تابع فريق "مسبار" في شهر سبتمبر/أيلول الفائت أبرز الأحداث العالمية والعربية عن كثب، فنشر 241 تحقّقًا ارتبطت بموضوعات مختلفة. كما نشر 19 مدونة ناقش فيها أبرز مستجدات حقل تقصي الحقائق، مثل سياسات شركات التواصل الكبرى تجاه خصوصية البيانات، وسلّط الضوء من خلال بعضها على قضايا عدّة شغلت الرأي العام مؤخرًا، مثل الشائعات المرتبطة بحوادث غرق مراكب الهجرة غير النظامية.
عدد المواد حسب التصنيف
وجد "مسبار" أنّ 197 تحقّقًا من العدد الإجمالي لمواد فحص الحقائق اندرج تحت تصنيف مضلل، في حين صُنّف 39 منها بتصنيف زائف، إلى جانب ثلاثة ادعاءات صُنّفت بإثارة، وادعاء واحد بتصنيف ساخر وآخر بتصنيف انتقائي.
عدد المواد حسب نوع الخبر
احتلّت مواد فحص الحقائق المندرجة تحت خانة الأخبار، النسبة الكبرى من المواد المنجزة في سبتمبر الفائت، إذ وصل عددها إلى 120 مادة، وجاء في المرتبة الثانية مجال السياسة الذي ضمّ 43 مادة أخرى. وتوزّعت المواد الأخرى بشكل أساسي بين موضوعات الرياضة وروحانيات ودين والسفر والثقافة والفن، إلى جانب موضوعات أخرى موضّحة في الشكل أدناه.
عدد المواد حسب الدول
كانت مصر في مقدمة الدول التي ارتبطت فيها موضوعات الأخبار الزائفة خلال الشهر الفائت بإجمالي 25 ادّعاء، عقبتها سوريّة بـ 22 ادّعاء، ارتبط غالبيتها بموضوع غرق قارب هجرة غير نظامية قبالة سواحل طرطوس، ثم جاءت بريطانيا بعدد ادّعاءات وصل إلى 19، نتيجة ما انتشر من معلومات مضللة حول العائلة المالكة وموت الملكة إليزابيث الثانية. كما بلغ عدد الادّعاءات المرتبطة بالعراق أيضًا 19 ادّعاء، تمحور أغلبها حول مسيرة الأربعين التي تجري في شهر صفر الهجري من كل عام.
ورصد "مسبار" 16 ادّعاء ارتبط بإيران نتيجة المسيرات الحاشدة التي خرجت منددة بموت الفتاة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل مركز شرطة، بسبب ارتدائها الحجاب بصورة تخالف ما فرضه النظام في البلاد. ثم جاءت اليمن فتونس فالجزائر وغيرها من البلاد التي شهدت أحداثًا شغلت الرأي العام، مبينة في الشكل أدناه.
غرق قوارب مهاجرين غير نظاميين في البحر المتوسط
غرق مركب يحمل مهاجرين مصريين نهاية أغسطس/آب الفائت
رصد "مسبار" عددًا من الادعاءات المضللة المرتبطة بأخبار غرق قارب هجرة غير نظامية، كان يحمل 27 مهاجرًا مصريًا قبالة ساحل طلميثة شماليّ ليبيا، كانوا في طريقهم إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط.
انتشرت صورة ادّعى ناشروها أنّها لجثامين شباب مصريين على السواحل الليبية، بعد غرق المركب الذي كان يُقلّهم، ولكن تبيّن بالتحقّق أنّ الصورة قديمة وتعود إلى عاملين في الهلال الأحمر الليبي يحملون جثة أحد المهاجرين الذين لقوا حتفهم، بعد غرق قارب قبالة بلدة الخمس الساحلية شرقيّ طرابلس في ليبيا، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.
كما انتشرت صورٌ ادّعى ناشروها أنّها التُقطت مؤخرًا لانقلاب المركب، إلا أنّ الصور قديمة. إذ نشرت إحداها وكالة الأناضول ومواقع تركية أخرى في الخامس من مايو/أيّار 2022، على أنّها لمهاجرين أنقذتهم القوات التركية العاملة قبالة سواحل مدينة مصراتة الليبية. أمّا بقية الصور، فنشرتها البحرية الإيطالية بتاريخ 25 مايو عام 2016، على أنّها للحظة انقلاب قارب يحمل لاجئين بالقرب من السواحل الليبية.
غرق مركب هجرة غير نظامي قبالة السواحل التونسية – 6 سبتمبر الفائت
وشهدت أيضًا سواحل تونس حادثة غرق مركب هجرة غير نظامية مؤسفة، في الليلة الفاصلة بين يوميّ السادس والسابع من سبتمبر الفائت، وتسببت بوفاة 12 شخصًا.
رافقت الحادثة عدة أخبار مضللة، رصد منها "مسبار" صورة ادّعى ناشروها أنّها لانتشال جثث مهاجرين من السواحل التونسية، إلا أنّ الصورة قديمة وتعود إلى عناصر من الهلال الأحمر الليبي، وهم يحاولون انتشال جثة مهاجر جرفه البحر على شاطئ مدينة زوارة الليبية الساحلية في 28 أغسطس/آب 2015.
وانتشرت صورتان ادّعى ناشروهما أنهما لسيدة فقدت أبناءها الثلاثة في حادث غرق المركب قبالة السواحل التونسية، ولكن التحقق أوضح أن الصورة الأولى تعود إلى سيدة من محافظة البحيرة المصرية، فقدت ثلاثة من أبنائها بعد أن غرقوا في شاطئ النخيل في حي العجمي التابع لمحافظة الإسكندرية في مصر عام 2020.
أمّا الصورة الثانية فهي لثلاثة شبّان غرقوا في حادثة الإسكندريّة نفسها، ولم يتسنَّ لـ"مسبار" التأكّد مما إذا كانت صورة الشبان مرتبطة بصورة السيدة.
إضافة إلى ذلك، تداول مستخدمون مشهدًا تمثيليًا على أنّه لأم تونسية تبكي قرب جثمان ابنها الذي قضى في حادثة غرق المركب، إلا أنّ مقطع الفيديو نُشر في قناة مغربية على موقع يوتيوب باسم سحابي تي في، منذ شهر مايو 2021، وهو عبارة عن مشهد تمثيلي من فيلم قصير باسم "غربة"، أنجزه شاب يُدعى أيوب مع والدته.
غرق مركب هجرة غير نظامي قبالة سواحل طرطوس
يوم 22 سبتمبر الفائت، أُعلن عن غرق مركب كان محمّلًا بمهاجرين من جنسيات مختلفة عند الحدود اللبنانية السورية، قبالة سواحل طرطوس، نجم عنه وفاة 89 شخصًا وإصابة آخرين.
وعقب إعلان الخبر، جرى تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو المضلّلة عن الحادثة، إذ انتشرت صورتان قديمتان على أنّهما لمهاجرين أُنقذوا من غرق المركب ولكن أظهر تحقّق "مسبار" أنّ الصورة الأولى تعود إلى وصول مهاجرين من تركيا إلى قرية سكالا في جزيرة ليسبوس اليونانية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، أمّا الثانية فتعود إلى لاجئ سوري يحمل طفلًا في حلقة نجاة ويسبح باتجاه الشاطئ بعد انكماش زورقه على بعد قرابة 100 متر قبل وصوله إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، في 13 سبتمبر عام 2015.
وحول الصورة التي تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّها لإنقاذ رضيع بعد غرق المركب، فكانت منشورة قديمًا على أنّها لرضيع مغربي أنقذه أفراد الحرس المدني الإسباني قبالة شاطئ سبتة. ولم يتسنَّ لـ"مسبار" التثبت من هويّة الرضيع، إلّا أنّ نشر الصورة قديمًا ينفي أن تكون لرضيع أُنقذ عقب غرق المركب قبالة سواحل طرطوس يوم 22 سبتمبر الفائت.
وفيما يخص الصورة التي ادّعى ناشروها أنّها لإنقاذ غرقى مركب في طرطوس، وجد تحقّق "مسبار" أنّها قديمة ونشرها موقع الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سبتمبر عام 2016، على أنّها للاجئين سوريين في سفينة تابعة لخفر سواحل اليونان، بعد إنقاذهم من مركب هجرة غير نظامية في المياه اليونانية، آنذاك.
وأعاد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر مشهد تمثيلي على أنّه لرجل فقد عائلته جرّاء غرق المركب. وعند التحقّق، عثر "مسبار" على المشهد في حساب على موقع تيك توك يُدعى صاحبه أبو حميد، والذي أشار في وسوم تصنيفه أنّه تمثيلي.
احتجاجات في إيران
رافقت أنباء إعلان وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني (22 سنة)، يوم الجمعة 16 سبتمبر الفائت، بعد احتجازها من قبل دورية شرطة، العديد من الأخبار المضللة والشائعات المرتبطة بالاحتجاجات المنددة بموتها.
رصد "مسبار" مقطع فيديو مضلّل، ادّعى متداولوه أنه لإطلاق الشرطة الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة الأحواز، خلال الاحتجاجات الأخيرة، ولكن تبيّن أنّ المقطع قديم ويعود إلى يوليو/تموز 2021، عندما أطلقت الشرطة الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة سونسغارد، خلال احتجاجات على نقص المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
كذلك، تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، صورًا ادّعت أنها لمسيرات داعمة للنظام الإيراني ومناهضة للمظاهرات الأخيرة في البلاد، إلا أنّ تحقّق "مسبار" أظهر أنّ الادعاء مضلّل والصور قديمة، وتعود إلى أحداث مختلفة.
كما انتشر مقطع فيديو على أنّه لهجوم متظاهرين إيرانيين بالزجاجات الحارقة على قوات الباسيج في مدينة قم، خلال الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، لكن تبيّن أن المقطع قديم ونُشر على موقع يوتيوب وحسابات إخبارية فلسطينية في موقعي تويتر وفيسبوك في الخامس من شهر مارس/آذار عام 2020، على أنّه لمتظاهرين فلسطينيين هاجموا مركبات إسرائيلية بالزجاجات الحارقة أثناء مداهمة حي الطيرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وتوصل "مسبار" إلى أنّ مقطع فيديو الذي تم تداوله على أنه لفرار سيارة الشرطة من المتظاهرين قديم، وليس خلال الاحتجاجات الأخيرة في منطقة نهاوند الإيرانية، بل يعود إلى متظاهرين في مدينة آراك الإيرانية هاجموا سيارة شرطة يوم 30 ديسمبر/كانون الأول عام 2017.
وفنّد "مسبار" مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه للفتاة الإيرانية مهسا أميني وشقيقها وهما يحرقان القرآن، وأنّ هذا هو السبب الحقيقي وراء اعتقالها من قبل الشرطة الإيرانية، إذ أوضح أنه قديم ومنشور على قناة تحمل اسم سارة سلامات في موقع يوتيوب، بتاريخ 19 يونيو/حزيران عام 2019، تحت عنوان "تحدي حرق القرآن لرضا خكسار وسمية سلامات".
وفاة الملكة إليزابيث الثانية
أعلن قصر باكنغهام يوم الثامن من سبتمبر الفائت، وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا، بعد ساعات من الكشف عن تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.
وكعادة الأحداث التي تحوز اهتمام الناس، انتشرت العديد من الأخبار الكاذبة حول هذه الحادثة، أبرزها أنّ صحيفة ذا نيويورك تايمز نشرت أنباء تقول أنّ تكلفة جنازة الملكة إليزابيث قد تصل إلى نحو ستة مليارات دولار. وجد "مسبار" أنّ الادعاء المتداول زائف، إذ لم تذكر الصحيفة في أيّ من أخبارها ومقالاتها التي غطّت خبر وفاة الملكة إليزابيث ومراسم دفنها، أنّ تكلفة الجنازة قد تصل إلى نحو ستّة مليارات دولار.
كما رصد "مسبار" مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنه يظهر شبابًا يلطمون أنفسهم، حزنًا على الملكة إليزابيث الثانية بعدما أخرجوا جثمانها من القصر في اسكتلندا، وأوضح أنّ الادّعاء مضلّل، لأنّ المقطع قديم ومنشور في وسائل إعلام نيوزيلاندية منذ 18 أغسطس/آب الفائت، على أنه لطلاب وموظفين في جامعةكريستشس (Christch's) في نيوزيلاندا، وهم يؤدون الرقصة النيوزيلندية التقليدية المعروفة باسم الهاكا، خلال مراسم جنازة المهندس المعماري، السير مايلز وارين، في كنيسة مدرسة كرايست تشيرش في 15 أغسطس الفائت.
إضافة إلى ذلك، انتشرت صورة ادّعى متداولوها أنّها لمشهد من مسلسل عائلة سيمبسون، وقد تنبأ في إحدى حلقاته التي عُرضت عام 2014، بوفاة الملكة إليزابيث الثانية عام 2022، ولكن تبيّن بالتحقق أنّ الصورة مفبركة ولا صحة للادعاء المتداول.
كانت هذه أبرز الأخبار الكاذبة والمضللة التي رصدها "مسبار" خلال شهر سبتمبر الفائت. ونذكّركم بإمكانية التواصل معنا وإبلاغنا بالادعاءات التي تشكون بصحتها من خلال الضغط على هذا الرابط.