` `

هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، وهل يعتبر من أعراضه؟

صحة
5 أغسطس 2021
هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، وهل يعتبر من أعراضه؟
استمرار ألم التبويض هي علامة حمل، بل ومؤشرًا وقتيًا لإمكانية حدوث حمل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

الإباضة هي جزءٌ أساسيٌ من الدورة الشهرية، تحدث في اليوم الـ 14، وتعتبر أيضًا جزءًا أساسيًا كذلك من عملية الحمل والتكاثر، لكن مسألة الم التبويض بحد ذاتها مسألة بحاجة للبحث؛ لأنها تختلف من إمرأة لأخرى، كما أن تأكيد هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل أو نفيه أيضًا هي مسألة بحاجة للبحث؛ لمعرفة أسباب الم التبويض، وسبب استمرار نغزات المبيض بعد التبويض، والعديد من الأمور الأخرى المتعلقة في عملية التبويض.

هل استمرار ألم الظهر بعد التبويض خطير؟

يعد استمرار الألم لفترة مسألةً شائعة الحدوث ولا تُثير القلق، لكنها تثير السؤال الأهم وهو هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل؟ الحقيقة  أن مدة الألم هي المؤشر الفعلي للخطر والحاجة إلى التوجّه إلى الطبيب، كما أن مقدار الألم أيضًا يمكن اعتباره مؤشرًا على وجود أسباب غير طبيعية ومشاكل صحية أخرى مرتبطة في عملية التبويض؛ إذ تشعر معظم النساء ببعض الألم الخفيف في أحد الجانبين لمدة دقائق معدودة، وقد تطول المدة قليلًا وتصل إلى الساعتين، لكن في حال استمراره لفترة أطول يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب؛ والتأكّد من وجود حمل أم لا، خاصة وأن أعراض الحمل كثيرة؛ ومنها حرقان المهبل وجفافه والإسهال وغير ذلك.

ما هي عملية التبويض؟

تُعتبر عملية التبويض عملية تحرير البويضة من الكيس الخاص بها في مُنتصف الدورة الشهرية؛ نتيجةً للهرمون اللوتيني وانطلاقها إلى قناة فالوب؛ لانتظار وصول الحيوانات المنوية وحدوث عملية الإخصاب والحمل، أما استمرار نغزات المبيض بعد التبويض فتحدث بسبب تمزق كيس البويضة ودخول الدم والسوائل في بعض الأحيان لتجويف البطن مسببةً تهيجًا بسيطًا، لهذا يبدأ الشعور بالوخزات الخفيفة والمتوسطة، التي تصل أحيانًا إلى وخزات شديدة، مع وجود بعض الإفرازات التي يُمكن أن تكون مؤشرًا على حدوث التبويض أيضًا، لكن هذا لا يعني أن استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، بل يدل على حدوث الخطوة الأولى في عملية الإخصاب فقط.

أعراض آلام التبويض

تتراوح أعراض آلام التبويض في قوتها ومدتها، وتشتمل على الأعراض التالية:

  1. ألم في أسفل البطن داخل الحوض في منتصف الدورة الشهرية، وتحديدًا قبل أسبوعين من موعدها.
  2. ألم في أحد الجوانب اعتمادًا على المبيض الذي أطلق البويضة، وهذا الألم يتنقل بين الجانبين شهرًا بعد شهر، فيما تشعر بعض النساء بالألم في نفس الاتجاه لعدة أشهر.
  3. ألم متفاوت من البسيط إلى الشديد لمدة تتراوح بين الدقائق القليلة وقد يستمر لمدة يومين.

هل استمرار نغزات المبيض بعد التبويض يعد خطيرًا؟

الوخزات الطبيعية والمتوسطة تحدث بشكلٍ طبيعيٍ نتيجة عملية التبويض وانسلاخ البويضة كما ذكرنا، لكن فيما يخص استمرار نغزات المبيض بعد عملية التبويض وشدة الألم واستمراره لوقت أطول؛ فهذا موضوع مختلف ويحدث لعدة أسباب تتلخص فيما يلي:

تكيّس المبايض

هي عبارة عن خراجات أو نمو كيس من السوائل على المبيض؛ يُسبّب مجموعةً من الأعراض المتفاوتة من حيث شدتها تشمل على: النفخ والتشنج والغثيان، فيما قد تكون بعض التكيّسات صامتة ولا تسبّب أي ألم. يمكن أن يحيط المبيض مجموعةً من الأكياس الصغيرة التي تُسبب الألم والعقم في بعض الحالات، التي لا يكون فيها استمرار ألم التبويض يدل على الحمل مطلقًا، بل يدل على مشكلة طبية تحتاج  تدخلًا طبيًا؛ لتحديد نوع الكيس وطريقة العلاج الملائمة؛ لتجنب مخاطر نموها بشكلٍ غير طبيعي وحدوث مضاعفات أخطر، فيما يمكن أن تتحلّل تلقائيًا بعد فترة من الزمن. قد تنمو هذه الأكياس بسبب عدم إطلاق البويضة، أو إغلاق الكيس مباشرةً بعد الإطلاق وتضخمه بالسوائل منتجًا كيسًا أصفري، وفي كلا الحالتين لا يسبب وجود الأكياس ألمًا إلا بزيادة حجم الكيس مع مرور الوقت، كما قد يُسبّب تغيرًا في مواعيد الدورة الشهرية.

يتم علاج هذه الحالة المرضية عن طريق تناول مجموعة من العقاقير؛ ومنها أدوية منع الحمل المحتوية على هرمونات الاستروجين والبروجستين، التي تعمل على تنظيم الدورة الشهرية، كما يُمكن استخدام بعض العلاجات للمساعدة على الحمل في حال تأثيرها على الخصوبة، كما أن خسارة الوزن الزائد تُساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحسين الإباضة والتخلص من التكيسات.

تضخم المبايض

يحدث تضخم المبيض بشكلٍ طبيعيٍّ خلال الدورة الشهرية وأثناء نضوج البويضة، لكن في بعض الحالات فإن هذا التضخم يحدث بشكل أكبر مسببًا المًا شديدًا، وقديتطور في بعض الحالات مسببًا سرطانات فى المبيض، ووهنالك عدذة أسباب لذلك؛ أهمّها:

  • التواء المبيض: بعض التشنجات ونغزات المبيض تحدث بسبب التفاف المبيض حول قناة فالوب؛ مسببًا بقطع تدفق الدم إلى المبيض، بالتالي موت أنسجته والتهابها وضرورة علاجها بالتدخل الجراحي؛ سواءً لفك المبيض أو إزالته في بعض الحالات الحرجة، ومن العلامات والأعراض التي تشير إلى التواء المبيض؛ القيء، الغثيان، واستمرار الم اسفل البطن بعد التبويض وفي منطقة الحوض.
  • متلازمة تكيّس المبايض: تحدث هذه الحالة بسبب ارتفاع مستوى هرمون الذكورة المعروفة باسم الأندروجينات؛ مسببةً تكوّن أكياس على المبايض، أو تضخمها في بعض الحالات، وهذه المتلازمة تحدث عادةً في سن البلوغ، وتُسبب مجموعةً من الأعراض المتنوعة والمتمثلة في غزارة فترة الحيض وقلة مدتها، وزيادة الوزن بشكلٍ ملحوظ، إضافةً إلى الشعور الدائم بالتعب، وزيادةً في نمو الشعر في الوجه والجسم، وبعض التقلبات النفسية والمزاجية وقلة النوم.
  • الأورام الحميدة: أحيانًا يكون استمرار ألم التبويض الناتج عن تضخم المبيض مرتبطًا بنمو الأورام غير السرطانية في المبيض، أو الأورام الليفية التي قد تحتاج في بعض الحالات لتدخلٍ جراحيٍّ، وهذه الأورام تُسبب مجموعةً من الأعراض المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة، والألم  أثناء ممارسة الجنس، إضافةً إلى الألم في منطقة الحوض والغثيان.

ورم والتصاقات بطانة الرحم

يمكن أن يكون الألم المصاحب لعملية التبويض أو أثناء الدورة الشهرية؛ بسبب نُمو أنسجة الرحم خارج تجويف الرحم مُشكّلةً كيسًا على المبيض من نسيج بطانة الرحم أو في مناطق مختلفة من الحوض؛ تسبّب التهيج والألم، وفي بعض الحالات قد يحدث نزيف والتهاب خارج الرحم، بالإضافة إلى الألم أثناء التبول والبراز وممارسة الجنس، وهذه من الحالات يجب علاجها عن طريق إجراء عملية جراحية لإزالة الورم؛ تجنبًا إلى تطوّرها وتحولها إلى سرطان المبيض.

أسباب أخرى

  • الأمراض المنقولة جنسيًا: الألم الناتج عن الأمراض والعدوى يكون مصحوبًا بإفرازاتٍ مختلفةٍ ورائحةٍ كريهةٍ؛ ومن هذه الأمراض: فيروس الورم الحليمي، ومرض السيلان، إضافة إلى مرض الكلاميديا.
  • الحمل خارج الرحم: شدة الألم واستمرارها لفترة طويلة بعد عملية التبويض قد يكون بسبب الحمل خارج الرحم؛ مثل الحمل في قناة فالوب، وهذا يشكّل خطورةً على حياة المرأة، ويستدعي تدخلًا جراحيًا فور اكتشاف الحمل، الذي يتم عادةً قبل الأسبوع الثامن، ومن الممكن ألا يصاحبه أعراض الحمل الأخرى؛ مثل حرقان البول أو ظهور حبوب في الثدي.
  • الالتهابات المزمنة: قد يحدث الألم المزمن نتيجة التهاب قناة فالوب، أو التهاب الحوض المزمن الناتج عن تمزق كيس البويضة وتسرّب السوائل والدم إلى الحوض أو القناة.

كيف يتم تشخيص ألم التبويض؟

يمكن إجراء بعض الاختبارات لتحديد سبب ألم التبويض ومدى خطورته، ومعرفة ما إذا كان استمرار ألم التبويض يدل على الحمل أم لا، والسبب الناتج عنه، ومن هذه الاختبارات:

  1. فحص الحوض الداخلي.
  2. إجراء مسحة عنق الرحم.
  3. استخدام الموجات فوق الصوتية المهبلية.
  4. استخدام الموجات فوق الصوتية في البطن.
  5. تحاليل واختبارات الدم.
  6. تنظير البطن.

طرق تخفيف ألم التبويض أثناء الدورة الشهرية

يمكن التقليل من استمرار الم الظهر بعد التبويض، وكذلك نغزات المبيض عن طريق:

  1. تناول المسكنات المختلفة؛ ومنها إيبوبروفين وغيرها من مسكنات الألم، التي يتم صرفها بدون وصفة طبية.
  2. وضع وسادة دافئة على منطقة البطن، أو أخذ حمام ساخن.
  3. استخدام أدوية منع الحمل، التي تمنع عملية التبويض بشكل كامل؛ لذلك فهي تمنع ألم التبويض.

توصيات للحفاظ على سلامة المبيض والرحم

  1. إجراء مسحة عنق الرحم للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 21-29 عامًا كل 3 سنوات؛ بحسب توصيات الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد.
  2. إجراء مسحة عنق الرحم للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30-65 مرةً كل 3 سنوات، مع إجراء اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري مرةً كل 5 سنوات؛ بحسب توصيات الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد.
  3. زيارة الطبيب النسائي مرة سنويًا على الأقل؛ لإجراء الفحوص الروتينية للحوض، والتأكّد من الصحة النسائية.
  4. النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 65 عامًا غير مضطرات لإجراء فحص عنق الرحم؛ إلا في حالات محددة؛ مثل: سرطان عنق الرحم، أو وجود خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، أو وجود نتائج غير طبيعية في السجلات الخاصة بهن.

هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل؟

لا يُمكن اعتبار الم التبويض دليلًا على الحمل أو عدمه مثل نزول ماء من المهبل أو أعراض الحمل الأخرى، لكنّه يُحدد وقت حدوث الحمل عن طريق تتبع ألم الإباضة، الذي يُعتبر الوقت المناسب لحدوث الإخصاب وبالتالي حدوث الحمل. من هنا تلجأ العديد من السيدات لهذه العلامة لتنظيم الحمل عن طريق تتبع وقت الألم والنغزات واعتباره وقت التخصيب المثالي، لكن الحقيقة أن المرأة لن تشعر بأي تغيّرات أو علامات في هذه الفترة تدل على حدوث الحمل؛ مما يؤكد أن استمرار الم التبويض هي علامة حمل بالفعل، بل ومؤشرًا وقتيًا لإمكانية حدوث حمل حاله حال جفاف المهبل وما إلى ذلك من أعراض أخرى.

اقرأ/ي أيضًا:

هل أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل تشبه أعراض الحمل؟

هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟

هل ظهور حبوب في الوجه من علامات الحمل؟

هل التهاب البول يمنع الحمل؟

هل هناك علاقة بين رائحة البول والحمل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على