` `

حسابات إسرائيلية تروّج لفيديو مضلل على أنه لقتل امرأة حامل على يد حماس

محمود حسن محمود حسن
سياسة
24 أكتوبر 2023
حسابات إسرائيلية تروّج لفيديو مضلل على أنه لقتل امرأة حامل على يد حماس
الفيديو من المكسيك ولا علاقة لحماس به كما ادعت حسابات إسرائيلية (إكس)

تحذير:  يتضمن الفيديو مشاهد قاسية.

شاركت صفحات وحسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو عنوانه "واحد من أكثر مقاطع الفيديو الإرهابية الرهيبة المعروفة للبشرية". ادّعت أنّه التقط يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويُظهر بحسب زعم ناشريه مقاتلين من حركة حماس يقتلون امرأة حامل ويمثلون بجثتها ويقتلون جنينها، خلال تنفيذهم عملية طوفان الأقصى.

ومن الذين روجوا الفيديو، بروك غولدستين، وهي محامية شاركت المقطع على منصات التواصل الاجتماعي وأرفقته بتعليق تحذيري يقول "هذا هو أسوأ فيديو رأيته في حياتي. هذا ما تفعله حماس الفلسطينية بامرأة حامل".

الادعاء المضلل بقتل حماس امرأة حامل

الفيديو من المكسيك ولا علاقة له بحماس وبعملية طوفان الأقصى

حلل "مسبار" مقطع الفيديو وبحث عنه، ووجد أنّ ادّعاء الحسابات الإسرائيلية بأنه يعود لجريمة ارتكبتها حماس بحق امرأة إسرائيلية وجنينها، هو ادعاء مضلل ولا أساس له، إذ إن المشاهد التي يعرضها الفيديو مأخوذة من مقطع مصوّر منشور على موقع ميكسيكي منذ عام 2018، ويحمل عنوان "فيديو مرعب حيث قام قتلة مايو زامبادا بإزالة قلب أحد الأشخاص وقطع رأس شخص آخر". 

الخبر الأصلي

ويعرض الفيديو الأصلي عملية تعذيب شاب ونزع قلبه، بالقرب من شخص آخر يبدو أنه قتُل بعد التعذيب أيضًا. وقد أخفى ناشرو الادّعاء حديثًا، العلامة المائية للمصدر وذلك من خلال تصغير قياس إطار الفيديو وإخفاء تفاصيل بصمة المصدر وكتابة وصف مختلف حوله يحجب الدلالات الأصلية.

تفاصيل الفيديو الأصلي الذي يعود للعام 2018
تفاصيل الفيديو الأصلي الذي يعود للعام 2018
تفاصيل الفيديو نفسها في الادعاء المزيّف الذي تم نشره حديثاً
تفاصيل الفيديو نفسها في الادعاء المزيّف الذي تم نشره حديثًا

واتضح أن الفيديو منشور في 17 يناير/كانون الثاني عام 2018، ويعود إلى عمل إجرامي نفّذته منظمة إجرامية تنشط في المكسيك وتعرف باسم "La Guardia Guerrerense". 

A blurry image of a person's face

Description automatically generated

وبالتدقيق تبيّن أن المقطع الذي تم تعديله، تضمن عند الثانية 39، نسخة من تقرير لشاهد يزعم أنه يصف الحادثة نفسها. لكن وجد مسبار أنّه مأخوذ من تقرير نشرته محطة I24 News، بعنوان "قائد خدمة الإنقاذ الإسرائيلية يروي فظائع حماس". يظهر في هذا التقرير يوسي لانداو، عضو عملية الإنقاذ الإسرائيلية المعروفة باسم "زكا"، وهو يروي آثار هجوم حماس في مدينة أشدود. في الدقيقة 2:44، ويصف لانداو حادثة مختلفة يزعم فيها أنهم عثروا على جثة امرأة قتلتها حماس ويقول "عندما دخلت لأحد المنازل رأيت امرأة ملقاة على بطنها وتم إطلاق النار عليها، وعندما تفحصناها رأينا بطنها مفتوحًا وطفلًا مربوطًا بالحبل السري وقد تم طعنه بسكين"، دون أن يتضمن التقرير صورًا تدعم ادعاء قائد خدمة الإنقاذ الإسرائيلية.

الفيديو المفبرك وتظهرفيه إفادة يوسي لانداو مع مشاهد من الفيديو
الفيديو المفبرك وتظهرفيه إفادة يوسي لانداو مع مشاهد من الفيديو 
التقرير الأصلي لقناة i24 يعرض نفس الإفادة مع مشاهد مختلفة
التقرير الأصلي لقناة i24 يعرض نفس الإفادة مع مشاهد مختلفة

مزاعم إسرائيلية مضللة عن قتل حماس أطفالًا إسرائيليين

وسبق أن فنّد "مسبار" ادعاءات مضللة أخرى نشرتها حسابات وصفحات ووسائل إعلام إسرائيلية، منها تقرير لقناة  i24، ضللت فيه وسائل إعلام عالمية بعدما نشرت خبر ارتكاب مقاتلي حماس مجزرة بحق 40 رضيعًا إسرائيليًا، ليتبين أنّ الخبر مفبرك ومُختلق ولا أساس له.

ومن الادعاءات التي روجتها حسابات إسرائيلية، على أنها لاستهداف حماس الأطفال الإسرائيليين، مقطع فيديو تحقق منه مسبار، وبيّن أنّه ليس لرضيعة إسرائيلية خطفتها المقاومة خلال عملية طوفان الأقصى. وآخر ادعت فيه أنّه لأطفال إسرائيليين احتجزتهم حماس في أقفاص، لكن تبيّن أنّ الفيديو التقط قبل السابع من أكتوبر، ولا علاقة لحركة حماس به.

ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الثامن عشر، تجاوز عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية 5300 مدنيًّا فلسطينيًا، منهم ما يقارب 2500 طفلًا.

اقرأ/ي أيضًا

المؤثرون الإسرائيليون وأسلوب التضليل تحت قناع السخرية

منظمة داعمة لإسرائيل تقف وراء إيقاف بي بي سي ستة من صحافييها

الأكثر قراءة