تحقيق مسبار
ربّما قد شاهدت فيلماً من أفلام الخيال العلمي يصوّر كائنات فضائية، أو ربما خطر في بالك في ليلة من الليالي وأنت تحاول النوم فكرة حول وجود كائنات أخرى غيرنا يمكن أن تغزو الأرض.
هذه أسئلة ونظريات لا تدور فقط في عقول الناس العاديين، بل شغلت عقول العلماء منذ عقود، ولا زال العلم والعلماء يضعون النظريات ويحاولون الوصول إلى أي معلومة حول الموضوع.
في هذا المقال سوف نحاول التعرّف على النظريات التي وضعها العلماء وإلى أين وصل العلم باكتشافاته ومعلوماته حول إذا ما كان هناك فعلاً حياة خارج كوكب الأرض.
أول فريق للبحث
في عام 1961 أسس عالم الفلك فرانك دريد أوّل فريق بحثي ضمّ مجموعة من علماء ومهندسين من عدة مجالات وتخصصات للبدء في البحث عن طرق تمكنّهم من استكشاف ما إذا كان هناك حياة خارج كوكب الأرض، استخدم هذا الفريق موجات الراديو في عملية البحث، وبهذا الفريق ساهم دريد بتأسيس علم الأحياء الفلكي عن طريق مسح الكون والتقاط أي إشارات راديو ممكن أن تكون صادرة عن كائنات فضائية، هذه المبادرة تطورت مع الوقت وأنفقت عليها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ما يقارب الـ 110 مليون دولار بين عامي 1970 - 1990.
غير أن هذه الطريقة لم تأتي بأي نتيجة، فمهمّة العثور على موجات راديو صادرة عن كائنات فضائية عبر الاستماع إلى أعداد لا حصر لها من موجات الراديو القادمة من مساحات شاسعة جداً ليس بالأمر السهل. رغم صعوبة المهمّة، إلا أنه تم دراسة مئات إشارات الراديو على مدار ثلاثة عقود، كشف العلماء أن مصدرها ظواهر طبيعية ناتجة عن أحداث فلكية تصدر إشارات كهرومغناطيسية، بالإضافة إلى أنّ مئات الموجات كان مصدرها كوكب الأرض نفسه، أو بشكل دقيق أجهزة الميكروويف المنتشرة في مطابخ البيوت.
المرصد الفضائي كبلر (Kepler)
قبل حوالي العشرين عامًا، بدأ علماء الفضاء بالبحث عن كواكب قابلة للسكن، أي مواكب تمتلك نفس الصفات أو شبيهة بكوكب الأرض من حيث وجود المياه والأوكسجين ودرجات الحرارة. قامت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عام 2019 بإطلاق مرصدها الفضائي كبلر، حيق كانت مهمته البحث في الفضاء عن هذه الكواكب.
وفي عام 2017 أغلن فريق مرصد كبلر عن أكبر اكتشاف للكواكب على مر التاريخ، حيث أعلن فريق المرصد وجود 1284 كوكباً جديداً.
إلى جانب كبلر، ساهم التلسكوب الفضائي سبتزر الذي أطلق عام 2003 في اكتشاف ثلاثة كواكب شبيهة بالأرض، وترجّح المعلومات والتحليلات التي أجراها العلماء أن صخرية هذه الكواكب شبيهة بالأرض، ويبقى التأكد من وجود الماء أو عدمه عليها قيد البحث.
المريخ
أعطى العلماء وما زالوا المريخ اهتماماً خاصاً عن بقية الكواكب، فمنذ اكتشاف الكوكب الأحمر تتالت المركبات الفضائية والعربات المتجولة والتلسكوبات والمسابر التي يتم إرسالها إليه للبحث في العديد من الاحتمالات، مثل وجود مستويات عالية من غاز الميثان وأدلة على وجود مواد عضوية في الصخور القديمة الموجودة على سطح المريخ، في سعي جاد لمعرفة فيما إذا كانت هناك حياة سابقة على الكوكب الأحمر أو حتى احتمالية القدرة على العيش على سطحه.
بالنهاية، سيبقى سؤال وجود حياة وكائنات أخرى خارج كوكب الأرض مفتوحاً دون إجابة إلى أن يصل العلم والعلماء إلى تقنيات جديدة تمكنّهم من استكشاف الكواكب البعيدة عن قرب بشكل أكبر، لكن إلى ذلك الحين، لا يمنع ذلك من التوقع ووضع فرضيات حول وجود كائنات أخرى أو عدم وجودهم.
اقرأ أيضاً: