تحقيق مسبار
يعجز المصابون بمتلازمة اليد الغريبة عن التحكم بإحدى اليدين تمامًا في بعض الأحيان، وهي من الحالات الطبية التي تستمر مدة لا تقل عن 30 دقيقة عند ظهورها، وربما تستمر بالظهور مع المرء طيلة حياته دون توقف، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها، ومنها: السكتة الدماغية.
ما هي متلازمة اليد الغريبة؟
تعرف متلازمة اليد الغريبة بأنها حالة طبية نادرة يفقد معها المصاب القدرة على التحكم والسيطرة بإحدى اليدين، ولم يتم تشخيص المتلازمة المذكورة حتى عام 1908 مما يعني أن ذلك كان قبل قرابة 116 عامًا. وفي بعض الأحيان تتسبب هذه المتلازمة بحركات غير مناسبة أو غير ضرورية، وربما تكون الحركات خطيرة أحيانًا.
متلازمة اليد الغريبة هل هي حقيقية؟
يتساءل الكثيرون عن متلازمة اليد الغريبة هل هي حقيقية أم لا، وتوضح العديد من المصادر الطبية المتخصصة -بما فيها موقع هيلث لاين- بأنها حالة طبية حقيقية، وعادةً ما تؤثر على اليد اليمنى وحدها أو اليد اليسرى وحدها، وربما تحاول اليد الخارجة عن السيطرة إيذاء الشخص المصاب فعلًا في بعض الأحيان.
لماذا تعرف متلازمة اليد الغريبة باسم متلازمة دكتور سترينجلوف
يُطلق على متلازمة اليد الغريبة اسم متلازمة دكتور سترينجلوف أيضًا، وذلك نسبةً إلى الفيلم الذي تم إخراجه عام 1964 من قبل ستانلي كوبريك؛ فإن إحدى الشخصيات كانت مصابة بالمتلازمة المذكورة، ويجدر الذكر بأن الفيلم المذكور كان أحد الأفلام الرائدة الساخرة في فترة الحرب الباردة.
مناطق الدماغ التي تؤثر عليها متلازمة اليد الغريبة
يمكن لمتلازمة اليد الغريبة أن تؤثر على إحدى 3 مناطق في الدماغ، وهي المناطق الموضحة في القائمة الآتية:
- المنطقة الأمامية: إذا أثرت متلازمة اليد الغريبة على المنطقة الأمامية؛ فإن المرء غالبًا ما يدرك بأن اليد تنتمي إليه، ولكنه يجد صعوبة بالتحكم في حركاتها، وتبدو كأنها تتحرك باستقلالية عن إرادته.
- المنطقة الثفنية: في بعض الأحيان تؤثر متلازمة اليد الغريبة على المنطقة الثفنية مما يؤدي إلى خلل في التنسيق الحركي لاإراديًا، وربما يريد المرء التقاط شيء بيده في هذه الحالة؛ فتقوم اليد الأخرى بالتقاطها عوضًا عن ذلك.
- المنطقة الخلفية: في حالة أثرت متلازمة اليد الغريبة على المنطقة الخلفية من الدماغ؛ فربما لا يتعرف المرء على ملكيّته لليد، وتصبح كأنها غريبة عنه، وفي بعض الأحيان يُصاحب ذلك ضعفًا في التحكم الحركي أيضًا.
أسباب متلازمة اليد الغريبة
استطاع المختصون معرفة العديد من أسباب متلازمة اليد الغريبة التي تؤدي إلى قيام إحدى اليدين بحركات خارجة عن الإرادة، وفيما يأتي قائمة بالعديد من هذه الأسباب:
- السكتة الدماغية: عند التعرض إلى السكتة الدماغية يتعرض المرء إلى متلازمة اليد الغريبة التي تصيب المنطقة الخلفية من الدماغ في حالات نادرة، وذلك نتيجةً للضرر الذي يصيبه عند توقف إمدادات الدم بما فيها الأكسجين.
- جراحة المخ: تحتاج بعض المشاكل الصحية التي تصيب المخ إلى إجراء الجراحة الطبية المتخصصة للتعامل معها، وربما تظهر أعراض متلازمة اليد الغريبة بعد الجراحة بصفتها أثرًا من الآثار الجانبية حسب ويب ميد.
- الأمراض العصبية التنكسية: إن الأمراض العصبية التنكسية سبب رئيسي للإصابة بمتلازمة اليد الغريبة، ويشمل ذلك مرض الزهايمر، ومرض باركنسون، وهي أمراض تؤثر على الحركة والتنفس والتوازن ووظائف القلب أيضًا.
- ورم خط الوسط: يبدأ ورم خط الوسط في النخاع الشوكي أو المخ، ويتسبب بضعف في أحد جانبي الجسم أحيانًا، بينما يؤدي إلى ضعف الجانبين معًا في أحيان أخرى، ويكون سببًا للإصابة بمتلازمة اليد الغريبة في بعض الحالات.
- تمدد الأوعية الدموية: تتعرض الأوعية الدموية في جسم الإنسان إلى التمدد أحيانًا عندما تصبح منطقة من جدار الشريان ضعيفة، وربما يكون هذا التمدد مع الإنسان منذ ولادته، وهو من أسباب متلازمة اليد الغريبة.
- تلف الجسم الثفني: يتعرض الدماغ إلى الإصابات الرضحية في بعض الأحيان مما يؤدي إلى تلف منطقة الجسم الثفني، وينتج عن ذلك العديد من المضاعفات والأعراض بما فيها الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة.
ما هي أعراض متلازمة اليد الغريبة؟
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المرء بعد إصابته بمتلازمة اليد الغريبة لأي سبب من الأسباب، وفيما يأتي قائمة بهذه الأعراض:
- الانفصال عن الشعور باليد: لا شك بأن الانفصال عن الشعور باليد من أبرز الأعراض التي تشير إلى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة، وفي بعض الأحيان لا يشعر المرء بيده كليًا، ولا يدرك بأن هذه اليد ملك له أصلًا.
- القبض اللاإرادي: يشير القبض اللاإرادي باليد لأي جسم من الأجسام إلى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة التي تصيب المنطقة الأمامية من دماغ الإنسان.
- التحسس اللاإرادي: في بعض الأحيان يلاحظ المصابون بمتلازمة اليد الغريبة بتحسس لاإرادي للأجزاء الأخرى من الجسم أو للملابس، وهي من الأعراض المُصاحبة لإصدار المنطقة الأمامية من المتلازمة.
- الصعوبة في إطلاق الأشياء: بعد الإمساك بالأشياء يواجه بعض المصابين بمتلازمة اليد الغريبة صعوبةً بإطلاقها وإفلاتها، وهي من أعراض الإصدار الذي يصيب المنطقة الأمامية.
- ارتفاع اليد في الهواء: في بعض الأحيان ترتفع الذراع في الهواء دون سبب أو تقوم بحركات مثل التلويح أو مايُشبهه، وهي من الأعراض الشائعة لمتلازمة اليد الغريبة التي تصيب المنطقة الخلفية من الدماغ.
- الاضطراب النفسي: في بعض الأحيان لا يؤثر نوع المنطقة الخلفية من متلازمة اليد الغريبة على يد الإنسان فحسب، وإنما يؤدي إلى اضطرابات نفسية تنتهي بعدم التعرّف على اليد تمامًا في كثير من الأحيان.
- الصراع أثناء أداء المهمات: يتميز النوع الذي يصيب المنطقة الثفنية من المتلازمة بالصراع أثناء أداء المهام، ومن ذلك: محاولة إغلاق أزرار القميص باليد اليمنى إلا أن اليسرى تقوم بإلغاء العمل فورًا.
متى يجب زيارة الطبيب بسبب متلازمة اليد الغريبة؟
بمجرد ظهور أعراض متلازمة اليد الغريبة يجب على المرء زيارة الطبيب لإجراء التشخيص ثم التحقق من الأسباب الكامنة وراء هذه المتلازمة والتعامل معها على الفور، وذلك لأنها عادة ما تكون من مضاعفات الأمراض والمشاكل الصحية الأكثر خطورة، بما فيها السكتة الدماغية ومرض باركنسون وغيرها.
تشخيص أعراض متلازمة اليد الغريبة
لا يوجد اختبار رسمي متخصص لتشخيص متلازمة اليد الغريبة حسب ميديكال نيوز توداي إلا أن الطبيب يقوم بإجراء التشخيص معتمدًا على الأعراض التي تصاحب المريض، وأثناء التشخيص يحاول الطبيب التحقق من أية حركات تتناسب مع الاضطرابات الأخرى من خلال الأعراض المميزة لها عن غيرها.
هل يوجد علاج لمتلازمة اليد الغريبة؟
لم يستطع المختصون العثور على أية طريقة من طرق علاج متلازمة اليد الغريبة المدعومة بالأدلة والدراسات، ولكنهم يحاولون إيجاد طريقة العلاج المناسبة التي يمكنها أن تحسّن من حركات اليد اللاإرادية، وفي بعض الأحيان يتم الاعتماد على علاجات التحكم بالعضلات للتعامل مع الحالة حسب تقييم الطبيب.
طرق التعامل مع آثار متلازمة اليد الغريبة
بالرغم من عدم العثور على أية علاجات لمتلازمة اليد الغريبة حتى الآن؛ إلا أن هنالك العديد من الطرق التي يتم الاعتماد عليها للتعامل مع الحالة وتحسين آثارها الجسدية والنفسية، ومنها: العلاج السلوكي المعرفي الذي يسهم في التأقلم مع الواقع العاطفي لحالة المصابين، ويساعد على التفكير بشكل إيجابي فيما يتعلق باليد المصابة.
في بعض الأحيان يلجأ المصابون إلى إشغال اليد المصابة ببعض المهمات الطفيفة غير المحرجة حتى تبقى مُشتتة، وكذلك يعتمد البعض على تقنيات التدريب البصري المكاني لإدراك الطرف الغريب واستعادة بعض السيطرة، وربما يكون لحقن توكسين البوتولينوم فائدة في التقليل من أعراض متلازمة اليد الغريبة أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: