الفيديو لمحجر في المملكة المتحدة وليس لأحد أنفاق حماس في غزة
الادعاء
فيديو يوثق اكتشاف أحد أنفاق حركة حماس في قطاع غزة.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
نشر حساب باسم "قريش" على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، مقطع فيديو ادّعى أنّه يُوثق اكتشاف أحد الأنفاق التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال الحرب الجارية على قطاع غزة. وحظي الفيديو بتفاعل عالٍ وشاهده أكثر من مليون مستخدم.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لاكتشاف أحد الأنفاق التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
الفيديو لمحجر بيثل في المملكة المتحدة
بالبحث لم يعثر مسبار على مقطع الفيديو المتداول، لكن وجد مقطعًا آخر تظهر فيه معالم مطابقة، نُشر في قناة على موقع يوتيوب، باسم The Secret Vault، في 22 سبتمبر/أيلول الفائت. وذَكرت الناشر أنّ الفيديو صوّر في محجر بيثل الواقع في منطقة ويلتشير بالقرب من برادفورد أون فون، في المملكة المتحدة.
ويَظهر تطابق تام بين معالم وتفاصيل المكان في مقطعي الفيديو، كالمصعد ورسم الغرافيتي، والسياج، والحوض البلاستيكي.
وعلى الرغم من أنّ تاريخ تصوير الفيديو المنشور على قناة يوتيوب غير معروف، لاحظ مسبار وجود تاريخ 2020 بجانب رسم الغرافيتي على أحد الجدران، والذي قد يشير إلى تاريخ تنفيذ العمل. كما وجد، أنّ القناة نفسها، نشرت مقطعًا أقدم من المكان ذاته، بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وأنّ الجدار ظهر فيها مطليًا بالأبيض. ويحتمل أن يكون التوثيق، حينها، تمهيدًا لتنفيذ رسم الغرافيتي.
ماهو محجر بيثل؟
تجدر الإشارة إلى أنّ المحجر استُخدم في وقت سابق كمستودع لزراعة القنب، إذ عثرت الشرطة، في سبتمبر 2018، على كمية حشيش قيمتها مليون جنيه إسترليني، كما أُدين حينها رجلان بتهم ارتكاب جرائم مخدرات (من الفئة ب).
وإلى غاية نهاية القرن التاسع عشر، كان المحجر مقلعًا عاملًا، يمتد على مساحة 10 أفدنة، قبل أن تُجري عليه وزارة الحرب البريطانية، عام 1939، بعض الترميمات لتقويته ومن ثمّة استخدامه لتخزين معدات القوات البحرية.
يذكر معجم برادفورد أون أفون لعام 1868 أنّ المحجر كان مملوكًا لعائلة روجرز، وأنّ عائلة إسحاق جونز شغّلته إلى غاية عام 1910 تقريبًا، قبل أن تستحوذ عليه شركة زراعة الفطر Agarik.
وحتى سبتمبر من عام 2010، كان المقلع يُستخدم لزراعة الفطر، إذ وفّرت الأنفاق التي قُطعت من سفوح التلال في برادفورد ظروفًا مثالية لزراعته بغرض تجاري، كونها معزولة عن الطقس، وبها درجات ثابتة من الحرارة والرطوبة على مدار السنة.
مزاعم متكررة بشأن اكتشاف أنفاق تابعة لحماس
يأتي تداول الادّعاء في سياق انتشار مزاعم متكررة حول اكتشاف قوات الاحتلال الإسرائيلي أنفاقًا تابعة لحركة المقاومة الإسلامية، حماس. وسبق لمسبار أن فنّد في أكثر من مناسبة هذه الادّعاءات، منها ما روّج له نشطاء إسرائيليون على أنّه مقطع فيديو يظهر جنودًا من جيش الاحتلال داخل أنفاق حركة حماس خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، قبل أن يتبيّن أنّه مخبأً مهجورٌ لجهاز إرسال في السويد، يعتقد أنّه يعود إلى حقبة الحرب الباردة.
كما تداولت حسابات إسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه لشروع الجيش الإسرائيلي في هدم أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إلا أنّ مسبار وجد أنّ الفيديو قديم، وأنّ شركة Interesting Engineering نشرته في سبتمبر الفائت على أنّه لآلة تُستخدم لإزالة طبقات البلاط القديمة من داخل المداخن.
استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وانهيار المنظومة الصحية، بعدما تفشت أمراض خطيرة وسط النازحين، بينها التهابات المعدة والأمعاء والالتهاب الكبدي الوبائي من الصنف إيه، في ظل استمرار النقص الحاد في إمدادات الغذاء والمياه النظيفة وأماكن الإيواء.
وأظهرت آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوم أمس 13 ديسمبر، أن الحرب على قطاع غزة أودت بحياة 18 ألفًا و608 فلسطيني وأسفرت عن إصابة أكثر من 50 ألف آخرين.
اقرأ/ي أيضًا