تحقيق مسبار
إن تمثال السعدون من أبرز المعالم في الشارع الذي يحمل الاسم نفسه داخل الأراضي العراقية، وتم نصب هذا التمثال تكريمًا لرئيس الحكومة العراقية السابق ووزير الخارجية حمبد المحسن السعدون، الذي مات منتحرًا عام 1929 أمام الملك فيصل، حاكم الأراضي العراقية وقتها، مما يعني أن السعدون عاش في الفترة الملكية.
من هو مصمم تمثال السعدون؟
وضحت الشبكة العراقية للصحافة الاستقصائية من هو مصمم تمثال السعدون؛ فإنه النحات الإيطالي الشهير بييترو كانونيكا الذي كلفته الحكومة الملكية العراقية بهذا العمل وقتها، ولكن التمثال الأصلي سُرق عام 2003 الذي غزت فيه قوات الجيش الأمريكي الأراضي العراقية، ثم وُضع تمثال آخر مشابه له.
ما هي أبرز المعلومات عن بييترو كانونيكا؟
عند البحث لمعرفة من هو النحات تمثال السعدون ومصممه يتضح بأنه بييترو كانونيكا الإيطالي، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز التفاصيل والمعلومات حوله:
- مكان الولادة: ولد النحات الإيطالي بييترو كانونيكا عام 1869 في مدينة مونكالييري، وهي واحدة من المدن الواقعة ضمن الأجزاء الشمالية من إيطاليا.
- الالتحاق بأكاديمية ألبرتينا: تمكّن بييترو كانونيكا من الالتحاق بأكاديمية ألبرتينا الواقعة في مدينة تورينتو الإيطالية المعروفة عندما كان عمره 12 سنة تقريبًا، وفي هذه الفترة تُشكّل حِسّه الجمالي الفني.
- المشاركة المعارض الوطنية والدولية: خلال حياته شارك نحات تمثال السعدون في مختلف المعارض الوطنية والدولية المهمة، وشمل ذلك معارض باريس، ولندن، وروما، وبروكسل، والبندقية، وسان بطرسبرغ.
- كانونيكا في أكاديمية سان لوكا: كان بييترو كانونيكا واحدًا من أعضاء أكاديمية سان لوكا الإيطالية، وذلك إلى جانب عضويته في العديد من الأكاديميات الإيطالية والأجنبية الأخرى.
- في لجنة النصب التذكاري للملك فيتوريو: تم تعيين كانونيكا عضوًا في لجنة النصب التذكاري للملك فيتوريو للعام 1892 والعام الذي يليه، وكان ذلك في العاصمة الإيطالية روما.
- عضوية مجلس الشيوخ الإيطالي: في عام 1950 -عندما كان عمره 81 سنة تقريبًا- أصبح النحات الإيطالي بييترو كانونيكا واحدًا من الأعضاء الدائمين في مجلس الشيوخ الإيطالي.
- الوفاة في روما: انتقل الإيطالي كانونيكا إلى العاصمة الإيطالية روما عام 1922 ليعيش فيها طيلة حياته، حتى عام 1959 بعد حصوله على عضوية مجلس الشيوخ الدائمة بقرابة 9 سنوات.
من هو السعدون؟
يحرص المختصون بتوضيح لمن يرجع نسب السعدون بالإضافة إلى بيان العديد من التفاصيل حوله، وهو أحد الرموز الوطنية في العراق، وكان رئيسًا للحكومة العراقية عدة مرات خلال الحقبة الملكية، كما أنه شغل العديد من المناصب الوزارية في الدولة، وكان واحدًا من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي، التي ضمت في عضويتها مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس الجمهورية التركية.
لماذا سمي شارع السعدون بهذا الاسم؟
سمي شارع السعدون بهذا الاسم تكريمًا لرئيس الحكومة العراقية السابق عبد المحسن السعدون الذي استطاع تقديم العديد من الإنجازات السياسية للعراق خلال فترة الحكم الملكي. يضم هذا الشارع تمثال السعدون بالإضافة إلى الكثير من المعالم الأخرى، ويقع وسط العاصمة العراقية بغداد.
هل كان عبد المحسن السعدون وزيرًا للخارجية؟
بالفعل كان عبد المحسن السعدون أحد وزراء الخارجية في المملكة العراقية، ولم يشغل قبله أحد هذا المنصب سوى ياسين الهاشمي. تتضمن القائمة الآتية جميع وزراء خارجية العراق الملكية على الترتيب وفق وزارة الخارجية العراقية:
الاسم | استلام المنصب | الإعفاء من المنصب | الاسم | استلام المنصب | الإعفاء من المنصب |
ياسين الهاشمي | من عام 1924 | إلى عام 1925 | نوري السعيد | من عام 1938 | إلى عام 1939 |
عبد المحسن السعدون | من عام 1925 | إلى عام 1926 | علي جودت الأيوبي | من عام 1939 | إلى عام 1940 |
جعفر العسكري | من عام 1926 | إلى عام 1928 | نوري السعيد | من عام 1940 | إلى عام 1941 |
عبد المحسن السعدون | من عام 1928 | إلى عام 1929 | علي محمود الشيخ | من عام 1941 | إلى عام 1941 |
توفيق السويدي | من عام 1929 | إلى عام 1929 | طه الهاشمي | من عام 1941 | إلى عام 1941 |
عبد المحسن السعدون | من عام 1929 | إلى عام 1929 | توفيق السويدي | من عام 1941 | إلى عام 1941 |
ناجي السويدي | من عام 1929 | إلى عام 1930 | موسى الشابندر | من عام 1941 | إلى عام 1941 |
نوري السعيد | من عام 1930 | إلى عام 1930 | صالح جبر | من عام 1941 | إلى عام 1942 |
عبد الله الدملوجي | من عام 1930 | إلى عام 1931 | عبد الله الدملوجي | من عام 1942 | إلى عام 1942 |
جعفر العسكري | من عام 1931 | إلى عام 1932 | نوري السعيد | من عام 1942 | إلى عام 1942 |
عبد القادر رشيد | من عام 1932 | إلى عام 1933 | عبد الإله حافظ | من عام 1942 | إلى عام 1943 |
عبد الله الدملوجي | من عام 1934 | إلى عام 1934 | نصرت الفارسي | من عام 1943 | إلى عام 1943 |
نوري السعيد | من عام 1933 | إلى عام 1934 | عبد الإله حافظ | من عام 1943 | إلى عام 1943 |
توفيق السويدي | من عام 1934 | إلى عام 1934 | محمود صبحي الدفتري | من عام 1943 | إلى عام 1944 |
نوري السعيد | من عام 1934 | إلى عام 1936 | أرشد العمري | من عام 1944 | إلى عام 1945 |
ناجي الأصيل | من عام 1936 | إلى عام 1936 | حمدي الباجه جي | من عام 1945 | إلى عام 1946 |
عباس مهدي | من عام 1937 | إلى عام 1937 | توفيق السويدي | من عام 1946 | إلى عام 1946 |
توفيق السويدي | من عام 1937 | إلى عام 1938 |
متى انتحر عبد المحسن السعدون؟
وضّح كثير من دارسي حياة عبد المحسن السعدون كيف مات ومتى كان ذلك؛ فإنه مات منتحرًا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1929 بعد إطلاقه النار على نفسه، وكان ذلك أمام رفاقه بالإضافة إلى وكيل المندوب السامي والملك فيصل. كان هذا الحدث واحدًا من الأحداث المهمة في التاريخ العراقي وقتها، وتم عمل تمثال السعدون بعد هذه الحادثة تكريمًا له.
وصية عبد المحسن السعدون قبل الانتحار
قبل إطلاقه النار على نفسه ترك عبد المحسن السعدون وصية لابنه علي، وفي هذه الرسالة وضّح الأسباب التي أدّت إلى إقدامه على الانتحار، بالإضافة إلى حثِّه على رعاية والدته وإخوته الصغار، كما أوصى ابنه بأن يبقى مخلصًا لوطنه، ومخلصًا للملك فيصل وذريته إخلاصًا مطلقًا، وطلب من ابنه العفو عنه في نهاية الوصية.
في وصيته لابنه صرّح عبد المحسن السعدون بأنه انتحر؛ نظرًا لعدم إيجاد اللذة والذوق والشرف في هذه الحياة لأن الأمة العراقية تنتظر من يخدمها، ولا يوافق الإنجليز على ذلك، ولم يكن للسعدون ظهير يعينه على تحقيق ما يريده لصالح العراق، وذلك إلى جانب اتهام بعض العراقيين له بالخيانة كما جاء في وصيته بالرغم من مكابدته لمصلحة العراق.
كم مرة ترأس عبد المحسن السعدون؟
ترأس عبد المحسن السعدون -الذي نُحت تمثال السعدون على شكله- الحكومة العراقية 4 مرات، وكان تشكيل الأولى منها عام 1922، ثم تبعها تشكيل الوزارة الثانية عام 1925، ثم تشكيل الوزارة الثالثة عام 1928، ثم الحكومة الرابعة والأخيرة عام 1929 الذي توفي فيه، مما أدى إلى تشكيل حكومة جديدة بعده مباشرة.
الحكومة العراقية بعد انتحار عبد المحسن السعدون
بعد انتحار عبد المحسن السعدون وإتمام مراسم تشييعه اتفق الملك فيصل مع وكيل المندوب السامي على ترشيح ناجي السويدي بتشكيل حكومة جديدة، وذلك لأن الحكومة صارت بحكم المستقيلة بعد عملية الانتحار، وهو ما تم بالفعل مع تعيين السويدي رئيسًا للوزراء ووزيرًا للخارجية. ضمّت الحكومة الجديدة ياسين الهاشمي، وناجي شوكت، وعبد العزيز القصاب، ونوري السعيد، وخالد سليمان، وعبد الحسين الحلبي، ومحمد أمين زكي.
اقرأ/ي أيضًا: