يُعتبَر الألماس رمزًا للحب وللخلود، ومعادلًا للثروة والفخامة، وأحيانًا سببًا للحرب والاستغلال. ولعل أفريقيا هي أول مكانٍ يتبادر للذهن عند الحديث عن الألماس، وعن أكبر مناجمه، وأولى الدول في إنتاجه.

أين يوجد الألماس في أفريقيا؟

يوجد معظم الألماس في أفريقيا متركزًا في القسم الجنوبي من القارة، في دول بوتسوانا التي تعتبر بلد الألماس في أفريقيا والكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وتنزانيا وأنغولا.

تعتبر أفريقيا أضخم منطقة من حيث إنتاج الألماس في العالم، حيث تستحوذ على حصة تبلغ 51.4% من إنتاج الألماس عالميًا من حيث الوزن، وتصل حتى 66.4% من حيث القيمة النقدية للإنتاج. تليها أوروبا بإنتاج يقدر بنسبة 34.9%، ثم أمريكا الشمالية بحوالي 13.5%، وأخيرًا أمريكا الجنوبية بما يعادل 0.2% من الإنتاج العالمي من الألماس من حيث الوزن.

ويعد ذلك مفارقة إذا علمنا أن اكتشاف الألماس في أفريقيا يعتبر حديثًا نسبيًا، حيث يعود إلى أقل من 200 سنة مضت فحسب، ولم يتم استثماره بشكل إنتاجي إلا في بدايات القرن العشرين، وذلك في جنوب أفريقيا في البداية، ثم في بلدان أفريقية أخرى بعد عدة عقود.

لكن نجد أنه في ترتيب أكبر منتجي الألماس في العالم، تشغل عدة دول أفريقية معظم القائمة، فمن بين العشر دول الأوائل، هناك سبع دول أفريقية. تحتل بوتسوانا المركز الأول أفريقيًا، والثاني عالميًا، وهي المعروفة بلقب بلد الألماس في أفريقيا، وهي تسيطر على حصة تبلغ 19.11% من السوق العالمية، وتتميز بجودة الألماس المنتج فيها.

تليها الكونغو الديمقراطية، والتي تحتل المركز الرابع عالميًا بعد كندا، وذلك بحصة تبلغ 10.93% من سوق إنتاج الألماس العالمي، أما جنوب أفريقيا فتشغل 8.18% من السوق، وتشمل الدول الأفريقية الأخرى في هذه القائمة كل من ناميبيا وليسوتو وتنزانيا وأنغولا.

ما هي الدولة الأولى في إنتاج الألماس؟

الدولة الأولى في إنتاج الألماس هي روسيا، بكمية بلغت وفق تقديرات العام 2022 حوالي 42 مليون قيراط، متقدمة بفارق كبير على باقي الدول الأخرى المنتجة لهذه الثروة. تليها دولة بوتسوانا، والتي تعتبر بلد الألماس في أفريقيا، بإنتاج وصل عام 2022 إلى 24.8 مليون قيراط.

ولكن من حيث القيمة السوقية للألماس، تتقدم بوتسوانا على نظيرتها روسيا، فعلى الرغم من أن إنتاجها من حيث الكم هو 59% من إنتاج روسيا، إلا أن القيمة النقدية لتجارتها بالألماس هي حوالي 5 مليار دولار، وهي تقريبًا أعلى بمقدار 1.5 مرة من القيمة النقدية للألماس الروسي.

فالكمية الأضخم من الألماس لا تقابلها بالضرورة قيمة أعلى له في السوق العالمية، يعود ذلك إلى أن تسعير الألماس يتعلق بعدة عوامل، مثل اللون والمقطع والنقاوة، فالألماس في بوتسوانا يتميز بالجودة العالية، ويستخدم في تصنيع المجوهرات، بينما الألماس الروسي يخصص بشكل أساسي للاستخدامات الصناعية.

وعلى هذا الصعيد تصبح بوتسوانا هي الدولة الأولى في إنتاج الألماس، ويمكن اعتبارها ليس فقط بلد الألماس في أفريقيا، بل وفي العالم كله أيضًا.

أين توجد أهم مناجم الألماس؟

توجد أهم مناجم الألماس في دولة بوتسوانا، وهي المعروفة بلقب بلد الألماس في أفريقيا، وهو منجم جوانِنغ، والذي يعد الأغنى في العالم من حيث الإنتاج، فقد بلغ وفق تقديرات العام 2022 حوالي 13.5 مليون قيراط. ويقع هذا المنجم على الطرف الجنوبي من صحراء كالاهاري، ويبعد حوالي 200 كم عن العاصمة غابورون، وقد تم افتتاحه رسميًا في عام 1982. ويُعتبَر منجم جوانِنغ من أهم وأضخم مناجم الألماس في العالم، وهو منجم سطحي على شكل حفرة ضخمة، يبلغ قطرها حوالي كيلومترين، ويصل عمقها إلى 600 متر.

ما هي بلد الألماس؟

بلد الألماس هي دولة بوتسوانا في أفريقيا، حيث تمثل أرباح تجارة الألماس نصف إيرادات هذه الدولة، وهي الأولى أفريقيًا والثانية عالميًا من حيث إنتاج الألماس، كما وتشتهر بضخامة مناجمها، وتتميز بالجودة العالية للألماس المنتج في أراضيها.

أكبر مناجم الألماس في العالم

يُقدّر أن هنالك أكثر من 131 منجم ألماس قيد العمل حاليًا، وفيما يلي قائمة تضم أكبر 10 مناجم ألماس من حيث الإنتاج على مستوى العالم:

1. منجم جوانِنغ: يقع هذا المنجم في بوتسوانا، وهي الدولة المعروفة بلقب بلد الألماس في أفريقيا، وهو منجم سطحي، يقع في مقاطعة غالاغادي، وتملكه حكومة بوتسوانا، كما يعد هذا المنجم أكبر مناجم الألماس في العالم من حيث الإنتاج، والذي بلغ في العام 2022 حوالي 13.5 مليون قيراط، ويقدر أنه سيبقى قيد الاستثمار حتى العام 2036.
2. منجم كاو: يقع هذا المنجم في دولة ليسوتو، في أفريقيا أيضًا، وهو ينتج من الألماس ماقُدّر بحوالي 13.34 مليون قيراط في 2022، وسيستمر قيد التشغيل حتى العام 2034.
3. منجم أورابا: يقع في بوتسوانا كذلك، بلغ إنتاجه في 2022 ماوصل إلى 8.85 مليون قيراط، لذلك تعد بوتسوانا بحق بلد الألماس في أفريقيا، وهو منجم سطحي، مملوك من الحكومة، يقع في المقاطعة الوسطى، ويقدر أن تشغيله سيستمر حتى العام 2036.
4. منجم فينيتيا: يقع كذلك في أفريقيا، وتحديدًا في دولة جنوب أفريقيا، وهو منجم سطحي وتحت الأرض أيضًا، قدر إنتاجه من الألماس في 2022 بحوالي 5.83 مليون قيراط، وسيستمر استثماره حتى العام 2046.
5. مشروع غاهكو كوو: وهو منجم سطحي يوجد في كندا، أنتج في 2022 مابلغ 5.52 مليون قيراط، ويتوقع أن يبقى قيد العمل حتى العام 2030.
6. منجم إيكاتي: وهو أيضًا في كندا، يعد منجمًا سطحيًا وتحت الأرض، وصل إنتاجه في 2022 إلى 5 مليون قيراط، وسيستمر قيد التشغيل حتى 2028.
7. منجم جيوبيلي: يقع هذا المنجم في روسيا، منجم سطحي، أنتج في 2022 حوالي 4.99 مليون قيراط، وسييقى منتجًا حتى العام 2030.
8. منجم ديافيك: يوجد في كندا، وهو منجم تحت الأرض، بلغ إنتاجه 4.28 مليون قيراط في 2022، ولن يستمر تشغيله إلا لعام 2025.
9. منجم أوداكني: يوجد هذا المنجم في روسيا، وهو منجم تحت الأرض، قُدّرت الكميات المستخرجة منه في 2022 بحوالي 3.74 مليون قيراط، موعد إغلاقه المتوقع هو 2037.
10. مشروع فلاديمير غريب: يقع كذلك في روسيا، وهو منجم سطحي، ورغم أنه يتذيل قائمة أكبر مناجم الألماس في العالم، إلا أن إنتاجه ليس صغيرًا، وقد وصل إلى 3.35 مليون قيراط وفق تقديرات العام 2022، وسيبقى مستثمرًا حتى 2033.

سعر الألماس في جنوب أفريقيا

على عكس الاعتقاد الشائع، إن جنوب أفريقيا ليست أرخص دولة لشراء الألماس، وذلك على الرغم من كونها أحد أكبر منتجي الألماس في العالم، بل إن سعر الألماس في جنوب أفريقيا مشابه لأسعاره في الولايات المتحدة وأوروبا، وفيما يلي أهم أسباب ارتفاع سعر الألماس في جنوب أفريقيا:

• ارتفاع تكاليف التنقيب عن الألماس، من حيث تكلفة المعدات والمنشآت وبروتوكولات السلامة، والتي تعد عالية.
• ارتفاع الضرائب المفروضة على الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الألماس، وإلزامها بالخضوع للقوانين والتشريعات الخاصة بحماية البيئة وحقوق العمال، كل هذا يرفع تكاليف الإنتاج، ويجعل سعر الألماس في جنوب أفريقيا أعلى من مثيله في دول أخرى.
• تكلفة نقل الألماس للخارج من أجل تقييمه في المعاهد الدولية المختصة.
• هامش الربح لتجار التجزئة في جنوب أفريقيا، وهو مماثل لما هو عليه في الدول الأخرى.

 كل ذلك يجعل سعر الألماس النهائي في جنوب أفريقيا مرتفع نسبيًا بالرغم من كونها بلدًا منتجًا له.

أرخص دولة لبيع الألماس

قد يختلف سعر الألماس من مصدر إلى آخر، وفيما يلي عرض لثلاث دول تقدم أرخص سعر لبيع الألماس في العالم:

1. الهند: تعتبر الهند عاصمة صقل الألماس، وهي بلا منازع أرخص دولة لبيع الألماس، ويعود ذلك للحجم الضخم لصناعة قطع وصقل الألماس فيها، حيث تغطي هذه الصناعة 90% من صناعة المجوهرات العالمية، كما أن السوق التنافسية في هذا البلد تساهم في تخفيض سعر الألماس فيه، إضافة إلى رخص أجور الأيدي العاملة.
2. بلجيكا: تعد بلجيكا مركز تجارة الألماس في العالم، وتحديدًا مدينة أنتْويرب، وهي ثاني أرخص دولة لبيع الألماس، وهو مايرجع لكون 80% من تجارة الألماس تمر عبرها، وتحديدًا في أنتْويرب، مما يجعلها سوقا مزدحمة وذات أسعار تنافسية في هذا المجال.
3. الإمارات العربية المتحدة: أصبحت الإمارات لاعبًا مهمًا في سوق تجارة الألماس الدولية، وهي تأتي ثالثًا من حيث كونها أرخص دولة لبيع الألماس، وهذا يعود لقلة الضرائب المفروضة على هذه التجارة، ولغياب تعرفة الاستيراد بالنسبة لهذا المنتج، كما أن موقع الدولة الواصل بين البلدان المنتجة في أفريقيا، وأسواق التصريف الضخمة في آسيا وأوروبا، يلعب دورًا في ذلك، إضافة إلى التنافس العالي بين المئات من تجار الألماس المتمركزين في هذا البلد.

احتياطي الألماس في العالم

إن معظم احتياطي الألماس في العالم يتركز في دولتين، هما دولة روسيا الاتحادية، ودولة بوتسوانا، وتعتبر هذه الأخيرة بلد الألماس الأول في أفريقيا.

وبالحديث بلغة الأرقام، تحتل روسيا المرتبة الأولى من حيث احتياطي الألماس في العالم، وذلك باحتياطي يبلغ مايقارب 600 مليون قيراط، بينما تأتي بوتسوانا في المرتبة الثانية عالميًا، والأولى على مستوى أفريقيا، باحتياطي ألماس يصل إلى 300 مليون قيراط، مما يجعلها بحق بلد الألماس في أفريقيا.

في المرتبة الثالثة نجد الكونغو الديمقراطية، وذلك باحتياطي ألماس يقارب 150 مليون قيراط، تليها جنوب أفريقيا، والتي تملك احتياطي ألماس يقدر بحوالي 120 مليون قيراط، أما أستراليا فتملك احتياطي يساوي 11 مليون قيراط، فيما يتوزع باقي الاحتياطي على عدة دول أخرى وذلك بكمية تقارب 120 مليون قيراط.

اقرأ/ي أيضًا:

هل مناجم الذهب في أفريقيا هي الأكبر حول العالم؟

هل يمكن صناعة الألماس؟

هل يفقد الألماس قيمته عند البيع، وهل يوجد عوامل مؤثرة أخرى؟

هل يوجد اختلاف بين أنواع الأحجار الكريمة؟