تحقيق مسبار
إن ملح النطرون واحد من الأملاح التي تم استخدامها منذ القدم في المجالات العلاجية إضافة إلى إنتاج الزجاج وغيره، وكان أحد الأملاح المستخدمة من قبل المصريين القدماء في عملية التحنيط؛ لتجفيف الجثة والقضاء على الرطوبة التي داخلها. يتوفر هذا الملح في العديد من الأماكن حول العالم بشكل طبيعي.
ما هو ملح النطرون؟
عند البحث لمعرفة ما هو النطرون أو ملح النطرون يتضح بأنه مركب ملحي يحتوي على عنصر الهيدروجين بالإضافة إلى الأكسجين، والصوديوم، والكربون، ويتم استخدامه في العديد من المجالات المختلفة منذ القدم. لم يكن اكتشاف هذا الملح قديمًا، وإنما تعرّفت عليه بعض الحضارات منذ آلاف السنوات.
ما هو الاسم العلمي للنطرون؟
حرص موقع بايجس التعليمي على توضيح ما هو الاسم العلمي للنطرون؛ فإنه ملح يعرف باسم كربونات الصوديوم المائية، وتتكون تركيبته الكيميائية من كربونات الصوديوم (Na2CO3)، إضافة إلى 10 جزيئات من الماء (10H2O)، مما يعني أن الماء يُشكّل جزءًا أساسيًا من تركيبة ملح النطرون.
من اكتشف ملح النطرون؟
لم توضح المصادر المتخصصة من اكتشف ملح النطرون؛ إلا أنه أحد المركبات الكيميائية التي تمكّن البشر من التعرّف عليها قديمًا، واستخدمها المصريون القدماء في العديد من المجالات المختلفة. ولم يتم تصنيعه مخبريًا في ذلك الوقت، وإنما تم العثور عليه في العديد من الأماكن بشكل طبيعي.
أين يوجد ملح النطرون؟
يعتني الكثيرون بمعرفة أين يوجد ملح النطرون؛ فإنه مُركّب كيميائي يمكن العثور عليه في أماكن محدودة داخل قارة أفريقيا، ومنها: بحيرة ماجادي في كينيا، وبحيرة النطرون، بالإضافة إلى الأجزاء الغربية من القارة أيضًا. وفي الوقت الراهن يمكن إنتاج هذا الملح بالاعتماد على بعض التفاعلات الكيميائية داخل المختبر.
في ماذا يستخدم النطرون؟
ربما لا توجد الكثير من الأبحاث التي تعتني ببيان ما هي فوائد النطرون؛ إلا أنه أحد الأملاح التي استُخدمت منذ القدم في الطب، وعثر المختصون على كثير من النصوص اليونانية واللاتينية، بالإضافة إلى النصوص المصرية القديمة التي توضح استخدامه في علاج الأمراض الجلدية والاضطرابات الكهروكيميائية.
اعتنى أحد الأبحاث بتوضيح في ماذا يستخدم النطرون منذ القدم، وشملت هذه الاستخدامات علاج الفطريات وبعض الطفيليات الجلدية، ويمكن استخدام ملح النطرون كذلك في صناعة الزجاج بالإضافة إلى استخدامات الطبخ والزراعة، ويدخل في إنتاج الصابون المعروف اليوم أيضًا.
كيف يتم استخدام ملح النطرون في مصر القديمة؟
توضح المصادر المتخصصة بالتحنيط في مصر القديمة كيف يتم استخدام ملح النطرون من قبل هذه الحضارة؛ فإنه كان أحد الأملاح المستخدمة في التحنيط من خلال وضعه على الجثة مباشرة، كما تم وضعها داخل الجسم بعد إفراغه من الأعضاء التي يمكن أن تتعرض إلى التعفن لتطهيرها والمحافظة عليها، كذلك تم استخدامه بطرق أخرى للعلاج أيضًا.
من أين استخرج المصريون القدماء ملح النطرون؟
لم يقم المصريون القدماء بإنتاج ملح النطرون المستخدم في العلاج أو التحنيط وغيره، وإنما تم استخراج هذا الملح من وادي النطرون، وفيما يأتي بعض المعلومات حول هذا الوادي:
- الموقع الجغرافي: يقع وادي النطرون في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة البحيرة داخل أراضي جمهورية مصر العربية، وربما كان الموقع من الأماكن المقدسة في الحضارة المصرية القديمة.
- وصف الوادي: يتمتع وادي النطرون بشكل مستطيل تقريبًا، وهو وادٍ منخفض يصل طوله إلى 60 ألف متر، ويبلغ متوسط عرضه 10 آلاف متر، وهذا يعني أنه يغطي مساحة شاسعة.
- أبرز منتجات وادي النطرون: بشكل أساسي تم استخراج 3 منتجات من منطقة وادي النطرون، وهي ملح النطرون بالإضافة إلى بعض الأملاح الأخرى، ونبات الحلفاء، وهو من النباتات المستخدمة في صناعة الحصير.
- توفير عدة نماذج من ملح النطرون: تم العثور على عدة نماذج مختلفة من ملح النطرون في وادي النطرون، واختلفت هذه النماذج بنسب المكونات الأساسية التي تشمل، كربونات الصوديوم والماء وكلورور الصوديوم وغيرها.
في ماذا استُخدم النطرون خلال عملية التحنيط؟
في مصر القديمة تم استخدام ملح النطرون بشكل أساسي -أثناء عملية التحنيط- لإزالة الرطوبة من الجسم بشكل كامل؛ نظرًا لما يتمتع به هذا الملح من خصائص التجفيف، وبعد الانتهاء من التجفيف وتعقيم الجثة باستخدام النطرون قام المصريون القدماء بغسيل هذا الملح عن الجسم برفق؛ لاستكمال عملية التحنيط للجثة.
إجراءات التحنيط باستخدام ملح النطرون في مصر القديمة
بعد معرفة ما هي فوائد النطرون للحضارة المصرية القديمة يتضح بأن التحنيط كان أبرزها على الإطلاق، وتوضح الخطوات التالية إجراءات التحنيط باستخدام ملح النطرون في تلك الحضارة:
- غسل الجسم: في البداية كان يتم غسل الجثة بمياه نهر النيل، وذلك لأنها كانت من المياه المقدسة لدى المصريين القدماء؛ فإنها ساعدتهم في تنمية المحاصيل والزراعة.
- إزالة الدماغ: بعد الانتهاء من غسل الجسم بمياه النيل تم استخراج الدماغ من الجثة، وذلك عن طريق الشفط من خلال الأنف، وتم استخدام الإزميل والمطرقة بالإضافة إلى سنارة مُحماة لهذه الغاية.
- إزالة الأعضاء الداخلية: قام الكهنة في مصر القديم بإزالة الأعضاء الداخلية بعد الانتهاء من إزالة الدماغ، وشمل ذلك القلب الذي اعتقدوا أنه مقر الروح، بالإضافة إلى الكبد وبعض الأعضاء الأخرى.
- وضع الأعضاء في الجرار الكنوبية: تم وضع أعضاء الجثة الأبرز التي تم استخراجها في الجرار الكنوبية، وذلك لحمايتها من قبل أبناء حورس الأربعة حسب الاعتقادات الشائعة في الحضارة المصرية القديمة.
- تغطية الجسم بالنطرون: إذا أصبح الجسم فارغًا من الأعضاء الداخلية؛ فإنه يكون جاهزًا لاستخدام ملح النطرون، وذلك من خلال تغطية الجسم بشكل كامل من الخارج، بالإضافة إلى إدخال الملح فيه لتجفيفه.
- استبدال النطرون: لم يكن استخدام ملح النطرون في عملية التحنيط سريعًا، وإنما يتم تبديل الملح كل أسبوعين تقريبًا، وتستمر العملية كاملة قرابة 40 يومًا حتى تجف الجثة بشكل كامل.
- استخراج الجثة من الملح: عند انتهاء 40 يومًا من استخدام النطرون يتم استخراج الجثة بالكامل، ثم يقوم المختصون بتنظيفها، ثم غسلها بمياه النيل قبل استكمال إجراءات تحنيط الجثة المتبقية.
- الدهن بزيت الأرز: قام المصريون القدماء بدهن جثة الميت مستخدمين زيت شجرة الأرز، وكان ذلك بعد غسل الجثة من ملح النطرون، حتى تتمتع الجثة الجافة ببعض الطراوة عند الوصول إلى هذه المرحلة.
- نقل الجثة إلى التجميل: في النهاية يتم نقل الجثة إلى بيت التجميل، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة عليها وحشوها ببعض المواد الجافة؛ مثل نشارة الخشب، بالإضافة إلى إخفاء الجروح والخدوش وغيرها.
- دهن الجثة بصمغ الراتينج: كان صمغ الراتينج من الصموغ التي استخدامها المصريون القدماء في التحنيط، وذلك لدهن الجثة بها قبل البدء بلفها.
- لف الجثة: في المرحلة الأخيرة من مراحل التحنيط قديمًا تم لف الجثة حتى تختفي بشكل كامل خلف القماش، واستغرقت هذه العملية ما يتراوح بين 13-15 يومًا، ولم تكن خطوة سريعة.
هل توجد أنواع من الملح غير ملح النطرون؟
لا شك بأن هناك العديد من أنواع الملح المتوفرة غير ملح النطرون، وأشهرها على الإطلاق ملح الطعام المعروف باسم كلوريد الصوديوم بناءً على تركيبته الكيميائية. تُعرف الأملاح بأنها مركب أيوني يحتوي على كاتيون قاعدي وأنون حمضي، ويمكن العثور على كميات كبيرة منها في مياه البحار والمحيطات.
يتم تقسيم الأملاح بشكل أساسي إلى 4 أنواع مختلفة، وهي: الملح الحمضي، والملح القاعدي أو القلوي، والملح المزدوج، بالإضافة إلى الأملاح المختلطة التي تتضمن نسبة ثابتة من ملحين اثنين يشتركان في كاتيون أو أنيون مشترك عادة، ولكل واحد من هذه الأنواع بعض الخصائص التي يتمتع بها ويتميز بها عن غيره.
اقرأ/ي أيضًا:
هل بيكربونات الصوديوم هو الملح؟