المشاهد لا توثق دخول مساعدات إنسانية مصرية إلى قطاع غزة بعد القصف الأخير لمعبر رفح

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ إنّ القافلة المصرية التي كانت متوجهة إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، انسحبت من المنطقة ولم تدخل إلى القطاع بعد التحذيرات الإسرائيلية والقصف على المعبر. كما أنّ المشاهد والصور المتداولة ليست لدخول مساعدات عقب القصف الأخير للمعبر.

انسحاب شاحنات المساعدات المصرية من محيط معبر رفح

نشرت مؤسسة سيناء، مقطع فيديو خاص، قالت إنّها حصلت عليه ويوضح انسحاب شاحنات الوقود والمواد الإغاثية المصرية من محيط معبر رفح البري، عقب توجيه إسرائيل تحذيرًا إلى السلطات المصرية، بأنه "إذا أدخلت إمدادات إغاثية إلى قطاع غزة فسوف يتم قصف الشاحنات، حسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية اليوم".

وقالت المؤسسة في المنشور ذاته، الذي شاركته في حسابها على موقع إكس، يوم أمس العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، إنّ "السلطات المصرية علقت العمل في معبر رفح لأجل غير مسمى، بعد تعرضه للقصف الاسرائيلي 3 مرات متتالية خلال الـ24 ساعة الماضية".

صور لمساعدات الهلال الأحمر للقطاع قبل الإعلان عن التحذيرات

ووجد مسبار أنّ صور تسليم المعدات الطبية من الهلال الأحمر المصري فرع سيناء إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، منشورة قبل التحذير الإسرائيلي لمصر من إرسال مساعدات، وإحداها أرشيفية.

ونشرها الهلال الأحمر في الثامن من أكتوبر الجاري، وقال إنّها تعود لتسليم مساعدات طبية طارئة عبر معبر رفح البري بحضور ممثّلين عن الهلال الاحمر الفلسطيني، كدفعة أولى من حزم المساعدات.

واتّضح أن وسائل إعلام مصرية نشرتها، مساء أمس العاشر من أكتوبر، ما أوحى للمستخدمين أنها حديثة وجاءت بعد التحذيرات الإسرائيلية.

المشاهد قديمة من قافلة مصرية إلى غزة عام 2021

كما وجد مسبار أنّ هذا الفيديو قديم، ويعود لوصول 56 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، في مايو/أيار عام 2021.

كما يعود المشهد الثاني المتداول، أيضًا، إلى المساعدات الإنسانية المصرية التي تم توجيهها إلى غزة عبر معبر رفح عام 2021.

وذكرت وسائل إعلام مصرية، حينها، أنّ قافلة صندوق تحيا مصر، هي "هدية من الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر لسكان قطاع غزة". 

وجاءت المساعدات، آنذاك، عقب العدوان الإسرائيلي على غزة في الشهر ذاته.

مصر تغلق معبر رفح عقب القصف الذي استهدفه

تعرضت بوابة معبر رفح من جهة قطاع غزة لقصف إسرائيلي، صباح أمس الثلاثاء العاشر من أكتوبر، مما تسبب في إغلاق المنفذ البري الوحيد من القطاع إلى مصر، بعد تضرره.

ونقل موقع العربي الجديد عن المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، قوله إنّ "طائرات الاحتلال أعادت قصف بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري بعد إصلاحها يوم أمس، ما يمنع مغادرة ووصول المسافرين".

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرية، أن معبر رفح أُغلق من الجانب المصري، وأن الفلسطينيين الذين كانوا يعتزمون السفر إلى غزة تراجعوا إلى مدينة العريش الرئيسية في شمالي سيناء.

وقالت تقارير إخبارية، إنّ هذا الإغلاق جاء عقب تحذيرات إسرائيلية لمصر، بأنّها ستتعرض للقصف إذا حاولت إدخال المساعدات إلى غزة.

وذكرت صحيفة معاريف، أنّ "إسرائيل وجهت رسالة لمصر اليوم (الثلاثاء) مفادها أنها إذا نقلت شاحنات الوقود إلى قطاع غزة فسوف تقصفها". وذلك بعد أن قطعت الكهرباء والغذاء والوقود والمياه عن القطاع.

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه "ضرب نفقًا تحت الأرض لتهريب الأسلحة والمعدات في منطقة رفح، على الحدود بين مصر وغزة"، دون أن يؤكد أو ينفي إصابة المعبر نفسه.

مصر تبحث مع شركاء إمكانية إرسال مساعدات للقطاع

نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، اليوم الأربعاء 11 أكتوبر، أن مصر ناقشت خططًا مع الولايات المتحدة ودول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية عبر حدودها مع قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف مؤقت لإطلاق النار.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، للوكالة، إنّ "المساعدات ستمر عبر معبر رفح الحدودي بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية". 

ولحد الآن، لم تعلن مصر عن توصلها لاتفاق يقضي بإيقاف مؤقت لإطلاق النار، عقب عملية طوفان الأقصى، من أجل إدخال المساعدات. كما لم تُعلق رسميًّا على التحذيرات الموجهة لها من قبل الجانب الإسرائيلي أو على القصف الذي استهدف معبر رفح.

اقرأ/ي أيضًا

فيديو المساعدات المصرية لغزة من عام 2020 وليس عقب طوفان الأقصى

قناة i24 نيوز تضلّل وسائل الإعلام وتزعم مقتل 40 رضيعًا إسرائيليًا في اقتحام المستوطنات