هذه الطفلة ليست ناجية من القصف الإسرائيلي، وليست وحيدة والدها بائع الترمس
الادعاء
صورة لطفلة فلسطينية توفيت والدتها وأشقاؤها نتيجة قصف إسرائيلي، وكانت الناجية الوحيدة من بعد أن عثروا عليها فوق ركام منزلها، فكان أبوها لها والداً وأماً وأخاً، والآن كبرت، ودخلت المدرسة.
الخبر المتداول
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل بسيط يمسك بيد طفلة صغيرة في أول يوم عودة إلى المدارس في غزة، إذ ترتدي زي الروضة، ويحمل والدها حقيبتها الصغيرة.
وانتشرت الصورة في بعض منصات التواصل ومواقع إلكترونية ترافقها رواية كون الطفلة الناجية الوحيدة من قصف إسرائيلي، استهدف منزل أسرتها، فتوفيت والدتها وأشقاؤها ولم ينجُ من القصف سواها، فكان والدها بالنسبة لها أبا وأماً وأخاً.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الصورة المتداولة والقصة المصاحبة لها وتبين أنها تحوي تفاصيل مضللة وغير صحيحة. وحكاية الصورة بدأت منذ التقط المصور مروان داوود صوراً للطلبة عند بداية العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، ولاقت هذه الصورة عن بين بقية الصور رواجاً كبيراً، ويظهر فيها الفلسطيني أحمد حماد "أبو صالح" الذي يعمل بائعاً للترمس في مخيم المغازي وسط القطاع، بصحبة ابنته جنى.
والقصة الحقيقية لهذا الرجل وطفلته تختلف تماماً عن القصة المتداولة إذ أنَّ الطفلة التي تظهر في الصورة، وُلدت بعد العدوان الإسرائيلي عام 2014، وخلال هذا العدوان كان والد الطفلة "أبو صالح" متزوجاً من امرأة أخرى، استشهدت بسبب قصف إسرائيلي على منزل عائلتها حيث كانت هناك بصحبة طفليّهما الناجيَيْن من القصف.
وقال حماد في مقابلة مع الصحافية رشا فرحات لصالح جريدة الرسالة المحلية أنه بعد استشهاد زوجته في القصف الإسرائيلي، تزوج لاحقاً من سيدة أخرى، أنجب منها ثلاثة أطفال، من بينهم الطفلة جنى، ورباهم جميعاً مع طفليه الناجيين من القصف، مضيفاً " أعطاني الله جنى فرحة أولى بعد الحرب مباشرة، وحينما سرت معها لأوصلها إلى الروضة باغتنا المصور بتلك الصورة التي انتشرت وأسعدتني لأني استطعت أن أدفع رسوم الروضة وشراء الزي وإدخال البهجة على قلبها، لقد كانت جنى سعيدة جداً".
