خلال شهر إبريل/نيسان الفائت، نشر "مسبار" 245 مادة فحص حقائق، غالبيتها مواد إخبارية وسياسية ورياضية، كما أنجز 31 مدونة حول قضايا مختلفة في حقل التحقق من الأخبار.
عدد المواد حسب التصنيف
وحملت غالبية مواد التحقق المنجزة خلال الشهر الفائت تصنيف مضلّل، بـ171 مادة، عقبه تصنيف زائف بـ68 مادة ثم تصنيف ساخر بأربع مواد وإثارة بمادتين.
عدد المواد حسب نوع الخبر
وشملت المواد مجالات مختلفة، تنوّعت بين الأخبار التي احتلت الحصة الأكبر بإجمالي 130 مادة، والرياضة التي جاءت في المرتبة الثانية بـ53 مادة تحقق، ثم السياسة بـ29 مادة، ثم مواد الروحانيات والثقافة والفن والأعمال، وغيرها من المواضيع الموضحّة حسب الشكل أدناه.
عدد المواد حسب الدول
توزعت مواد فحص الحقائق بين عدة دول من العالم، واحتلت فلسطين المرتبة الأولى من حيث عدد المواد بمجموع 30 مادة، عقبتها الجزائر بـ27 مادة، ثم مصر بـ19 مادة تليها اليمن بـ17 مادة فحص، روسيا ب14 مادة وأوكرانيا ب12 مادة، وغطت باقي المواد دولًا أخرى.
اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى
انتشرت العديد من الأخبار الزائفة مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، غطّاها "مسبار" على شكل مواد فحص حقائق ومدونات، من بينها التحقق من تغريدة نشرها حساب "إسرائيل بالعربية"، الذي تديره الحكومة الإسرائيلية على موقع تويتر، ادّعى فيها أنّ رجال الشرطة الإسرائيلية لم يدخلوا إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة 15 إبريل الجاري، إلا أنّ الادّعاء زائف، إذ نُشرت مقاطع فيديو تُظهر الشرطة الإسرائيلية داخل المُصلّى القبلي في المسجد الأقصى، يوم الجمعة 15 إبريل الجاري، واعتداءهم على المُصلّين الفلسطينيين بالضرب والاعتقال وإطلاق قنابل الغاز.
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على أنّه لإطلاق صواريخ من غزة، نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أنّ الادّعاء المتداول مضلّل، إذ إنّ الفيديو قديم ويعود تاريخ نشره إلى شهر أغسطس/آب عام 2014، على أنّه لإطلاق صواريخ من غزّة، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع حينها.
كما تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى مواقع إعلامية، رسالة قالت إنّها تعود إلى الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية أيهم كممجي يرثي فيها شقيقه الشهيد، موجهًا فيها خطابًا لأمّه في قبرها من غرفة العزل. لكن الادّعاء مضلّل، فالرسالة لم يكتبها الأسير الفلسطيني أيهم كممجي في سجنه، بل كتبتها باحثة فلسطينية من الضفة الغربية تُدعى سمر عزريل، التي قالت لـ"مسبار" إنّها “تأثرت باستشهاد شقيق الأسير أيهم، فتخيلت رسالة كتبها بعد خروجه من السجن”.
ويمكن متابعة أبرز الادّعاءات التي فندها "مسبار" والمتعلقة بالشأن الفلسطيني خلال التصعيد الإسرائيلي في القدس في هذه المدونة.
الحرب الروسية الأوكرانية
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يشارك مستخدمون العديد من الادّعاءات التي تبين أنّها زائفة أو مضلّلة، على غرار تداول مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده أنّ بوتين طرد عائلة روتشيلد اليهودية الثريّة، العاملة في القطاع المصرفي، من روسيا. وادّعى بعض ناشري الادعاء أنّ هذه العائلة قد تكون السبب في الحرب على أوكرانيا، إلا أنّ الادّعاء مضلّل. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يطرد عائلة روتشيلد من روسيا، بل إنّ المؤسسة المصرفية (روتشيلد وشركاؤه)، هي من الشركات التي جمّدتْ أعمالها في روسيا وانتقلت بشكل جزئي إلى دبي، إضافة إلى شركات مثل جاي بي مورغان وغولدمان ساشس، وذلك عقب اندلاع الحرب الروسيّة على أوكرانيا.
