الفيديو قديم وليس لمصريين يعبرون الحدود الفلسطينية لتوصيل المساعدات إلى غزة

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لمصريين يعبرون الحدود المصرية الفلسطينية لتوصيل المياه والمواد الغذائية، خلال الحرب الجارية بعد عملية طوفان الأقصى.

عملية تهريب على الحدود المصرية الليبية

سبق ونُشر المقطع المتداول في سبتمبر/أيلول الفائت، قبل نحو شهر من الحرب الجارية، مع مزاعم أنه لمصريين يهاجرون بطريقة غير نظامية إلى ليبيا، للعمل هناك أو للهجرة سرًّا منها إلى أوروبا.

وتحقق مسبار آنذاك من الادّعاء، وكشف أنّ أغلب ناشري الفيديو على منصة إكس نقلوه عن مستخدم نشره باللغة الإنجليزية، وقال إنّه التُقط على الحدود الليبية المصرية، قبل أن يتّضح من خلال ردوده على التعليقات أنّه لمهرّبين وليس لمهاجرين غير نظاميين.

وعثر مسبار على مقطع فيديو آخر، تظهر فيه حقائب ظهر مشابهة للّتي بَدت في المشهد المتداول، منشورًا على صفحة قناة فضائية ليبية بتاريخ 16 يونيو/حزيران 2022. وقالت الصفحة إنّ المشاهد من منطقة امساعد الليبية على الحدود الشمالية الشرقية مع مصر، موضحة أنّ من يظهرون فيه هم مهربون مصريون يحملون بضائع غير معروفة النوع والمصدر والوجهة وأنهم يستغلّون تراخي الجهات الأمنية على حدود البلدين للتنقل بأريحية مطلقة.

كما وجد مسبار أيضًا مقاطع مشابهة منشورة في سبتمبر الفائت، عبر تطبيق تيك توك، ويقول ناشروها إنّها من منطقة السلوم الحدودية بين مصر وليبيا، دون أن يذكروا طبيعة النشاط الذي يقوم به من يظهرون في المقطع.

صعوبة إيصال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح 

يأتي الادّعاء المتداول، مع استمرار صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، في ظل تواصل القصف العنيف من قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، ردًا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ووجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضربات جوية على بوابة معبر رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني، يوم الثلاثاء، ماتسبب في تعثر مرور أي مساعدات أو مسافرين من الجانبين.

وذكرت مصادر أمنية لوكالة رويترز، أن الضربة التي جاءت قرب المعبر تأتي في ظل قصف إسرائيلي على قطاع غزة، كما جاءت بعد حادث مماثل وقع، يوم الاثنين، وأدى إلى تعطيل العمليات في المعبر جزئيًا، الذي كان يعمل بشكل طبيعي حينها.

مصر تنفي إغلاق معبر رفح وتدعو لتقديم المساعدات

وذكرت مصادر إعلامية أن السلطات المصرية، أبلغت الجانب الفلسطيني بإغلاق معبر رفح البري بشكل كامل، بعد تكرار القصف الإسرائيلي لبوابته ومحيطه. لكن نفت وزارة الخارجية المصرية هذه الأنباء، وأكدت في بيان نشرته يوم الخميس، على استمرار عمل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وعدم إغلاقه في ظل التوترات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما دعت الوزارة في بيانها، جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي الذي تم تحديده من جانب السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الإنسانية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة.

وأكدت أن "المسؤولية الإنسانية والقيم الأخلاقية العالمية، تحتم على أصحاب الضمائر الحية في كل بقاع العالم، أن تبادر بتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الذي يعاني من مخاطر جمة في الوقت الراهن".

السيسي يوضح أن ما يجري في غزة يستهدف تصفية القضية الفلسطينية

وفي تعليقه على الأحداث الجارية في غزة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "ما يجري حاليًا في قطاع غزة يمثل خطرًا كبيرًا، لأنه يستهدف تصفية لهذه القضية"، مؤكدًا أن مصر ستبذل أقصى جهد للتخفيف عن سكان غزة. 

وأضاف "هذه قضية القضايا وقضية العرب كلها، والمهم أن شعبها (غزة) يبقى صامدًا ومتواجدًا على أرضه، ونحن سنبذل أقصى الجهد لكي نخفف عنه".

وأضاف السيسي أن الوضع في غزة مختلف تمامًا عن تلك الدول التي استقبلت مصر بعض سكانها لأسباب أمنية، وأكد "هذه القضية هي قضية العرب جميعًا وعلى هؤلاء الناس أن يبقوا صامدين على أرضهم".

مصر تحذر من مطالبة إسرائيل سكان قطاع غزة بالتوجه جنوبًا

كما حذرت مصر، أمس الجمعة، من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوبًا.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن "هذا الإجراء يُعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلًا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها".

وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن "القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".

اقرأ/أيضًا

المشاهد قديمة وليست من توجه بدو سيناء إلى الحدود مع غزة خلال الحرب الجارية

المشاهد لا توثق دخول مساعدات إنسانية مصرية إلى قطاع غزة بعد القصف الأخير لمعبر رفح