` `

تعليق مضلل للمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حول سبب نقص المساعدات في غزة

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
9 ديسمبر 2023
تعليق مضلل للمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حول سبب نقص المساعدات في غزة
أصبح من الصعب إيصال المساعدات إلى غزة مع التصعيد الإسرائيلي (Getty)

شارك المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، أوفير جندلمان، عبر حسابه على موقع إكس، تقريرًا مصورًا نشرته شبكة بي بي سي الناطقة باللغة العربية، عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وجاء فيه أنّ أهل غزة لا يجدون الطعام والدواء خلال الحرب الإسرائيلية الجارية. 

وعلّق جندلمان، بأنّ سبب هذه الأزمة يعود لسرقة حركة حماس المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.

ادعاء المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حول أسباب نقص المساعدات في غزة
ادعاء المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي حول أسباب نقص المساعدات في غزة

عدم وجود مساعدات كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة في غزة

راجع "مسبار" التقارير الأممية والدولية عن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة، وتبين أن ادّعاء المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، يحتوي على تضليل.

إذ قالت منظمة الأمم المتحدة في بيان مشترك مع 27 وكالة إنسانية، نُشر يوم الخميس السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن الوضع في قطاع غزة "كارثي ومن أسوأ ما شهدته على الإطلاق"، محذرة من تدهوره إذا استمرت الحرب الجارية.

ودعت هذه الوكالات إلى الوقف الفوري للحرب وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في غزة. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، إن ظروف توصيل المساعدات الإنسانية منعدمة، كما أن منشآتها التي تحولت إلى أماكن إيواء، مكتظة بالنازحين.

وأكدت الأونروا على عدم وجود مساعدات كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة، وأنّ عملياتها في غزة تُخنق. كما أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على عدم وجود مكان آمن في غزة، واستنكر التجاهل الصارخ لسلامة منشآت الأمم المتحدة التي تأوي النازحين، والتي تعرض 90 منها للقصف الإسرائيلي خلال العدوان الحالي.

صورة متعلقة توضيحية

الوقود والإمدادات الطبية وصلت إلى مستويات منخفضة في غزة

وتقول التقارير الأممية إن هذه الحرب كارثة غير مسبوقة بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وتجاوزت جميع الحروب الأربع السابقة، ومن المتوقع أن تتفاقم معاناتهم مع استمرارها. وقال مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة إنّه على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، لم يكن من الممكن توزيع المساعدات وخاصة إمدادات الدقيق والمياه إلا في مناطق رفح وما حولها، على الحدود مع مصر، بسبب الحرب وإغلاق القوات الإسرائيلية لبقية طرق القطاع.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوقود والإمدادات الطبية وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط غزة. وأضافت أنه يتم جلب ما يصل إلى 200 جريح يوميًا، منذ الأول من ديسمبر الجاري، أي عندما انتهت الهدنة التي استمرت أسبوعًا. 

بينما قالت ماري أوري بيريوت ريفيال، منسقة الطوارئ لمنظمة الإغاثة في غزة "دون كهرباء، ستتوقف أجهزة التنفس الصناعي عن العمل، وسيتوقف التبرع بالدم، وسيكون تعقيم الأدوات الجراحية مستحيلًا". وأكدت أن الإمدادات والمعدات الجراحية اللازمة لتثبيت العظام المكسورة تعاني أيضًا من نقص.

وظلت غزة دون كهرباء منذ الأسبوع الأول من الحرب، وفرضت إسرائيل قيودًا شديدة على واردات الوقود، مما أجبر العديد من المستشفيات على الإغلاق لأنها لا تستطيع تشغيل مولدات الطوارئ.

وماتزال بعض المنشآت الصحية في غزة تعمل، وليس كلها، بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الوقود. وتسبب ذلك في استقبال المستشفيات التي لا تزال تقبل أعدادًًا متزايدة من الجرحى، تتجاوز طاقة استيعابها.

وفر آلاف الأشخاص إلى رفح وبعض مناطق جنوبي القطاع، منذ أن استأنفت إسرائيل هجومها بعد الهدنة المؤقتة.

منظمة الصحة العالمية: الحرب الجارية على غزة تعيق إيصال الإمدادات الطبية

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن الحرب الجارية على غزة تعيق إيصال الإمدادات الطبية إلى القطاع المحاصر. وفي منشور على موقع إكس، أوضح تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية نقلت الإمدادات الطبية من المستودع في منطقة خانيونس إلى مستودع أصغر في مدينة رفح، بعد تلقي تحذير من الجيش الإسرائيلي. 

وأضاف تيدروس "أدى ذلك إلى تأجيل تسليم الأدوية المقرر إلى (أطباء بلا حدود) و(وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين) لمنشآتهم الصحية". 

وأوضح"لقد تأخرت الحركة بالفعل وستستمر في تحدي عمليات تسليمنا للمستشفيات في غزة، وسط الصراع القائم ومحدودية عدد الموظفين على الأرض"، مؤكدًا "نحن بحاجة إلى تدفق مستدام وآمن للمساعدات الطبية لتوفير الرعاية للناس في غزة". 

وكان تيدروس قد أعلن قبلها أن منظمة الصحة العالمية تلقت إخطارًا من الجيش الإسرائيلي "بإزالة الإمدادات من مستودعها الطبي في جنوب غزة خلال 24 ساعة، لأن العمليات البرية ستبعدها عن الاستخدام".

العمليات العسكرية الإسرائيلية تؤدي إلى حرمان الآلاف من الرعاية الصحية

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى حماية النظام الصحي من الهجمات المتزايدة في غزة، قائلة “مرة أخرى، لا يوجد مكان آمن في غزة”. وقالت إنّها “تشعر بقلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية، بما في ذلك القصف العنيف على القطاع”. 

وكررت "مناشدتها إسرائيل لاتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وفقًا لقوانين الحرب".

وأكدت المنظمة أنّه مع تلقي المزيد من المدنيين في جنوبي غزة أوامر إخلاء فورية وإجبارهم على الرحيل، يتم تركز المزيد من الناس في مناطق أصغر، في حين تعمل المستشفيات المتبقية في تلك المناطق دون ما يكفي من الوقود والأدوية والغذاء والمياه، أو حماية العاملين في مجال الصحة. 

وأشارت أنّها والشركاء الآخرين أقل قدرة على تقديم الدعم، نظرًا لتضاؤل إمكانية الوصول إلى الإمدادات أو أي ضمان للسلامة عندما تنقل الإمدادات أو الموظفين. 

ورجحت المنظمة أن تؤدي العمليات البرية العسكرية المكثفة في جنوبي غزة، وخاصة في خانيونس، إلى حرمان الآلاف من الرعاية الصحية، وخاصةً من الوصول إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، وهما المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة، مع تزايد عدد الجرحى والمرضى.

انخفض عدد المستشفيات العاملة في غزة جراء الحرب الإسرائيلية

وحسب منظمة الصحة العالمية، تشير التقديرات إلى أن حوالي 1.9 مليون شخص، أي حوالي 80 في المئة من سكان غزة، أصبحوا نازحين داخليًا. وتغطي أوامر الإخلاء الأخيرة 20 في المئة من خانيونس والبلدات الواقعة شرقها، والتي كانت قبل الحرب البرية موطنًا لمئات الآلاف. 

وفي أقل من 60 يومًا، انخفض عدد المستشفيات العاملة من 36 إلى 18. ومن بين هذه المستشفيات، ثلاثة منها تقدم فقط الإسعافات الأولية الأساسية، في حين تقدم المستشفيات المتبقية خدمات جزئية فقط. 
وأشارت إلى أنّ المؤسسات الصحية القادرة على قبول المرضى تقدم خدمات تفوق بكثير قدراتها، وأن المستشفيات الـ12 التي لا تزال تعمل في الجنوب، تشكل الآن العمود الفقري للنظام الصحي.

وفي زيارة قام بها فريق منظمة الصحة العالمية إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، وُصف الوضع في الداخل بأنه كارثي، حيث أن المبنى وأراضي المستشفى مكتظة بشكل صارخ بالمرضى والنازحين الذين يبحثون عن مأوى.

نصف مليون مواطن معرضون لخطر الجوع والعطش في غزة

وقالت بلدية غزة، اليوم السبت، إن نصف مليون فلسطيني معرضون لخطر الجوع والعطش في المدن التي تتواصل فيها الهجمات الإسرائيلية في غزة، واصفة الوضع الإنساني بـ"الكارثي" لأن الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف البنية التحتية للغذاء والمياه. 

وقال حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إن "الوضع الإنساني في غزة كارثي"، مضيفًا أن "نقص الوقود عطل عملية إجلاء المصابين ونقل الجثث". 

وأوضح مهنا أن "بعض معدات البناء والمركبات أصبحت غير صالحة للاستخدام نتيجة استهداف إسرائيل لمرآب بلدية غزة"، مشيرًا إلى أنهم "واجهوا صعوبات في فتح الشوارع التي أغلقت بسبب القصف الإسرائيلي".

وأكد أن "أزمة المياه والغذاء في مراكز الإيواء تتزايد بشكل كبير حيث أن عدد الأشخاص القادمين إلى هذه المراكز يتجاوز الطاقة الاستيعابية".

صورة متعلقة توضيحية

من الصعب إيصال الإمدادات إلى غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه أصبح من المستحيل إيصال الإمدادات إلى الجياع في قطاع غزة مع تصعيد إسرائيل هجماتها على القطاع. 

وأوضح كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في بيان بعد زيارة للقطاع الفلسطيني يوم أمس الجمعة، "مع انهيار القانون والنظام، فإن أي عملية إنسانية ذات معنى أصبحت مستحيلة". 

وأضاف "مع وصول جزء صغير فقط من الإمدادات الغذائية اللازمة، والغياب القاتل للوقود، وانقطاع أنظمة الاتصالات وانعدام الأمن لموظفينا أو الأشخاص الذين نخدمهم في توزيع المواد الغذائية، لا يمكننا القيام بعملنا".

ودعا سكاو، إلى "وقف إطلاق نار إنساني"، مشيرًا إلى أنه "لدينا طعام على متن الشاحنات، ولكننا بحاجة إلى أكثر من معبر واحد. وبمجرد دخول الشاحنات، نحتاج إلى ممر حر وآمن للوصول إلى الفلسطينيين أينما كانوا".

صورة متعلقة توضيحية

استمرار العمليات الإسرائيلية على غزة

استأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة في الأول من ديسمبر الجاري، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية التي استمرت أسبوعًا مع حركة حماس الفلسطينية، جرى خلال دخول بعض المساعدات الإنسانية وعمليات تبادل تسليم أسرى.

ويواصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين، وأودت الحرب منذ السابع من أكتوبر الفائت بحياة حوالي 17 ألفًا و500 مدني، وأكثر من 46 ألف مصاب.

اقرأ/ي أيضًا

ادعوا أنّها لعناصر من حماس: رواية مضللة حول صور ومشاهد لمدنيين جردتهم إسرائيل من ملابسهم

إسرائيل تنشر صورة مقاتلة كردية على أنها لجثة إسرائيلية تعرضت للاغتصاب في 7 أكتوبر

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة