الفيديو قديم لحرق عناصر من حركة المقاومة الأفريكانية علم جنوب أفريقيا وليس لحركة كيب الغربية

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وهو مجتزأ من فيلم وثائقي حول معسكر تدريب تُشرف عليه حركة المقاومة الأفريكانية في جنوب أفريقيا، وليس لحرق حركة كيب الغربية علم جنوب أفريقيا، حديثًا.

وثائقي "Fatherland"

يوثق المشهد المتداول حرق عناصر  ينتمون إلى "حركة المقاومة الأفريكانية" علم جنوب أفريقيا. وهو من الأجزاء الأخيرة التي بثت في فيلم وثائقي بعنوان "Fatherland" ، المنشور منذ 25 أغسطس/آب 2018، في حساب لقناة "Real Stories" على موقع يوتيوب.

ووجد مسبار أن الإعلان الرسمي للوثائقي منشور منذ عام 2013، في قناة باسم مخرجته تارين كروسمان على موقع يوتيوب.

يعرف صناع العمل "Fatherland" بأنه وثائقي مثير للجدل، تدور أحداثه في أدغال جنوب أفريقيا النائية. يتبع الفيلم مجموعة من الفتيان الأفريكان خلال تسعة أيام في معسكر تدريبي تشرف عليه حركة المقاومة الأفريكانية اليمينية المتطرفة، بهدف القتال من أجل دولة منفصلة للبيض.

يصور الفيلم، الذي أنتجته مؤسسة TIA Productions، الأفكار العنصرية التي تغرسها الحركة في الشبان الذين تدربهم، منها محاربة السود وتفوق العرق الأبيض.

حركة المقاومة الأفريكانية

تأسست حركة المقاومة الأفريكانية (AWB)، اليمينية المتطرفة في جنوب أفريقيا، عام 1973، على يد يوجين تيربلانش وستة آخرين من الأفريكانيين، للمطالبة بإنشاء دولة مستقلة للأفريكان البيض المنحدرين من المستعمرين الأوائل لجنوب أفريقيا.

وفي عام 2010 قتل تيربلانش عن عمر ناهز 69 عامًا في مزرعته بعدما انهال عليه بالضرب اثنان من مزارعيه اثر شجار معه بسبب خلاف على الأجور، وفق تقارير إخبارية.

حركة استقلال كيب الغربية

تعرف حركة استقلال كيب الغربية، بأنّها حركة انفصالية في جنوب أفريقيا، يقودها حزب كيب الذي تأسس عام 2007.

تم جمع ما لا يقل عن 806 ألف توقيع من قبل الحركة، التي تسعى للحصول على دعم 1.6 مليون شخص للمطالبة بإجراء استفتاء، حول ما إذا كان ينبغي فصل كيب الغربية عن جنوب أفريقيا.

لكن وفق تصريح خبراء في جنوب أفريقيا، فإن فكرة استقلال كيب الغربية غير ممكنة ولن تقبل الدولة بها.

تواصل المرافعات في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل 

ويأتي تداول الادعاء، عقب رفع جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وعقدت محكمة العدل الدولية جلسات استماع، “في سياق طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على فتوى من المحكمة حول آثار الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 57 عامًا”. 

واستمرت الجلسات لمدة سنة أيام بين 19 و26 فبراير/شباط الجاري، كانت المحكمة قد أقرتها مسبقًا لتستمع فيها إلى إحاطات 52 دولة.

وناشد سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا الدول كافة الإدلاء بشهادتها في هذه القضية.

وقال مادونسيلا في حوار مع وكالة الأناضول "باعتبارنا دولة عانت بشكل مباشر من القمع وتألمت تحت وطأة نظام الفصل العنصري، كان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نساهم في منع تألم الآخرين بسبب نظام مماثل"، مضيفًا "نرى أن ما ترتكبه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسوأ نسخة مما عشناه في ظل نظام الفصل العنصري".

اقرأ/ي أيضًا

حملة إعلامية لتقويض صدقية دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

هذه الصورة في جنوب إفريقيا وليست في فرنسا