تحقيق مسبار
أصبحت تقنيات البصمة الوراثية مهمة جدًا في التحقيقات الجنائية خلال الوقت الراهن؛ نظرًا لدقتها الكبيرة في التعرف على الأشخاص الذين يحتمل تواجدهم أثناء وقوع الجريمة وارتكابهم إياها، كما أن هذه التقنية ساعدت في العديد من المجالات الطبية أيضًا بالرغم من عمرها القصير نسبيًا؛ فإنها مُكتشفة منذ 40 عامًا تقريبًا.
ما هي البصمة الوراثية؟
يُطلق على البصمة الوراثية اسم الطبعة الوراثية أو البصمة الجينية أو بصمة الحمض النووي أيضًا، وتُعرف بأنها طريقة لعزل وتحديد العناصر المتغيرة ضمن تسلسل الزوج الأساسي للحمض النووي حسب موسوعة بريتانيكا، ومنذ ظهور هذه التقنية خلال ثمانينيات القرن العشرين وحتى الوقت الراهن تطورت تطورًا كبيرًا، وصار لها عدة من مجالات الاستخدام.
ما الفرق بين البصمة الوراثية الحمض النووي؟
يُعرف الحمض النووي بأنه المادة الوراثية للبشر وجميع الكائنات الحية الأخرى تقريبًا، وبمعرفة ذلك يتضح الفرق بين البصمة الوراثية الحمض النووي؛ فإن البصمة الوراثية تعتني بالكشف عن التتابعات المميزة لهذا الحمض النووي، مما يسهم في التعرف على الشخص الذي يتعلق به، سواءً لغايات طبية أو غايات التحقيق في الجرائم أو لغيرها من الأغراض الأخرى.
متى تم اكتشاف البصمة الوراثية؟
تم اكتشاف البصمة الوراثية عام 1984 في حين سجلت براءة الاختراع الخاصة بها عام 1985، مما يعني أن هذه التقنية حديثة وليست قديمة كثيرًا، ولم يمض على اكتشافها سوى 4 عقود تقريبًا خلال الوقت الراهن من عام 2024 إلا أنها شهدت تطورًا كبيرًا، ودخلت في مجالات الطب الشرعي بالإضافة إلى الكثير من المجالات الطبية.
من هو مكتشف البصمة الوراثية؟
تم اكتشاف البصمة الوراثية من قبل عالم الوراثة البريطاني أليك جيفريز، وفيما يأتي قائمة تتضمن العديد من المعلومات حول مكتشف هذه التقنية:
- العمر عند اكتشاف البصمة الوراثية: ولد عالم الوراثة البريطاني أليك جيفريز عام 1950، بينما اكتشف تقنية البصمة الوراثية عام 1984، مما يعني أن عمره عند اكتشاف هذه التقنية كان يبلغ 34 عامًا تقريبًا.
- دراسة المرحلة الجامعية: في عام 1968 التحق أليك جيفريز بكلية ميرتون في جامعة أكسفورد الإنجليزية، واستطاع الحصول على شهادة البكالوريوس من هذه الجامعة عام 1972 في تخصص الكيمياء الحيوية.
- استكمال الدراسات العليا: بعد الانتهاء من دراسة البكالوريوس أكمل أليك جيفريز الدراسات العليا ليحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد الإنجليزية عام 1975 في أبحاث الميتوكوندريا داخل خلايا الثدييات.
- جيفريز محاضر في جامعة ليستر: بدأت مسيرة أليك جيفريز بصفته محاضرًا في جامعة ليستر داخل المملكة المتحدة عام 1977 قبل اكتشاف تقنية البصمة الوراثية، وفي مختبر ليستر استطاع جيفريز الوصول إلى هذه التقنية.
- الحصول على الجوائز: حصل أليك جيفريز على العديد من الجوائز خلال حياته، ومنها: وسام كوبلي، ووسام كرونيان، وقلادة ديفي من الجمعية الملكية، وجائزة لويس جانتيه للطب، والقلادة الملكية.
هل يمكن أن تتطابق البصمة الوراثية بين شخصين؟
لا يمكن أن تتطابق البصمة الوراثية بين اثنين من الأشخاص، وإنما يوجد لكل واحد من الأشخاص بصمة وراثية خاصة به حسب دراسة حجية البصمة الوراثية في الإثبات الجزائي في التشريعين الأردني والعراقي، ويستثنى من ذلك التوائم المتماثلة؛ فإن البصمة الوراثية لهما يمكن أن تتطابق، وبالرغم من عدم التطابق إلا أنه يمكن استخدام هذه التقنية لمعرفة البصمة الوراثية للقبائل العربية أو بعض العشائر أيضًا بعد التعرف على البصمة للعائلة أو العشيرة أو القبيلة.
ما هي خطوات تحليل البصمة الوراثية؟
بدايةً من طريقة أخذ البصمة الوراثية وحتى الانتهاء من تحليلها تمر العملية بعدة من الخطوات المختلفة، وتوضح القائمة الآتية خطوات تحليل البصمة الوراثية:
- استخراج العينة: في البداية لا بد من استخراج عينة الحمض النووي للشخص المطلوب، ويكون ذلك من أنسجة الجسم أو من سوائله التي يتم استخراجها من الشعر أو الدم أو اللعاب أو غيرها.
- استخدام المقص الجيني: يُطلق على المقص الجيني اسم الآلة الجينية أيضًا، ومن خلالها يتم تقطيع عينة الحمض النووي المستخرجة، وهي عبارة عن إنزيم يمكنه قطع شريط الحمض النووي.
- ترتيب مقاطع الحمض النووي: بعد استخدام المقص الجيني يتم الاعتماد على طريقة الترحيل الكهربائي لترتيب المقاطع الجينية، وبذلك تتكون أشرطة عرضية من الجزء المنفصل، ويتوقف طولها على عدد التكرارات.
- عرض المقاطع على فيلم الأشعة السينية: في النهاية يتم عرض المقاطع على فيلم الأشعة السينية لتظهر على شكل خطوط متوازية ذات لون داكن، ويمكن للمختصين قراءتها والتحقق منها بعد ذلك.
هل توجد مميزات لاستخدام البصمة الوراثية؟
هناك عدة من المميزات لاستخدام البصمة الوراثية بالفعل، ومنها ما يأتي:
- إمكانية القراءة بسهولة: بعد الانتهاء من تحليل البصمة الوراثية للشخص تظهر هذه البصمة على شكل خطوط عريضة، وهو ما يُمكّن المختصين من قراءتها بسهولة كبيرة.
- التخزين لفترات طويلة: في بعض الأحيان تدعو الحاجة إلى الاحتفاظ بالبصمة الوراثية فترة طويلة، وعندئذ يمكن تخزينها دون التعرض إلى التلف ثم استعادتها مرة أخرى لقراءتها ومطابقتها في الوقت المناسب.
- الكشف عن الأمراض الوراثية: من خلال تحليل البصمة الوراثية يمكن اكتشاف العديد من الأمراض الوراثية المختلفة التي تنتقل من الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد.
- الدقة العالية: إذا تم إجراء تحاليل البصمة الوراثية بالشكل الصحيح؛ فإنها تقدم نتائج ذات دقة مرتفعة، وتصل نسبة الدقة التي تتمتع بها إلى 99.9999%، مما يعني أن نسبة الخطأ ضئيلة جدًا.
ما أبرز استخدامات البصمة الوراثية؟
يتم استخدام أنواع البصمة الوراثية في العديد من الحقول المختلفة، ومن أبرز استخدامات البصمة الوراثية: التعرف على الجثث المشبوهة التي لا تستطيع الجهات الأمنية التعرف على هويتها، وكذلك يتم استخدام البصمة الوراثية في تتبع الأطفال المفقودين، وتدخل هذه البصمة في عالم الطب الشرعي بشكل كبير.
يتم استخدام البصمة الوراثية في إثبات النسب أحيانًا داخل الدول التي تعتمد هذه الطريقة من طرق إثبات النسب، كما يتم استخدامها للإدانة بجرائم القتل أو جرائم الاغتصاب، وذلك بالإضافة إلى الاستخدام في دراسة الأمراض الوراثية، وعمليات زراعة الأنسجة، ويوضح ذلك مدى الأهمية الكبيرة للبصمة الوراثية خلال الوقت الراهن.
ما هي سلبيات استخدام البصمة الوراثية؟
على الرغم من الإيجابيات الكبيرة التي تتمتع بها تقنية البصمة الوراثية إلا أن هناك بعض السلبيات التي تعاني منها أيضًا، وعلى رأسها: العواقب الأخلاقية التي تترتب على اكتشاف المجرمين بالاعتماد على تحليل الحمض النووي للعائلات؛ فإن بعض التقنيات الحديثة للبصمة الوراثية يمكنها تحديد وجود روابط مشتركة بين أفراد العائلة بناءً على الحمض النووي.
في بعض الأحيان يتم تخزين بيانات الحمض النووي فترة طويلة لغايات إنفاذ القانون والعثور على المجرمين، وتوجد بعض المخاوف الأخلاقية والمخاوف التي تتعلق بالخصوصية من هذا التخزين، وإذا تم استخدام التقنية بشكل خاطئ؛ فربما تؤدي إلى إدانة بعض الأشخاص بالرغم من براءتهم أو تبرئة بعض المجرمين الحقيقيين.
كيف يقوم الإنتربول بمطابقة البصمة الوراثية؟
إن أهمية البصمة الوراثية للإنتربول الدولي كبيرة جدًا، وذلك للاعتماد عليها في اكتشاف الكثير من المجرمين بعد إجراء المطابقة، ويقوم الإنتربول بإجراء هذه المطابقة من خلال إضافة بيانات البصمة الوراثية المطلوبة إلى قاعدة البيانات الجينية، وبعد ذلك يتم إجراء البحث للعثور على أي تطابق بين المدخلات والبيانات المتوفرة لدى الإنتربول.
حسب الموقع الرسمي للإنتربول تم استخدام تحاليل البصمة الوراثية في تحقيقات الشرطة أول مرة خلال منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وبعدها اتسعت مجالات استخدام هذه التقنية، وفي الوقت الراهن يتم استخدامها من قبل الإنتربول نفسها، ويوجد لديها قاعدة بيانات بالحمض النووي للعديد من المجرمين حاليًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل عيوب الروبوت التقنية معروفة؟
ما هي خوارزميات الذكاء الاصطناعي؟