` `

هكذا تغيّر الشائعات العالم

افتعال الحروب، وتوتير العلاقات الدولية، والتأثير في القرار السياسي
حسام الوكيل حسام الوكيل
سياسة
30 أبريل 2020
هكذا تغيّر الشائعات العالم
الشائعات والمعلومات الزائفة قد تكون سلاحاً لافتعال الحروب (Getty)

هل فكرت يوماً أنّ الشائعات والمعلومات الزائفة قد تكون سلاحاً لافتعال الحروب، أو أن تكون سبباً في توتير العلاقات بين دولتين، أو أن تؤثّر على القرار السياسي في دولة ما.

يتناول "مسبار" في هذه التدوينة مجموعة من القصص الإخبارية حول ضلوع الشائعات والمعلومات الزائفة بدور أساسي في قضايا دولية كبرى أثّرت في مسار العلاقات الدولية والاستقرار السياسي للدول.

اتهامات لروسيا بشنّ حرب معلومات مُضلّلة

تصاعدت اتهامات بولندا لروسيا بمحاولة توتير العلاقات البولندية الأميركية، من خلال تزييف بيانات عسكرية ونسبها للسلطات البولندية، إذ وجّه ستانيسلاف زارين، المتحدث باسم رئيس الأجهزة الأمنية البولندية، اتهامات إلى روسيا بدفع مهاجمين إلكترونيين لتزييف رسالة على موقع معهد دراسات الحرب في وارسو، وهي أكاديمية دفاعية لتدريب القادة العسكريين البولنديين، واحتوت الرسالة على دعوة مزيّفة باسم عميد الأكاديمية يدعو فيها الجنود البولنديين لمحاربة "الاحتلال الأميركي".

يُذكر أنّ السجال الروسي البولندي بدأ بعد سماح بولندا عام 2014 لأميركا بنشر قواتها على الأراضي البولندية عقب ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.

معلومات مزيفة كانت مفتاح الحرب على العراق

حلّت في شهر أبريل/نيسان الجاري الذكرى الـ17 للاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، والذي بدأ بمعلومات مضللة قدمها وزير الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، كولن باول، في خطابه أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة بتاريخ 5 فبراير/شباط عام 2003، قبل ستة أسابيع من بدء الحرب آنذاك.

ادّعى باول في خطابه امتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل، وكذلك دعم نظامه للإرهاب الدولي وسعيه إلى صنع أسلحة نووية، ومعلومات أخرى اتّضح فيما بعد أنها مُضللة، كما صرّح باول عام 2005 خلال لقاء له مع قناة ABC التلفزيونية الأميركية ووصف دفاعه عن تقرير بلاده حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة بمثابة "وصمة عار في مسيرته السياسية".

ونشرت الوكالة الألمانية دويتشه فيله تقريراً بعنوان "حرب العراق: بدأت بكذبة وآلت إلى فوضى" نقلت فيه تصريحاً عن ماكغوفرن، أحد القيادات السابقة البارزة في وكالة الاستخبارات المركزية CIA، قال فيه "لم تكن المعلومات الاستخباراتية خاطئة فحسب، وإنما كانت مزيفة أيضاً".

معلومات مضللة استهدفت الانتخابات الأميركية

اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي روسيا، بالتدخل في الانتخابات الأميركية الأخيرة، وبعد تحقيقٍ استمرّ قرابة ثلاث سنوات، أسفرت نتائج التحقيق أنّ 13 روسيًّا عملوا على استهداف الانتخابات الأميركية، إذ شكّلوا مجموعة عمل في عام 2014، وبدأ العمل فعليًّا بالتوازي مع انطلاق سباق الانتخابات الأميركية عام 2016، وأنفقوا آلاف الدولارات لشراء إعلانات سياسية، وفضاءات إلكترونية أميركية لإخفاء هوياتهم، ونشروا تعليقات سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة، ونشروا معلومات مسيئة أضرّت بهيلاري كلينتون، بهدف التأثير عليها في الانتخابات، ونشروا معلومات أخرى للتقليل من شأن مرشحين آخرين مثل ماركو روبيو وتد كروز، ودعم بيرني ساندرز ثم بعدها دونالد ترامب.

فيما أكّدت شركة سيمانتك الأمنية في تقرير لها أنّ جهود روسيا لبث معلومات مغلوطة على موقع تويتر قبل الانتخابات الأميركية عام 2016 كانت احترافية أكثر مما كان يُعتقد في الأوساط الأمنية.

وأكدت الشركة في تقريرها أنّ المجموعة الروسية نظّمت الحملة على موقع تويتر بحسابات مسجلة قبل وقت طويل من استخدامها، وتنتحل في كثير من الأحيان صفة مواقع إخبارية أو منظمات سياسية لبث معلومات مغلوطة من شأنها التأثير على سير الانتخابات.

دراسة: المعلومات المضللة تهدد وحدة نيجيريا

شهدت الانتخابات الرئاسية في نيجيريا مطلع عام 2019 عدداً كبيراً من الأخبار الزائفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن بعض المواقع الإخبارية، إضافة إلى بثّ موجة من التشكيك في التصريحات الحكومية حول نتائج الانتخابات. فيما حذرت دراسة نشرتها مؤسسة REDFAME المتخصصة في دراسات الإعلام والاتصال، من الآثار والتداعيات الحرجة للأخبار المزيفة على المجتمع في نيجيريا والتي يمكن أن تقوّض وحدة وسلام البلاد مع عواقب وخيمة، وفقاً للدراسة.

وأشارت الدراسة إلى أنّ الأخبار الزائفة قد تؤدي إلى تحويل الديمقراطية إلى حالة سيئة فضلاً عن تفاقم حالة عدم الثقة والانقسام والعنف في النظام السياسي، كما أنّ الأخبار المغلوطة يمكن أن تقوض ثقة المواطنين في وسائل الإعلام، وأنّ الأخبار المزيفة يمكن أن تعزز الميول المعادية للديمقراطية التي يمكن أن تقوض الثقة في النظام.

الأكثر قراءة