تحقيق مسبار
أدت حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا إلى وقوع هونغ كونغ تحت سيطرة بريطانيا، كما أن الصين أجبرت على تقنين التجارة بالأفيون بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها مع إنجلترا، وذلك بالرغم من الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها الأفيون، وسعي السلطات الصينية إلى القضاء عليه، ولكن الأفيون كان مصدر دخل للتجار البريطانيين في تلك الفترة.
متى وقعت حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا؟
وقعت حرب الأفيون الأولى بين الصين وإنجلترا عام 1839 واستمرت مدة 3 سنوات، ثم حدثت حرب الأفيون الثانية عام 1856 واستمرت حتى مرور قرابة 4 أعوام تقريبًا حسب موسوعة بريتانيكا، وكانت القوى في هذه الحرب غير متوازنة لصالح جيش المملكة المتحدة، مما تسبب بخسارة الصين في النهاية بعد سنوات من الحرب.
ما هو سبب حرب الأفيون الأولى؟
وقعت حرب الأفيون الأولى عام 1839 واستمرت حتى عام 1842؛ بسبب انتشار الإدمان على الأفيون داخل الأراضي الصينية، مما أجبر الحكومة على تدمير كمية هائلة من الأفيون الذي قام التجار البريطانيون بتخزينه في إقليم غوانغزو الصيني، وبعد ذلك تصاعد التوتر بين بريطانيا من جهة والحكومة الصينية من جهة، وانتهى ذلك باندلاع الحرب.
ما هي أسباب حرب الأفيون الثانية؟
تكمن أسباب حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا عام 1856 في رغبة بريطانيا العظمى وفرنسا بالحصول على امتيازات تجارية إضافية في الأراضي الصينية، بالإضافة إلى الحصول على المزيد من الامتيازات الإقليمية والقانونية، مما جعلها تترقب الذرائع التي تدخلها في حرب ثانية مع الصين، وكانت رغبات فرنسا وبريطانيا تشمل تقنين تجارة الأفيون في هذه الفترة.
من هم الطرفان المتحاربان في حرب الأفيون؟
كانت الأطراف المتحاربة في حرب الأفيون الثانية مختلفة عن حرب الأفيون الأولى؛ فإن حرب الأفيون الثانية عام 1856 وقعت بين الجيش الصيني من جهة والجيشين البريطاني والفرنسي من جهة أخرى، في حين وقعت حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا وحدهما عام 1839 وعرفت باسم حرب الأفيون الأولى.
ما هي نتائج حرب الأفيون الأولى؟
انتهت حرب الأفيون الأولى بانتصار بريطانيا العظمى على الصين مع استمرار تجارة الأفيون، وترتب على هذه الحرب كذلك فرض تعويض مالي على الصين لصالح بريطانيا العظمى بسبب خسائرها في الحرب، وكانت السيطرة على هونغ كونغ الصينية من نتائج حرب الأفيون الأولى أيضًا.
ما هي أهم المحطات التاريخية خلال حرب الأفيون الأولى؟
لا شك بأن هناك عدة من المحطات التاريخية التي مرت حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا، وتتضمن القائمة التالية أهم المحطات التاريخية في حرب الأفيون الأولى:
- انتشار تجارة الأفيون: خلال عام 1820 ازداد انتشار تجارة الأفيون من قبل التجار الأجانب -بما في ذلك التجار البريطانيين- داخل الصين مما تسبب بإدمان الأفيون، وهو ما انتهى بكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة.
- تدمير كميات كبيرة من الأفيون: في عام 1839 بدأت الحكومة الصينية بتدمير ومصادرة ما يزيد على 20 ألف صندوق أفيون تم تخزينها من قبل التجار البريطانيين، وهو ما تسبب ببدء الحرب.
- تقدم الجيش البريطاني: في عام 1840 وصلت قوة بريطانية استكشافية إلى هونغ كونغ، ثم تقدم الأسطول البريطاني عبر مصب نهر اللؤلؤ إلى كانتون خلال ذات العام.
- احتلال كانتون: بعد مرور عدة أشهر من المفاوضات غير المثمرة بين الصين وبريطانيا هاجمت القوات البريطانية كانتون عام 1841، مما أدى إلى احتلالها مع استمرار القتال في مناطق أخرى.
- الاستيلاء على نانجينغ: في عام 1842 استطاعت القوات البريطانية الاستيلاء على نانجينغ، وهو ما أدى إلى تقدم المفاوضات بشكل أكبر، وانتهى بتوقيع معاهدة بين لإنهاء الحرب وتوقف بريطانيا عن احتلال المزيد من المناطق.
كم سنة بقيت هونغ كونغ تحت احتلال بريطانيا بعد حرب الأفيون؟
خضعت هونغ كونغ لسيطرة بريطانيا مدة 155 عامًا تقريبًا بعد انتهاء حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا، وفيما يأتي بعضًأ من أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها هونغ كونغ بداية من الاحتلال البريطاني وحتى عودتها إلى الحكم الصيني:
- الخضوع لسيطرة بريطانيا: في عام 1842 تنازلت الصين عن جزيرة هونغ كونغ لبريطانيا العظمى بعد خسارة حرب الأفيون الأولى، وهي واحدة من النتائج التي ترتبت على هذه الحرب.
- توقيع اتفاقية بكين الثانية: في عام 1898 تم توقيع اتفاقية بكين الثانية بين الصين وبريطانيا، وهو ما منح بريطانيا حق السيطرة على هونغ كونغ مدة 99 عامًا إضافية.
- لجوء الصينيين إلى هونغ كونغ في الحرب الصينية اليابانية: وقعت الحرب الصينية اليابانية عام 1937، مما أجبر آلاف المواطنين الصينيين على الفرار إلى هونغ كونغ التي صارت ملجأً للصينيين أما تقدم اليابانيين.
- الاحتلال الياباني: في عام 1941 استطاعت اليابان احتلال هونغ كونغ، وبدأ تناقص الغذاء داخل هونغ كونغ في هذه الفترة، مما اضطر الصينيين إلى الفرار منها والذهاب إلى البر الرئيسي.
- انخفاض السكان في الحرب العالمية الثانية: كان عدد سكان هونغ كونغ 1.6 مليون نسمة تقريبًا عام 1941، إلا أن العدد تناقص بسبب الحرب العالمية الثانية حتى وصل إلى 650 ألف نسمة مع انتهاء الحرب عام 1945.
- إعادة تأسيس الحكومة المدنية: في عام 1946 -بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- أعادت بريطانيا تأسيس الحكومة المدنية في هونغ كونغ، وهو ما تسبب بزيادة عدد سكانها كثيرًا، وفرّ إليها كثير من السكان بسبب الحرب الأهلية.
- الانتعاش الاقتصادي: بحلول خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي شهدت هونغ كونغ انتعاشًا اقتصاديًا قائمًا على الصناعات الخفيفة؛ بما في ذلك صناعة المنسوجات.
- انتشار الاضطرابات: في ستينيات القرن العشرين انتشر السخط الاجتماعي والنزاعات بين القوى العاملة ذات الأجور المنخفضة، وتسبب ذلك باندلاع أعمال شغب، ولكن الظروف تحسنت مع نهاية الستينيات.
- ازدهار الاقتصاد: خلال السبعينيات من القرن العشرين أصبحت هونغ كونغ من القوى الاقتصادية الكبيرة في المنطقة، وأصبحت من المناطق التي يعتمد اقتصادها على صناعات تكنولوجية متقدمة.
- بدء المحادثات حول مستقبل هونغ كونغ: خلال عام 1982 بدأت جمهورية الصين الشعبية من جهة وبريطانيا من جهة أخرى بالمحادثات في شأن مستقبل هونغ كونغ.
- تحديد شروط عودة هونغ كونغ إلى الصين: وقعت جمهورية الصين الشعبية وبريطانيا إعلانًا مشتركًا عام 1984 بشأن شروط عودة هونغ كونغ إلى الحكم الصيني بعد 13 سنة.
- التصديق على دستور هونغ كونغ: وقعت جمهورية الصين الشعبية بشكل رسمي على دستور هونغ كونغ المصغر عام 1990، بالإضافة إلى التصديق على القانون الأساسي بعد التسليم.
- انهيار سوق الأوراق المالية: في عام 1992 -قبل تسليم هونغ كونغ بمدة 5 سنوات- تعرض سوق الأوراق المالية إلى الانهيار بعد سنوات من الازدهار الاقتصادي الذي شهدته المنطقة.
- التسليم الرسمي: بعد مرور 155 عامًا من انتهاء حرب الأفيون الأولى تمت إعادة هونغ كونغ إلى السلطات الصينية عام 1997، وكان تونغ تشو هوا أول رئيس صيني للمنطقة بعد تسليمها رسميًا حسب موقع هيستوري.
ما الذي ترتب على خسارة الصين لحرب الأفيون الثانية؟
في حرب الأفيون الثانية انتصرت بريطانيا وفرنسا على الصين، وبسبب ذلك تم تقديم تنازلات من قبل الحكومة الصينية لتقنين تجارة الأفيون بالإضافة إلى فتح المزيد من الموانئ الصينية أمامها، وإقامة المبعوثين الغربيين داخل مدينة بكين إضافة إلى حرية التنقل للمبشرين المسيحيين أيضًاوتم إعطاء الجزء الجنوبي من شبه جزيرة كولون لبريطانيا بعد هذه الحرب، وهي جزيرة مجاورة لهونغ كونغ.
هل كان عدد قتلى حرب الأفيون من الأكبر في التاريخ؟
حالت الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الصين وبريطانيا دون وقوع حرب الأفيون الثالثة، وإنما اقتصر الأمر على حرب الأفيون الأولى التي استمرت مدة 3 سنوات تقريبًا، وحرب الأفيون الثانية التي استمرت قرابة 4 سنوات، ولم يكن عدد قتلى حرب الأفيون بين الصين وإنجلترا من الأكبر في التاريخ، وإنما كانت الأعداد متواضعة مقارنة بالحروب التي انتهت بوقوع ملايين الضحايا؛ بما فيها الحرب العالمية الثانية، والحروب المغولية، وحروب الممالك الثلاث.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فرق بين بريطانيا وإنجلترا؟