علماء الفلك لم يكتشفوا كائنات فضائية تبعث برسائل لكوكب الأرض
الادعاء
علماء فلك أستراليون يتلقّون الرسالة الأولى المرسلة من الفضائيين إلى الأرض، مع الكشف عن محتواها.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت وسائل إعلام وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ كائناتٍ فضائية تواصلت للمرة الأولى مع كوكب الأرض، عبر إرسال رسالة تتكرر كل 18 دقيقة، والتي التقطها علماء فلك أستراليين وعملوا على قراءتها وتحليلها بغرض فهم محتواها.
وبحسب الادّعاء، فقد تلقى العلماء رسائل وإشارات من خارج الكرة الأرضية، ومن الممكن أن تكون قادمة من كائنات فضائية تعيش في عالم آخر وتحاول الاتصال بالكوكب.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء ووجد أنه ينطوي على إثارة، إذ إنّ الخبر قديم ويعود إلى تاريخ 11 فبراير/شباط الفائت، عندما نشرت صحيفة ميرور البريطانية الخبر بطريقة تنطوي على إثارة أيضًا.
رصد موجات راديوية وليست رسائل من كائنات فضائية
ويعود الخبر الأصلي إلى الإعلان عن نتائج مشروع كلّفت به الباحثة وعالمة الفلك المتخصصة في إشارات الراديو في جامعة كورتين الأسترالية، ناتاشا هارلي ولكير، في يناير/كانون الثاني 2022، أحد طلابها بإجرائه خلال عام 2020، ويقضي في البحث عن مصادر موجات الراديو المتغيّرة ضمن مسحٍ راديوي واسع للفضاء.
وبحلول نهاية عام 2020، وجد الطالب مصدرًا غير عادي للموجات في البيانات المخزّنة من أوائل عام 2018، لكنه اختفى في غضون بضعة أشهر، وسُمّي ذلك المصدر بـ "GLEAM-X J162759.5-523504". وتُسمّى مصادر الموجات الراديوية التي تظهر وتختفي بـ "النجوم الراديوية الدوارة العابرة".
علماء الفلك يرصدون إشارات راديوية متكررة
وقالت ولكير إنّها بدأت التحقيق في مصدر تلك الأمواج الراديوية بداية عام 2022، من خلال قياس علاقة سطوع المصدر بتردده (في الطيف الكهرومغناطيسي). لذلك بحثت عن نتائج الرصد المسجّلة، التي تم التقاطها على ترددات مختلفة، قبل الاكتشاف وبعده، لكنها لم تعثر على شيء.
وأثناء بحثها عن المزيد من البيانات، وفي رصدٍ آخر حدث بعد 18 دقيقة من الرصد الأول، عاد نشاط مصدر الموجات الراديوية مرة أخرى، في المكان نفسه تمامًا وضمن التردّد نفسه، الأمر الذي من النادر أن يحدث.
وأشارت الباحثة إلى أن فكرة وجود الفضائيين راودتها حينها، إذ إنّ هناك جهود بحثية عالمية تركز على تكرار إشارات الراديو الكونية المرسلة بتردد ثابت، يطلق عليها "البحث عن الذكاء خارج الأرض".
وتساءلت وفريقها عن ماهية المصدر، خصوصًا أنّ تكرار موجاته أبطأ بكثير من تكرار موجات النجوم النابضة المعروفة بهذا السلوك، وسطوعه مرتفع للغاية مقارنةً بالنجوم المتوهجة.
لكن عالمة الفلك أوضحت أنّ الدلائل العلمية استبعدت حينها أن يكون المصدر صناعيًا، وذلك بعد رصد موجاته عبر نطاق واسع من الترددات، واتضح أنّ الطاقة التي سيتطلبها المصدر لتوليد تلك الموجات لا يمكن إلا أن يأتي من مصدر طبيعي، وأكدت "ليست مصادر صناعية، وليست كائنات فضائية!".
وشاركت عالمة الفضاء النتيجة مع الباحثين في جميع أنحاء العالم من أجل تفسير حقيقة المصدر بالضبط، وكان هناك تفسيران رئيسيان لماهية الجسم الفلكي الذي صدرت عنه تلك الموجات؛ إما قزم أبيض، أو نجم نيوتروني.
إذ تبقى النجوم النيوترونية موجودة حتى بعد نفاد الوقود منها وانهيارها، ما يولد مجالات مغناطيسية أقوى من مجال الشمس المغناطيسي بمليارات المرات.
النجوم النيوترونية
وعلى الرغم من عدم عثور العلماء على نجم نيوتروني يُصدر أمواجًا بتلك الطريقة من قبل، فقد توقع الباحثون إمكانية وجود نجوم نيوترونية مشابهة.
واختتمت عالمة الفلك مقالها بالقول "هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها مصدرًا راديويًا تتكرر موجاته كل 20 دقيقة. ولكن ربما السبب في أننا لم نشاهد واحدًا من قبل هو أننا لم نكن نبحث عنه".
اقرأ/ي أيضًا: