واصل فريق مسبار خلال شهر أغسطس/آب 2022، جهوده في رصد الأخبار الزائفة المنشورة على وسائل الإعلام والمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفنّدها وكشف حقيقتها سواء كانت أنباءً أم صورًا أم مقاطع فيديو. لينشر خلال الشهر الفائت 241 مادة فحص حقائق، تركزّت بشكل أساسي على المحتوى المنشور في المنطقة العربية. إضافة إلى 36 مدونة عالجت مواضيع مرتبطة بحقل التحقق من الأخبار وعرضت أبرز مستجداته، كما ناقشت مسائل مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والخداع على الإنترنت.
عدد المواد حسب التصنيف
توزّعت مواد فحص الحقائق الـ241 التي نشرها "مسبار" خلال أغسطس الفائت، على التصنيفات التي يعتمدها "مسبار" في منهجيته للتحقق من الأخبار. فكان لتصنيف مضلّل النصيب الأكبر 187، زائف 45، وثلاث مواد بتصنيف انتقائي، مادتين أخدتا تصنيف صحيح، ومادة واحدة بتصنيف ساخر.
عدد المواد حسب نوع الخبر
المواد التي اندرجت ضمن تصنيف أخبار وصلت إلى 139 في أغسطس الفائت، وذات المواضيع السياسية 28، وفي مجال الرياضة 26، و10 تحت تصنيف ثقافة وفن، و10 مواد دينية، وثمانية في مجال السفر، وخمسة في الأعمال، وفي مجالات عدّة كما في الشكل أدناه.
عدد المواد بحسب الدول
شهدت بلدان عدّة خلال شهر أغسطس الفائت، أحداثًا حازت على اهتمام وسائل الإعلام ومتابعة المستخدمين على مواقع التواصل، فانتشرت أخبار زائفة ومضللة طاولتها، وكان هنالك 29 مادة فحص حقائق مرتبطة بأخبار عن مصر، و19 عن الجزائر وأخبار حرائق الغابات فيها، و16 موضوعًا متعلّقًا بالشأن الفلسطيني، و16 موضوعًا عن سورية، و14 من العراق، و12 مادة مرتبطة بالمغرب، و10 مواد عن التطورات في اليمن، و10 مواد من تونس، وغيرها من بلدان أخرى كما يوضّح الشكل التالي.
العداون الإسرائيلي على قطاع غزة
عقب إعلان الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الخامس من أغسطس بدء عمليّة عسكرية على قطاع غزة، استهلّتها باغتيال تيسير الجعبري أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، انتشرت العديد من الأخبار المضللة، مثل هذه الصورة التي لاقت رواجًا بين مستخدمين على مواقع التواصل، على أنّها لشقيقات فقدن والدهن ووالدتهن جرّاء القصف الإسرائيلي، إلّا أنّ "مسبار" كشف أنّها لفتيات شاركن في جنازة الشهيد تميم حجازي جنوبيّ قطاع غزة.
كما انتشر مقطعا فيديو على أنّهما لقصف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات الإسرائيلية، لكنّهما قديمان، أحدهما يعود إلى مايو/أيار 2021، ويوثق قصف المقاومة على مدينة أسدود، والثاني لاستهدافها في 13 مايو 2022 لمدينة تل أبيب.
وتوصل "مسبار" إلى أنّ هذه الصورة ليست لمنزل دمّرته صواريخ المقاومة في عسقلان، بل تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، وهي لمنزل أصابه صاروخ غراد في منطقة بئر السبع. وانتشرت أيضًا صورة طفل ادعى ناشروها أنّه أُصيب خلال العدوان الأخير، لكنّها قديمة ومنشورة منذ مايو 2021. كما أنّ هذا الفيديو ليس لحريق في سيديروت جراء قصف المقاومة، إنمّا يعود إلى يونيو الفائت ويُصوّر حريقًا نشب في أحد مباني مجمع تلال هرتسليا.
وفي أحد تحقّقاته فنّد "مسبار" صحة صورة انتشرت على أنّها من القصف الأخير على غزة، لكنّها لغارة إسرائيلية استهدفت مجمع هنادي في غزة في مايو 2021. وهذا فيديو أيضًا لقي رواجًا على مواقع التواصل على أنّه لإسرائيلية خائفة من قصف المقاومة، إلّا أنه يعود إلى مايو 2021.
الأزمة السياسية في العراق
بمجّرد إعلان رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، تصاعد التوتر إلى حدّ حصول اشتباكات بين قوات الأمن وأنصاره في بغداد. وقد رافق تلك الأحداث منذ انطلاقتها العديد من الأخبار الزائفة التي واكبها "مسبار" وتحقّق من صحتها.
منها مقطع فيديو انتشر على أنّه لحرق مقرّ الحشد الشعبي في بغداد، إلّا أنّ الفيديو مضلّل ومنشور منذ سبتمبر/أيلول عام 2019 على أنّه لنيران أُضرمت في مبنى محافظة البصرة. وانتشر مقطع فيديو آخر ادّعى ناشروه أنّه لإعلان جماعة الصدر الجهاد عبر منابر المساجد، إلّا أنّ الفيديو منشور في إبريل/نيسان عام 2015، على أنّه لرفع مساجد عدن جنوبي اليمن الأذان بعبارة "حيّ على الجهاد". وهذه الصورة التي التي تداولها مستخدمون على أنها للقبض على شاب حرّض على التظاهر عبر حسابات وهمية على موقع فيسبوك، هي في الحقيقة من بين مجموعة صور نُشرت على أنّها للقبض على ثمانية أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش في يوليو/تموز الفائت.
وانتشرت صورة أخرى ادّعى ناشروها أنّها لإحراق مقرّ قناة العهد في بغداد، لكنّ الصورة من يوليو الفائت، وهي لانفجار صهريج وقود في محافظة النجف وسط العراق. وقد فنّد "مسبار" صحة فيديو انتشر على أنّه لاستهداف المنطقة الخضراء بصواريخ أُطلقت من أحياء بغداد. إلا أنّ الفيديو منشور منذ يونيو/حزيران عام 2018، على أنّه لاستهداف قوات النظام السوري حي درعا البلد في محافظة درعا جنوبيّ البلاد. وخلال تصاعد التوتر بين قوات الأمن العراقية ومؤيدي التيار الصدري، انتشرت صورة مرفقة بادعاء مفاده أنّها للقبض على السياسي عزت الشابندر، إلّا أنّ الصورة قديمة وتعود للقبض على متورطين في نزاع عشائري عام 2020.
فيضانات باكستان والسودان
خلال شهر أغسطس أعلنت السلطات الباكستانية حالة الطوارىء الوطنية جراء الفيضانات التي ضربت مناطق واسعة في البلاد، وألحقت أضرارًا فادحة في البنية التحتية، وأودت بحياة أكثر من ألف شخص، وشرّدت مئات الألوف من السكان. ورافق انتشار أخبار الكارثة التي حلّت بباكستان صورٌ ومقاطع فيديو مضللة لقيت رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
من ذاك المحتوى الزائف خمس صور تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ "مسبار" كشف حقيقتها، في أنّ لا علاقة لها بالفيضانات الأخيرة. فيعود بعضها إلى سيول ضربت مناطق في باكستان عامي 2020 و2010، وصورة منها ترجع إلى فيضان في الصين عام 2014.
تحقُقٌّ آخر أجراه "مسبار"، تضمّن الكشف عن تضليل خمسة صورٍ أخرى تعود إلى فيضانات قديمة مختلفة لا علاقة لها بالكارثة التي حلّت بباكستان مؤخرًا.
ومن مقاطع الفيديو المضللة التي تحقق منها "مسبار"، مقطع ادّعى ناشروه أنّه لغرق أشخاص نتيجة فيضانات باكستان الأخيرة، إلّا أنّ الفيديو قديم ومنشور على أنّه لغرق أشخاص في فيضانات في الهند عام 2011.
ونشر مستخدمون مقطع فيديو على أنّه لفتح بوابة سد ترابيلا لتصريف المياه بعد ارتفاع منسوبها جرّاء الفيضانات، إلّا أنّ الفيديو قديم ومنشور على موقع يويتوب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وانتشر فيديو آخر كشف "مسبار" أنّه للسيول في منطقة شيراز الإيرانية، وهي تجرف سيارات وأشخاص في مارس/آذار عام 2019، ولا علاقة له بالفيضانات الأخيرة في باكستان.
كما طاولت الصور ومقاطع الفيديو المضللة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيضانات التي ضربت ولايات سودانية عدّة خلال شهر أغسطس الفائت.
إذ تحقّق "مسبار" من صورتين انتشرتا على أنّهما من فيضانات السودان، إلّا أنّهما من عام 2019، إحداهما لفيضان نهر النيل، والأخرى لسيدة سقطت في المياه جرّاء سيول أغرقت شوارع وأحياء في العاصمة الخرطوم.
وكشف "مسبار" أنّ هذه الصورة ليست لجرف السيول الأخيرة في السودان طريق شريان الشمال، وأنّ صورة المرأة التي تجلس قرب بيتها الذي دمّرته السيول ليست من الفيضانات التي ضربت ولاية الجزيرة. وأنّ فيديو الضابط السوداني الذي يتحدث عن المساعدات السعودية لضحايا الفيضانات قديم. وكشف "مسبار" أيضًا زيف خبر مفاده أنّ شبكة سي إن إن ذكرت أنّ السودان سيشهد أمطارًا لم تحدث منذ 100 عام.
حرائق الجزائر
وعقب اندلاع حرائق طاولت مناطق واسعة في ولايات جزائرية عدّة خلال شهر أغسطس الفائت، انتشرت عشرات الصور المضللة المنسوبة إلى تلك الحرائق، وقد تحقّق "مسبار" منها وكشف حقيقتها.
منها هاتان الصورتان التي تعود إحداهما إلى حرائق كاليفورنيا عام 2007، والثانية من إسبانيا عام 2012.
وتوصل "مسبار" إلى أنّ صورة الرجل الذي يقف أمام النيران ليست من الجزائر، إنّما التُقطت في البرتغال في يوليو من العام الجاري. كما أنّ هذه الصورة ليست من جنازة ضحايا الحرائق، إنّما تعود إلى إبريل الفائت وهي لتشييع ضحايا انفجار في بناء بسبب تسرب الغاز في مدينة برج بوعريريج الجزائرية. كما انتشرت صورة على أنّها لجثامين قتلى حرائق الغابات، لكنّها في الحقيقة لجثامين أطفال لقوا حتفهم جراء حريق في مدرسة قرب العاصمة الليبيرية مونروفيا، في سبتمبر/أيلول عام 2019.
وانتشرت صورة من حرائق فرنسا الأخيرة على أنها من الجزائر، وصورة من الولايات المتحدة عام 2013، تداولها مستخدمون على أنّها من حرائق الغابات الجزائرية. وهذه صورة انتشرت على أنّها لصلاة جماعية في المسجد الأقصى على ضحايا الحرائق، إلّا أنّها التُقطت في مايو عام 2021، وهي لفلسطينيين يؤدّون صلاة الغائب والفطر على أرواح شهداء فلسطين. وانتشر أيضًا مقطع فيديو مرفقٌ بالادعاء ذاته، وتوصل "مسبار" أنّ الفيديو بالفعل لصلاة الغائب على أرواح ضحايا حرائق الجزائر لكنه يعود إلى أغسطس 2021، وليس من العام الجاري.
حريق كنيسة أبو سيفين في مصر
شبّ حريق هائل يوم الأحد 14 أغسطس، في كنيسة أبو سيفين في محافظة الجيزة، ما أودى بحياة أكثر من 40 شخصًا. وبمجرّد بدء تغطية وسائل الإعلام لخبر الحريق، انتشرت صور عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّها لحريق كنيسة أبو سيفين، أو لحرائق اندلعت في كنائس مصرية أخرى.
إذ انتشرت صورتان على أنّهما من حريق اندلع في كنيسة أبو سيفين في محافظة الجيزة، إلّا أنّ الصورتين قديمتان، وتعود إحداهما إلى حريق كنيسة الأنبا موسى في محافظة المنيا عام 2013، فيما تُصوّر الثانية حريقًا في مبنى كنيسة القديسة دميانة، في منطقة الهرم التابعة لمحافظة الجيزة.
كذلك انتشرت صورة على أنّها لحريق نشب في كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب في الجيزة، إلّا أنّ الصورة منشورة في يونيو عام 2016، على أنّها لحريق في مكتب محاماة في العاصمة الأردنية عمّان. كما أنّ صفحة المركز الثقافي القطبي الأرثوذكسي نفت اندلاع حريق في الكنيسة، وأكّد أنّ ما حصل مجرّد تماس كهربائي، لم يؤدِّ إلى أيّ حريق.
صورة أخرى انتشرت ادعّى مستخدمون أنّها لحريق في كنيسة الأنبا موسى في الجيزة، إلّا أنّ "مسبار" توصل إلى أنّها لحريق مبنىً في العاصمة الفرنسية باريس عام 2019. كما انتشرت صورة أخرى مرفقة بالادعاء نفسه، إلّا أنها من إبريل عام 2021، لحريق نشب في كنيسة مارمينا في منطقة العمرانية في محافظة الجيزة.
هذه كانت أمثلة متنوعة لأبرز الأخبار الزائفة التي تمحورت حول أحداث حظيت باهتمام وسائل الإعلام، ولقيت أخبارها تفاعلًا على وسائل التواصل خلال شهر أغسطس 2022. وبإمكانكم الاطلاع على التحديثات اليومية لتحققات "مسبار" عبر موقعه الإلكتروني وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ/ي أيضًا