بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات عسكرية موسعة على مواقع للجيش السوري طاولت – حسب تقارير إسرائيلية – أكثر من 80 في المئة من معدات، ومواقع ومراكز تابعة للجيش السوري، وخلال 48 ساعة فقط، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 400 هدف سوري، وهي العملية التي اعتبرها جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر وأنجح عملية جوية قام بها سلاح جو الاحتلال في تاريخه.
ومنذ أن بدأت القوات الإسرائيلية في التوغل داخل الأراضي السورية، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والزائفة حول الأمر، وفي هذا المقال يقدم لكم “مسبار” أبرز الادعاءات التي رصدها.
صورة قديمة وليست لتعزيزات عسكرية إسرائيلية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 15 ديسمبر الجاري، ادّعى ناشروها أنها تظهر تعزيزات جديدة للجيش الإسرائيلي في ريف دمشق الجنوبي، معلقين بأنها تفتش مواقع عسكرية سورية في المنطقة.
لكن الصورة قديمة ومنشورة منذ أغسطس/آب عام 2008، وتظهر رتلًا من المركبات المدرعة العسكرية الروسية تتحرك تجاه منطقة أوسيتيا الشمالية الروسية.
فيديو قديم ولا يظهر تعزيزات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود الإسرائيلية السورية
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 12 ديسمبر الجاري، مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يظهر تعزيزات عسكرية إسرائيلية متجهة نحو الأراضي السورية، بعد سقوط نظام الأسد.
بالتحقق من الادّعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إنّ المقطع قديم ولا يوثق إرسال تعزيزات عسكرية إسرائيلية، عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتحركها نحو الحدود.
نُشر المقطع يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعيد ساعات من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وقالت وقتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه يُظهر تعزيزات عسكرية إسرائيلية كانت متجهة نحو قطاع غزة.
مقطع فيديو من غلاف غزة وليس لقوات إسرائيلية على مشارف دمشق
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 11 ديسمبر الجاري، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يوثق وجود دبابات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مشارف مدينة دمشق.
بالتحقق من الادعاء المتداول تبين أنه مضلل، إذ إنّ الفيديو قديم، ولا يوثق لحظة وصول قوات إسرائيلية على مشارف مدينة دمشق، بل يعود إلى 15 أكتوبر 2023 الفائت، ويوثق لحظة اختباء عدد من الجنود الإسرائيليين أسفل دبابة موجودة بالقرب من حدود قطاع غزة، وذلك تزامنًا مع انطلاق صفارات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
صورة قديمة من الكويت وليست لتدمير إسرائيل زوارق حربية في ميناء اللاذقية
نشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 11 ديسمبر الجاري، زعم ناشروها أنها توثق تدمير إسرائيل لزوارق حربية تابعة لجيش النظام السوري السابق، في ميناء اللاذقية على الساحل السوري، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
إلا أنّ الصورة قديمة وليست لتدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي زوارق حربية، في ميناء اللاذقية على الساحل السوري، بل تعود إلى حريق نشب في كراج حجز البلدية بمنطقة ميناء عبد الله في الكويت في إبريل/نيسان عام 2022.
الصورة ليست لاستهداف إسرائيل طائرات ميغ 29 التابعة لجيش النظام السوري
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم العاشر من ديسمبر الجاري، صورة ادعى ناشروها أنها توثق تدمير الاحتلال الإسرائيلي لكافة الطائرات السورية ذات طراز "ميغ-29" خلال استهدافها لمواقع الجيش السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.
بالتحقق من الصورة اتضح أنّها قديمة ولا توثق تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لطائرات "ميغ-25"، خلال هجوم على أكثر من 400 موقع للجيش السوري.
تعود الصورة إلى 21 إبريل 2024، ونشرتها وزارة الدفاع الروسية، حينها، مشيرة إلى أنها لتدمير سلاح الجو الروسي لطائرة من طراز "ميغ-29"، التابعة للقوات الجوية الأوكرانية الموجودة حينها بمطار "دنيبرو" الأوكراني.
الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية
أمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الأربعاء 18 ديسمبر، قواته المتوغلة في الداخل السوري المتمركزة منها في جبل الشيخ، البقاء في مواقعها حتى يتم اتخاذ إجراءات أخرى، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ووصف مسؤولون إسرائيليون هذه الخطوة “بأنها إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن حدود إسرائيل”.
ومن جهتها، نددت الأمم المتحدة في بيان لها صدر يوم الثلاثاء 17 ديسمبر الجاري، بالتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وأشارت بعثة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك المعروفة باسم “أوندوف"، إلى أنّ “وجود الجيش الإسرائيلي في منطقة عملياتها في الجولان السوري أثر بشدة على حرية حركتها وقدرتها على القيام بأنشطتها العملياتية واللوجستية والإدارية".
وأوضحت الأوندوف بأنّ "الجيش الإسرائيلي دخل منطقة الفصل، وانتشر في مواقع رئيسية، بما في ذلك في جبل الشيخ وما لا يقل عن تسعة مواقع أخرى داخل منطقة الفصل، وموقع واحد شرق الخط برافو يُعرف باسم تلة الدبابات".
كما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أنّ “وجود القوات الإسرائيلية في منطقة الفصل يشكل انتهاكا لاتفاق فض الاشتباك"، الموقعة بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ/ي أيضًا
تدفق المعلومات المضللة بعد سقوط النظام قد يفاقم حالة الذعر بين السوريين
ادعاءات زائفة حول أحمد الشرع وموقفه من إسرائيل بعد الإطاحة بالنظام السوري