كما نُشر ادّعاء مفاده أنّ روسيا أعلنت بدء الحرب العالمية الثالثة بعد إغراق سفينتها موسكفا. ووجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، إذ لم تُصدر روسيا أي بيان رسميّ تُعلن فيه بدء الحرب العالمية الثالثة، كما لم ينشر الخبر أيّ مصدر ذي صدقيّ، بل قالت مذيعة روسيّة تُدعى أولغا سكابييفا، خلال برنامج حواري على القناة الروسية الأولى إنّ "الأمور تصاعدت لما يُسمّى بوضوح الحرب العالمية الثالثة"، في تعليقها على غرق السفينة الروسية موسكفا.
ونشرت صفحات وحسابات مقطع فيديو على أنّه من استعراض عسكري للجيش الأميركي ردًا على تهديدات روسيا بشأن الحرب العالمية الثالثة. وكشف تحقّق "مسبار" أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو من جولات عسكرية قديمة للجيش الأميركي عام 2013، وليس لاستعراضات أجراها مؤخرًا ردًا على تهديدات روسيا.
كما انتشر مقطع فيديو مع ادّعاء أنّه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اجتماع افتراضي، وأمامه مواد مخدرة ما يثبت أنه مدمن عليها. تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه زائف، إذ إنّ مقطع الفيديو مفبرك، ويعود الأصلي إلى مكالمة مصورة بين زيلينسكي ورجل الأعمال إيلون ماسك في السادس من مارس/آذار الفائت، ولم تظهر فيها أي مواد مخدرة.
الحكم باكاري غاساما
احتلت الأخبار الرياضية المركز الثاني في عدد التحققات خلال شهر إبريل الجاري، بـ53 مادة، كان للجزائر نصيب كبير منها، خاصة تلك المرتبطة بمباراة إياب التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، بين الكاميرون والجزائر. وانتشرت العديد من الادّعاءات المتعلقة بالحكم الغامبي باكاري غاساما الذي أدار اللقاء.
إذ تداولت مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا منسوبًا لحكم كرة القدم الإيطالي السابق، ورئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بييرلويجي كولينا، زعمت فيه قوله لحكم مباراة المنتخب الجزائري والكاميرون الأخيرة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، باكاري غاساما “أنت عار على التحكيم”. لكن تحقّق "مسبار" أثبت أنّه ادّعاء زائف، إذ إنّ التصريح المنسوب للحكم السابق بييرلويجي كولينا مُختلق ولا أساس له من الصحة. ولم يصدر عنه أيّ تصريحٍ في هذا الخصوص، كما لم تنشره أيّ مصادر صحافية رياضية موثوقة.
كما تداولت صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقطع فيديو ادّعت أنّه يوثق احتجاج الجالية الجزائرية أمام مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في سويسرا، ضد الحكم باكاري غاساما. وحقّق الفيديو آلاف المشاركات وقرابة مليون مشاهدة. لكن تبين أنّه مضلّل، إذ هو قديم وليس لاحتجاج الجماهير الجزائرية أمام مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، بل يعود إلى عام 2010، خلال استقبال الجالية الجزائرية في سويسرا لمنتخب بلادها، الذي انتقل إلى معسكره التدريبي في مرتفعات كران مونتانا السويسرية، استعدادًا لمونديال جنوب أفريقيا 2010.
ولم يصرح رئيس الأركان الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، بأنّ ما فعله الحكم غاساما لن يمر دون عقاب.
كما شارك مستخدمون مقطع فيديو زعموا أنّه يُظهر لقاء الحكم الغامبي باكاري غاساما مع أطراف في مطار محمد الخامس في المغرب، قبل مباراة المنتخب الجزائري أمام نظيره الكاميروني في إطار تصفيات كأس العالم قطر 2022.
وبالتحقق وجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إنّ الفيديو منشور على موقع يوتيوب منذ 23 يناير/كانون الثاني 2020، على أنّه لمصادفة جماهير الرجاء المغربي الحكم الغامبي غاساما، في مطار تونس قرطاج الدولي، قبل مباراة فريقهم أمام الترجي الرياضي التونسي، في إطار الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة في دور مجموعات رابطة أبطال أفريقيا، التي انتهت بالتعادل بهدفين لكلا الفريقين.
ويستمر فريق مسبار بالتحقق من الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام، وتلك التي تلقى رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ليفنّدها ويكشف حقيقة الكاذبة منها. وعبر هذا الرابط يمكن الاطلاع على التحديثات اليوميّة لأبرز التحقّقات التي ينشرها “مسبار” على موقعه الإلكتروني.
اقرأ/ي أيضًا:
