` `

هذه الدبابة لم يكن طاقمها من النساء ولم تتعطل عند اصطدامها بشجرة

الصورة الأصلية لدبابة بريطانية تدمّر شجرة في طريقها إلى معركة كامبراي.
أسماء المؤدب أسماء المؤدب
سياسة
24 مارس 2021
هذه الدبابة لم يكن طاقمها من النساء ولم تتعطل عند اصطدامها بشجرة
الصورة الأصلية لدبابة بريطانية تدمّر شجرة في طريقها إلى معركة كامبراي (Getty)

الادعاء

صورة دبابة من فرقة الدبابات الملكية النسائية (WRTC) التي شُكّلت خلال الحرب العالمية الأولى، بسبب نقص عدد الرجال، واحتوت على 85 دبابة، كان من المفترض أن تهاجم الألمان بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول عام 1918. دبابة واحدة فقط وصلت واصطدمت بشجرة قبل بداية المعركة ما أدى إلى تعطّلها، كما هو ظاهر في الصورة، والبقية فُقدت.

كانت تلك المهمة أول وآخر رحلة للفرقة، ولهذا السبب لم يكن هناك فيالق نسائية في الحرب العالمية الثانية.

الخبر المتداول

تتداول حسابات وصفحات على موقع فيسبوك، حديثًا ومنذ سنوات، صورة دبابة تظهر مصطدمة في شجرة، مرفقة بادعاء يقول إنها تابعة لفرقة تسمى فرقة الدبابات الملكية النسائية (WRTC)، التي شُكّلت بسبب نقص كوادر الرجال أثناء الحرب العالمية الأولى، لكن الدبابة الظاهرة في الصورة هي الوحيدة التي وصلت المكان المرجو، إلا أنها اصطدمت بشجرة، في حين فُقدت بقية دبابات الفيلق. وهو ما أدى إلى غياب الفيالق النسائية في الحرب العالمية الثانية.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنه مضلل، إذ إنّ الصورة الأصلية ليست لدبابة اصطدمت بشجرة، وإنما تعود لدبابة بريطانية تدمّر شجرة في طريقها إلى معركة "كامبراي" خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917، وليس عام 1918.

صورة متعلقة توضيحية

ويذكر أنَّ معركة كامبراي مثّلت أول استخدام ناجح للدبابات والعربات المسلّحة، وفي هذه المعركة استخدم البريطانيون أكثر من 400 دبابة وليس 85 دبابة.

في حين كان أول استخدام للدبابات في الحروب في معركة "ذا سوم" بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول عام 1916، ومن أصل 49 دبابة بريطانية انتشرت في فرنسا في المرحلة الأولى من المعركة، تمكنت 31 دبابة فقط من عبور الخطوط الألمانية، وذلك بسبب الأعطاب الميكانيكية التي عانت منها.

صورة متعلقة توضيحية

وبمزيد من التحري، كشف "مسبار" أنَّ الادعاء يحمل مغالطات أخرى، إذ لا وجود لفرقة اسمها WRTC. في حين شُكّل فوج الدبابات الملكي (RTR) زمن الحرب العالمية الأولى، وهو أقدم وحدة دبابات في العالم. وشُكّل بتاريخ 27 يوليو/تموز عام 1917 فيلق الدبابات من الفرع الثقيل (MGC).

أما عن المشاركة النسائية في الحرب العالمية الأولى والثانية، فقد أُنشئ في عام 1916 فيلق نسائي يقدّم خدمات تطوعية في الطبخ والخدمات الميكانيكية والإدارية يسمى (WAAC)، ولم يكن للنساء مهام عسكرية في علاقة مباشرة بالأسلحة وساحة الحرب، مثلما ورد في الادعاء.

وفي أبريل/نيسان عام 1918 غُيّر اسم الفيلق إلى فيلق الملكة ماري المساعد للجيش (QMAAC)، وعندما أُنشئ سلاح الجو الملكي في عام 1918، انضمت عدة متطوعات إلى السلاح النسائي في فيلق سُمّي (WRNS).

صورة متعلقة توضيحية

بالإضافة إلى ما سبق، تبيّن أنَّ المرأة البريطانية الوحيدة، التي عملت كجنديّ مقاتل في الحرب العالمية الأولى، هي "Flora Sandes" التي أصيبت في القتال حين كانت رقيبًا في الجيش الصربي عام 1916، وحصلت على أعلى وسام في البلاد للشجاعة وصارت بطلة قومية.

صورة متعلقة توضيحية

أما بخصوص الادعاء بأنَّ الفيالق النسائية لم تشارك في الحرب العالمية الثانية بعد فشلها في الحرب العالمية الأولى، تبيّن أنَّ الادعاء زائف، إذ شهدت الحرب العالمية الثانية حضورًا أكبر للمرأة، واقتربت من ساحة المعركة رغم أنه لم يُسمح لها بعد بدخولها، وفتحت فرق الخدمة البحرية الملكية النسائية الفرصة للنساء في أعمال تتعلق بتشغيل المدفعية واقتفاء أثر الرادار، كما دخلت المرأة الأعمال الاستخباراتية أو ما يسمى بالجاسوسية.

ولم تكن هنالك فيالق نسائية تقوم بأعمال مسلحة على أرض المعركة في الحرب العالمية الأولى والثانية، ولكن السبب لم يكن أبدًا ما ورد في الادعاء، من أنَّ النساء لا تحفظ الخرائط أو لا تحترم المواعيد ولا تجيد قيادة الدبابات، ولكن عُهِدَ لهن بالأدوار التقليدية؛ إذ عملن في الخدمة الطبيّة ومصانع الأسلحة بدلًا من الرجال الموجودين على الجبهات.

اقرأ/ي أيضًا:

بطلة أفلام هاري بوتر لم تعتزل التمثيل

صورة السفينة الظاهرة فوق سطح الماء حقيقية وسببها انكسار الضوء

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة