` `

النازي فريدريش باولوس لم يُعدم وهذه ليست صورته مع ليبا راديتش

خالد إسماعيل خالد إسماعيل
سياسة
21 أبريل 2021
النازي فريدريش باولوس لم يُعدم وهذه ليست صورته مع ليبا راديتش
الصورة لضابط ألماني يقوم بإعدام المقاتله اليوغسلافية ليبا راديتش (فيسبوك)

الادعاء

صورة للجنرال الألماني فريديريش باولوس، أثناء تنفيذه عملية إعدام المقاتلة اليوغوسلافية "ليبا راديتش"، التي رفضت الاعتراف بأسماء زملائها في القتال ضد الألمان النازيين.

 بعد عام من الحادثة انتقم زملاء ليبا منه، وأعدموه في المكان نفسه.

الخبر المتداول

تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي، حديثًا، صورة تُظهر تنفيذ حكم الإعدام في الفتاة اليوغسلافية "ليبا راديتش"، التي قاتلت ضد الجيش الألماني النازي قبل اعتقالها والحكم عليها بالإعدام وهي بعمر السابعة عشر.

 وقال ناشرو الصورة أنّ الجنرال النازي فريدريش باولوس، هو من يظهر في الصورة بصدد تنفيذ الإعدام، وزعموا أنها رفضت الاعتراف بأسماء زملائها المقاتلين ضد الغزو الألماني وقالت له “ستعرفهم عندما يأتون لينتقموا لموتي”.

وأفادت المنشورات أنه بعد عام من الحادثة انتقم لها زملاؤها باعتقال فريدريش باولوس وإعدامه في المكان نفسه. 

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ إنّ الصورة المتداولة لا تُظهر الجنرال الألماني "فريدريش باولوس" أثناء قيامه بتنفيذ حكم الإعدام على المقاتلة اليوغوسلافية "ليبا راديتش"، بل تعود إلى أحد الضباط الألمان المسؤولين عن التنفيذ.

كما أنّ الجنرال باولوس وهو أحد أبرز المخططين الألمان لعملية غزو الاتحاد السوفيتي المعروفة بـ"حمله ستالينغراد" لم يُعدم في المكان نفسه الذي قتلت فيه ليبا، بل لم يُعدم من الأساس.

صورة متعلقة توضيحية

وتبين أنه استسلم بعد حصار قواته من قبل السوفييت وأُسر بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني عام 1943 واستسلم معه 91 ألفًا من جنوده، وبعد محاولات تم تجنيده من قبل جهاز المخابرات السوفيتية وأصبح من أشد المنتقدين للنظام النازي وانضم إلى اللجنة الوطنية لألمانيا الحرة التي يرعاها الاتحاد السوفييتي، حيث حثّ الشعب الألماني عبر الإذاعة على التخلي عن هتلر لإنقاذ البلاد من كارثة.

صورة متعلقة توضيحية

ولاحقًا شهد المارشال الألماني المنشق ضد النظام النازي في محاكمة دولية جرت ضد القادة السابقين لألمانيا النازية، في مدينة نورمبرغ الألمانية عام 1946، وعقب شهادته في المحكمة انتقل باولوس عام 1947 من معسكر أسرى الحرب إلى منزل خُصص له بالقرب من موسكو وأبدى تعاطفُا مع الشيوعية، قبل حصوله على حريته الكاملة ومغادرته للإقامة الدائمة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية عام 1953.

وقال حينها عبارته الشهيرة "جئت إلى الاتحاد السوفيتي كعدو، لكن أترك هذا البلد كصديق، وتوفي في الأول من فبراير/شباط عام 1957 في مدينة دريسدن الألمانية.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

يُذكر أنّ ليبا راديتش هي فتاة يوغوسلافية ذات توجه شيوعي، كانت تبلغ من العمر 15 عامًا حين غزت دول المحور يوغوسلافيا عام 1941، فانضمت إلى القتال ضد النازيين. 

وقُبض عليها مع أسرتها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1941، وتمكن الثوار لاحقًا من إطلاق سراحهم، قبل أن تعود راديتش متطوعة للخدمة في الخطوط الأمامية لنقل الجرحى. وقُبض عليها مرة ثانية أثناء محاولتها مساعدة 150 امرأة وطفلاً، كانوا يبحثون عن ملاذ آمن للفرار من قوات المحور، ثم حُكم عليها بالإعدام، الذي نُفذ بعد رفضها عرضًا بالعفو، مقابل الكشف عن أسماء رفقائها المقاتلين، وحصلت بعد وفاتها على وسام البطل الوطني من الحكومة اليوغسلافية، في 20 ديسمبر/كانون الأول 1951.

اقرأ/ي أيضًا

صورة سيناترا ليست أول سيلفي في التاريخ

كلمة Hello الترحيبية في المكالمات لا تستخدم نسبةً لزوجة غراهام بيل

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة