فيديو إساءة تبون للعلويين في سوريا مفبرك بالذكاء الاصطناعي
الادعاء
تصريح يقول فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن الاستعمار الفرنسي هو من جاء بالعلويين إلى السلطة في سوريا، وأن النظام الجزائري ومن يعملون لصالحه يواصلون دعم بشار الأسد كي يثبتوا أن فرنسا كانت على حق عندما قلدت العلويين السلطة، ولأن النظام القائم في الجزائر عُيّن بالكيفية نفسها.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
فيديو تتداوله حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنه لتصريح قال فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن الاستعمار الفرنسي هو من جاء بالعلويين إلى السلطة في سوريا، وأن النظام الجزائري ومن يعملون لصالحه يواصلون دعم بشار الأسد كي يثبتوا أن فرنسا كانت على حق عندما قلدت العلويين السلطة، ولأن النظام القائم في الجزائر عُيّن بالطريقة نفسها.
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه زائف، فمقطع الفيديو مولّد بالذكاء الاصطناعي وليس لتصريح قال فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن فرنسا هي من أتت بالعلويين إلى السلطة في سوريا.
التصريح المنسوب لتبون مولد بالذكاء الاصطناعي
نُشر مقطع الفيديو للمرة الأولى في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري على موقع تيك توك. وذكر ناشره وهو حساب يُدعى "yassinebeta"، أن المقطع أنشئ باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبمراجعة حساب الناشر على تيك توك وقناته على يوتيوب، تبين أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مشاهد "تدمج بين النقد السياسي والترفيه"، بحسب ما جاء في نبذته التعريفية على يوتيوب.
ووجد مسبار أن المستخدم، استعمل مقطع الفيديو ذاته لإنشاء مقطع ساخر آخر يقول فيه الرئيس الجزائري إنه "غير راضٍ"، في إشارة إلى حملة "مانيش_راضي" التي عبر من خلالها حديثًا معارضون جزائريون عن عدم رضاهم عن الوضع الراهن لبلادهم، ويطالب بإسقاط "حكم العكسر" وإقامة دولة مدنية في الجزائر وإطلاق سراح سجناء الرأي.
كما بحث مسبار باستخدام كلمات مفتاحية عن التصريح المتداول على أنه لتبون، ولم يجده في أيّ مصادر إعلامية موثوقة أو رسمية.
موقف الجزائر من التطورات في سوريا
حافظت الجزائر على علاقاتها مع نظام الأسد منذ عام 2011 وإلى غاية سقوطه أوائل ديسمبر الجاري.
وخلال تلك الفترة، دعت الجزائر إلى حلول سياسية وسلمية للأزمة وعبرت مرات عدة عن رفضها للتدخل الخارجي. كما اعترضت على قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ورفضت سحب سفيرها من دمشق.
وفي عام 2016، زار وزير الخارجية الجزائري، آنذاك، عبد القادر مساهل سوريا، وقال إن موقف بلاده من الأزمة مرتبط بالدعم غير المشروط الذي قدمته سوريا لثورة التحرير الجزائرية.
وأوضح مساهل حينها أن موقف الجزائر مستلهم من تجربتها مع الإرهاب خلال سنوات التسعينيات، وقال إن الهدف من زيارته هو "تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية وإدانة الإرهاب".
يذكر أن الجزائر شهدت بين عامي 1992 و2002، حربًا بين أجهزة الأمن والجيش الجزائري من جهة وجماعات جهادية مسلحة من جهة ثانية. وأعقبت الحرب إلغاء نتائج انتخابات برلمانية فاز بها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاد. وانتهت الحرب رسميًا عام 2005 بعد إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي منح مقاتلي ما عُرف بـ "الجيش الإسلامي للإنقاذ" عفوًا شاملًا مقابل تسليم سلاحهم والاندماج في المجتمع.
الجزائر تدين الهجمات الإسرائيلية على سوريا
في الثامن من ديسمبر الجاري، أي قبيل الإعلان عن إسقاط نظام الأسد، دعت الخارجية الجزائرية إلى "كافة الأطراف السورية" إلى الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على استقرار وأمن ووحدة البلاد وسلامة أراضيها، مجددة نبذها للتدخل الأجنبي في الشأن السوري.
وعقب إسقاط الأسد، أصدرت خارجية الجزائر بيانًا جديدًا أدانت فيه الهجمات الإسرائيلية على “المنشآت والمؤسسات السورية”، وغزو المنطقة العازلة في الجولان المحتل وإعلان إلغاء العمل باتفاق فض الإشتباك الموقع عام 1974.
وأكد بيان الخارجية الجزائرية موقف الجزائر الداعم لوحدة الأراضي السورية وحق سوريا في استرجاع الجولان المحتل، كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف موحد يحفظ أمن وسلامة ووحدة الأراضي السورية بحسب ما جاء في البيان.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة مفبركة وليست لجواز سفر بشار الأسد بعد لجوئه إلى روسيا
