تحقيق مسبار
تهب رياح الخماسين على الكثير من دول الوطن العربي، وتؤدي إلى انتشار الأتربة والغبار على نطاق واسع، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حدة أعراض مشاكل الجهاز التنفسي والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. في بعض الأحيان تكون هذه الرياح مُحمّلة بالكثير من الغبار مما يؤدي إلى تعطيل الرؤية بشكل كبير، كما أنها تؤثر على المركبات وتوليد الطاقة، وغير ذلك من الآثار السلبية.
من أين تهب رياح الخماسين؟
وضحت موسوعة بريتانيكا من أين تهب رياح الخماسين؛ فإنها تهب من الجهة الجنوبية أو الجهة الجنوبية الشرقية، وتصل درجات الحرارة في فترة هبوبها إلى أكثر من 40 درجة سيليسيوس في الغالب. ربما يستمر ارتفاع درجات الحرارة عندما تهب رياح الخماسين عدة أيام، ثم تعود إلى معدلاتها الطبيعية بعد ذلك ثم تهب مرة أخرى.
ما هي رياح الخماسين؟
يمكن تعريف رياح الخماسين بأنها رياح جنوبية أو جنوبية شرقية جافة فصليّة، وتتقدم هذه الرياح من الصحراء الكبرى في قارة أفريقيا ثم تنتقل لتصل إلى الأراضي المصرية وبلاد الشام بالإضافة إلى شبه الجزيرة العربية، وهذا يعني أنها تجوب نطاقًا جغرافيًا واسعًا يمتد لآلاف الكيلومترات من منطقة التشكُّل وإلى المناطق التي تصلها الرياح.
كيف تتشكل رياح الخماسين؟
تتشكّل رياح الخماسين عندما يتحرك مركز الضغط المنخفض شرقًا فوق الصحراء الكبرى في قارة أفريقيا أو جنوب البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يؤدي إلى جلب الهواء الجاف الدافئ شمالًا من الصحراء الكبيرة مع ما يحمله من الغبار والرمال؛ نظرًا للمناطق التي يتشكّل ويمرُّ بها حتى يصل إلى الوجهة النهائية.
لماذا سميت رياح الخماسين بهذا الاسم؟
حسب الموسوعة العربية الرقمية تُعرف رياح الخماسين بهذا الاسم لأنها تهب في شهر نيسان بعد مرور قرابة خمسين يومًا من بداية فصل الربيع، مما يعني أن اسمها يرتبط بالفارق الزمني بين بدء الربيع وموعد ظهور هذه الرياح، بينما يعود السبب -حسب موسوعة بريتانيكا- إلى مدة الرياح التي تستمر 50 يومًا.
متى تبدأ رياح الخماسين ومتى تنتهي؟
عند البحث لمعرفة في أي فصل تهب رياح الخماسين يتضح بأنها تبدأ خلال فصل الربيع؛ فإن بدايتها تكون خلال شهر أبريل/نيسان من كل عام ميلادي، وهو أحد شهور فصل الربيع، وأما عن انتهائها؛ فإنه يكون خلال شهر يونيو/حزيران من كل عام ميلادي، وهذا يعني أنها تستمر فترة طويلة نسبيًا.
كيف تؤثر رياح الخماسين على الطقس؟
تكون رياح الخماسين مُحمّلة بالرمال والغبار مما يؤدي إلى انتشارهما في الأجواء، كما أنها تسبب بارتفاع درجات الحرارة حتى تصل إلى أكثر من 40 درجة سيليسيوس، وينتج عن هذه الرياح هبوط في نسبة الرطوبة. أما عن معدلات سرعة هذه الرياح اليومية خلال فصل الربيع؛ فإنه يبلغ 8.8 كيلومتر في الساعة تقريبًا حسب أحد الأبحاث.
هل هناك عدة أسماء يتم تداولها لرياح الخماسين؟
بالفعل هناك عدة أسماء يتم تداولها لرياح الخماسين في الوطن العربي، ومنها: رياح القبلي المشهورة في الأراضي السودانية، ورياح الطوز كما يسميها السكان في دول الخليج العربي والعراق، ويطلق على هذه الرياح كذلك اسم رياح الشروقي، ولها العديد من الأسماء الأخرى في أماكن مختلفة ضمن المنطقة التي تهب فيها.
هل تخصيب النظم البيئية والبرية من فوائد رياح الخماسين؟
إن تخصيب النظم البيئية والبرية من فوائد رياح الخماسين؛ فإن هذه الرياح تقوم بنقل حبوب اللقاح مما يؤدي إلى تلقيح المزروعات والأشجار بشكل كبير. يمكن لهذه الرياح كذلك -نظرًا لمرورها ضمن نطاق جغرافي واسع- نقل الجسيمات الصغيرة حتى آلاف الكيلومترات أحيانًا، ولكن لها العديد من الأضرار الصحية أيضًا.
هل تؤثر رياح الخماسين على مرضى الجهاز التنفسي؟
تؤثر رياح الخماسين على صحة مرضى الجهاز التنفسي بشكل سلبي، وذلك لما تحمله هذه الرياح من الغبار والأتربة، وربما تؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض بما فيها الصفير والسعال. فيما يأتي بعضًا من النصائح لتجنب أضرار رياح الخماسين على صحة المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي:
- معرفة التنبؤات الجوية: يجب على المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي متابعة نشرات التنبؤات الجوية بشكل مستمر، وذلك حتى يتم التخطيط جيدًا للقيام بمختلف الأنشطة أو البقاء في المنزل حسب الموعد المتوقع للعواصف الغبارية.
- البقاء في الداخل: إذا لم يضطر المصاب بمشاكل الجهاز التنفسي إلى الخروج من المنزل؛ فينبغي عليه البقاء في الداخل لتجنب التعرض إلى الأتربة والغبار، وضمان عدم ظهور أية أعراض سلبية على الجسم.
- استخدام المُكيّف: إلى جانب البقاء داخل المنزل قدر الإمكان من الجيد تشغيل نظام التكييف مع تكرير الهواء من الداخل، وذلك ليضمن المصابون بمشاكل الجهاز التنفسي إعادة تدوير الهواء وترشيحه من الغبار بشكل أكبر.
- إغلاق نوافذ السيارة: عند الخروج في السيارة؛ لا بد من إغلاق نوافذها جيدًا حتى لا يتسرّب الغبار والتراب إلى الداخل، وعند تشغيل المكيف؛ ينبغي ضبط الهواء ليتم تكريره من الداخل وعدم إدخال الهواء من الخارج.
- تغطية الوجه: عند الحاجة إلى الخروج من المنزل؛ ينبغي على المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي استخدام أقنعة الوجه أو الأقمشة المبللة لتغطية الأنف والفم، وضمان عدم وصول الغبار والأتربة إلى الجهاز التنفسي.
- اصطحاب الماء: في حالة الخروج من المنزل أثناء فترة رياح الخماسين وغيرها من العواصف الترابية الأخرى؛ لا بد على المصابين بأمراض الجهاز التنفسي اصطحاب الماء لضمان بقاء الجسم رطبًا.
- تناول مضادات الهيستامين: يمكن لمضادات الهيستامين أن تقلل من الأعراض والآثار السلبية التي تظهر على المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي، ولذلك من الجيد الحصول على هذه المضادات -بعد استشارة الطبيب- أثناء فترة رياح الخماسين.
- تجنب ممارسة الرياضة العنيفة: ربما تؤدي الرياضة العنيفة إلى زيادة أعراض المشاكل التنفسية أثناء رياح الخماسين، ولذلك ينبغي على المصابين تجنب هذه الفئة من الرياضات المختلفة وممارسة الرياضات الخفيفة أو متوسطة الشدة.
ما أبرز أضرار رياح الخماسين؟
لا شك بأن هناك العديد من الأضرار التي تتسبب بها رياح الخماسين إلى جانب أضرارها على صحة المصابين بأمراض ومشاكل الجهاز التنفسي، ومنها: التأثير على مستويات الرؤية إذا كانت محملة بالكثير من الغبار والأتربة، كما أنها تؤدي إلى إلى قتل الماشية أحيانًا، وتلحق الأضرار بالمحاصيل الزراعية، وتجرف التربة السطحية.
يمكن لرياح الخماسين -وغيرها من العواصف الرملية والترابية- أن تتسبب بتعطيل الاتصالات أحيانًا، وتؤثر على توليد الطاقة، بالإضافة إلى التأثير السلبي على سلاسل الإمداد بسبب ضعف مجال الرؤية والمشاكل الميكانيكية التي يمكن أن تنتج عن الغبار، وهذا يعني أن أضرار رياح الخماسين لا تقتصر على مجال واحد.
هل توجد إرشادات لتجنب أضرار رياح الخماسين؟
توجد العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن الاعتماد عليها لتجنب أضرار رياح الخماسين أو التقليل منها، وتتضمن القائمة الآتية العديد من هذه الإرشادات:
- تجنب دخول أماكن العواصف الترابية: إذا تعرض الأفراد إلى العاصفة الترابية من رياح الخماسين أثناء القيادة على الطريق؛ فعليه تجنب دخول العاصفة في حالة كان يستطيع ذلك، وإنما يجب الابتعاد عن العاصفة قدر الإمكان.
- ارتداء النظارات: في حالة اضطر المرء إلى الخروج أثناء هبوب رياح الخماسين وما تحمله من أتربة وغبار؛ فلا بد من ارتداء النظارات التي تضمن المحافظة على سلامة العيون، وذلك مع لف قطعة قماش على الرأس لحمايته بالكامل.
- البحث عن مأوى مناسب: يجب البحث عن المأوى المناسب إذا كانت العاصفة شديدة -خلال فترة رياح الخماسين- في حالة التواجد خارج المنزل، ويمكنه البقاء في السيارة، أو البحث عن منزل قريب، أو الاختباء خلف صخرة.
اقرأ/ي أيضًا:
