيم حركة طالبان الحالي هبة الله آخند زاده؛ إلا أن التقديرات تشير إلى كونه في الستينيات من العمر حسب وكالة بي بي سي.
- المقاومة ضد السوفيات: خلال ثمانينيات القرن العشرين شارك هبة الله آخند زاده في الحروب والمقاومة الإسلامية، التي وقعت ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، إلا أن سمعته كانت أقرب إلى أن يكون زعيمًا دينيًا.
- رئاسة المحاكم الشرعية: خرج الاتحاد السوفياتي من الأراضي الأفغانية خلال تسعينيات القرن العشرين، وفي التسعينيات شغل هبة الله آخند زاده منصب منصب رئيس المحاكم الشرعية داخل أراضي أفغانستان.
- المسؤوليات الحالية: بصفته القائد الأعلى لحركة طالبان في الوقت الراهن يتولى هبة الله آخند زاده كلًا من المسؤوليات الدينية، بالإضافة إلى المسؤوليات العسكرية والمسؤوليات السياسية معًا.
من هو زعيم حركة طالبان الأول؟
لم يكن الملا محمد عمر مجاهد مؤسس الحركة فحسب، وإنما هو زعيم حركة طالبان الأول أيضًا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من المعلومات حوله:
- تاريخ الوفاة: ولد الملا عمر قرابة قندهار في أفغانستان بين العامين 1950-1962مما يعني أن تاريخ ولادته غير معروف على التحديد إلا أنه توفي في باكستان خلال شهر أبريل/نيسان من عام 2013.
- الإعلان عن الوفاة: بالرغم من وفاة الملا عمر -مؤسس حركة طالبان وزعيمها الأول- عام 2013 إلا أن الحركة لم تعلن عن وفاته حتى مرور عامين؛ فإنها أعلنت عن ذلك عام 2015 ليتولى الملا أختر منصور الزعامة.
- الدراسة: لا يعرف على التحديد المستوى التعليمي النظامي الذي تلقاه الملا عمر إلا أنه تلقى تعليمه الديني في مدرسة العلوم الإسلامية حتى الغزو السوفياتي مع نهاية سبعينيات القرن العشرين.
- المشاركة في الحروب ضد السوفيات: خلال الثمانينيات شارك الملا عمر في الحروب ضد الاتحاد السوفياتي، وأصيب بشظية أدت إلى فقده البصر في إحدى عينيه في هذه الحروب.
- أمير أفغانستان: في عام 1996 استطاعت حركة طالبان تأسيس الإمارة الإسلامية الأولى في أفغانستان، وشغل الملا محمد عمر مجاهد منصب الأمير في هذه الفترة حتى سقوط الإمارة بعد الغزو الأمريكي.
- فترة الاختفاء: في عام 2001 أصبح الملا محمد عمر مجاهد مختفيًا عن الأنظار بعد الغزو الأمريكي للأراضي الأفغانية، واستمر اختفاؤه فترة طويلة مع تقديم مكافأة قدرها 10 مليون دولار أمريكي لمن يقتله.
كم عدد زعماء حركة طالبان حتى الآن؟
منذ تأسيسها وحتى الوقت الراهن وصل عدد زعماء حركة طالبان إلى 3 زعماء فحسب، وكان أولهم الملا محمد عمر مجاهد الذي قام بتأسيس الحركة، وقاد الإمارة الإسلامية الأولى التي استطاعت تأسيسه، ثم تبعه الملا أختر منصور حتى تم اغتياله، وبعدها أصبح هبة الله آخند زاده قائد الحركة، ولا يزال قائدًا لها إلى الآن.
من هم أبرز قادة طالبان بعد استلام الحكم؟
بعد استلامها الحكم في أفغانستان للمرة الثانية برز العديد من القادة لحركة طالبان إلى جانب زعيمها هبة الله آخند زاده، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز هؤلاء القادة:
- الملا محمد حسن آخُند: يشغل الملا محمد حسن آخُند منصب رئيس الوزراء في الإمارة الإسلامية الثانية التي أسستها حركة طالبان في أفغانستان، وهو أحد الرجال الذين شاركوا في تأسيس الحركة أيضًا، ويرأس مجلس قيادة الحركة.
- سراج الدين حقاني: يبلغ عمر سراج الدين حقاني قرابة 45 عامًا، وهو من المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، ويشغل منصب وزير الداخلية في أفغانستان بعد حكم طالبان.
- أمير خان متقي: إن أمير خان متقي واحد من أبرز القادة في حركة طالبان الأفغانية، وبعد سيطرة الحركة على أفغانستان عام 2021 تم تعيينه وزيرًا للخارجية.
- الملا عبد الغني برادر: إلى جانب كونه من المشاركين في تأسيس حركة طالبان يشغل الملا عبد الغني برادر منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة حركة طالبان، وهو الذي وقع على اتفاق الدوحة في شأن انسحاب القوات الأمريكية.
- الملا محمد يعقوب مجاهد: يشغل الملا محمد يعقوب مجاهد -ابن الملا محمد عمر مجاهد مؤسس حركة طالبان- منصب وزير الدفاع في حكومة طالبان لأفغانستان، وتشير التقديرات إلى أن عمره يزيد قليلًا عن 30 سنة.
- الملا عبد الحكيم: يشغل الملا عبد الحكيم منصب رئيس القضاة في حكومة حركات طالبان، ويتولى مسؤوليات الإشراف على النظام القضائي للحركة، كما أنه قاد الوفد المفاوض للولايات المتحدة في الدوحة.
- المولوي عبد السلام حنفي: يشغل المولوي عبد السلام حنفي منصب نائب رئيس الوزراء الملا محمد حسن آخُند في حكومة حركة طالبان، وكان واحدًا من الأعضاء في مفاوضات الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كم عدد حركة طالبان فترة السيطرة على أفغانستان؟
عندما بسطت حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان كان عدد الأعضاء في الحركة بين 70-100 ألف مقاتل حسب شبكة بي بي سي، وهذا يعني أن الأعداد ازدادت بشكل كبير مقارنةً بالعدد الذي كان يبلغ 30 ألف مقاتل تقريبًا قبل عقد واحد، واستطاع هؤلاء المقاتلون مقاومة الغزو الأمريكي 19 عامًا تقريبًا حتى خرج جيش الولايات المتحدة من أفغانستان بشكل كامل.
هل كانت الحرب ضد طالبان أطول حرب أمريكية؟
بالفعل كانت الحرب ضد حركة طالبان أطول حرب أمريكية على الإطلاق؛ فإن هذه الحرب استمرت قرابة 19 عامًا، وتكبدت الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة كثيرًا من الخسائر في الأموال والجنود، كما أن هذا الغزو انتهى بخروج الجيش الأمريكي من الأراضي الأفغانية، واستعادة سيطرة الحركة عليها خلال فترة وجيزة.
في بداية حربها على حركة طالبان في أفغانستان انضم تحالف دولي كامل إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلا أن هذا التحالف أنهى مهماته القتالية عام 2014 مع خسائر وصلت إلى 3,500 مقاتل في قوات التحالف، ووصلت خسائر الجيش الأمريكي إلى أكثر من 2,400 جندي، بينما خسرت المملكة المتحدة ما يزيد على 450 جنديًا.
هل حرب أمريكا على طالبان من أكثر الحروب دموية في القرن الحالي؟
لم تكن حرب أمريكا على حركة طالبان في أفغانستان أكثر الحروب دموية خلال القرن الحادي والعشرين؛ إلا أنها تحتل المرتبة الرابعة ضمن القائمة حسب موسوعة بريتانيكا، وتضمنت القائمة كلًا من الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك الحرب ضد بوكو حرام، والحرب الأهلية التي تواجهها اليمن.
اقرأ/ي أيضًا: