تحقيق مسبار
بعلبك هو موقع روماني كبير ومثير للإعجاب في لبنان وهي موطن لأكبر معبد روماني على الإطلاق، بالإضافة إلى مجموعة من الهياكل القديمة الرائعة الأخرى.
وتم تسجيل الموقع في عام 1984 كموقع للتراث العالمي لليونسكو.
سنتعرف في هذا المقال عن قلعة بعلبك ومن قام ببناءها، بالإضافة إلى ماذا يوجد في قلعة بعلبك وهل تعتبر قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع؟
أين توجد قلعة بعلبك؟
قلعة بعلبك أو هليوبوليس اليونانية هي قلعة رائعة توجد في بلدة بعلبك في سهل البقاع في لبنان، وهذا الموقع التاريخي له أهمية كبيرة، حيث شهد صعود وسقوط حضارات مختلفة طوال فترة وجوده.
تم بناء قلعة بعلبك خلال الفترة الرومانية، حيث كانت بمثابة معقل عسكري ولعبت دورًا مهمًا في حماية المنطقة، وسمح الموقع الاستراتيجي للقلعة بالدفاع الفعال ضد التهديدات المحتملة، حيث تعمل جدرانها الحجرية الضخمة كحاجز هائل، وكانت الفكرة من بناء القلعة هي بناء سور أو حصن لحماية بعض المعابد والمذابح الرومانية، وهي اليوم من أكبر الوجهات السياحية التي يزورها الملايين سنويًا.
توجد قلعة بعلبك على بعد حوالي 80 كيلومترًا شمال شرق بيروت، ويمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق البر، وعلى ارتفاع حوالي 3700 قدم أي (1130 مترًا) عن سطح البحر، يوفر الموقع الاستراتيجي للقلعة على قمة تل مناظر بانورامية خلابة للطبيعة المحيطة.
تشتهر مدينة بعلبك نفسها بتراثها التاريخي الغني، حيث تعد الآثار الرومانية الشهيرة لبعلبك من المعالم السياحية الرئيسية في المنطقة، وتشتهر منطقة وادي البقاع أيضًا بأراضيها الزراعية الخصبة وكروم العنب، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن مزيج من التاريخ والطبيعة والطعام الشهي، إذ أن موقع القلعة المميز وسط هذه المناظر الطبيعية الخلابة يتيح للزوار فرصة الانغماس في جمال الريف اللبناني.
ولم يكن هناك أي معلومات عن قلعة بعلبك قبل الحكم اليوناني لسوريا سنة 332 قبل الميلاد، حيث تعرضت بعدها هذا المنطقة لغزوات عديدة، من قبل سلالة البطالمة في مصر وغزاها السلوقي أنطيوخوس الثالث (العظيم)، ثم أصبحت بعدها تحت حكم الرومان وتلوهم البيزنطيين ثم خضعت للسيطرة العربية، لتنتهي السلسة هذه بضم الانتداب الفرنسي بعلبك إلى البنان.
من الذي بنى قلعة بعلبك؟
لا يوجد هناك مصادر تاريخية تحدد من الذي بنى قلعة بعلبك، حيث أن الفينيقيون هم أول من بنى على نطاق واسع على منطقة بعلبك، وأيضًا الرومانيون قاموا بإنشاء العديد من المباني الهامة في منطقة بعلبك.
لكن وفقًا لليونسكو (وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، يعد المجمع الضخم في بعلبك (قلعة بعلبك) مثالًا بارزًا على الحرم الروماني وأحد أكثر الشهادات إثارة للإعجاب عن الفترة الرومانية في أوجها حيث أن قلعة بعلبك وما تضمه هي بمثابة دليل عن قوة وثروة الإمبراطورية الرومانية، لذا يُنسب بناء القلعة إلى الرومان، الذين أدركوا الأهمية الاستراتيجية لموقعها على قمة التل في حماية المنطقة، واشتهر الرومان ببراعتهم المعمارية ومهاراتهم الهندسية، ويتجلى ذلك في عظمة وتعقيد تصميم القلعة، مما يجعل البعض يتساءل فيما إذا كانت قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع.
وفقًا للروايات التاريخية، خضعت القلعة للعديد من التجديدات والتوسعات في ظل حكام مختلفين طوال فترة وجودها، حيث ساهمت الحضارات اللاحقة، بما في ذلك البيزنطيين والعرب والصليبيين، في تطوير وتوسع قلعة بعلبك، بالإضافة إلى وجود أسطورة انتشرت عند العرب المسلمين عن الذي بنى قلعة بعلبك، حيث تقول الأسطورة أن قلعة بعلبك أو مجمع المعابد هو قصر الملك سليمان الذي قام ببنائه الجن وقدمه الملك كهدية زفاف لملكة سبأ.
ماذا يوجد في قلعة بعلبك؟
قبل الإجابة على سؤال هل قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع يجب التعرف على ما يوجد في قلعة بعلبك، حيث تتكون قلعة بعلبك من عدة مباني وفراغات وهي:
- الدكة
- الرواق المقدم (جاليري المقدم):
وهو عبارة عن رواق يتم الدخول إليه من خلال بوابة ضخمة في منتصف برجين شاهقين، ويوجد بداخلها بعض التماثيل الحجرية على الجدران.
- البهو المسدس
- الساحة الكبيرة: التي تضم المعابد والأبنية الهامة.
- المذبح
- البرج:
الذي يعود إلى الفترة الصليبية، فيطلق عليه اسم البرج الصليبي الذي يقف شامخًا داخل القلعة، وكان بمثابة نقطة مراقبة استراتيجية.
كما تشتمل قلعة بعلبك على:
- معبد جوبيتر:
وهو مبنى ضخم يتكون من مدخل يصل إلى ساحة أمامية سداسية ثم إلى محكمة رئيسية مستطيلة بطول 343 قدمًا (104.5 مترًا) وعرض 338 قدمًا (103 متراُ).
وعلى شرفة عالية في الطرف الغربي من المحكمة، يوجد الحرم وهو مبنى كورنثي به 54 عمودًا.
وأقيم هذا المعبد لعبادة ثلاثة آلهة وهي: إله الرعد السوري حداد، مساويًا لكوكب المشتري، وآلهة الطبيعة السورية أتارجاتيس التي تساوي كوكب الزهرة، وإله شاب ربما روح نباتية يشبه إله هرمس الراعي لدى الإغريق.
- معبد باخوس:
وهو أيضًا كورنثي وضم 42 عامود محيطي، وتشير الزخارف التي يحتويها إلى أنه كان مخصص لعبادة آلهة الزراعة نفسها التي وجدت في المعبد الكبير، بالإضافة إلى رموز أخرى تدل على ممارسة ديانة الغموض الخلاصية في هذا المعبد.
- متحف هياكل بعلبك: الذي يعرض التماثيل والتحف الرومانية البرونزية.
- مسجد إبراهيم: وهو مسجد بني في عهد الإمبراطورية الأموية.
- القلعة العربيّة: بنيت في العصر المملوكي.
هل قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع؟
خطأ، لا تصنف قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع، لكن على الرغم من عدم الاعتراف بها رسميًا كواحدة من عجائب الدنيا السبع، إلا أنه نظرًا لأهميتها فقد تم إدراجها في قوائم ومناقشات مختلفة حول الإضافات المحتملة لقائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007 حيث كانت من بين المتنافسين الأوائل.
قلعة بعلبك وعجائب الدنيا السبع الجديدة
بُنيت قلعة بعلبك خلال الفترة الرومانية، وهي شهادة على العبقرية المعمارية في ذلك الوقت، ولقد حيرت كتلها الحجرية الضخمة، التي يزن بعضها أكثر من 1000 طن المؤرخين وعلماء الآثار على حد سواء.
