الصورة ليست لطائرة صدمت زرافة في محمية الدندر السودانية حديثًا

تحقّق “مسبار” من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، فالصورة ليست لطائرة صدمت زرافة في محمية الدندر في السودان حديثًا. إذ وجد “مسبار” أنّ الصورة قديمة ومنشورة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 2007 في أحد المواقع على الإنترنت. وكذلك منشورة، ضمن مقطع فيديو على موقع يوتيوب، على أنّها لاصطدام طائرة Cessna 172 كان يقودها باحث في منظمة African Wild Dogs، بزرافة في مدرج طائرات سانتاواني (Santawani) في بوتسوانا بالقرب من مون في أكافانغو دلتا. ولكن لم يتمكّن “مسبار” من التحقّق بشكل قاطع من مكان وتاريخ التقاط الصورة، إلّا أنّها من المؤكّد ليست لحادثة اصطدام في محمية الدندر السودانيّة، حديثًا.

 وفي حديث مع حامد صابرين، وهو  جندي في محمية الدندر منذ أكثر من ثلاثين سنة، نفى تمامًا أن تكون الحادثة وقعت حديثًا في المحميّة، قائلًا إنّ الصورة لا علاقة لها بمحمية الدندر الاتحادية. وأشار إلى حادثة سقوط طائرة وقعت بالفعل في المحمية في سبعينيّات القرن الفائت، مضيفًا “هناك فرق كبير بين زمن سقوط هذه الطائرة ولحظة نشر هذه المعلومة”.

ومن خلال مراجعة تاريخ مطار الخرطوم الأرشيفي المتعلّق بحوادث الطيران التي حصلت في السودان وموقع فليت أوير flight aware، إضافة إلى صورة الطائرة المتداولة، تبيّن أنّ ذيل الطائرة التي سقطت في محمية الدندر عام 1975، لا يتطابق مع ذيل الطائرة المتداولة في الصورة. فذيل الطائرة المتداولة يحمل اسم VS ETS، بينما اسم ذيل الطائرة التي سقطت في الدندر يحمل رقم ST- ADB، ما يؤكّد أنّها ليست الطائرة نفسها.

من جهتها، أوضحت الأستاذة المساعدة في قسم الحياة البرية، في جامعة بحري في السودان، والمختصّة في الحياة البريّة، دكتورة تهاني علي حسن، أنّ هناك طائرة سقطت تابعة للخطوط الجوية السودانية، بالفعل في محميّة الدندر  بتاريخ 18 مارس/آذار عام 1975، ولكنّها ليست الموجودة في الصورة المتداولة. وشرحت لـ"مسبار" أنّ “محمية الدندر ذات أشجار كثيفة، ليست كالتي في الصورة. هذا الحادث ربّما وقع في إحدى الدول الأفريقية مثل كينيا أو تنزانيا أو إثيوبيا”، على حدّ قولها. 

كما أرسلت دكتورة علي حسن لـ"مسبار" صورًا يظهر فيها حطام الطائرة التي سقطت حينها في المحمية السودانية وراح ضحيّتها خمسة قتلى.

اقرأ/ي أيضًا:

الصورتان ليستا من حملة أمنيّة على مظاهرات خرجت في السودان يوم 21 فبراير

الفيديو ليس لإطلاق نار خلال تشييع أحد ضحايا مظاهرات 17 يناير في السودان