` `

هل يمكن الحدّ من مخاطر الضباب؟

لايف ستايل
30 ديسمبر 2021
هل يمكن الحدّ من مخاطر الضباب؟
الضباب ظاهرةً طبيعيةً على شكل سحابة من البخار تُلامس الأرض وتحجب الرؤية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

الضباب هو عبارة عن سحابة فوق مستوى الأرض تُسبب انخفاض الرؤية؛ إذ تزداد مخاطر الضباب في بعض المناطق التي يتشكّل فيها باستمرار ويستمر لعدّة أيام لأسباب متعددة؛ أهمها التلوّث في جزيئات الهواء، ويختلف وصف الضباب بحسب انخفاض مستوى الرؤية؛ فيُسمى الضباب الكثيف عندما تنخفض الرؤية إلى أقل من 180 مترًا، وتزداد المخاطر عندما تنخفض الرؤية لأقل من 50 مترًا.

ما هي أسباب الضباب؟

إن الضباب ظاهرة طبيعية على شكل سحابة من البخار تُلامس الأرض وتحجب الرؤية بدرجات متفاوتة، تحدث هذه الظاهرة بسبب تكاثف بخار الماء واندماج جزيئات الماء معًا وتكاثفها بسبب ازدياد رطوبة الجو، وقد تساعد الملوّثات المتنوعة والغبار في تكثيف الماء بشكل أكبر، وهذا يفسّر تفاوت درجاته وازدياده حول تجمّعات الماء المالحة. ويحدث الضباب عادةً بسبب اختلاف درجات الحرارة بين الأرض والهواء وعند ازدياد رطوبة الهواء أو عند وجود كميات كبيرة من بخار الماء في الهواء؛ ليتم تشكيل عدّة أنواع من الضباب المختلفة حسب طريقة تكوينها، لكلّ نوع من هذه الأنواع تأثيرات مختلفة ومدة زمنية لاستمراره، لكن من المهم معرفة أن الضباب يجعل الثلوج تذوب بشكل أسرع.

ينتج الضباب عن قطرات الماء المعلقة في الهواء، ويحدث الضباب الكثيف في المناطق الصناعية المحتوية على جزيئات الهواء الملوث، ويتم تقسيم الضباب إلى عدّة أنواع بالاعتماد على العملية الفيزيائية التي تنتجها، فيما يتشكّل الضباب عادةً في ساعات الصباح الباكر ويتبدد خلال النهار في ظاهرة تُسمى مجازًا باحتراق الضباب، لكنه قد يستمر طيلة النهار في بعض المناطق، ويحدث عند تبريد الهواء لدرجة التكثيف مكوّنًا قطرات الندى، وهي ظاهرة مبدئية لحدوث الضباب، وحين تصل درجة حرارة الهواء إلى درجة حرارة الندى تتكاثف هذه الجزيئات وتطفو في الهواء مكوّنةً الضباب.

صورة متعلقة توضيحية
مخاطر الضباب

الفرق بين الضباب والسحب

يتشابه الضباب مع السحب من حيث تجمّع قطرات الماء وتكاثفها، لكن المفهومين مختلفان تمامًا من حيث: الضباب عبارة عن قطرات صغيرة من الماء أو الثلج مُعلّقة بالقرب من سطح الأرض، يحدث حول المسطحات المائية أو التضاريس المختلفة، ويُمكن تشبيهه بالسحب أو الغيوم المنخفضة التي تحجب الرؤيا، وهذه الظاهرة تحدث عادةً عندما يكون الفرق بين درجة حرارة الهواء وقطرات الماء أقل من 2.5 درجة مئوية وعند تكاثف البخار تنتج قطرات ماء متفاوتة من حيث التركيز. أمّا السحب فهي تجمّع قطرات الماء وتكاثفها على شكل غيوم أو سحب في طبقات الجو العليا؛ إذ يصل ارتفاعها أحيانًا إلى 12 ميلًا.

ما هي أنواع الضباب؟

يُقسم الضباب إلى مجموعة من الأنواع حسب طريقة تكوّنه، وكلُّ نوع منها يحدث في مناطق معينة وفترات زمنية مختلفة، وهذا يُسّهل تقسيمها إلى الأنواع التالية:

  • الضباب الإشعاعي: يحدث في فصل الشتاء؛ بسبب تبريد الهواء قرب سطح الأرض؛ ممّا يُقلّل من قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة فيحدث تكاثف لِجزيئات الماء مكوّنًا الضباب. ويتبدد هذا الضباب عند ارتفاع درجة الحرارة بعد شروق الشمس في ساعات الصباح الباكر، ويُطلق عليه أحيانًا ضباب الأرض؛ لأنه لا يصل إلى ارتفاع السحب.
  • الضباب العكسي: أو ضباب الارتداد أو ظاهرة التأفق؛ إذ يتكاثف بخار الماء مكوّنًا الضباب، ويحدث عادةً عند التقاء الهواء الاستوائي مع مياه البحار والمحيطات الباردة؛ مثل مرور الهواء الدافئ فوق الغطاء الثلجي أو فوق مياه البحر الباردة وقد ينتقل من البحر إلى اليابسة.
  • ضباب التبخّر: ينتج عن مرور الهواء البارد فوق الأراضي الرطبة أو الماء الدافئ فيتبخر بعضه ويختلط مع الهواء البارد فيبرد ويتكاثف، ويتسبب في الصقيع أو الضباب المتجمد، ويحدث هذا النوع في عدّة حالات أهمها:
    • تحرّك كتل الهواء الباردة فوق حمامات السباحة الساخنة مُشكّلةً ضباب البخار.
    • تحرك كُتل الهواء الباردة فوق البحار الدافئة، وهذا يحدث في فصل الخريف بسبب احتفاظ البحار بدرجة الحرارة العالية وازدياد برودة الهواء نظرًا لبداية برودة الجو.
  • ضباب الوادي: يتكوّن في فصل الشتاء عندما يتم محاصرة الهواء البارد من قبل الجبال المحيطة، قد يكون هذا الضباب مُميتًا كما حدث عام 1930 في وادي الميز (Meuse) في بلجيكا.
  • ضباب الجليد: يحدث هذا النوع عند انخفاض درجات الحرارة لتصل إلى 10 درجات تحت الصفر، ويحدث عادةً في الأماكن الباردة والرطبة؛ مثل القارة القطبية الجنوبية والدول الاسكندنافية.
  • ضباب متجمد: يحدث عندما تنخفض درجة الحرارة عند درجة 0 مئوية أو أقل، وينتج عنه تجمّد قطرات الماء عند ملامستها للأسطح، وتُسمى هذه الظاهرة بالتسامي.
  • ضباب هطول الأمطار: يتشكّل عند تساقط المطر في الهواء البارد، ويحدث عادةً في الجبهات الدافئة، كما يمكن حدوثه أحيانًا في الجبهات الباردة بسبب وجود الهواء البارد الجاف بالتزامن مع تساقط المطر، فيتسبب بتبخر الماء وتشبع الهواء ليتشكّل الندى ثم الضباب.

كيف يتكوّن الضباب؟

من المعروف أن الضباب حالة مناخية طبيعية تُسبب انعدام الرؤية وبالتالي وقوع حوادث متعددة على الطرق؛ لذلك فإنه يُعد من الحالات الجوية الخطيرة، التي يتم فيها تعطيل المدارس والدوائر الحكومية لحين اختفاء الضباب أو احتراقه كما يُطلق عليه عادةً، ويُمكن القول أن الضباب عبارة عن مجموعة من قطرات الماء المُتشكّلة على هيئة سحب فوق الأرض، من هنا نجد أن الحدّ من مخاطر الضباب يتم بشكل أساسي عن طريق تجنّب القيام بالأنشطة المتنوعة والقيادة والسفر أثناءه فقط، أما بقيّة الإجراءات تعتبر إجراءات وقائية فقط. يمكن القول أن الضباب يتشكّل بطريقتين هما:

  • التبريد بالأشعة الحمراء: هذا يحدث عادةً بسبب تغيّر الفصول والانتقال من الصيف إلى الخريف والشتاء؛ إذ تمتص الأرض الأشعة الشمسية طوال فصل الصيف فيُصبح الهواء رطبًا ودافئًا، وعند تغيّر الفصول تتصادم كتلة الهواء الدافئة الرطبة مع البرودة السائدة في فصل الخريف، ثم يتكاثف بخار الماء في الكتلة الهوائية مُكوّنةً الضباب، وهذا هو النوع الأشهر ويُعرف باسم الضباب الإشعاعي.
  • التأفق: وهو تشكّل الضباب المدفوع بالرياح، الذي يتكوّن نتيجة اندفاع الهواء الدافئ ومروره على سطح بارد مكوّنًا الضباب؛ إذ يحتاج هذا النوع لتبخّر قطرات الماء من الأسطح إلى الهواء.

هل يمكن تقليل مخاطر الضباب؟

يُعتبر الضباب من أخطر الظروف الجوية؛ إذ يحدث عادةً في فصل الشتاء لكنه قد يحدث أحيانًا في أواخر الربيع أو الصيف، ويمثّل الضباب الكثيف خطرًا كبيرًا على جميع أشكال النقل الجوي والبحري والبري؛ لذا يُمنع إقلاع الطائرات وهبوطها خصوصًا عند تدنّي الرؤية لأقل من 600 مترًا؛ لأن الضباب يتسبب في إخلال أنظمة النقل المتنوعة، بهذا يُمكن الحدّ من مخاطره فعليًا عن طريق اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات للقيادة بأمان في الظروف الجوية السيئة، التي تختلف حسب طبيعة الضباب ومدة استمراره، كما يُمكن الحدّ منها عن طريق تتبّع التنبؤات الجوية التي تُشير إلى المواقع المحتملة لتكوّن الضباب؛ ليتم تجنّب الوصول إلها بالنسبة للبحارة أو للرحلات الجوية. كما يُمكن تطبيق مجموعة من النصائح التالية:

  • الحدّ من مخاطر الضباب على السائقين: يُفضّل عادةً عدم القيادة والخروج من المنزل في حالة تكوّن الضباب، خصوصًا في المناطق التي يتشكّل فيها الضباب لساعات قليلة فقط وفي ظروف معينة، لكن في الحالات الاضطرارية يجب القيادة بحذر شديد واتخاذ العديد من التدابير والإجراءات للحدّ من مخاطِره؛ ومن أهم هذه الإجراءات ما يلي: 
    • إبطاء السرعة: يجب العمل على إبطاء السرعة أثناء الظروف الجوية السيئة ومنها الضباب؛ لتجنّب العديد من المخاطر الناتجة عن محدودية الرؤية أو حجبها بالكامل؛ وذلك للتمكّن من اتخاذ الإجراء اللازم؛ مثل الوقوف في الوقت المناسب.
    • استخدام المصابيح الأمامية: المعروف أن الضباب يحجب الرؤية؛ لذلك يجب استخدام الإنارة لكشف الطريق، لكن في مثل هذه الظروف يجب استخدام المصابيح الأمامية منخفضة الشعاع وتجنّب الإضاءة العالية؛ لتظهر السيارة للسائقين الآخرين.
    • التركيز على الطريق: مهما كان السائق محترفًا ويستطيع القيام بأداء متنوع أثناء القيادة فالموضوع مختلف أثناء الضباب؛ لأن الطريق بحاجة لتركيز مُضاعف بسبب محدودية الرؤية، كما يُفضّل فتح الشبابيك لسماع أصوات السيارات المحيطة.
  • مخاطر الضباب على البحارة: بما أن بعض أنواع الضباب تتشكّل على البحار والمحيطات فهذا يعني تشكيل خطورة على البحّارة أيضًا؛ بسبب تقليل الرؤية الأفقية ممّا يُسبب إرباكًا للبحارة وحدوث العديد من المشاكل وحوادث التصادم؛ لذلك يتم إلغاء العديد من الرحلات البحرية أثناء تشكّل الضباب للحدّ من أخطاره.
  • مخاطر الضباب على الطيران: ترتبط العديد من حوادث الطيران مع مشاكل الطقس المتنوعة ومنها الضباب؛ إذ يُشكّل خطورةً كبيرةً أثناء إجراءات الهبوط والإقلاع والطيران على ارتفاعات منخفضة؛ لذلك يُعتبر الطيران في وقت حدوث الضباب خطورةً كبيرةً يُفضّل تفاديها؛ لذا يتم إلغاء العديد من رحلات الطيران وقت تكوّن الضباب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن التخلص من رطوبة الجدران؟

هل يمكن تنظيف السجاد من البقع؟

هل برامج الترجمة الفورية مفيدة فعلًا؟

هل هنالك نصائح لضمان المتعة في السفر؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على