تحقيق مسبار
بالرغم من عدم وجود وضع قانوني يجبر جميع الدول على اعتماد خط التاريخ الدولي؛ إلا أن هذا الخط معتمد على نطاق واسع لتحديد التاريخ في معظم الدول حول العالم، وهو خط وهمي يبدأ من القطب الشمالي وينتهي عند القطب الجنوبي مرورًا بالمحيط الهادئ، وينحرف عند الوصول إلى جزر الكاريبي ونيوزيلندا.
ما هو خط التاريخ الدولي؟
وضحت خدمة المحيطات الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية ما هو خط التاريخ الدولي؛ فإنه خط وهمي تم إنشاؤه عام 1884 على خط الطول 180 درجة، مما يعني أنه يقع على نصف الطريق من خط الطول الرئيسي الذي يطلق عليه اسم خط غرينتش، ويعبر هذا الخط من خلال المحيط الهادئ عند النظر إلى الخريطة.
لماذا سمي خط 180 بخط التاريخ الدولي؟
عند البحث لمعرفة كم قيمة خط التاريخ الدولي على الخريطة يتضح أنها 180 درجة، وتم اختياره تحديدًا لأنه يمر عبر المحيط المفتوح عمومًا مع مروره ببعض الدول الواقعة ضمن المنطقة، وكان الاختيار من قبل المؤتمر الدولي لخطوط الطول خلال عام 1884 بحضور 26 دولة حسب وورلد أطلس.
ما الفرق بين خط التاريخ الدولي وخط غرينتش؟
إن الفرق بين خط التاريخ الدولي وخط غرينتش كبير جدًا، وذلك لأنهما خطان مختلفان من خطوط الطول، ويحمل خط التاريخ الدولي الرقم 180 درجة بينما يحمل خط غرينتش الرقم 0 درجة، ويطلق عليه اسم خط الطول الرئيسي، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:
- سبب التسمية: أطلق على خط الطول الرئيسي اسم خط غرينتش لأنه يمر بالمدينة التي تحمل الاسم نفسه داخل مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة.
- بداية الخط ونهايته: يبدأ خط غرينتش عند القطبين الشمالي والجنوبي وينتهي عندهما كما هي حالة جميع خطوط الطول الأخرى أيضًا بخلاف دوائر العرض التي تحيط بالكرة الأرضية على شكل دائرة كاملة.
- فترة الاستخدام: تم استخدام خط غرينتش بصفته خط طول أساسي بداية من عام 1884 وحتى عام 1984، ثم اعتمد بعده خط الطول المرجعي الدولي الذي يبعد مسافة 102.5 متر تقريبًا داخل مدينة غرينتش.
- المرور بعدة دول: لا يمر خط غرينتش بالمملكة المتحدة وحدها، وإنما يمر بالعديد من الدول الأخرى في أوروبا وأفريقيا أيضًا، ومنها: الجمهورية الفرنسية، ومملكة إسبانيا، والجزائر، ومالي، وبوركينا فاسو، وتوغو.
من أين يمر خط التاريخ الدولي؟
يمر خط التاريخ الدولي بالمحيط الهادئ، ويبدأ من القطب الشمالي ثم يتجه جنوبًا بين ألاسكا والجهة الشرقية من جمهورية روسيا الاتحادية، ويستمر جنوبًا عبر المحيط بعد المرور بالقرب من هاواي حتى ينحرف بعدها إلى الشرق ليشمل جزر الكاريبي، ثم يتفادى نيوزيلندا، ويصل إلى القارة القطبية الجنوبية في النهاية.
عدم استقامة خط التاريخ الدولي
إن عدم الاستقامة من عجائب خط التاريخ الدولي مقارنةً بغيره من خطوط الطول أو دوائر العرض المعروفة؛ فإن هذا الخط متعرّج حتى لا يكون هنالك يومان مختلفان في ذات البلد، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذا الخط مستقيم في معظم أجزائه التي تمر في المحيط، ويتعرج عند المرور بإحدى الدول حتى لا يقطعها إلى جزئين.
فوائد خط التاريخ الدولي
بالرغم من كونه خطًا وهميًا تم اعتماده خلال القرن التاسع عشر؛ إلا أن لخط التاريخ الدولي العديد من الفوائد المختلفة، ، وذلك لأنه يساعد على وضع فروق واضحة بين التوقيتات في مختلف أنحاء العالم، سواءً توجه المسافر من الشرق إلى الغرب أو من الغرب إلى الشرق، ويوحد هذا الخط التاريخ في الدولة نفسها أيضًا.
تتزايد أهمية خط التاريخ الدولي بشكل كبير في الوقت الراهن مع انتشار ما يطلق عليه اسم العولمة بشكل كبير؛ فإن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة يمكن لجميع الأفراد فيه التواصل مع بعضهم البعض بسهولة كبيرة من خلال شبكة الإنترنت، وفي ظل هذه العولمة أصبح من السهل معرفة النقطة التي يبدأ عندها اليوم وينتهي بين الأفراد دون مواجهة أية صعوبة.
عبور خط التاريخ الدولي
ليس من السهل عبور خط التاريخ الدولي؛ فإن ذلك يتطلب من المسافرين الذهاب في رحلة طويلة عبر المحيط الهادئ، وعند عبور هذا الخط يختلف اليوم؛ فإذا جازه المسافر من الشرق إلى الغرب تقدم التاريخ يومًا واحدًا، وفي حالة جازه من الغرب إلى الشرق تقدم التاريخ يومًا واحدًا وأصبح في اليوم السابق.
هل يعتمد التوقيت العالمي المنسق على خط التاريخ الدولي؟
لا يعتمد التوقيت العالمي المنسق -الذي يطلق عليه الرمز UTC اختصارًا- على خط التاريخ الدولي، وإنما يعتمد على خط الطول الأساسي، وهو المعيار المستخدم لقياس الوقت خلال الوقت الراهن. تتضمن القائمة الآتية عدة من المعلومات والتفاصيل حوله:
- تعريف التوقيت العالمي المنسق: يعرف التوقيت العالمي المنسق بأنه معيار يتم الاعتماد عليه لتحديد المناطق الزمنية في مختلف الأنحاء حول العالم.
- ظهور مفهوم التوقيت العالمي المنسق: بدأ مفهوم التوقيت العالمي المنسق بالظهور خلال القرن التاسع عشر عندما تمكّنت شبكات السكك وطرق الشحن المتاحة من ربط العالم ببعضه؛ فإن ذلك اسلتزم وجود جداول لتنسيق الوقت.
- إطلاق التوقيت العالمي المنسق: تم إطلاق التوقيت العالمي المنسق يوم 1 يناير/كانون الثاني من عام 1960، مما يعني أن الإطلاق الرسمي لهذا التوقيت جاء بعد عقود من ظهوره مفهومه الابتدائي.
- سبب اختيار الاختصار: يشار إلى التوقيت العالمي المنسق بالاختصار UTC ليكون حلًا وسطًا بين المتحدثين باللغة الإنجليزية والمتحدثين باللغة الفرنسية؛ فإن الإنجليز يشيرون إليه بالرمز CUT والفرنسيين بالرمز TUC.
- الاسم زولو: يطلق الجيش الأمريكي على التوقيت العالمي المنسق اسم زولو، وذلك لأنه يقع ضمن المنطقة الزمنية Z، ويشار إلى هذا الحرف بالرمز المذكور وفق رموز الألفبائية الصوتية للناتو.
- تقسيم التوقيت العالمي المنسق: حسب التوقيت العالمي المنسق يتم تقسيم العالم إلى 24 ساعة عمومًا، ويكون التوقيف 0 عند خط الطول الرئيسي، ثم يزداد إلى الشرق بينما يصبح بالسالب إلى الجهة الغربية.
- تحويل التوقيت العالمي المنسق إلى توقيت محلي: يتم تحويل التوقيت العالمي المنسق إلى التوقيت المحلي بسهولة كبيرة من خلال إضافة فارق التوقيت المحلي عن خط الطول الرئيسي إذا كان إلى الشرق أو طرحه إذا كان إلى الجنوب.
- طريقة البث: خلال الوقت الراهن يتم بث التوقيت العالمي المنسق عن طريق إشارات الراديو بشكل واسع، وذلك لضمان ضبط الساعات بشكل موحد.
معلومات عن خط التاريخ الدولي
يشيع استخدام مفهوم خط التاريخ الدولي بشكل كبير خلال الوقت الراهن بين المتخصصين نظرًا لكونه الخط الأساسي للتفريق بين الأيام؛ فإن التاريخ يتقدم يومًا واحدًا عند تجاوز هذا الخط إلى الغرب، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:
- عدم وجود وضع دولي قانوني: بالرغم من إطلاق اسم خط التاريخ الدولي على خط الطول رقم 180 درجة واعتماده بشكل كبير حول العالم؛ إلا أن الدول ليست مُجبرة على اعتماده، وإنما لها الحرية بالاعتماد عليه أو لا.
- سبب ظهور الخط: ظهر خط التاريخ الدولي لسببين أساسيين، وهما: ضرورة وجود نقطة يبدأ عندها اليوم وينتهي بما أن الأرض ذات شكل كروي تقريبًا، والحاجة إلى معرفة الأوقات بدقة للأماكن المختلفة في ظل العولمة العالمية.
- الفارق بين المناطق الزمنية: يتم تقسيم الأرض إلى 24 منطقة زمنية بناءً على نظام خط التاريخ الدولي، وبما أن الأرض تتضمن 360 درجة؛ فإن كل منطقة زمنية واحدة تتضمن 15 درجة من خطوط الطول.
اقرأ/ي أيضًا:
من هو أول من رسم خريطة العالم؟
