تحقيق مسبار
إن تلسكوب هابل واحد من أبرز التلسكوبات التي تم إطلاقها في الفضاء، ومنذ إطلاقه مع بداية تسعينيات القرن العشرين وحتى الوقت الراهن تمكّن من مساعدة المختصين في الوصول إلى كثير من الاكتشافات حول الفضاء والكواكب والمجرات في الكون الفسيح، كما أنه يلتقط الصور باستمرار خلال دورانه حول كوكب الأرض في مداره الحالي.
ما هي مهمة تلسكوب هابل؟
وضحت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء -المعروفة باسم ناسا اختصارًا- ما هي مهمة تلسكوب هابل؛ فإنه تلسكوب كبير تم إطلاقه من أجل التقاط صور للكون، وهو ما يساعد علماء الفلك ومختلف المختصين على فهم الفضاء من حول الأرض بشكل أفضل مقارنةً بما يمكن اكتشافه عند استخدام التلسكوبات الأرضية وحدها.
لماذا تم صنع تلسكوب هابل؟
تم تصميم تلسكوب هابل الفضائي بغرض الرصد العام، ويشمل ذلك اكتشاف الأطوال الموجية المرئية في الكون، بالإضافة إلى التقاط الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وتوفير الصور التي يحتاجها العلماء في دراسة الكون والفلك الذي يحيط بكوكب الأرض ويؤثر على هذا الكوكب بشكل مباشر.
من الذي صنع تلسكوب هابل؟
كانت صناعة تلسكوب هابل الفضائي تحت إشراف الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي معروفة باسم وكالة ناسا، وذلك مع مشاركة العديد العديد من المقاولين والجهات في عملية الإنشاء، ويشمل ذلك مركز جونسون للفضاء في ولاية تكساس الأمريكية، وبعد سنوات من العمل أصبح هذا التلسكوب حقيقة بعدما كان مجرد فكرة.
متى أطلق تلسكوب هابل؟
تم إطلاق تلسكوب هابل الفضائي يوم 24 أبريل/نيسان من عام 1990 على المكوك ديسكفري، وانطلق هذا التلسكوب في مداره في اليوم التالي مباشرة، وأصبح جاهزًا لتصوير الفضاء الشاسع وإرسال الصور إلى المحطات الأرضية المخصصة لهذه الغاية، وهذا يعني أن وصوله إلى مداره كان قبل أكثر من 34 سنة.
من أين أطلق تلسكوب هابل؟
تم إطلاق المكوك ديسكفري الذي كان يحمل تلسكوب هابل الفضائي عام 1990 من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ذات الرحلة كان هنالك طاقم من 5 أفراد. أما عن موعد انطلاق هذه الرحلة الفضائية؛ فإنه كان عند تمام الساعة 8:34 صباحًا.
هل تلسكوب هابل من أقوى التلسكوبات في العالم؟
إن تلسكوب هابل واحد من أقوى التلسكوبات في العالم فعلًا -حسب وورلد أطلس- إلا أنه لا يحتل المرتبة الأولى، وتتضمن القائمة الآتية أقوى التلسكوبات على الإطلاق:
- تلسكوب جيمس ويب الفضائي: بدأ تشغيل تلسكوب جيمس ويب الفضائي عام 2021 في مدار قرب الشمس، وهو أقوى التلسكوبات المعروفة في العالم، ويتمتع هذا التلسكوب بمرآة رئيسية يبلغ حجمها 6.5 متر.
- تلسكوب هابل الفضائي: يحتل تلسكوب هابل الفضائي المرتبة الثانية ضمن قائمة أقوى التلسكوبات في العالم على الإطلاق، وهو تلسكوب بدأ تشغيله عام 1990 قبل أكثر من 3 عقود على تشغيل تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
- تلسكوب مرصد كيك: يتمتع تلسكوب مرصد كيك بمرآة رئيسة حجمها 10 متر، وهو تلسكوب تم تشغيله منذ عام 1992 وحتى عام 1996 لجمع المعلومات حول الفضاء، وهو ثالث أقوى تلسكوب في العالم.
- تلسكوب سبيتزر الفضائي: يحتل تلسكوب سبيتزر الفضائي المرتبة الرابعة ضمن قائمة أقوى التلسكوبات في العالم، وهو تلسكوب تم إطلاقه عام 2003 بمرآة رئيسة حجمها 85 سنتيمتر فحسب.
- تلسكوب مرصد فيرمي الفضائي لأشعة غاما: لا يتضمن تلسكوب مرصد فيرمي الفضائي لأشعة غاما مرآة رئيسة، وهو تلسكوب تم إطلاقه عام 2008 ليصبح خامس أقوى التلسكوبات في العالم حتى اليوم.
أين يوجد تلسكوب هابل حاليًا؟
عند البحث لمعرفة أين يقع تلسكوب هابل حاليًا يتبين بأنه ليس أحد التلسكوبات الثابتة على كوكب الأرض كما هي حالة تلسكوب مرصد كيك والعديد من المراصد الأخرى، وإنما هو من التلسكوبات التي تدور في الفضاء ضمن مدار محدد، وبالقرب منه توجد العديد من المركبات الفضائية والأجسام الكونية الأخرى.
كم ارتفاع تلسكوب هابل؟
في السابق كان ارتفاع تلسكوب هابل الفضائي 579 كيلومتر عن كوكب الأرض، ولكنه أصبح 525 كيلومتر خلال الوقت الراهن من عام 2024؛ نظرًا لوجود العديد من العوامل التي تسببت بنزوله مع مرور الوقت، ويتم دفعه إلى الأعلى عند الحاجة إلى ذلك لتجنب سقوطه على كوكب الأرض فيما بعد.
ما هي خصائص تلسكوب هابل؟
هناك الكثير من الخصائص المميزة التي يتمتع بها تلسكوب هابل الفضائي، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:
- الحجم الكبير: إن حجم تلسكوب هابل الفضائي ليس صغيرًا، كما أنه ليس هائل الحجم كثيرًا، وإنما يساوي حجمه حجم حافلة مدرسية كبيرة تقريبًا.
- وزن تلسكوب هابل: إن تلسكوب هابل ثقيل إلى حد ما؛ فإن وزنه يصل إلى 11,113 كيلوغرام تقريبًا، وهو ما يقارب وزن اثنين من ذكور الفيلة الأفريقية البالغين.
- الحصول على الطاقة: يحتاج تلسكوب هابل إلى مصدر للحصول على الطاقة التي تتطلبها عملياته المختلفة، ولهذه الغاية تم تزويده بلوحين من ألواح الطاقة الشمسية، ويمكن لهذين اللوحين توفير الطاقة التي يحتاجها التلسكوب.
- سرعة الدوران حول الأرض: يدور تلسكوب هابل الفضائي حول الأرض بسرعة تصل إلى 27,359 كيلومتر في الساعة تقريبًا، وهذا يعني أنه يستغرق قرابة 15 دقيقة ليدور بمقدار 90 درجة.
- مسافة الدوران الإجمالية: تصل مسافة الدوران الإجمالية لتلسكوب هابل منذ إطلاقه وحتى قرابة 3 عقود إلى أكثر من 6 مليار كيلومتر، وهي مسافة طويلة جدًا.
- القدرة على رصد أماكن بعيدة: بالرغم من حجمه غير الهائل؛ إلا أن لتلسكوب هابل الفضائي القدرة على رصد الأماكن البعيدة جدًا، واستطاع رصد مواقع تبعد عنه أكثر من 13.4 مليار سنة ضوئية، وهي مسافة بعيدة جدًا.
- عدم وجود محركات دفع: لا يتمتع تلسكوب هابل الفضائي بمحركات دفع، وإنما يعتمد على قانون نيوتن الثالث لتغيير اتجاه التوجيه عند الحاجة، وذلك من خلال عجلات داخلية تم تصميمها لهذه الغاية.
- عرض المرآة: يبلغ عرض المرآة الأساسية لتلسكوب هابل الفضائي 2.4 متر بوزن يصل إلى 828 كيلوجرام، ويبلغ عرض المرآة الثانوية 0.3 متر بوزن يبلغ 12.3 كيلوجرام حسب موقع سبيس.
- حجم البيانات المنقولة: يقوم تلسكوب هابل بنقل قدر هائل من البيانات بشكل أسبوعي، ويصل حجم هذه البيانات إلى 120 جيجابايت أسبوعيًا، ويتم تخزين البيانات على أقراص مغناطيسية بصرية.
ما هي عيوب تلسكوب هابل؟
هناك بعض العيوب التي يعاني منها تلسكوب هابل الفضائي بالفعل، ومنها: وجود بعض القيود على التلسكوب عند التصوير، وذلك بسبب الحساسية تجاه الضوء، كما أن بناء هذا التلسكوب والمحافظة عليه ضمن المدار المطلوب مكلف للغاية. من السلبيات الأخرى يذكر: صعوبة إجراء الصيانة التي يحتاجها التلسكوب، وتحتاج الصيانة إلى تكاليف مرتفعة أيضًا.
الاكتشافات باستخدام تلسكوب هابل
منذ إطلاقه في الفضاء وحتى الوقت الراهن أسهم تلسكوب هابل الفضائي في التوصل إلى كثير من الاكتشافات، ومنها: التقاط الصور الأولى للقمر تيتان الذي يدور حول كوكب زحل عام 1994 بعد إطلاق التلسكوب بقرابة 4 سنوات، وفي عام 1999 تم الاعتماد على البيانات التي وفرها التلسكوب لمعرفة سرعة دوران المجرة.
تمكّن تلسكوب هابل الفضائي من التقاط صور للكويكبات التي ساعدت علماء الفلك على الاستعداد لزيارة بإحدى المركبات الفضائية عام 2007؛ إلا جانب الكثير من الاكتشافات والإنجازات التي ساعد هذا التلسكوب في تحقيقها أيضًا، وهو ما أسهم في تقدم علوم الفلك والفضاء بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل تلسكوب هابل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوري جاجارين هو أول رائد فضاء؟