تحقيق مسبار
يشكّل مرض السرطان هاجسًا مخيفًا لدى الكثير من الناس، لذلك يحاول العلم والطب طمأنة الناس وإيجاد الطرق للكشف عنه بأسرع وقتٍ ممكنٍ في حال حدث لملاحقته والتمكّن منه لعلاجه قبل انتشاره. لذلك، هناك الكثير من الطرق والوسائل التي يتّبعها الأطباء من أجل الكشف عن مرض السرطان، ومن أهم هذه الطرق والفحوصات التي يطلبها الأطباء المختصين هو الفحص أو التصوير بالرنين المغناطيسي. فما هو الرنين المغناطيسي؟ وما هي استخداماته؟ وكيف تتم طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي؟ وهل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان؟ وهل الرنين المغناطيسي آمن أم هناك مخاطر لاستخدامه؟
ما هو الرنين المغناطيسي؟
الرنين المغناطيسي أو كما يعرف بالـ(MRI) هو عبارة عن تقنية تصويرٍ يُستخدم فيها المجال المغناطيسي وموجات الراديو بالربط مع الحاسوب لإنتاج صور مفصلة لأجهزة وأنسجة الجسم.
يتكوّن جهاز الرنين المغناطيسي من أنبوبٍ كبير الحجم جدرانه مكونةٌ من مغناطيسٍ كبير، عند إدخال الجسم إلى داخل هذا الأنبوب، يؤثر المجال المغناطيسي الصادر عن المغناطيس الكبير على جزيئات الماء الموجودة في الجسم ويُعيد ترتيبها، تتأثّر هذه الجزيئات بموجات الراديو التي تدفعها إلى بث موجات راديو ضعيفة، حيث يستقبل الحاسوب هذه الموجات ويستخدمها في تكوين صورةٍ للجسم الموجود داخل الأنبوب. كذلك بإمكان بعض الحواسيب استخدام هذه الموجات لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد يستطيع الطبيب المختص رؤيتها من زوايا مختلفة.
ما هي استخدامات الرنين المغناطيسي؟
بعد اكتشاف الرنين المغناطيسي، أصبح لدى الأطباء قدرة كبيرة على فحص الأجزاء الداخلية للجسم بتفاصيل دقيقة جدًا، ومن أهم استخدامات أجهزة الرنين المغناطيسي:
- تصوير الدماغ والحبل الشوكي.
- تصوير المفاصل خاصةً مفاصل الركبة والظهر.
- أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية.
- أمراض الأعضاء الباطنية وخصوصًا الكبد.
- فحص آلام الحوض التي تعاني منها النساء وخصوصًا الرحم.
- الأورام.
- فحص سرطان الثدي لدى النساء.
مزايا الرنين المغناطيسي
- يوفر الرنين المغناطيسي وضوحًا أفضل للأنسجة من الطبقي المحوري.
- يُستخدم الرنين المغناطيسي لتصوير أي منطقةٍ في الجسم بمختلف الاتجاهات.
- يستطيع الرنين المغناطيسي التمييز بين الماء والدهون والأنسجة الرخوة مما يقدم معلومات قيّمة لتشخيص العديد من الأمراض.
كيف يتم التصوير بالرنين المغناطيسي؟
كما ذكرنا سابقًا، يتم التصوير بالرنين المغناطيسي عن طريق إدخال الجسم إلى جهازٍ على شكل أنبوبٍ كبير، لكن قبل إدخال الجسم المراد تصويره وفحصه، يتم تجهيزه بتجهيزاتٍ خاصة للجهاز، وتتلخّص هذه التجهيزات بالتالي:
- خلع المريض ملابسه وارتداء لباس خاص للدخول إلى الجهاز.
- خلع جميع أنواع الحلي والمجوهرات كالساعات والسلاسل والأساور وغيرها.
- عدم وجود أجزاء معدنية داخل جسم الإنسان كالبراغي والقطع التي تستخدم في تثبيت الكسور.
- التأكد من أن المريض لا يوجد بداخله جهاز القلب الصناعي (Pacemaker).
- إعطاء أدوية مهدئة لبعض المرضى وخصوصًا الذين يعانون من رهاب الأماكن الصغيرة أو المغلقة.
- يتم حقن بعض المرضى بنوعٍ من أنواع الصبغات للحصول على صورٍ أكثر دقة ووضوح، خصوصًا في حالات تصوير الأوعية الدموية.
هل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان؟
يعتبر الكشف عن مرض السرطان في الجسم من أهم الاستخدامات للتصوير بالرنين المغناطيسي، إذ يكشف الرنين المغناطيسي عن أماكن انتشار المرض وأين تتواجد الأورام، حيث يساعد هذا الكشف الأطباء المختصين على تحديد الطريقة المناسبة للعلاج.
كما يلعب التصوير بالرنين المغناطيسي دورًا مهمًا في فحص الأورام الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي.
كيفية عمل الرنين المغناطيسي بشكل عام
يتألف جهاز تصوير الرنين المغناطيسي من أنبوبٍ كبيرٍ يحتوي على حسّاساتٍ مغناطيسيةٍ يُستخدم لتصوير الدماغ والنخاع الشوكي والأثداء والقلب والأوعية الدموية والعظام، وتُستخدم نتائج الرنين المغناطيسي لتشخيص حالاتٍ مرضية ومتابعة العلاج.
يتكون جسم الإنسان من جزيئات الماء التي تتألف من ذرات هيدروجين وأوكسجين وبمركز كل ذرة هيدروجين بروتون، وتصطف هذه البروتونات عند التعرض لأشعة الرنين المغناطيسي بنفس اتجاه الحساسات المغناطيسية، وبعدها تُرسل موجات إلى الجسم مما يغير من اصطفاف البروتونات، وعند إيقاف الموجات تعود وتنتظم البروتونات وترسل إشاراتٍ تلتقطها أجهزة استقبال، ثم تُدمج هذه الإشارات عبر الحاسوب لإنشاء صورة كاملة.
كيفية عمل أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر
يبلغ طول الحبل الشوكي من 40 سم إلى 50 سم يسكن داخل القناة الشوكيّة للعمود الفقري، ويمتد من الوصل القشري النخاعي إلى طرف المخروط النخاعي ويتألف من مادةٍ بيضاء على محيطه ومادةٍ رماديّةٍ في مركزه، وُيقسم إلى أجزاءٍ رقبيّة وصدريّة وقطنيّة وعجزيّة ويخرج منه 31 جذر عصبي.
ويُصاب العمود الفقري بالكثير من الأمراض والإصابات، وتلعب طرق التصوير المختلفة دورًا أساسيًّا في تشخيصها كالتصوير الشعاعي البسيط والطبقي المحوري والرنين المغناطيسي، وتُعتبر أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر الطريقة الأفضل لتقييم النخاع الشوكي والأعصاب والأربطة والنسج الرخوة حول العمود الفقري.
وفي كيفية عمل أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر أو باقي أجزاء الجسم، يُحضّر المريض قبل القيام بتصوير الرنين المغناطيسي، إذ يُطلب منه ارتداء ثوب المشفى وعدم ارتداء أي شيءٍ يحمل مادةً معدنية، فمن الممكن أن تًسبب المواد المعدنية حروقًا للجلد، وقد يوصي الطبيب في بعض الحالات بالامتناع عن الأكل والشرب قبل التصوير، ويجب الحذر من التصوير عند الأشخاص الذين لديهم قوقعة صناعية في الأذن وجهاز القلب الصناعي، وأحيانًا تُحقن مادة في أحد الأوردة قبل البدء بالتصوير تدعى مادة تباين مثل اليود والغادولينيوم (Gadolinium) لبعض أنماط التصوير وقد تستغرق ما يقارب الساعة للوصول إلى المكان المُراد تصويره.
يُطلب من المريض الاستلقاء على طاولة جهاز التصوير وضرورة البقاء ساكنًا في هذه الوضعيّة. وعلى عكس الأشعة السينيّة، لا يستخدم الرنين المغناطيسي إشعاعًا، وتتضمن كيفية عمل أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر أو العمود الفقري أجزاء الجسم سلسلةً من العمليات التي تستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، إذ يولّد جهاز الرنين حقلًا مغناطيسيًا حول المريض عن طريق تمرير تيارٍ كهربائي في لفائف من الأسلاك التي تُوضع حول العمود الفقري المراد تصويره، وتقوم هذه اللفائف بإرسال واستقبال موجات راديويّة، ثمّ يستقبل الحاسوب الإشارات المنعكسة عن جهاز التصوير لتشكيل صورٍ تُظهر كل صورةٍ منها قطعةً رقيقةً من العمود الفقري المعرض للأشعة، دون أن يتلامس التيار الكهربائي مع جسم المريض، وسيطلب فني التصوير من المريض حبس أنفاسه لبضعة ثوانٍ أثناء التقاط الصور، ويتواصل فني التصوير ومرافقيه مع المريض من الحجرة المخصصة لهم بعيدًا عن جهاز الرنين المغناطيسي من خلال مكبر صوت في الجهاز لإعطاء المريض تعليمات كيفية عمل أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر أو أي تعليمات أخرى.
ويستمر التصوير كاملًا لمدة ثلاثين إلى ستين دقيقة، إذ يعتمد ذلك على تصوير كامل العمود الفقري أو جزء منه، وإذا استخدمت مادة تباين سيزداد الوقت اللازم لإنهاء التصوير نحو 20 دقيقة،. ويستطيع المريض استئناف أنشطته بعد التصوير مباشرة، فلا حاجة لفترة نقاهةٍ إلا في حال احتاج المريض إلى التخدير أو شعر ببعض الغثيان والصداع، عندها سيقوم مقدم الرعاية الصحيّة بمراقبة المريض لفترة قصيرة وإعطائه بعض النصائح.
وفي النهاية يستغرق الحصول على فيلم التصوير كاملًا بعد الانتهاء من التصوير بضع ساعات.
فوائد استخدام أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر والعمود الفقري
يقوم جهاز الرنين المغناطيسي بفحص العمود الفقري بالكامل أو جزء منه حسب طلب الطبيب، وهو آمنٌ بشكلٍ عام وغير مؤلمٍ ولا يستخدم إشعاعاتٍ ضارة، ويُطلب تصوير الرنين المغناطيسي للظهر والعمود الفقري لتحرّي آلام الظهر والرقبة وكذلك تشخيص وتحديد الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى الشعور بالخدر والضعف في الأطراف، ومشاكل الوظيفة الحركيّة والشلل في القدمين والصعوبة في المحافظة على التوازن، وأيضًا مشاكل فقدان السيطرة على المثانة، ويعطي صورةً واضحةً للفقرات وتشخيص مشاكلها الباكرة من كسورٍ ورضوضٍ وانزلاق.
وتُظهر أشعة الرنين المغناطيسي على الظهر تشوهات العمود الفقري وإصاباته التي لا يمكن رؤيتها بطرق التصوير الأخرى، وتكون الصور أكثر وضوحًا وتفصيلًا، كما أن الرنين المغناطيسي قادرٌ على اكتشاف التغيرات البسيطة في العمود الفقري بوقتٍ باكرٍ، والتي ربما تكون ناتجةً عن ورمٍ أو إصابةٍ خطيرة.
هل أشعة الرنين المغناطيسي مضرة؟
قد تكون أشعة الرنين المغناطيسي مُضرةً في بعض الحالات، حيث يحمل الرنين المغناطيسي بعض المخاطر من التأثيرات الحيويّة المحتملة والمخاطر الناجمة عن المجالات المغناطيسيّة، ويشكل خطورةً خاصةً لدى الأشخاص الذين يملكون غرساتٍ معدنيّةٍ أو شظايا معدنيّة، وأيضًا يوجد بعض الخطر عند استخدامه لدى مرضى الكلى وعند الحوامل والمرضعات.
لكن أشعة الرنين المغناطيسي ليست مضرةً بشكلٍ خطير، إذ يعتبر الرنين المغناطيسي آمنًا ولا يحمل مخاطر صحيّةٍ عند التعرض المؤقت للرنين المغناطيسي لعدم استخدامه للإشعاعات المؤيّنة الضارة للجسم.
مخاطر الرنين المغناطيسي
- يُولّد الرنين المغناطيسي مجالًا مغناطيسيًا قويًا قادرًا على جذب الأجسام المغناطيسية والمعدنيّة التي يرتديها المريض والأدوات الموجودة في غرفة التصوير، مما قد يجعل من الرنين المغناطيسي مُضرًا وقد يسبب تلفًا في هذه الأدوات وكذلك ضررًا للمريض وحصول أذياتٍ خطيرةٍ له، لذلك من الضروري الانتباه وفحص الغرفة والمريض بشكلٍ حذر.
- يصدر الرنين المغناطيسي ضوضاء عاليّة بسبب المجالات المغناطيسيّة، مما قد يجعل من الرنين المغناطيسي مُضرًا بالسمع، لذلك يجب استخدامات واقياتٍ سمعيّة.
- يسبب الرنين المغناطيسي إزعاجًا لدى الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.
- يتوجب على المريض البقاء ساكنًا طوال فترة التصوير، وقد يكون ذلك صعبًا خاصةً لدى الأطفال، مما يدفع إلى اللجوء للتخدير العام وما يحمله من مخاطر صحيّة.
- عند الحاجة لاستخدام مواد التباين؛ قد يحصل لدى المريض آثارٌ جانبيةٌ مثل ردود الفعل التحسسيّة التي قد تجعل من استخدام الرنين المغناطيسي مُضرًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ تجاه هذه المواد.
- يمكن أن يحدث تسخينٌ موضعيٌ للجسم وأحيانًا حروق ناتج عن الترددات الراديويّة.
أضرار أشعة الرنين المغناطيسي للرحم
قد يحتاج الأطباء عند تشخيص حالات طبية معينة أن تقوم السيدة بإجراء تصوير بتقنية الرنين المغناطيسي للحوض بشكل عام والرحم بشكل خاص، وهو أمر قد تخشاه بعض السيدات نظرًا لتخوفهّن من وجود أضرار أشعة الرنين المغناطيسي للرحم والصحة الإنجابية بشكل عام.
أسباب طلب صورة رنين مغناطيسي للحوض
يمكن اعتبار صورة الرنين المغناطيسي اختبارًا جيدًا ومفيدًا لكلا الجنسين في العديد من الحالات أهمها:
- الإصابات في منطقة الحوض.
- صعوبات التبول أو التبرز.
- ألم غير مبرّر في أسفل البطن.
- الاشتباه بالسرطان وخاصة أورام الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية أو المثانة أو المستقيم.
- العيوب الخُلقية.
- نتائج غير واضحة للصور بالأشعة السينية.
- أسباب طلب صورة رنين مغناطيسي للحوض خاصة بالنساء
وللنساء بشكل خاص فإن صُورة الرنين المغناطيسي قد تُطلب من قبل الأطباء لإجراء مزيد من التحقق في الحالات التالية:
- حالات العُقم.
- النزيف المهبلي غيرُ المنتظم.
- بعضُ الكتل في منطقة الحوض مثل "الأورام الليفية الرحمية".
- ألم غير مبرر في أسفل البطن أو منطقة الحوض.
- أسباب طلب صورة رنين مغناطيسي للحوض خاصة بالرجال
أما للرجال فإنه قد يطلب لهم صورة رنين مغناطيسي في الحالات التالية:
- كتل في كيس الصفن أو الخصيتين.
- انتفاخ في منطقة كيس الصفن.
- الخصية المعلقة.
مخاطر الرنين المغناطيسي للحوض
بشكل عامل يُعتبر الرنين المغناطيسي آمنًا ولا يحمل مخاطر مباشرة على أعضاء الجسم، حيث أنه لا يتم استخدام الأشعة في التصوير، بل يتم استخدام الأمواج المغناطيسية بتقنيات خاصة.
ولذلك يجبُ الانتباه بشكل خاص في حال وجود أي نوعٍ من أنواع المعادن في جسم المريض، لأنها قد تسبب ضررًا كبيرًا في حال تعرضها لمجال مغناطيسي قوي كما في حالة الرنين المغناطيسي، حيثُ أن الكثير من المرضى قد تحتوي أجسامهم على غرسات معدنية مختلفة لأسباب طبية، لذلك يُنصحُ بإبلاغ الأطباء للتأكد من نوعية المعادن المستخدمة في صناعة هذه الأدوات وإن كانت ملائمة للتصوير المغناطيسي أم لا، وذلك لتجنب حدوث مخاطر أثناء التصوير.
ومن أهم الأجسام المعدنية التي قد تتواجد في جسم الانسان:
- المفاصل الصناعية.
- لولب معدني في الرحم وهو أحد وسائل منع الحمل.
- صمام القلب الصناعي.
- منظم ضربات القلب.
- مقاطع معدنية من جراحة توسيع الأوعية الدموية.
- صفائح أو براغي لتقوية العظام.
- رصاصة أو شظايا معدنية.
أضرار الرنين المغناطيسي للرحم والحوض عند النساء
بشكل عام هناك عدد قليل من المنشورات العلمية التي تتناول سلامة وجود لولبٍ معدنيٍ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو ما يعتبر مشكلة سريرية لأخصائيي التشخيص الشعاعي والأمراض النسائية، حيث هناك نقاش وجدل مستمر فيما إذا كان آمنًا الخضوع لصورة الرنين المغناطيسي في وجود اللولب المعدني واحتمالية حصول أضرار أشعة الرنين المغناطيسي للرحم في حال وجوده. ولبحث الموضوع تناولت إحدى الدراسات إمكانية استخدام نوع محدد من اللوالب مع الأخذ بعين الاعتبار مقاس اللولب ونوع المعدن المصنوع منه، واستنتجت أنه من غير الآمن التصوير بالرنين المغناطيسي عند استخدام اللولب المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.
على الرغم من أن التصوير بالرنين المغناطيسي آمن ولا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن هناك أضرار على الجنين، لكن يتم تجنب إجراء صورة بالرنين المغناطيسي للسيدات الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ما لم يكن الأمر ضروريًا جدًا برأي الأطباء.
معلومات أكثر عن اللولب وأنواعه في مقال مسبار هل تختلف أنواع اللولب عن بعضها؟
أضرار أشعة الرنين المغناطيسي للرحم عند استخدام صبغة التباين
يتم اللجوء في بعض الحالات لصورة الرنين المغناطيسي إلى حقن ما يسمى صبغة التباين للمساعدة على إعطاء صورة أوضح لبعض المقاطع الدقيقة، ومن أشيع المواد المستخدمة هي مادة الغادولينيوم (Gadolinium)، ونظرًا لأن هذه المادة قد تكون خطيرة، لا ينصح باستخدامها في حالة الحمل، كما أنه عادةً يطلب من النساء المرضعات عدم إرضاع أطفالهن خلال 24-28 ساعة من إعطائها صبغة التباين.
كمان أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم ردود فعل تحسسية من صبغة التباين، وهي غالبًا ما تكون خفيفة وفقًا لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية.
تأثير الرنين المغناطيسي على الخلايا
مع ظهور تقنيّة التصوير بالرنين المغناطيسي، بدأت الدراسات حول تأثير التعرض المتكرر للأشعة المغناطيسيّة، وعلى الرغم من عدم إطلاق الرنين المغناطيسي للإشعاعات المؤينة الضارة، فإن الحقل الكهرومغناطيسي الناتج عن التصوير بالرنين قد يُلحق بعض الضرر بالأنسجة، خاصةً التأثيرات السامة على الأجنة عند تصوير المرأة الحامل، إلا أنه وجد أن هذه التأثيرات مؤقتة وتكون قابلة للعكس.
ويُعتبر الرنين المغناطيسي آمنًا بالنسبة لاستخدامه في تصوير القلب والأوعية الدموية ويُعتمد عليه في كشف الكثير من الأمراض، إلا أنه يمكن أن يشكل خطرًا عند وجود صماماتٍ قلبيّةٍ صناعيّة وغرساتٍ ودعاماتٍ للشريان الأبهر، باعتبارها موادًا معدنيّةً يؤثر عليها الحقل المغناطيسي المتولد.
وقد يسبب الرنين المغناطيسي بعض الأعراض الجانبيّة مثل الغثيان والدوار والإحساس بطعمٍ معدني، وتتعلق هذه التأثيرات بجرعة الأشعة المستخدمة، وقد يكون له تأثيرًا سلبيًا على العينين والغدد التناسليّة برفع درجة حرارتها.
ولدى التعرض المستمر للأشعة المغناطيسيّة، خاصةً لدى العاملات في مجال الأشعة، لوحظ ازدياد عدد الإجهاضات العفوية.
وفي حالاتٍ نادرة، من الممكن أن تسبب المجالات الكهرومغناطيسيّة تحفيزًا للأعصاب والعضلات وتوليدًا للرجفان البُطيني القلبي الخطير، ويسبب تحفيز الأعصاب إزعاجًا لدى المريض مما يمنعه من البقاء ساكنًا أثناء التصوير، وبالتالي الحصول على صور غير دقيقةٍ وربما الحاجة لإعادة التصوير.
ولكن تبقى هذه التأثيرات قليلة بسبب استخدام جرعاتٍ من الأشعة ضمن الحدود الطبيعيّة المسموحة.
اقرأ/ي أيضًا: