تحقيق مسبار
إن زهرة رافليسيا واحدة من الأزهار المشهورة حول العالم بسبب حجمها الكبيرة ورائحتها التي تشبه رائحة الجثث، وهي رائحة كريهة تعتمد عليها الزهرة بشكل أساسي لجذب الحشرات التي تنقل لقاحها. لا يمكن العثور على هذه الزهرة بسهولة في البرية؛ نظرًا لعدم وجود أية أوراق أو جذور أو أغصان ظاهرة لها.
ما هي زهرة رافليسيا؟
تم تحديد ما هي زهرة رافليسيا من قبل المختصين في علوم النباتات؛ وهو اسم لجنس يضم عشرات الأنواع من النباتات الطفيلية الأصلية التي تعيش في بعض مناطق آسيا. لا يوجد لهذا النوع من النباتات أية أجزاء بارزة أخرى، مما يجعل إمكانية التعرّف عليها صعبة قبل ظهور الأزهار المذهلة ذات الحجم الكبير.
كم عدد زهور رافليسيا المتبقية في العالم؟
لا توجد إحصائيات تُبيّن كم عدد زهور رافليسيا المتبقية في العالم نظرًا لصعوبة العثور عليها، ولكنها إحدى النباتات المعرضة لخطر الانقراض بسبب العديد من العوامل المختلفة، وهذا يعني أن أعدادها قليلة جدًا، وخلال الوقت الراهن يحاول بعض المختصين إنباتها وإكثارها في غير بيئتها الأصلية؛ لضمان عدم فقدانها بشكل كامل.
كم من الوقت يستغرق نبات الرافليسيا حتى ينمو؟
لم يتم تحديد كم من الوقت يستغرق نبات الرافليسيا حتى ينمو، وربما يستغرق شهورًا أو سنوات خلال فترة النمو وقبل ظهور الازهار، وذلك لأنه نبات متطفل على غيره بشكل كامل، ولا توجد له سيقان أو جذور يمكن التعرف عليه منها، وإنما يتم اكتشافه بعد ظهور الزهرة المتميزة ذات الحجم الكبير.
لماذا رائحة رافليسيا سيئة؟
إن رائحة رافليسيا سيئة جدًا، ولذلك تُعرف باسم زهرة الجثة أيضًا، ويعود السبب وراء هذه الرائحة إلى إطلاق بعض المواد الكيميائية التي تحتوي على الكبريت حسب لايف سيانس، وهي رائحة مهمة جدًا بالنسبة إلى زهرة رافليسيا، وذلك لأنها تعتمد عليها فيما يتعلق بجذب الذباب والحشرات الأخرى التي تحمل حبوب اللقاح وتنقلها حتى تتكاثر الزهرة.
لماذا تعتبر زهرة رافليسيا مهمة؟
تعتبر زهرة رافليسيا مهمة في أماكن تواجدها داخل قارة آسيا للعديد من العوامل، وأبرزها: العوامل السياحية؛ فإن الرافليسيا تجذب كثيرًا من السياح والمختصين في علوم النباتات لرؤيتها والتحقق من تفاصيلها عن قرب، كما يستخدم السكان المحليون هذه الزهرة في الطب الشعبي التقليدي والعديد من الاستخدامات الأخرى، مما يزيد من قيمتها وأهميتها.
ما اسم أكبر زهرة في العالم؟
تُعرف زهرة رافليسيا أرنولدي بأنها الزهرة الأكبر في العالم على الإطلاق، ويصل طولها إلى 0.91 متر أحيانًا، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات والحقائق حول هذه الزهرة:
- الحجم الكبير: عند اكتمال نموها يبلغ طول زهرة رافليسيا أرنولدي قرابة 0.91 متر، وأما عن وزنها؛ فإنه يبلغ 6.80 كيلوجرام، وهذا يعني أنها ذات حجم هائل مقارنةً بالزهور الأخرى المعروفة حول العالم.
- الحصول على المغذيات: لا ترتبط زهرة رافليسيا أرنولدي بالجذور أو الأوراق أو السيقان المرئية، وإنما تحصل على الماء والمغذيات التي تحتاجها من النبات الذي تتطفل وتنمو عليه بشكل مباشر.
- خصائص اللحم: تتمتع زهور الرافليسيا أرنولدي بخصائص لمسية وبصرية مشابهة لخصائص اللحوم المجعدة المليئة بالدماء، كما أنها ذات رائحة سيئة جدًا، وهو ما يجعلها منفرة للبشر وجاذبة للحشرات التي تحب الجيف.
- البراعم في النمو: عند الوصول إلى مرحلة النمو تبدأ أجزاء زهرة رافليسيا أرنولدي بالظهور على شكل براعم ذات لون بني، وتشبه هذه البراعم في شكلها شكل الكرنب، ويُطلق عليها اسم نوبس.
- شكل الزهرة: تتمتع نباتات الرافليسيا أرنولدي بزهرة من 5 فصوص، وتتميز الزهرة باللون البني المُحمّر مع بقع بيضاء، وتظهر مدة أسبوع واحد ثم تختفي بعد ذلك مرة أخرى.
- إنتاج الحرارة: لا تقوم زهرة رافليسيا أرنولدو بإطلاق الرائحة الكريهة وحدها، وإنما تقوم كذلك بإنتاج الحرارة وإطلاقها للمساعدة في انتشار الرائحة وتعزيز فرصة التلقيح والتكاثر.
- طبيعة اللقاح: خلافًا للكثير من النباتات الأخرى يكون لقاح زهرة رافليسيا أرنولدو على شكل سائل لزج سميك، ويجف على ظهر الذباب ليتمكّن من نقله إلى أماكن بعيدة وإتمام عملية التلقيح.
- الخلط بين رافليسيا أرنولدو وتيتان أروم: كثيرًا ما يتم الخلط بين زهرة رافليسيا أرنولدو وزهرة تيتان أروم؛ نظرًا لإطلاق اسم زهرة الجثة على كل منهما، ولكنهما من النباتات المختلفة اختلافًا كبيرًا.
أين توجد زهرة الرافليسيا الأكبر في العالم؟
يمكن العثور على زهرة رافليسيا أرنولدي في كل من إندونيسيا وسومطرة، وتُفضّل هذه الزهرة الغابات المطيرة الاستوائية التي توفر لها البيئة المناسبة حتى تنمو على النحو المطلوب، ويتم إيجادها حصرًا على كروم النبات المعروف باسم تيتراستيغما؛ فإنها تتطفل على هذا النبات وتنمو عليه.
اكتشاف زهرة رافليسيا أرنولدي
تم اكتشاف نباتات رافليسيا أرنولدي في سومطرة من قبل أحد الفرق الاستكشافية، التي تضم عالم الطبيعة الدكتور جوزيف أرنولد، والسير ستامفورد رافليس، وتمكّن هذا الفريق من اكتشاف الزهرة المذكورة عام 1818؛ إلا أن أرنولد توفي بعد فترة وجيزة من هذا الاكتشاف بسبب تعرضه إلى الحمى، ومن الواضح أن الزهرة سُميت بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفيها الدكتور أرنولد والسير رافليس.
هل زهرة رافليسيا من أندر الزهور حول العالم؟
إن زهرة رافليسيا من أندر الزهور حول العالم بالفعل حسب وورلد أطلس، ونظرًا لندرتها وقيمتها التاريخية أصبحت رمزًا لجزيرة بورنيو، وظهرت على الطوابع البريدية الرسمية الإندونيسية. تتضمن القائمة الآتية بعض الزهور الأخرى الأكثر ندرة في العالم:
- أوركيدا ليدي سليبر: تشبه زهرة أوركيدا ليدي سليبر شكل حذاء السيدة، ولذلك أطلق عليها اسمها المعروف باللغة الإنجليزية، وتنمو هذه الزهرة في كل من أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة والعديد من دول قارتي أوروبا وآسيا.
- زهرة الجادي فاين: تنمو نباتات زهرة الجادي فاين في الغابات المطيرة داخل الأراضي الفلبينية بشكل حصري، وهي من النباتات التي يصل طولها إلى أكثر من 13 متر أحيانًا مما يعني أنها طويلة جدًا.
- القسموس الدموي الداكن: في الوقت الراهن انقرضت زهرة القسموس الدموي الداكن من موطنها الأصلي داخل الأراضي المكسيكية، ولكنها مزروعة في بعض الأماكن المحمية حول العالم، وتتمتع برائحة تشبه الشوكولاتة.
- زهرة تيتان أروم: عند نموها يصل ارتفاع زهرة تيتان أروم إلى 3.7 متر تقريبًا، وهي من النباتات التي تنمو في إندونيسيا بشكل طبيعي، ولها رائحة كريهة تشبه رائحة زهرة رافليسيا أيضًا، ولذلك تُعرف باسم زهرة الجثة.
- الباهرة الهندية: يمكن العثور على زهرة الباهرة الهندية في آسيا والمناطق الاستوائية والجنوبية من قارة أفريقيا، وهي زهرة تتراوح ألوانها بين الوردي الداكن أو الوردي الداكن إلى الأصفر والبرتقالي، وربما تصبح طويلة جدًا أحيانًا.
- أوركيدا الشبح: سُميت أوركيدا الشبح نسبة إلى شكل بتلاتها، وهي زهرة تنمو في كل من كوبا وجزر الباهاما بالإضافة إلى فلوريدا، وهي من الزهور المتطفلة التي تحتاج إلى أشجار تضيفها لتشاركها في الغذاء.
- زهرة كامبيون جبل طارق: يعود الموطن الأصلي لزهرة كامبيون جبل طارق إلى إقليم جبل طارق البريطاني، وهي زهرة يتراوح لونها بين البنفسجي والوردي الفاتح، ويمكن العثور عليها في بعض الحدائق النباتية.
التهديدات التي تواجه زهرة رافليسيا
هناك العديد من التهديدات التي تواجه زهرة رافليسيا خلال الوقت الراهن، وعلى رأسها فقدان الموائل الطبيعية والنباتات التي تستضيف هذه الزهرة لتتغذى عليها، كما أن السكان المحليين يقومون بتقطيع هذه الزهرة لاستخدامها في التعامل مع بعض الأمراض حسب التقاليد السائدة؛ بالرغم من عدم وجود أية براهين علمية على الفوائد الصحية التي توفرها للإنسان.
اقرأ/ي أيضًا: