تحقيق مسبار
منذ انتهاء بنائه خلال القرن الثامن الميلادي وحتى الوقت الراهن شهد جامع الزيتونة كثيرًا من التحسينات وأعمال البناء حتى وصل إلى الشكل الحالي الذي يُعرف به اليوم، كما أصبح هذا الجامع واحدًا من أبرز الجوامع في الأراضي التونسية خصوصًا والمغرب العربي عمومًا. تضمّن هذا الجامع إحدى أبرز الجامعات الإسلامية في العالم العربي سابقًا، ولكن الجامعة انفصلت عنه فيما بعد.
من هو مؤسس جامع الزيتونة في تونس؟
حسب بوابة وزارة الشؤون الدينية في الجمهورية التونسية تم تأسيس جامع الزيتونة بأمر من حسان بن النعمان، وأتم عبيد الله بن الحبحاب هذا المسجد بعد ذلك خلال القرن الثامن الميلادي، وهو واحد من أقدم المساجد في الأراضي التونسية، كما أنه أحد المساجد الاقدم في المغرب العربي أيضًا.
هل كان حسان بن النعمان من الملوك الغساسنة؟
كان حسان بن النعمان -الذي أمر بتأسيس جامع الزيتونة- من الملوك الغساسنة العرب الذين أوكلت إليهم ولاية المغرب، وهو حسان بن النعمان بن المنذر الغساني حسب سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:
- حسان بن النعمان من التابعين: كان حسان بن النعمان بن المنذر الغساني واحدًا من التابعين؛ فإنه لقي بعض الصحابة، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب، كما أنه لقي معاوية الذي كان خليفة للمسلمين.
- التصالح مع البربر: قام معاوية بن أبي سفيان بتوجيه حسان بن النعمان الغساني ليصل إلى أراضي البربر، وهناك قام بمصالحتهم، ورتب عليهم الخراج، وأدى ذلك إلى تعزيز عمران بلادهم.
- ولاية أرض المغرب: بعد وفاة زهير بن قيس البلوي أصبح حسان بن النعمان بن المنذر الغساني أول قائد من أهل الشام يصل إلى أرض المغرب ويعهد إليه بولايتها.
- الأمر ببناء جامع الزيتونة: في عام 698 أمر حسان بن النعمان الغساني ببناء جامع الزيتونة، وبعد مرور قرابة 34 عامًا أتم عبيد الله بن الحبحاب بناء هذا المسجد بالكامل، وكان ذلك خلال القرن الهجري الثاني.
كم عمر جامع الزيتونة في تونس؟
صدر الأمر ببناء جامع الزيتونة في تونس عام 698 مما يعني مرور 1,326 سنة على ذلك، وأما عن عمر جامع الزيتونة منذ إتمام بنائه وحتى الوقت الراهن؛ فإنه يبلغ 1,292 عامًا، وذلك لأن إتمام بنائه كان عام 732 بعد مرور مدة من الأمر ببنائه، ولا يزال هذا المسجد قائمًا إلى الآن، وأصبح منارًا للعلم والعلماء في المغرب العربي.
أين يقع جامع الزيتونة في تونس؟
يقع جامع الزيتونة المعمور في مدينة تونس العاصمة، وبالقرب منه يقع مستشفى عزيزة عثمانة، وهناك العديد من المعالم القريبة في محيط هذا الجامع، ومنها: المصلحة المركزية، ومكتب العلاقات مع المواطن بوزارة الدفاع الوطني التونسية. يمكن لجميع زائري تونس الذهاب إلى الجامع لإقامة الصلاة والتمتع برؤية الطراز الهندسي والمعماري الذي يتمتع بهما.
هل جامع الزيتونة أقدم المساجد في تونس؟
بالرغم من بنائه في وقت مبكر من تاريخ الإسلام إلا أن جامع الزيتونة ليس أقدم المساجد في تونس، وإنما يحتل جامع عقبة ابن نافع المرتبة الأولى ضمن قائمة المساجد الأقدم داخل الأراضي التونسية، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول هذا المسجد حسب وزارة الشؤون الدينية:
- مؤسس المسجد: تم تأسيس جامع عقبة بن نافع من قبل الرجل الذي يحمل الاسم ذاته، وهو أحد القادة المسلمين الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة القيروان في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي.
- البناء الأول للمسجد: يرى المختصون بأن الجامع كان صغير المساحة غالبًا عند بنائه، وكانت أسقفه تستند على الأعمدة مباشرة، ولكن بناءه تجدّد فيما بعد ليصبح مسجدًا كبيرًا على ما هو عليه خلال الوقت الراهن.
- البناء الحديث للمسجد: تعود أصول البناء الحديث لجامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان التونسية إلى عهد الدولة الأغلبية التي حكمت خلال القرن التاسع الميلادي، واستمرت أعمال الصيانة والتحسينات في المسجد عدة عهود بعدها.
- المساحة الإجمالية: تصل المساحة الإجمالية لجامع عقبة بن نافع في تونس إلى 9,700 متر مربع، مما يعني أنه واحد من أكبر المساجد في بلاد المغرب الإسلامي، ويبلغ طوله 126 متر تقريبًا، ويصل عرضه إلى قرابة 77 متر.
- منبر الجامع: يتمتع منبر جامع عقبة بن نافع في تونس بقيمة كبيرة؛ فإنه منبر مصنوع من خشب الساج المنقوش، وهو أقدم منابر العالم الإسلامي، ويعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي.
- الشكل الخارجي للجامع: ربما يظن الناظر إلى جامع عقبة بن نافع بأنه قلعة للوهلة الأولى، وذلك لما يتمتع به المظهر الخارجي لهذا الجامع من الشكل ذي الجدران السميكة المرتفعة التي تم شدّها بدعامات واضحة.
ما هو أصل تسمية جامع الزيتونة بهذا الاسم؟
توجد عدة من الروايات التي توضح سبب تسمية جامع الزيتونة في المغرب بهذا الاسم، ومنها ما ذهب إليه بعض المختصين من بناء الجامع في موضع كان مشجرًا بالزيتون، ثم قُطعت جميع الأشجار ولم يتبق منها إلا زيتونة واحدة وسط الساحة بعد قطع أشجار الزيتون؛ فسُّمي المسجد باسمها.
يروي البعض بأن المسلمين عثروا على زيتونة منفردة واحدة في موضع جامع الزيتونة عند فتح قرطاج، وسُمي المسجد باسم هذه الزيتونة. تروي بعض المصادر المسيحية بأن الجامع بني قرب كنيسة قديمة كانت تحتوي على زيتونة، وأطلق على الجامع المعروف هذا الاسم نسبةً إلى الزيتونة.
ما اسم محراب جامع الزيتونة الأصلي؟
عند وصف جامع الزيتونة من الداخل لا بد من التطرق إلى المحراب الأصلي الذي يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة، ويُعرف هذا المحراب باسم المحراب الأغلبي نسبةً إلى دولة الأغالبة التي حكمت منذ عام 800 وحتى عام 909، مما يعني أن حكمها استمر أكثر من 100 عام، وهو محراب ذو حجم كبير، وكان مزخرفًا بذات نمط محراب جامع عقبة بن نافع، وفي قبلة المحراب توجد كتابة بالخط الكوفي.
هل يوجد قبر في جامع الزيتونة داخل تونس؟
لا تتطرق أية مصادر إلى وجود قبر في جامع الزيتونة داخل الأراضي التونسية، ولكن هناك مسجدًا آخر في مدينة عكّا الفلسطينية بذات الاسم، ويتضمن هذا المسجد قبر الشيخ حسين عبد الهادي الذي كان إمامًا له في السابق. لا شك بأن هناك فرقًا كبيرًا بين جامع الزيتونة التونسي ذي القيمة التاريخية الكبيرة، وجامع الزيتونة الذي بني في القرن الثامن عشر داخل عكا.
من أقدم جامعة القرويين أو جامعة الزيتونة؟
عند معرفة من هم علماء الزيتونة يتضح بأنه أحد الصروح العلمية التي استطاعت تخريج العلماء منذ وقت طويل، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الزيتونة ليست أقدم من جامعة القرويين، كما أنها ليست واحدة من الجامعات الأقدم في العالم. توضح القائمة الآتية أقدم جامعات العالم على الإطلاق:
- جامعة القرويين: في عام 859 بدأ تاريخ جامعة الزيتونة في الأراضي المغربية، وهو ما يجعلها أقدم جامعة مستمرة بالتعليم حتى الوقت الراهن على الإطلاق، وذلك حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
- جامعة الأزهر: تقع جامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية، وهي ثاني أقدم الجامعات في العالم على الإطلاق؛ فإن تاريخ التعليم فيها يعود إلى عام 970 مما يعني أن هناك فارقًا يبلغ 111 عامًا بينها وبين جامعة القرويين.
- جامعة بولونيا: في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الجامعات الأقدم حول العالم تأتي جامعة بولونيا داخل إيطاليا، وهي جامعة تأسست عام 1088 بعد تأسيس جامعة القرويين بقرابة 229 سنة، وبعد تأسيس الأزهر بقرابة 118 عامًا.
اقرأ/ي أيضًا:
