في شهر ديسمبر/كانون الأول الفائت، نشر "مسبار" 221 مادة تحقق تركزت حول الأحداث الجارية في العالم، وأبرزها التطورات الأخيرة في سوريا عقب إطلاق هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع عملية ردع العدوان العسكرية التي أسقطت نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر 2024، والمعلومات المضللة التي طاولت العملية والتطورات التي لحقتها.
كما نشر مسبار 42 مقالًا تناول فيها حملات التضليل الواسعة التي شملت الأحداث والتطورات السورية الأخيرة، وعمليات الضغط المتواصلة التي تقودها منظمات إسرائيلية على وسائل الإعلام لتوجيه خطابها لصالح إسرائيل، ومحاولات تقييد المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي. كما شملت المقالات تأثير المعلومات المضللة والأخبار الزائفة على إحداث فتن طائفية في خضم فترات الحروب والفوضى السياسية.
وعرض مسبار في شهر ديسمبر الفائت مجموعة من المقالات والتقارير حول الادعاءات المتعلقة بالتضليل المعلوماتي الطبي المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على المستخدمين وحياة المرضى.
عدد مواد التحقق حسب التصنيف
توزّعت الادعاءات المفنّدة على تصنيفين: تصنيف مضلل، نُشرت ضمنه 196 مادة، وتصنيف زائف ب 25 مادة.
عدد مواد التحقق حسب نوع الخبر
وهيمنت الأخبار التي فندها مسبار حسب النوع بـ 151 مادة، تلتها السياسة ب 69 مادة، ثم الرياضة بمادة واحدة.
عدد مواد التحقّق حسب الدولة
شملت مواد التحقق العديد من الدول بأعداد متفاوتة وفق الأحداث التي جدت فيها، وكانت سوريا في الصدارة بـ140 مادة تحقق، تمحورت أغلبها حول عملية ردع العدوان التي أطلقتها هيئة تحرير الشام، سقوط نظام السوري القديم، شائعات حول بشار الأسد وعائلته، سجن صيدنايا، وادعاءات مضللة تهدف لترويج فتن طائفية في سوريا، تليها اليمن بـ24 مادة تحقق من الادعاءات التي انتشرت عقب تطور هجمات جماعة الحوثي والقصف الإسرائيلي الأميركي-البريطاني على العاصمة اليمنية صنعاء، ثم مصر بـ10 مواد، ارتبطت بموقف مصر من النظام السوري الجديد وادعاءات مضللة حول خروج مظاهرات في شوارع مصر.
سقوط نظام الأسد في سوريا
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، أعلنت فصائل المعارضة السورية إطلاق عملية عسكرية تحت اسم "ردع العدوان"، مشيرة إلى أنّ هدفها توجيه ضربة استباقية للنظام السوري.
بعد إعلان هيئة تحرير الشام يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول من عام 2024، سقوط نظام بشار الأسد، عقب إطلاق الهيئة يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني عملية عسكرية تحت اسم "ردع العدوان" منطلقة من شمالي سوريا وصولًا للعاصمة الشورية دمشق، انتشرت ادعاءات مضللة وزائفة حول الهيئة وقائدها أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني سابقًا، منها خبر مفاده أنّ الشرع قام بإجراء حوار صحفي مع صحيفة إسرائيلية، وتحدث فيه عن انفتاح القيادة الجديدة لسوريا على تكوين صداقات مع الجميع في المنطقة بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.
بالتحقق وجد مسبار أنّ الادّعاء مضلل، فبعد الرجوع إلى المقال الأصلي للصحيفة الإسرائيلية تايمز أوف إسرائيل، تبيّن أنّ الحوار أجري مع ضابط في الجيش السوري الحر بدون ذكر اسمه، وليس مع قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع.
كما انتشرت تصريحات أخرى نُسبت للشرع منها ادعاء تداولته صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، زعم ناشروه أنّ قناة الشرق نشرته، ومفاده أنّ عمليات توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية قد تمت بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام. وبعد التحقق وجد مسبار أنّ الادعاء زائف، إذ لم تنشره قناة الشرق الإخبارية، أو أي منصة إخبارية أخرى، كما لم تنشره حسابات القيادة العامة الجديدة لسوريا على أي حساب رسمي لها.
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح آخر نُسب لأحمد الشرع، قالت فيه أنه سيطبع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي عبر اتفاقية سلام خلال الأسابيع المقبلة، وأنه سَيسُن قوانين ستسمح لتحرك السوريين من وإلى إسرائيل. وبالتحقق وجد مسبار أنّ التصريح مفبرك، ولم تنقله أيّ من حسابات القيادة العامة الجديدة لسوريا أو أي وسيلة إعلام موثوقة.
وشملت الادعاءات أيضًا رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، إذ نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عقب سقوط بشار، تسجيل صوتي نسب للأسد معلنًا فيه استقالته من رئاسة سوريا، مبديًا اعتذاره للشعب السوري عما ارتكبه هو وعائلته، بالإضافة إلى إنهاء كافة اتفاقيات سوريا مع إيران. وهو الادعاء الذي تبيّن أنه زائف، إذ إنّ المقطع أنشئ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ونُشر لأول مرة في الثاني من سبتمبر/أيلول عام 2023، مع إشارة ناشره الأصلي إلى أنّ المقطع أُنتج لأغراض ترفيهية، وليس عقب سقوط بشار وهربه إلى روسيا.
وفي السياق ذاته انتشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي صورةً، ادعى مروجوها أنّها لبشار الأسد مع عائلته أثناء تقديمهم طلب اللجوء في موسكو، وذلك عقب أنباء عن هروبهم من سوريا، واتضح بعد التحقق من الادّعاء أنّ الصورة مضلّلة. إذ وجد مسبار أنّ الصورة مجتزأة من مقطع فيديو قديم، وثَّق زيارة بشار الأسد وزوجته لجرحى الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا عام 2023، في مستشفى حلب الجامعي يوم العاشر من فبراير/شباط من نفس العام.
كما نشرت صفحات وحسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادعى ناشروها أنها لرفع صورة بشار الأسد في شارع بصنعاء العاصمة اليمنية، تضامنًا معه بعد سقوطه في الثامن من ديسمبر العام الفائت، لكن اتضح بعد التحقق من الادّعاء أنّ الصورة قديمة وتعود لعام 2016 وليست حديثًا بعد هروب الأسد.
وكشف مسبار في مقال عن حقيقة ادعاءات مضللة شاركتها حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أنّ الاتحاد الأوروبي قام برفع العقوبات عن حلب بعد سيطرة قوات وفصائل المعارضة آنذاك على مناطق بسوريا. تحقق مسبار من الادّعاء المتداول ووجد أنّ لا أخبار عن رفع الاتحاد الأوروبي آنذاك أية عقوبات بحق حلب، إذ لم يتم تعديل بنود العقوبات المفروضة على مناطق بسوريا، ولم يتم الإعلان عن أيًا من هذه القرارات من قبل الاتحاد الأوروبي.
التضليل المعلوماتي وإمكانية إثارتها للفتن الطائفية أثناء الحروب والفوضى السياسية
وفكك مسبار في تقرير خاص به شبكة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشطت عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر العام الفائت، وتعمل على إثارة الفتن بين مختلف الطوائف السورية، إذ رصد فريق مسبار العديد من الحسابات المشبوهة التي أنشئت خلال شهري نوفمبر وديسمبر من 2024 العام الفائت، وذلك بالتزامن مع إعلان هيئة تحرير الشام لإطلاقها عملية ردع العدوان، والأنباء عن سقوط نظام الأسد في الأسبوع الثاني من ديسمبر.
ووضح التقرير أنّ هذه الحسابات تعمل بوتيرة نشطة من خلال نشر ادعاءات مضللة وزائفة ذات طابع طائفي، وبحسب عملية رصد الشبكة، فإنّ هذه الحسابات تبدو مترابطة، وتظهر عليها سمات تدل على إنشائها على عجلة، مثل استخدام صور متشابهة للحسابات وإهمال إدخال المعلومات الأساسية، بما يشبه أسلوب عمل الجيوش الإلكترونية.
وفي الإطار نفسه، نشر مسبار تقريرًا عن تأثير المعلومات المضللة والزائفة حول المعالم الدينية والأقليات الطائفية في سوريا، خاصة بعد سقوط النظام السوري، ففي 25 ديسمبر من العام الفائت، انطلقت مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة، شملت مدينة حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة، احتجاجًا على تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تحديد ميعاد التقاطه، إذ أظهر حريقًا داخل مقام عالم الدين أبو عبد الله الحسين الخصيبي في حلب، مع ظهور تواجد لمسلحين يتجولون داخله.
وأشار التقرير إلى صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مقتل فتاة خلال احتجاجات قامت في مدن سورية، مع ادعاء بأنّ الفتاة من الطائفة العلوية، وأنها قتلت على يد فصائل عسكرية معارضة، خلال تفريق مظاهرة في مدينة حمص بوسط سوريا.
وتبيّن بعد البحث أنّ ادّعاء مقتل الفتاة حنين عكاري قتلت خلال تظاهرة في مدينة حمص زائف، إذ نفت والدة الفتاة، هدى ملا حسن، ومصادر أخرى صحة هذه الشائعات في تصريحات خاصة لمسبار، وأكدت والدة الفتاة أنّ ابنتها البالغة من العمر 15عامًا، قد تعرضت للإغماء عقب مغادرتها معهد الكمال في حي الوعر في بمدينة حمص، بسبب عدم تناولها جرعة الدواء الخاصة بحالتها الصحية المتعلقة بمرض الاختلاج.
وفي أعقاب انتشار الأنباء عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ظهرت موجة من الادعاءات المضللة والزائفة حول سجن ومعتقل صيدنايا الذي يبعد نحو 30 كم من العاصمة السورية دمشق، والذي أفرجت هيئة تحرير الشام والفصائل السورية المسلحة عمن بداخله من معتقلين، إذ تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات طاولت السجن ومعتقليه. وضمن هذه الادعاءات انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه يظهر لحظة استقبال أم سورية لابنها بعد إطلاق سراحه من سجون النظام السوري، بعد قضائه نحو 20 عامًا في الأسر، وذلك عقب تحريره من قبل قوات المعارضة السورية، لكن تحققًا لمسبار بيّن أنّ المقطع قديم ويعود إلى فبراير/شباط عام 2018، وهو يوثق لحظة استقبال أم فلسطينية ابنها الذي أمضى 20 عامًا في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي .
وفي ظل انتشار مقاطع فيديو خرجت من معتقل صيدنايا إثر سقوط نظام الأسد، انتشرت على الإنترنت صورة ادعى متداولوها أنها توثق لحظة خروج معتقل سوري من سجن صيدنايا، بعد سيطرة المعارضة السورية على السجن وإطلاق سراح جميع المعتقلين، لكن تحقق مسبار من الادّعاء المتداول حينها وتبيّن أنه زائف، إذ إنّ الصورة هي لقطة شاشة مجتزأة من مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي.
وفي خضم التغيرات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد النظام المصري الحاكم برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتلاها انتشار واسع لادعاءات مضللة حول نزول متظاهرين في عدة مدن مصرية، منها مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر تظاهرة في إحدى عربات المترو بالقاهرة، استجابة للدعوات المطالبة بإسقاط النظام المصري، لكن بعد تحقق مسبار من الادعاء المضلل وجد أنّ المقطع قديم، ويعود لشهر سبتمبر/أيلول من عام 2019، ضمن مظاهرات في عدة مدن مصرية مناهضة للنظام الحاكم، وذلك تلبية لدعوى أطلقها الالفنان والمقاول المصري محمد علي، بعد نشره مقاطع فيديو لقصر رئاسي جديد بني في العاصمة الإدارية الجديدة.
تحقق فريق مسبار من مقطعي فيديو تم تداولهما على أنهما تظاهرات حديثة في مدينة دمياط المصرية، ويظهر في إحدى المقاطع مجموعة من المحتجين وهم يمزقون صورة لعبدالفتاح السيسي، وأخرى لمجموعة من المتظاهرين وهم يضرموا النيران في صور أخرى للسيسي، لكن بالبحث تبيّن أنّ المقطع الأول يعود لشهر سبتمبر من عام 2019، وقد شاركه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرين إلى أنه يوثق لحظة تجمع متظاهرين مصريين وتمزيقهم صورًا للسيسي مطالبين إياع بالرحيل والتنازل عن الحكم آنذاك. أما رجوعًا للمقطع الثاني فأظهرت نتائج البحث إلى أنه أيضًا قديم ويظهر مجموعة من المتظاهرين في إحدى المدن المصرية، وهم يحرقون صورًا للسيسي، مناهضة لنظام حكمه للبلاد آنذاك، في سبتمبر من عام 2019.
إسرائيل تواصل نشر الرواية الداعمة لها باستخدام شركات كبرى
سلط مسبار الضوء على تقرير مفصل نشرته منظمة إيكو الرقابية الأميركية في ديسمبر من عام 2024 الفائت، عن طرق استخدام مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، جنود ومشرعين إسرائيليين لخاصية إعلانات ميتا مدفوعة الأجر، مستقطبة ممولين من أنحاء العالم لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لحثهم على تمويل قوات الاحتلال بأسلحة مثل المسيّرات المتقدمة تكنولوجيًا، البنادق، وغيرها من معدات تكتيكية تستخدمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
إذ رصد التقرير أكثر من 90 إعلانًا مختلفًا كان موجهًا بشكل كبير إلى دول الاتحاد الأوروبي عن طريق الجمعيات الخيرية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي. مضيفًا أنّ الإعلانات شابها خطاب يحض على الكراهية، واللغة التحريضية والدعوات الصريحة للعنف ضد الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي. مستخلصة أنّ شركة ميتا تستفيد بشكل مباشر من خلال إتاحة الفرصة للترويج لإعلانات مدفوعة الأجر بهدف التكسب من المروجين الإسرائيليين.
وفي ضوء التحيز الإعلامي العالمي للرواية الإسرائيلية، غطى مسبار تحقيقًا نشره موقع دروب سايت Drop site الأميركي المستقل، أعده الصحافي البريطاني أوين جونز، إذ كشف التقرير عن خلافات عميقة بداخل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بخصوص تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة، وحمل التقرير عنوان "الحرب الأهلية في بي بي سي حول غزة"، ووجّه الصحافي في التقرير مجموعة من الاتهامات المباشرة لبي بي سي، متمثلة في الترويج للرواية الإسرائيلية على حساب الحيادية الصحافية التي تزعم المؤسسة الالتزام بها.
وعلى هامش رصد التحيز الإعلامي العالمي للرواية الإسرائيلية على حساب الفلسطينية، نشر مسبار مقالًا في مطلع شهر ديسمبر الفائت، يشرح فيه كيف انحازت منصات إعلامية أميركية للرواية الإسرائيلية، وذلك عند تغطيتها تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي) الذي وصف أفعال قوات الاحتلال الإسرائيلي بالإبادة الجماعية، إذ وثق تقرير مسبار تغطية القناة الأميركية اليمينية فوكس نيوز للتقرير، حيث أظهرت فوكس نيوز انحيازًا واضحًا للموقف الإسرائيلي، من خلال استخدام لغة انتقائية في المصادر وتشويه مضمون التقرير، وقدّمت القناة صورة تعمل على إضعاف مصداقية المنظمة وإبراز إسرائيل كطرف "مدافع عن النفس"، وركزت تغطية القناة على إظهار التقرير على أنه مسيس، مستندة إلى آراء شخصية إسرائيلية عامة منحازة إلى الرواية الإسرائيلية على حساب الفلسطينية.
وعلى صعيد آخر، نشر مسبار تقريرًا يفند فيه الادعاءات الإسرائيلية المضللة التي تنفي اختراقها لاتفاقية وقف إطلاق النار بينها وبين حزب الله اللبناني، وتغاضي منصات وشبكات إعلامية كبرى للخروقات الإسرائيلية، إذ اتهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بخرق الاتفاقية، زاعمًا أنّ مهاجمة إسرائيل 20 هدفًا لحزب الله كان ردًا على خرقها الاتفاقية، وتوعد الحزب بحرب واسعة إن امتدت الخروقات، وتجاهلت إسرائيل بتلك التهديدات التقارير الأميركية والفرنسية التي أكدت خرق الاحتلال الإسرائيلي لبنود الاتفاقية منذ أن وقعت عليها، إذ أكدت التقارير أنّ إسرائيل لم ترجع أو تستشير اللجنة الدولية المعنية بمراقبة عملية تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار بين الطرفين، وقالت إنّ إسرائيل قد فشلت في الإبلاغ عن الخروقات التي ادعت أنّ حزب الله قام بها.
تضليل المعلومات الطبية وتأثير انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي على المستخدمين
أما على صعيد التضليل والاحتيال المعلوماتي الطبي، فنشر مسبار مقالًا أشار فيه إلى تقرير جديد صدر عن شركة برين شيلد BrandShield، يذكر فيه إغلاق أكثر من 250 موقعًا إلكترونيًا باع أدوية GLP-1 المزيفة خلال عام 2023، وذلك مقارنة بـ34 موقعًا فقط في عام 2022 الذي يسبقه. إذ بيّن تقرير آخر لشركة McAfee المتخصصة في الأمن السيبراني أنّ محاولات التصيد الاحتيالي التي تركزت حول أدوية أوزيمبيك وويغوفي وسيماغلوتايد قد زادت في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 بنسبة 183%، مقارنة بالفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2023.
وذكر المقال أنّ من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي عرضة لمثل هذه الاحتيالات موقع تيك توك لمشاركة مقاطع الفيديو، إذ قدر استخدام وسم #ozempic على تيك توك بنحو 600 مليون مشاهدة، حسب تقارير إخبارية نشرت في شهر فبراير/شباط من عام 2024 الفائت.
وعلى غرار ذلك، فقد أكَّد المقال أيضًا أنّ انتشار جائحة بيع الأدوية المزيفة على الإنترنت، لم تتوقف فقط عند مواقع التواصل الاجتماعي بل شملت أيضًا المواقع الإلكترونية. حيث علقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA" على أنّ الأدوية المعروضة على مواقع مماثلة، قد تكون ملوثة أو تحتوي على كميات غير دقيقة من المواد الفعالة، مما يزيد من نسبة خطر التسبب في مضاعفات صحية مثل العدوى أو التسمم.
وعطفًا على جائحة انتشار التضليل المعلوماتي الطبي على الإنترنت، أشار تقرير آخر نشره مسبار إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، في صناعة محتوى يستخدم مقاطع مفبركة تعمل على إقناع المستخدمين والمرضى بابتياع لأدوية المزيفة والتي قد تضر بصحة العملاء، وعرج المقال على تحقيق نشرته المجلة الطبية البريطانية (BMJ) شهر يوليو/تموز 2024، كاشفة من خلاله عن استخدام أداة ذكاء اصطناعي تسمى التزييف العميق لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة، تُظهر فيها أطباء مرموقين في المملكة المتحدة يروجوا فيها ملنتجات مشكوك في صدقيتها.
ويؤكد المقال على أنّ المجهودات المبذولة من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي مثل شركة ميتا، لا تزال محدودة، بالرغم من وجود حملات لمكافحة هذا النوع من التضليل المعلوماتي المنتشر.
اقرأ/ي أيضًا
مؤشر مسبار لأبرز الأخبار الزائفة والمضللة في شهر نوفمبر 2024