وتُظهر المنحوتات المعقدة للقلعة والنقوش التفصيلية المهارة والحرفية الهائلة لمنشئيها، علاوة على ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي لقلعة بعلبك على طول طرق التجارة المهمة جعلها معقلًا حيويًا عبر التاريخ، مما زاد من جاذبيتها.
وفي حين لا يتم الاعتراف رسميًا بقلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع، فقد تم إدراجها في قوائم ومناقشات مختلفة حول الإضافات المحتملة لهذه المجموعة المرموقة.
فقد أجرت مؤسسة New7Wonders، وهي منظمة مكرسة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، استطلاعًا عالميًا في عام 2007 لتحديد عجائب الدنيا السبع الجديدة، وعلى الرغم من أن قلعة بعلبك لم يتم قطعها نهائيًا في القائمة، إلا أنها كانت من بين المتنافسين الأوائل، مما يبرز أهميتها وشعبيتها بين السياح والخبراء على حد سواء.
أصل كلمة بعلبك
يعود أصل كلمة بعلبك إلى العصور القديمة وهو متجذر في اللغة الفينيقية، ويُعتقد أن اسم بعلبك هو مزيج من كلمتين فينيقيتين: "بعل" التي تعني "الرب" أو "الله" و "بك" التي تشير إلى موقع المدينة على تل بارز.
ويشير هذا التفسير إلى أن بعلبك كانت تعتبر مكانًا مقدسًا مخصصًا لعبادة الإله أو الآلهة.
وبحسب الروايات التاريخية، كانت بعلبك تُعرف في الأصل باسم هليوبوليس، أي "مدينة الشمس"، وذلك بسبب ارتباطها بإله الشمس في الأساطير الفينيقية، كما أن موقع المدينة الاستراتيجي وأهميتها الدينية جعلها مركزًا مهمًا للعبادة والحج في العالم القديم.
هياكل بعلبك
أنشأ الفينيقيون الذين كانوا تجارًا وبحارة مشهورين مستعمرات في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك بعلبك، ولا يزال من الممكن رؤية تأثيرهم وتراثهم الثقافي في الآثار القديمة والتحف المكتشفة في الموقع.
أما بالنسبة لهياكل بعلبك فإنها تعتبر من بين أكثر الأمثلة إثارة للإعجاب والتي تم الحفاظ عليها جيدًا للهندسة المعمارية القديمة في العالم.
من أشهر هياكل بعلبك هو معبد جوبيتر، المعروف أيضًا باسم المعبد العظيم، حيث تم تكريس مجمع المعبد الضخم هذا للإله الروماني جوبيتر وتم بناؤه في عهد الإمبراطور أوغسطس في القرن الأول قبل الميلاد.
ويتكون المعبد من درج كبير يؤدي إلى منصة، حيث لا تزال ستة أعمدة ضخمة قائمة حتى اليوم، وهذه الأعمدة التي يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من 20 مترًا، هي شهادة على المهارات الهندسية المذهلة للبناة القدامى، كما يتميز معبد جوبيتر بنقوش ونقوش معقدة تصور العديد من المشاهد الأسطورية.
وهيكل آخر بارز في بعلبك هو معبد باخوس، المكرس لإله النبيذ الروماني والصخب، ويعتبر هذا المعبد من أفضل المعابد الرومانية المحفوظة في الوجود، حيث يتميز بمدخل مبهر مع أعمدة شاهقة وأفاريز منحوتة بشكل معقد، كما أن التصميم الداخلي للمعبد مذهل بنفس القدر، حيث توجد قاعة مركزية كبيرة محاطة بغرف وغرف أصغر.
وتشمل هياكل بعلبك أيضًا معبد فينوس، المكرس لإلهة الحب والجمال الرومانية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل حدائق بابل المعلقة موجودة الآن؟
