الفيديو قديم وليس لمحاولة متمردين إسقاط مروحية تركية شمالي العراق حديثًا
الادعاء
مقطع فيديو زعم أنه يظهر مروحية تركية وهي تنجح في تفادي صاروخ موجه مضاد للدروع، في شمال العراق.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
مقطع فيديو تتداوله حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، ادّعى ناشروه أنه يظهر طائرة تركية من طراز UH-60 Black Hawk وهي تنجح في تفادي صاروخ موجه مضاد للدروع، في شمالي العراق.
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ تبين أن مقطع الفيديو قديم، وليس لمحاولة إسقاط طائرة تركية ونجاحها في الهرب شمال العراق، حديثًا.
فيديو قديم لمحاولة إسقاط طائرة تركية أثناء محاولتها إجلاء قتلى
الفيديو نشرته وسائل إعلام وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في يناير/كانون الثاني عام 2018، على أنه يظهر قوات الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، وهي تستهدف بحسب المصدر مروحية تركية من طراز "Sikorsky" أثناء محاولتها إجلاء قتلى وجرحى من الجنود الأتراك.
الهجوم جاء عقب عملية للقوات ضد الجنود الأتراك المتمركزين على تلة شهيد جودي في منطقة بيتروت التابعة لحدود قضاء جُكورجا في ولاية حكاري، بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2017. المقطع يُظهر تدمير أحد المواقع بشكل كامل، تلاه استهداف المروحية عند إقلاعها.
الصراع الكردي التركي يمتد لأكثر من قرن
يُعَد الصراع الكردي التركي من أكثر النزاعات تعقيدًا وطولًا في المنطقة، حيث يمتد لأكثر من قرن. بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، تبنّت الدولة سياسة قومية تركية صارمة، مما أدى إلى تهميش شريحة من الأكراد وحرمانهم من حقوقهم الثقافية والسياسية.
في عام 1978، تأسس حزب العمال الكردستاني (PKK) بقيادة عبد الله أوجلان، وساعيًا في البداية إلى إقامة دولة كردية مستقلة. بدأ الحزب نشاطه المسلح ضد الدولة التركية عام 1984، مطالبًا بالاعتراف بالهوية الكردية وحقوق الأكراد.
شهدت التسعينيات تصاعدًا في حدة الصراع، إذ نفّذ حزب العمال الكردستاني عمليات مسلحة واسعة النطاق، وردّت الدولة التركية بحملات عسكرية مكثفة، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح العديد من المدنيين. في عام 1999، اعتُقل عبد الله أوجلان، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، مما شكّل نقطة تحول في مسار الصراع.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جرت محاولات لبدء مفاوضات سلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، إذ أعلن الحزب وقفًا لإطلاق النار في مناسبات متعددة. إلا أن هذه المحاولات تعثّرت مرارًا، واستؤنف القتال في فترات متقطعة.
مع اندلاع الصراع في سوريا وظهور تنظيمات كردية مسلحة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، مثل وحدات حماية الشعب (YPG)، تعقّدت العلاقات أكثر بين الأكراد وتركيا. نفّذت تركيا عمليات عسكرية عبر الحدود، مستهدفةً مواقع هذه التنظيمات في سوريا والعراق، معتبرةً إياها تهديدًا لأمنها القومي.
تصاعد التوترات والاشتباكات في شمال شرقي سوريا
تستمر الاشتباكات العنيفة في شمال شرق سوريا بين الجيش الوطني السوري ووحدات حماية الشعب الكردية. في 25 ديسمبر 2024، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم أو مواجهة الدفن في الأراضي السورية.
في اليوم نفسه، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 21 مسلحًا كرديًا في شمال سوريا والعراق، وسقط 20 منهم في شمالي سوريا أثناء استعدادهم لشن هجوم، بينما قُتل مسلح واحد في شمالي العراق.
من جانبها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مقتل خمسة من أفراد الفصائل الموالية لتركيا خلال اشتباكات عنيفة في مدينة منبج في محافظة حلب.في 22 ديسمبر 2024، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 300 مقاتل من الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الاشتباكات.
في ظل هذه التطورات، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، من "عواقب وخيمة" على سوريا بأكملها إذا استمر الصراع في شمال شرقي البلاد، داعيًا إلى إيجاد حل سياسي للتوتر بين السلطات الكردية والجماعات المدعومة من تركيا. تأتي هذه الأحداث بالتزامن مع تصاعد التوترات بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة ليست لمروحية تركية أسقطها حزب العمال الكردستاني شمالي العراق
الصورة لحريق وقع في القاهرة عام 2018 وليست لقاعدة عين الأسد في العراق