تحقيق مسبار
يتدرب البعض على حبس النفس مدة طويلة تتجاوز 10 أو 20 دقيقة، ولكن الإنسان الطبيعي يستطيع حبس نفسه مدة تصل إلى 90 ثانية، ومع الاستمرار في التدريب تزداد سعة الرئتين بشكل طردي، وهو ما يسمح بحبس النفس حتى مرور وقت أطول. يجدر الذكر بأن عدم مراعاة الإرشادات السليمة في حبس الأنفاس تؤدي إلى أعراض ومضاعفات خطيرة أحيانًا.
ما أطول مدة حبس النفس تم تسجيلها؟
وضحت موسوعة غينيس للأرقام القياسية ما هي أطول مدة لحبس النفس للرجال؛ فإن هذه المدة وصلت إلى 24 دقيقة بالإضافة إلى 37.36 ثانية، وتم تسجيلها تحت الماء، وأما عن أطول مدة تم تسجيلها لحبس النفس بالنسبة للنساء؛ فإنها بلغت 18 دقيقة بالإضافة إلى 32.59 ثانية حسب موسوعة غينيس، وذلك حتى يوم 11 مايو/أيار من عام 2024، وهذا يعني وجود فارق كبير بين المدة الأطول لحبس النفس بين الرجال والنساء.
هل تم تسجيل كثير من الأرقام القياسية لحبس النفس؟
هناك العديد من الأرقام القياسية التي تم تسجيلها حول حبس النفس بالفعل، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من هذه الأرقام حتى يوم 11 مايو/أيار من عام 2024:
- أطول فترة حبس نفس أثناء السباحة تحت الجليد للذكور مع بدلة غوص وزعانف: تمكّن ستيج أفال سيفيرينسن من حبس نفسه حتى انقضاء مسافة تصل إلى 152.4 متر أثناء السباحة تحت الجليد، وهو ما جعله يسجل رقمًا قياسًا جديدًا.
- أطول فترة حبس نفس أثناء السباحة تحت الجليد للذكور مع زعانف ودون بدلة غوص: في عام 2024 قام كريستيان تونيم بالسباحة مسافة 85.02 متر تحت الجليد مع زعانف ودون بدلة غوص، وهو الرقم القياسي المُسجّل إلى الآن.
- أطول فترة حبس نفس أثناء السباحة تحت الجليد للإناث مع زعانف ودون بدلة غوص: سبحت ماندي سمنر مسافة وصلت إلى 75.13 متر مع حبس نفسها تحت الجليد، وتم تسجيل هذا الرقم القياسي عام 2024 للإناث.
- أطول فترة حبس نفس خلف الشاشة لممثل رئيسي: في عام 2022 قامت كيت وينسليت بحبس نفسها 7 دقائق بالإضافة إلى 15 ثانية خلف الشاشة، وهو ما جعلها صاحبة الرقم القياسي الساري حتى الوقت الراهن.
كم يبلغ معدل حبس النفس الطبيعي؟
يتراوح معدل حبس النفس الطبيعي بين 30-90 ثانية حسب ميديكال نيوز توداي، ويمكن للشخص زيادة هذه المدة مع مرور الوقت حتى تصل إلى عدة دقائق عوضًا عن الدقيقة والنصف، ولذلك تمكّن البعض من حبس أنفاسهم مدة تتجاوز 20 دقيقة، مما يعني أنهم وصلوا إلى أرقام تزيد عن المعدل الطبيعي بأكثر من 10 أضعاف بعد التدريب المستمر.
هل توجد إرشادات لزيادة القدرة على حبس النفس؟
لا شك بأن هناك عدة من الإرشادات التي يمكن الاعتماد عليها لزيادة القدرة على حبس النفس، وتعزيز سعة الرئتين، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من الإرشادات:
- القيام بأنشطة التنفس العميق: توجد العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها عند ممارسة التنفس العميق بالطريقة الصحيحة، ومنها تعزيز القدرة على حبس النفس لوقت أطول.
- التدرب على طرد ثاني أكسيد الكربون: يمكن أن يساعد التدرب على طرد ثاني أكسيد الكربون قبل أخذ الأكسجين على زيادة مخزون الجسم من الأكسجين بشكل أكبر، وهو ما يمكنه أن يزيد من القدرة على حبس النفس.
- حبس النفس مدة 90 ثانية: يستطيع المرء محاولة استخدام مؤقت وحبس النفس مدة 90 ثانية للتكيف مع الإحساس بالبقاء دون هواء، وينبغي تجنب حبس النفس مدة أطول في البداية حتى لا يتعرض الجسم إلى أضرار.
- التوقف عن التنفس أطول فترة ممكنة: يمكن للشخص الاسترخاء واختيار مكان هادئ ثم الجلوس وحبس النفس لأطول فترة ممكنة مع الاستمرار بهذا التمرين وزيادة الوقت مع مرور الوقت.
- الزفير ببطء: عندما يواجه الشخص صعوبةً في حبس النفس مزيدًا من الوقت؛ فعليه محاولة الزفير ببطء وتجنب إخراج جميع الهواء بسرعة، وذلك ليزداد وقت حبس الأنفاس مدة أطول.
- التدرب مع وجود شريك: من الجيد الحرص على وجود شريك آخر أثناء التدرب على حبس النفس مدة أطول، وذلك لأن الشريك يمكنه مراقبة الشخص والتدخل في الوقت المناسب عند الحاجة إلى ذلك.
هل حبس النفس يدل على صحة الرئة؟
لا يدل حبس النفس على صحة الرئة بالضرورة، ولكنه يدل على زيادة سعتها مقارنةً بسعة الرئة عند الأشخاص الطبيعيين، ولذلك يحتاج الأمر إلى تدريب مستمر حتى يتمكًن الشخص من حبس النفس مدة أطول؛ فإن سعة الرئة تزداد بشكل تدريجي مع مرور الوقت واتباع الإرشادات التدريبية الصحيحة لهذه الغاية.
ما أبرز فوائد حبس النفس؟
تشمل فوائد حبس النفس المحتملة -حسب بعض الدراسات- منع تلف الخلايا الجذعية في الدماغ، والتأثير الإيجابي على قدرة الجسم في التعامل مع الالتهابات، وتجديد أنسجة المخ، كما يمكن لتعزيز القدرة على حبس النفس أن يزيد من قدرة الجسم على مقاومة العدوى البكتيرية أيضًا، ولكن حبس النفس ربما يتسبب ببعض الأضرار إذا زاد عن قدرة الجسم.
هل يمكن أن يؤدي اختبار حبس النفس إلى الوفاة؟
لا يمكن أن يؤدي اختبار حبس النفس إلى الوفاة في حالة كان المرء خارج الماء؛ فإن الإنسان يفقد الوعي في النهاية إذا استمر بحبس نفسه فترة طويلة، وذلك حتى يأخذ النفس بشكل قسري مرة أخرى، وأما إذا كان ذلك تحت الماء؛ فإنه ينتهي بالإغماء ثم الموت نتيجةً للغرق في حالة لم يتم إنقاذ الشخص.
هل كتم النفس يضر القلب؟
بالفعل يمكن لحبس النفس أن يؤدي إلى إلحاق الأضرار بالقلب؛ فإنه يتسبب بانخفاض سرعة النبض نتيجة لنقص مستويات الأكسجين، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى السكتة القلبية. لا تقتصر الأضرار على القلب، وإنما تؤثر الأضرار على الكبد والكلى في بعض الأحيان أيضًا، وتزداد الأضرار في حالة ممارسة تمارين خاطئة أو إذا كان حبس النفس قسريًا.
هل أضرار حبس النفس عديدة؟
توجد العديد من الأضرار التي يمكنها أن تنتج عن حبس النفس، ومنها ما يأتي حسب هيلث لاين:
- الغرق: ربما يتعرض الإنسان إلى الغرق إذا استمر بحبس نفسه تحت الماء حتى تعرض إلى الإغماء؛ فإن ذلك يتسبب بدخول الماء إلى الرئتين وامتلائهما به، وفي بعض الحالات تكون هذه الحالة خطيرة على الجسم، وربما تنتهي بالموت.
- زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون: مع الاستمرار بحبس النفس زيادة عن المعدل الطبيعي ترتفع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم، وتقل نسبة الأكسجين، وهو ما يؤدي إلى الآلام بالإضافة إلى بعض الأعراض والآثار الأخرى.
- مرض تخفيف الضغط: يُطلق على مرض تخفيف الضغط اسم داء الغواص أيضًا، ويحدث هذا المرض عندما تبدأ ذرات النيتروجين بتشكيل فقاعات في مجرى الدم عوضًا عن التخلص من الدم.
- التخدّر بالنيتروجين: يُصاب البعض بما يطلق عليه اسم التخدر بالنيتروجين أحيانًا نتيجة لحبس النفس، وهو تراكم خطير لغازات النيتروجين في الدم، وتؤدي إلى الشعور بالارتباك أو السكر، وهي شائعة عند الغواصين في أعماق البحار.
ماذا يحصل عند حبس النفس مع مرور الوقت؟
يمكن للشخص كتم النفس 30 ثانية بشكل طبيعي ثم تبدأ ظهور بعض الأعراض بعد انتهاء هذه المدة بالنسبة إلى الأشخاص العاديين، وأول هذه الأعراض: الشعور بآلام غير مريحة في الرئتين، وبعد مرور دقيقتين تبدأ تشنجات المعدة، ثم يبدأ الشعور بالدوار بعد مرور 3 دقائق، وفي حالة الوصول إلى 5 دقائق يبدأ الجسم بالاهتزاز، ويفقد الشخص الوعي عند حلول 6 دقائق عادة، وذلك بالنسبة إلى الاشخاص الطبيعيين غير المدربين على حبس الأنفاس فترات طويلة.
اقرأ/ي أيضًا:
من هو صاحب أطول نفس تحت الماء؟