` `

صورة ادّعى مستخدمون أنّها لجندي إماراتي شارك الجيش الإسرائيلي في العدوان على غزة، ما حقيقتها؟

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
17 ديسمبر 2023
صورة ادّعى مستخدمون أنّها لجندي إماراتي شارك الجيش الإسرائيلي في العدوان على غزة، ما حقيقتها؟
صورة لرقيب إسرائيلي يدعى أوز شموئيل أرادي (إكس)

نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 16 ديسمبر/كانون الأول، صورة ادّعت أنها لجندي إماراتي قُتل خلال مشاركته مع جيش الاحتلال في الحرب الجارية على قطاع غزة.

صورة ادعى متداولوها أنها لجندي إماراتي شارك في العدوان الجاري على غزة
صورة ادعى متداولها أنها لجندي إماراتي شارك في العدوان الجاري على غزة

ولكن، ما صحّة هذا الادعاء؟ وهل شارك جنود إماراتيون في الحرب على غزة؟

صورة الجندي الإسرائيلي أوز شموئيل أرادي

بالبحث عن أصل الصورة المتداولة، وجد “مسبار” أنّها منشورة في مواقع إخبارية إسرائيلية، ذكرت أنها تعود إلى رقيب إسرائيلي يدعى أوز شموئيل أرادي، من كيبوتس حتسور بالقرب من مستوطنة أشدود. وأشارت إلى أنّه ينتمي إلى كتيبة الهندسة 603 في اللواء السابع من تشكيل ساعر بالجولان. 
وقد نُشرت صورته، مرفقة بأنباء عن مقتله يوم الجمعة 14 ديسمبر، بعبوة ناسفة، عن عمر ناهز 19 عامًا، في حادث أصيب فيه خمسة مقاتلين آخرين من جيش الاحتلال بجروح خطيرة، خلال مواجهات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، جرت جنوبي قطاع غزة

الجندي الإسرئيلي أوز شموئيل أردي
الجندي الإسرئيلي أوز شموئيل أرادي

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صورًا وكلمات وداع من مراسم دفن أرادي التي أقيمت يوم 15 ديسمبر، ألقاها أقاربه وأصدقاؤه، أشاروا فيها إلى مواقف جمعتهم معًا خلال سنوات نشأته في إسرائيل.

فيما لم تشر أي مصادر إعلامية، غطت مقتل وجنازة أرادي، إلى وجود علاقة تربط بينه وبين دولة الإمارات العربية المتحدة.

صورة من تغطية مراسم دفن الجندي الإسرائيلي أوز شموئيل أردي
صورة من تغطية مراسم دفن الجندي الإسرائيلي أوز شموئيل أرادي

شارة الكتيبة 603 في جيش الاحتلال

وبالتدقيق في الشارة العسكرية الظاهرة على ذراع الجندي في الصورة المتداولة، ومقارنتها بالشارة العسكرية لجنود القوات البرية الإماراتية، اتضح أنّها غير متطابقة، حتى أن ألوان شارة الجندي أرادي التي تشبه ألوان العلم الإماراتي، لا يتطابق ترتيبها مع ترتيب ألوان العلم الإماراتي.

الشارات العسكرية لجنود القوات البرية الإماراتية
الشارات العسكرية لجنود القوات البرية الإماراتية
ترتيب الألوان في الشارة الظاهرة على أرادي يختلف عن ترتيب ألوان العلم الإماراتي
ترتيب الألوان في الشارة الظاهرة على كتف أرادي يختلف عن ترتيب ألوان العلم الإماراتي 

كما وجد مسبار، أن حسابًا على موقع فيسبوك يحمل اسم “الكتبية 603” قد شارك خبر مقتل أرادي على موقع فيسبوك، وبالمقارنة بين صورة الحساب والشعار الظاهر على ذراع الجندي، وجد أنهما متطابقان. 

صورة لشعار الكتبيبة 603، وهو نفس الشعار الذي يحمله أرادي على ذراعه
صورة لشعار الكتبيبة 603، وهو نفس الشعار الذي يحمله أرادي على ذراعه

ووجد مسبار، أنّ موقعًا متخصصًا بعرض وبيع الشارات العسكرية القديمة لهواة جمعها، عرض نفس الشارة الموجودة على ذراع أرادي، وذكر أنها تعود إلى كتيبة الهندسة 603، التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

גדוד 603
شارة الكتيبة 603

أرادي على مواقع التواصل الاجتماعي

وتمكن مسبار من الوصول إلى حسابي الجندي أرادي، على موقعي فيسبوك وانستغرام، ووجد أنه غير نشط عليهما، ولم ينشر أي معلومات تشير إلى أنه إماراتي. وتبين أنه يضع في خانة الإقامة والأصول أنه من كيبوتس حتسور. 

صورة متعلقة توضيحية
حساب أوز أرادي على موقع فيسبوك
 حساب أردي على موقع انستغرام
 حساب أوز أرادي على موقع انستغرام

قتلى ومصابون في جيش الاحتلال خلال طوفان الأقصى 

وبحسب المصادر الإسرائيلية الرسمية، فقد سقط 450 جنديًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، قُتل 120 منهم منذ بداية العملية البرية في غزة.

ومنذ بداية الحرب، أعلنت الجهات الإسرائيلية عن إصابة 1740 جنديًا، 648 منهم في العملية البرية في قطاع غزة. وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية فإن 968 جنديًا مصابون بجروح طفيفة، و498 بجروح متوسطة، و274 بجروح خطيرة. 

ومن بين المصابين في المستشفى يوجد 135 جنديًا منهم إصابتهم خفيفة، و236 في حالة متوسطة و34 آخرون في حالة خطيرة.

تقرير صحيفة معاريف الإسرائيلية حول مقتل شموئيل أرادي
تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية حول مقتل شموئيل أرادي

تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات

ويأتي تداول الادعاء في سياق تناول تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات وإسرائيل، إذ وقعت الدولتان في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول عام 2020، اتفاق التطبيع برعاية من الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب، وتمت مراسمه في حديقة البيت الأبيض.

وفي حين لم يتضمن الاتفاق أن إسرائيل ملزمة بوقف ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة أو حتى تأجيلها، فقد ارتكز بشكل أساسي على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة تتضمن إقامة سفارات لكل بلد في البلد الآخر، والتعاون المشترك في عدة مجالات أبرزها الرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، والسياحة والثقافة والرياضة، والطاقة، والبيئة، والتعليم، والترتيبات البحرية، والاتصالات والبريد، والزراعة والأمن الغذائي، والمياه والتعاون القانوني.

كما شمل الاتفاق إمكانية إبرام اتفاقات في المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، مثل التمويل والاستثمار، والطيران المدني، والتأشيرات والخدمات القنصلية، والابتكار، والتجارة والعلاقات الاقتصادية.

إلى جانب ذلك، ركّز الاتفاق على "تعزيز التفاهم المتبادل والاحترام والتعايش" بين البلدين.

اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل
اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل

الموقف الإماراتي المعلن من الحرب على غزة 

 ومن الجدير بالذكر أن دولة الإمارات، دعت إلى وقف إطلاق النار على قطاع غزة لأسباب إنسانية في أكثر من مناسبة. ففي 21 أكتوبر الفائت، نشر رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، عن مشاركته في قمة القاهرة للسلام مؤكدًا على موقف دولته الداعم لـ"الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع".

 كما أدانت الخارجية الإمارتية في أكتوبر الفائت، العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وعبرت عن "قلقها البالغ" جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. 

من جهة أخرى، لم يعثر مسبار على أية معلومات تشير إلى تجنيد دولة الإمارات مقاتليها خلال العدوان الجاري على قطاع غزة. 

استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

هذا ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الفائت، لليوم الواحد والسبعين على التوالي، عقب تنفيذ فصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، في مستوطنات غلاف غزة. 

وبحسب آخر تحديثات وزارة الصحة الفلسطينية فإن عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء العدوان تجاوز 19 ألف مدنيًّا فلسطينيًّا، فيما بلغت عدد الإصابات 54 ألفًا و450 إصابة، في غزة والضفة.

وأوضحت الوزارة أنّ نحو 18 ألفًا و800 مواطنًا قضوا نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة لوحدها، 70% منهم من النساء والأطفال، كما أصيب أكثر من 51 ألف مواطن، مع وجود عدد كبير في عداد المفقودين.

وأشارت وزارة الصحة إلى أنه من بين الضحايا الذين قضوا، أكثر من 300 من العاملين في القطاع الصحي، و86 صحافيًا، ونحو 35 من طواقم الدفاع المدني، و135 موظفًا في وكالة الأونروا.

اقرأ/ي أيضًا

صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي وليست لتوغل دبابات إسرائيلية في غزة

كيف تمارس إسرائيل الغسيل الوردي كغطاء على عدوانها في غزة؟

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة