تحقيق مسبار
تعددت أنواع المطر عند العرب بناءً على شدته أو الوقت أو المكان الذي يهطل فيه أو عليه وغير ذلك من المعايير الأخرى، ونصّت المعاجم العربية على أسماء المطر ومعانيها في اللغة العربية. يتم تقسيم أنواع الأمطار علميًا بشكل أساسي بناءً على طريقة تشكله في العديد من المصادر، ومنها: الأمطار التضاريسية، والأمطار الإعصارية.
ما هي أنواع المطر؟
بشكل أساسي يتم تقسيم المطر إلى 3 أنواع، وهي: الأمطار التضاريسية، والأمطار الرعدية، والأمطار التصاعدية. يتمتع كل واحد من أنواع المطر بالعديد من الخصائص التي يتميز بها عن غيره، ويمكن التفريق بينها من خلال الأسباب التي أدت إلى تشكيل الأمطار، والمناطق التي تتشكّل فيها، ومدة الهطول.
بماذا تتميز الأمطار التضاريسية؟
تتشكّل الأمطار التضاريسية (Orographic Rainfall) عندما تصطدم إحدى الكتلات الهوائية بالمرتفعات الجبلية، وفيما يأتي بعضًا من مميزات هذه الأمطار:
- أماكن الحدوث: تحدث الأمطار التضاريسية عادةً في المناطق الجبلية التي تتمتع بمناخ رطب نتيجةً لاستمرار هبوب الرياح في جانب الجبال.
- جهة غزارة الأمطار التضاريسية: عادةً ما تكون الأمطار التضاريسية غزيرة على السفوح التي تواجه اتجاه الكتلة الهوائية التي تسببت بهذا النوع من أنواع المطر.
- الجهة التي تقل فيها غزارة الأمطار التضاريسية: تكون غزارة الأمطار التضاريسية منخفضة في الجهة المقابلة للكتلة الهوائية التي تسببت بالهطول خلافًا للسفوح التي تواجه هذه الكتلة.
كيف تتشكل الأمطار الإعصارية؟
يمرّ تشكُّل الأمطار الإعصارية (Cyclonic Rainfall) بعدة مراحل بداية من التقاء الكتل الهوائية، وحتى الهطول، وفيما يأتي توضيح لهذه المراحل:
- التقاء الكتلتين الهوائيتين: في حالة الأمطار الإعصارية تلتقي كتلتان هوائيتان وتصطدمان ببعضهما البعض، وتكون هاتين الكتلتين غير متجانستين، وتكون إحداهما دافئة في حين تكون الكتلة الأخرى باردة.
- التصادم وإنتاج الرعد: عندما تلتقي الكتلتان الهوائيتان يحدث التصادم بينهما، وهو ما يؤدي إلى سماع الرعد بالإضافة إلى إنتاج شرارة كهربائية معروفة باسم البرق.
- ارتفاع الكتلة الدافئة: نتيجةً للتصادم ترتفع الكتلة الهوائية الدافئة إلى الأعلى، وذلك بسبب الكثافة المنخفضة لهذه الكتلة مقارنة بالكتلة الباردة.
- نزول الكتلة الباردة: بسبب الكثافة المرتفعة التي تتمتع بها الكتلة الهوائية الباردة مقارنةً بالأخرى الدافئة؛ تنخفض هذه الكتلة إلى الأسفل بعد التصادم بين الكتلتين.
- حدوث التكاثف والهطول: يؤدي انخفاض الكتلة الهوائية الباردة وارتفاع الأخرى الدافئة إلى توفر الشروط المطلوبة للتكاثف وتشكّل المطر، وهو ما يتسبب بسقوط الأمطار الإعصارية في النهاية.
ما الذي تتميز به الأمطار التصاعدية؟
إن الأمطار التصاعدية (Conventional rainfall) من أنواع المطر الرئيسية، وتتضمن القائمة الآتية عدة من المميزات التي تتمتع به هذه الأمطار:
- سبب التشكّل: تتشكّل الأمطار التصاعدية عندما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسخين كتلة من الهواء البحري، مما يؤدي إلى انخفاض كثافتها وارتفاعها إلى الأعلى، ثم هطول الأمطار في النهاية عندما تبرد حرارتها أثناء التصاعد لأعلى.
- شدة الهطول: عادةً ما تكون الأمطار التصاعدية شديدة الغزارة عند الهطول، ولكنها لا تمتد حتى فترة طويلة كما في بعض الأنواع الأخرى من الأمطار، وتكون هذه الأمطار مصحوبة بالرعد والبرق عادةً.
- وقت التشكل المعتاد: عادةً ما يكون تشكُّل الأمطار التصاعدية خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، أو تكون في الجزء الذي يتمتع بأعلى درجات حرارة خلال اليوم.
ما الفروقات الأساسية بين أنواع المطر؟
هناك العديد من الفروقات التي يمكن الاعتماد عليها للتمييز بين أنواع المطر الرئيسية الثلاثة، وهي الفروقات الآتية حسب موقع ستادي:
- سبب التشكُّل: تتشكّل الأمطار الإعصارية عند اصطدام كتلة هوائية باردة بأخرى ساخنة، وتتشكّل التصاعدية عندما تتصاعد السحب بسبب تسخينها، وتتشكّل الأمطار التضاريسية عند اصطدام الكتلات الهوائية بالمرتفعات الجبلية.
- مدة الهطول: عادةً ما تكون الأمطار التصاعدية قصيرة مدة الهطول، وتستمر الأمطار التضاريسية فترة أطول، وأما الأمطار الإعصارية؛ فلا يمكن تحديد مدة طويلة أو قصيرة لهطولها.
- الحدوث المعتاد: عادةً ما تحدث الأمطار التصاعدية في المناطق الاستوائية أو في أوقات اليوم مرتفعة الحرارة، وتحدث الأمطار التضاريسية في المنطقة الجبلية ذات المناخ الرطب، والإعصارية في المناطق ذات الضغط المنخفض.
كيف يتم تصنيف الأمطار حسب شدة الهطول؟
حسب شدة الهطول يتم تصنيف الأمطار إلى 3 أنواع، وتوضح القائمة الآتية أصناف المطر بناءً على شدة الهطول:
- الأمطار الخفيفة: يتم تصنيف الأمطار بأنها ذات شدة خفيفة إذا لم تتجاوز شدة سقوطها عن 2.5 ملليمتر في الساعة، وربما يلاحظ المرء وجود آثار طفيفة من المطر فحسب أحيانًا عندما تكون شدته خفيفة.
- الأمطار المتوسطة: إذا تجاوزت شدة هطول الأمطار 2.5 ملليمتر في الساعة ولم تتجاوز 7.6 ملليمتر في الساعة؛ فإنها تنتقل من الخفيفة إلى المتوسطة، ويكون الهطول ملحوظًا بشكل أكبر في هذه الحالة مقارنةً بالأمطار الخفيفة.
- الأمطار الشديدة: عندما تتجاوز شدة هطول الأمطار 7.6 ملليمتر في الساعة؛ تنتقل إلى مرحلة الأمطار الشديدة، وفي هذه المرحلة يكون التساقط أكثر شدة بشكل ملحوظ.
هل توجد عدة من أنواع المطر عند البدو؟
عند البحث لمعرفة ما هي أسماء المطر عند أهل البادية يتضح بأنها كثيرة؛ فإنهم يقسمون المطر إلى عدة أنواع، ومنها: الطل الذي يكون مطرًا خفيفًا، والرذاذ الذي يكون مطرًا ساكنًا صغيرًا، والتسكاب الذي يكون مطرًا ذي سقوط متوسط الشدة، وإذا استمر المطر أيامًا؛ فإن البدو يطلقون عليه اسم الديمة في حالة لم يكن معه رعد ولا برق. يعود السبب في تنوع أنواع وأسماء المطر عند أهل البادية إلى نمط الحياة التي يعيشونها بشكل أساسي.
هل أسماء المطر في القرآن عديدة؟
تم استخدام العديد من أسماء المطر عند العرب في القرآن الكريم فعلًا؛ فإنه نزل باللغة العربية الفصيحة، ومن الأسماء التي تم استخدامها في القرآن للتعبير عن المطر بأشكاله المختلفة: الغيث، وكذلك الودق، والماء، والحسبان، والوابل، والطل، ولكل واحد من هذه الأسماء دلالته الخاصة التي يتميز به عن دلالة الآخر حسب بحث الألفاظ المعبرة عن المطر في القرآن الكريم.
ما الفرق بين المطر والغيث في القرآن؟
يكمن الفرق بين المطر والغيث في القرآن بأن المطر عادةً ما يشير إلى العذاب خلافًا للغيث الذي يدل على معاني الرحمة، وتم استخدام المطر بمعنى الغيث كذلك في أحد المواضع، وربما تستخدم كلمة المطر في اللغة العربية للدلالة على الهطول عمومًا سواءً كان للرحمة أو كان لغيرها من المعاني.
هل الفرق بين المطر والاستمطار كبير؟
لا شك بأن الفرق بين المطر والاستمطار؛ فإن أنواع المطر الطبيعية تتشكل بفعل اصطدام الكتل الهوائية ببعضها البعض أو ارتفاعها أو اصطدامها بسفوح الجبال وغيرها من الأسباب دون تدخل البشر. أما الاستمطار؛ فإنه يحدث نتيجة لتلقيح السحب بشكل اصطناعي يتدخل فيه البشر، وتمت تجربة الاستمطار في عدة من الدول حول العالم.
ما هي مرادفات المطر في اللغة العربية؟
هناك الكثير من مرادفات المطر في اللغة العربية، وفي معجم ألفاظ المطر ما يزيد على 170 لفظًا من الألفاظ التي تعبر عن المطر بأشكاله المختلفة في اللغة العربية، وربما يشير كل واحد من هذه الألفاظ إلى حالة من حالات الأمطار، ومنها: الثجيج الذي يعبر عن المطر شديد الانصباب، والحميم الذي يكون في فصل الصيف بعد اشتداد الحر.
إذا كان المطر واسعًا وكثيرًا؛ فإن العرب يطلقون عليه اسم الدفق أو الدفاق، ويشير الرذاذ إلى المطر الضعيف أو المطر الساكن، وكذلك يدل الرش على المطر الخفيف القليل، ويطلق اسم السح على المطر الذي يكون حثيثًا متداركًا، وهناك الكثير من الألفاظ العربية الأخرى التي تعبر عن المطر أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: