هل الليمون يرفع الضغط؟

هل مررت بحالة عصبية سيئة وظهرت عليك أعراض ارتفاع ضغط الدم وعرض عليك أحدهم كأسًا من الليمون لتهدئة أعصابك؟ فما علاقة بين الليمون بضغط الدم؟

الليمون

يعتبر الليمون من أشهر الفواكه التي تنتمي إلى فصيلة الحمضيات في العالم، وشجرة الليمون من الأشجار دائمة الخضرة، وعلى عكس معظم الأشجار المثمرة التي تؤتي ثمرها مرة في العالم، فإن الليمون ينتج ثماره على مدار السنة. على الرغم من اعتبار ثمرة الليمون من الفواكه، إلا أنه من النادر أكلها بمفردها كاملة بسبب طعمها الحاد والحامض جدًا، إلا أن الليمون يدخل في الكثير من الأكلات والمشروبات، إمّا لإضافة الطعم الحامض لبعض الوجبات أو لتزيين بعضها الآخر.

فوائد الليمون لجسم الإنسان

يعتبر الليمون غذاءً صحيًّا ينعكس على جسم الإنسان انعكاساتٍ إيجابية بحكم ما يحتويه من فيتامينات ومضادات للأكسدة. ويمكن إجمال فوائد الليمون لجسم الإنسان في ستِّ فوائدَ رئيسية:

• فوائد الليمون لصحة القلب

من أهم فوائد الليمون لجسم الإنسان أنّه يعتبر مصدرًا جيّدًا لفيتامين سي، إذ توفّر حبّة ليمونٍ واحدةٍ حوالي 31 مليغرام من فيتامين سي، وهو ما يمثل 51٪ من الاستهلاك اليومي المرجعي الذي يحتاجه الإنسان البالغ. كما تُظهر الأبحاث أن تناول الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين سي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ولا تقتصر فوائد الليمون للقلب على فيتامين سي وحده، بل يمكن للألياف والمركبات النباتية الموجودة في الليمون أيضًا أن تقلل بشكل كبير من بعض عوامل الخطر لأمراض القلب. وقد كشفت إحدى الدراسات أن تناول 24 غرامًا من مستخلص ألياف الحمضيات يوميًا لمدة شهر يقلل من إجمالي مستويات الكوليسترول في الدم.

• فوائد الليمون للتحكّم في الوزن

غالبًا ما يتم الترويج لليمون على أنه غذاءٌ مفيدٌ لإنقاص الوزن، وهناك بعض النظريات التي تفسر ذلك. وتَعتبر إحدى النظريات الشائعة أن ألياف البَكْتين (Pectin) التي يحتويها الليمون قابلة للذوبان وتتمدد في المعدة، مما يساعد على الشعور بالشّبع لفترةٍ أطول. ولا تظهر هذه الفائدة لدى الكثير من مستهلكي الليمون لأنهم لا يتناولونه كاملًا، ويقتصرون على عصيره، بينما لا يحتوي عصير الليمون على مادة البكتين. وتُظهر الأبحاث أيضًا أن المركّبات النباتية في مستخلصات الليمون قد تساعد في منع أو تقليل زيادة الوزن بعدة طرق. 

• فوائد الليمون للكِلى

تتعرض الكِلى لمجموعةٍ من المؤثّرات الصحية الخطيرة التي من أهمها تشكّل حَصَوات الكلى، وهي عبارةٌ عن كتلٍ حجريةٍ صغيرةٍ تتشكّل عندما تتبلور الفضلات وتتراكم في الكليتين. ومن فوائد الليمون لجسم الإنسان احتواءه على حمض السّتريك (Citric acid)، الذي يساعد على منع تشكّل حَصَوات الكلى عن طريق زيادة كمية البول وزيادة درجة حموضته، مما يجعل من ضمن فوائد الليمون لجسم الإنسان أنّه يخلق بيئة أقلّ ملاءمةً لتكوين حصوات الكلى. وقد يوفّر نصف كوب فقط (4 أونصات أو 125 مليغرام) من عصير الليمون يوميًا ما يكفي من حمض السّتريك للمساعدة في منع تكوّن الحَصَوات لدى الأشخاص الذين سبق لهم تناولها.

• فوائد الليمون للوقاية من فقر الدم

يعتبر فقر الدم النّاجم عن نقص الحديد اختلالًا شائعًا جدًا. ويَظهر فقر الدم عندما لا يحصل الإنسان على ما يكفي من الحديد من التغذية. ويحتوي الليمون على بعض الحديد، لكنه يمنع فقر الدم بشكل أساسي عن طريق تحسين امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية. وتمتصّ الأمعاءُ الحديد من اللحوم والدجاج والأسماك بسهولةٍ شديدةٍ، بينما تجد صعوبة في امتصاص الحديد من المصادر النباتية. ويساعد تناول فيتامين سي وحمض السّتريك المتوفر في الليمون بكثرة على تحسين هذا الامتصاص.

• فوائد الليمون لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان

قد يساعد اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيّ غنيٍّ بالفواكه والخضروات في منع بعض أنواع السرطان. ووجدت بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أن الأشخاص الذين يأكلون كمياتٍ أكثر من الحمضيات يتعرضون لمخاطر أقل للإصابة بالسرطان. ويعتقد بعض الباحثين أن المركّبات النباتية الموجودة في الليمون - مثل الليمونين (Limonene) والنارينغين (Naringin) يمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للسرطان.

• فوائد الليمون للجهاز الهضمي

يتكون الليمون من حوالي 10٪ من الكربوهيدرات، معظمها على شكل ألياف قابلة للذوبان وسكريات بسيطة. ويعد البكتين أهم أنواع الألياف في الليمون، وهو شكل من الألياف القابلة للذوبان المرتبطة بفوائد صحية متعددة. يمكن للألياف القابلة للذوبان أن تُقدّم مجموعة من فوائد الليمون لجسم الإنسان، منها تحسين صحة الأمعاء وإِبطاء هضم السّكريات والنّشويات. وقد تؤدي هذه التأثيرات إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.

ارتفاع ضغط الدم

يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أخطر المشاكل الصحية التي تواجه البشر على مستوى العالم، إذ يقدّر عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم حول العالم بحوالي المليار شخص.

ينتج ارتفاع ضغط الدم عند زيادة قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها في جميع أنحاء الجسم، ويعتبر ضغط الدم مرتفعًا إذا وصلت قراءة قيمة الضغط الانقباضي إلى 120 ملم زئبق، وقيمة الضغط الانبساطي 90 ملم زئبق فما فوق. حيث أنّ قراءة الضغط الطبيعية لشخص السليم تبلغ 120/80 ملم زئبق.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

في معظم الحالات لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم على المصاب به مباشرة، وعادةً ما يتم اكتشاف الإصابة به بالصدفة. لكن يمكن تلخيص أعراض ارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن يشعر بها المصاب بالتالي:

• صداع مفاجئ.
• دوخة أو دوار.
• عدم وضوح في الرؤية ومشاكل في النظر.
• فقدان التوازن وعدم السيطرة.
• كسل وخمول.
• تورّم الأطراف السفلية.
• الشعور بضيق في التنفس.

الليمون وضغط الدم

يعتقد البعض أن على مرضى الضغط الابتعاد عن تناول الليمون لأنّه يساهم في ارتفاع ضغط الدم بشكل أكبر، لكن هل الليمون يرفع الضغط؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن الليمون غني بفيتامين سي وعنصر البوتاسيوم، ويلعب هذين المكونين دورًا مهمًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، كذلك يساهم في التقليل من نسبة الإصابة بالأزمات القلبية الخطيرة ويساعد في الوقاية من تصلّب الشرايين والجلطات.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2010 وشملت بيانات ما يقارب الـ 70000 امرأة على مدى أربعة عشر عامًا، أظهرت الدراسة أنّ النساء اللواتي تناولن الحمضيات ومنها الليمون كان لديهن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أقل بنسبة 19% من تلك اللواتي تناولن الحمضيات بشكل أقل. وتحدث السكتات الدماغية عندما تمنع الجلطات في الأوعية الدموية الدماء من الوصول إلى الدماغ.

كما أظهرت دراسة أخرى أجريت عام 2014 في اليابان أن النساء اللواتي يمارسن المشي بشكل منتظم ويتناولن الليمون بشكل يومي لديهن ضغط دم أقل من أولئك اللواتي لم يفعلن ذلك.

وخلصت دراسة أخرى أجريت عام 2019 على أن استهلاك الأطعمة التي تحتوي مركبات الفلافونويد بطريقة منتظمة تساعد في الحماية من السرطان وأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية.

هل شُرب الليمون يرفع الضغط؟

يُعاني أكثر من مليار شخصٍ حول العالم من ارتفاع ضغط الدم. وتُستخدم الأدوية بما في ذلك مثبّطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين (ACE) عادةً في خفض مستويات ضغط الدم. لكن الأطباء يعتقدون أن تغيير نمط العيش بما في ذلك تعديل العادات الغذائية يمكن أن يساعد في خفض مستويات ضغط الدم إلى المستويات المُثْلى وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. وإذا كانت هناك بعض الأغذية التي تبيّن بالملموس تسبّبُها في ارتفاع ضغط الدم، فإن بعض الأغذية الأخرى يمكن أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المصابين بهذا المرض. كما أن تسبب التغذية في ارتفاع ضغط الدم قد يحصل بسبب اكتساب الوزن، فهل شرب الليمون يرفع الضغط؟

تعتبر مادة الصّوديوم المتواجدة بكثرة في الملح من بين أكثر العناصر الغذائية تسببًا في رفع ضغط الدم. ويحدث ذلك عندما يتناول الشخص الكثير من الملح الذي يحتوي على الصوديوم، فيلجأ الجسم إلى الاحتفاظ بمياه إضافية لتصفية الملح، وقد يتسبب هذا في ارتفاع ضغط الدم، فالماء المحتفظ به يزيد الضغط على القلب والأوعية الدموية. وتُعدّ الخضار والفواكه، ومن بينها الليمون والحِمضيات عمومًا من بين المواد الغذائية التي يمكن تناولها دون خوف من ارتفاع ضغط الدم. ولا يأتي الليمون ضمن قائمة الأغذية التي ينبغي التقليل منها لتفادي ارتفاع ضغط الدم ومن بين هذه الأغذية:

• الزّبدة.
• متبّلات السلطة العادية.
• اللحوم الدهنية.
• منتجات الألبان كاملة الدّسم.
• الأطعمة المقلية.
• الوجبات الخفيفة المملحة.
• الشوربات المعلبة.
• الأطعمة السريعة.
• اللحوم الباردة.

ويعتبر تناول الأطعمة منخفضة الدهون والملح والسعرات الحرارية بمثابة القاعدة الذهبية في التغذية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم. وينصح باستعمال الليمون بديلًا عن الملح لتحسين مذاق الأطعمة، كما يمكن أن يُعوَّض الملح بالتوابل والأعشاب والخل أو عصائر الفاكهة. ويُنصح أيضًا باستخدام كمية أقل من الزيت والزبدة والسمن وتوابل السلطة. ومن بين الأطعمة التي يجب تناولها لتخفيض ضغط الدم أو على الأقل تناولها دون خوف من ارتفاع ضغط الدم ما يلي: 

• الحليب منزوع الدسم أو الزّبادي اليوناني، فالأطعمة الغنية بالكالسيوم يمكن أن تخفض ضغط الدم.
• اللحم الطري.
• الديك الرومي والدجاج منزوع الجلد.
• الحبوب الجاهزة للأكل قليلة الملح.
• حبوب الفطور الساخنة المطبوخة.
• الأجبان قليلة الدسم وقليلة الملح.
• الفواكه الطازجة أو المجمدة أو المعلبة بدون ملح مضاف.
• العناصر الغنية بالألوان الخضراء والبرتقالية والحمراء وهي غنية بالبوتاسيوم والمعادن التي تساعد على خفض ضغط الدم.

ويعتبر تقليل استهلاك الصّوديوم في الغذاء أهم خطوة ينبغي الحرص عليها لتفادي ارتفاع ضغط الدم. وهناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تجنب الصوديوم ومنها: 

• عدم استخدام ملح الطعام.
• قراءة ملصقات التغذية واختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم.
• التّركيز على الأطعمة التي تحمل علامة "خالية من الصوديوم" و "منخفضة الصوديوم" و "غير مملحة".
• استخدام بدائل الملح.
• عدم استخدام الملح الخفيف كبديل. 

وينبغي معرفة هذه الأغذية التي تحتوي مستويات عالية من الصوديوم. ومن المؤكّد أن ليس من بينها الليمون الذي ينصح به كبديلٍ في التّتْبيل وتمْليح الطعام، ومن المهم تجنب هذه الأطعمة الغنية بالصوديوم ومن بينها:

• الأطعمة المصنعة مثل اللحوم والسجق.
• الشّوربات المعلبّة والمرق وخلطات الشّوربة المجفّفة. 
• الصلصات مثل الكاتشاب وصلصة الصويا.
• الخلطات المجمّدة والمعبّأة بالبطاطس والأرز والمعكرونة.
• الأطعمة الخفيفة مثل المعجّنات والفشار والفول السوداني ورقائق البطاطس.

فوائد عصير الليمون للضغط

يُعد النظام الغذائي الصّحي ضروريًا لخفض ضغط الدم والحفاظ على المستويات المُثْلى، وقد أظهرت الأبحاث أن إدراج أطعمةٍ معينةٍ في النظام الغذائي، خاصة تلك الغنيةَ بالعناصر الغذائية المحددة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، يقلل من مستويات ضغط الدم.

وهناك أنواع كثيرة من الأطعمة والعناصر الغذائية التي تساعد في خفض ضغط الدم. ويأتي على رأس هذه الأغذية ثمار الحمضيات، ومن بينها الليمون. وإذا كان الليمون يمكن أن يُؤخذ بشكل مباشر عن طريق تناول حباته بما فيها من ألياف لها فوائد من قبيل تلك التي سبقت الإشارة إليها، فإن عددًا من مستهلكي الليمون يفضلون شربه في شكل عصير خالص أو بخلطه مع الماء. وقد يكون للفواكه الحمضية، بما في ذلك الليمون والبرتقال، تأثيراتٌ قويةٌ في خفض ضغط الدم، فهي مليئة بالفيتامينات والمعادن والمركّبات النباتية التي قد تساعد أيضًا في الحفاظ على صحة القلب عن طريق الحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم.

وفي الحديث عن فوائد عصير الليمون للضغط، يعتبر الليمون أحد أفضل علاجات ارتفاع ضغط الدم. فمن المعروف أنه يجعل الأوعية الدموية ناعمة ومرنة، ويخفض مستوى ضغط الدم. ويحتوي الليمون على كمياتٍ عاليةٍ من فيتامين سي الذي يعمل كمضادٍّ للأكسدة. ويمكن أن يُؤثر ارتفاع مستوى الدّهون الثلاثية على الكبد ويؤدي إلى زيادة الوزن، مما قد يؤثر على ضغط الدم. ومن المعروف أن عصير الليمون يخفض مستوى الدّهون الثلاثية وبالتالي يمكن اعتبارها من فوائد عصير الليمون للضغط وخصوصًا الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. كما يخفض عصير الليمون من نسبة الكوليسترول. كما أنه مدرٌّ خفيف للبول وبالتالي يُنصح بشرب عصير الليمون بانتظام.

ومن الدراسات التي تناولت فوائد عصير الليمون للضغط، أظهرت دراسة استمرت 5 أشهر شملت 101 امرأةً يابانيةً أنّ تناول عصير الليمون يوميًا بالموازاة مع ممارسة رياضة المشي أدّى بشكل كبير إلى خفض فرط ضغط الدم الانقباضي، وهو تأثير نَسَبه الباحثون إلى حمض الستريك ومحتوى الفلافونويد في الليمون. وتُظهر هذه الدراسات والأبحاث وغيرها أن الليمون لا يتسبّب عمومًا في ارتفاع ضغط الدم، بل على العكس من ذلك،  يمكنه أن يكون إذا تمت مصاحبته بنظام غذائي صحي ونشاط رياضي منتظم سببًا في تخفيض ارتفاع ضغط الدم والحد من تأثيراته الصحية على المصابين به.

وتكمن أهمية فوائد عصير الليمون للضغط بالنظر إلى خطورة المرض الذي يمثله ضغط الدم. فهذا المرض يمكن لمضاعفاته أن تلحق أضرارًا خطيرة بالقلب، إذ إن الضغط المرتفع قد يؤدي إلى تصلّب الشرايين، مما يقلل من كمية الدم والأكسجين التي تصل إلى القلب. ويمكن أن يسبب ارتفاع الضغط وانخفاض تدفق الدم مضاعفاتٍ خطيرةً من بينها:

• ألمٌ في الصدر، أو ما يسمى أيضا بالذّبحة الصّدرية.
• النّوبة القلبية، والتي تحدث عندما يتوقف إمداد القلب بالدم وتموت خلايا عضلة القلب بسبب نقص الأكسجين.
• قُصور القلب، والذي يحدث عندما يكون القلب غير قادر على ضخ ما يكفي من الدم والأكسجين
• عدم انتظام دقات القلب، والذي يمكن أن يؤدي إلى الموت المفاجئ.

كما يمكن أن يؤدي فرْط ضغط الدم أيضًا إلى انفجار أو انسداد الشرايين التي تمدّ الدماغ بالدم والأكسجين، مما يسبب جلطةً دماغيةً. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب فرْط ضغط الدم تلف الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.

هل فيتامين C يرفع الضغط؟

تحتوي ثمار الحِمْضيات مثل الليمون على نسبةٍ عاليةٍ من فيتامين C، وهو أحد مضادّات الأكسدة الأوّلية التي تساعد على حماية الخلايا من التّلف. ومن المعروف أن هذا الفيتامين له تأثيرات إيجابية في الوقاية أو الحد من مدة نزلات البرد لدى بعض الأشخاص. 

كما يقلل فيتامين C من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسّكتة الدّماغية ويخفض فيتامين C ضغط الدم أيضًا.  وعلى الرغم من أن الليمون لا يتصدر قائمة ثمار الحِمْضيات التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي، إلا أن الليمون يعتبر مع ذلك مصدرًا مهمًا لهذه المادّة. وحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فإن عصير ليمونة واحدة يوفر حوالي 18.6 مليغرام من فيتامين سي، بينما تبلغ الكمية اليومية الموصى بها للبالغين ما بين 65 إلى 90 مليغرام.

وقد سبق أن أكدت إحدى الدراسات أن مكمِّلات فيتامين C قد تساعد في خفض ضغط الدم. في هذه الدراسة حلّل العلماء بياناتٍ من 29 تجربةً سريريةً مختلفة خضعت لها عينةٌ من حوالي 1400 بالغ تتراوح أعمارهم بين 22 و74 عامًا. كان متوسط الجرعة من فيتامين C التكميلي المأخوذة من قبل المشاركين في الدراسة يصل إلى 500 مليغرام في اليوم على مدى ثمانية أسابيع. وأظهرت نتائج الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، انخفاض ضغط الدم الانقباضي بنحو 5 نقاط، بينما انخفض الضغط الانبساطي بنحو 1.7 نقطة. وبذلك يمكن القول أنّ فيتامين C لا يرفع الضغط، بل يساعد على خفض ضغط الدم.

وفي جميع الدراسات التي شملت بعضُها بالغين أصحّاء وآخرين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، تبين أن تناول مكملات فيتامين C بجرعة حوالي 500 مليغرام يوميًا يقلّل من ضغط الدم الانقباضي بما يقرب من 4 نقاط والضغط الانبساطي بحوالي 1.5 نقطة في ظرف شهرين. ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، بناءً على تجارب قصيرة المدى، أدّت مكمّلات فيتامين C إلى خفض ضغط الدم. ويوافق معدّل 500 مليغرام، 6 أكوابٍ من عصير البرتقال التي يمكنها أن تؤدي إلى انخفاضٍ طفيفٍ في ضغط الدم. كما أن فيتامين C يساعد في خفض ضغط الدم عن طريق عمله كمُدرّ للبول ويزيل السوائل الزائدة من الجسم. وهذا قد يساعد في خفض الضغط داخل الأوعية الدموية.

وتعتبر الفواكه والخضروات، وخاصة الفلفل الأحمر والبرتقال والكيوي، أفضل المصادر الغذائية لفيتامين C الغني بمضادات الأكسدة. وتُنصح النساء البالغات بتناول 75 مليغرامًا من فيتامين C يوميًا، ويُنصح الرجال البالغون بتناول 90 مليغرامًا يوميًا. والحد الأقصى اليومي الآمن من فيتامين C هو 2000 مليغرام. وبدلًا من المكملات الغذائية يمكن الحصول على هذه النسب من فيتامين C من الفواكه والخضراوات التالية:

• الشمام: يوفّر كوبٌ واحدٌ من عصيره 59 مليغرامًا.
• البرتقال: يوفر كوبٌ واحدٌ من عصيره 97 مليغرامًا.
• البروكلي المطبوخ: يوفر كوب واحد منه 74 مليغرامًا.
• الملفوف الأحمر: يوفر نصف كوبٍ 40 مليغرامًا.
• الفلفل الأخضر: يوفر نصف كوب 60 مليغرامًا.
• الفلفل الأحمر: يوفر نصف كوب 95 مليغرامًا.
• الكيوي: توفر حبةٌ متوسطةُ الحجم 70 مليغرامًا.
• الطماطم: يوفر كوبٌ من عصير الطماطم 45 مليغرامًا.

وعمومًا فإن محاربة ارتفاع ضغط الدم بشكل فعال تحتاج إلى اتباع نظام غذائي صحي ونهج أسلوب حياةٍ نشطٍ. كما يجب استشارة الطبيب قبل إضافة كميات عالية من فيتامين C إلى النظام الغذائي، خصوصًا أن بعض العلماء يقولون إن العديد من الدراسات كانت على نطاق محدود وفي بعضها تم تناول فيتامين C بالإضافة إلى أدوية ضغط الدم.

هل الليمون مضر للقولون العصبي؟

يعتبر مرض القولون العصبي (IBS) من أمراض الجهاز الهضمي التي يتعيّن على المصاب بها أن يراقب جيدًا غذاءه ويحترم الحِمية الصحية المناسبة له. ففي ظل غياب علاجٍ معروفٍ وفعالٍ لهذا المرض، يعتبر النظام الغذائي مفتاحًا أساسيًا لراحة المريض والتقليل من مضاعفات المرض، لذلك تظهر أسئلة من قبيل هل الليمون مضر للقولون العصبي؟ وغيره من الأسئلة عن الكثير من الأطعمة. وتعتبر حمية فودماب (Fodmap diet) التي تقلّل من بعض أنواع الكربوهيدرات المهيّجة للأعراض نظامًا غذائيًا مفيدًا لمرضى القولون العصبي. وتعني كلمة "فودماب" السّكريات الأحادية والقليلة والثنائية القابلة للتخمر. وهي كلها كربوهيدرات لا يتم هضمها أو امتصاصها جيدًا، فتتسبّب في إنتاج غازاتٍ زائدة تؤدي إلى آلام في البطن أو إلى الإسهال أو الإمساك.

وهناك مادّتان غذائيتان رئيسيتان من بين مهيّجات مرض القولون العصبي وهما مادّتا اللاكتوز (Lactose) والفركتوز (Fructose). يوجد اللاكتوز في الحليب ومنتجات الألبان الطرية الأخرى مثل الجبن والآيس كريم والقشطة. ويعتبر تناول كميةٍ زائدة من مادة اللاكتوز سببًا مباشرًا في ظهور أعراض القولون العصبي لأن الأمعاء لا تستطيع تحملها. ولتفادي المواد الغذائية التي تحتوي مستويات عالية من اللاكتوز يمكن استبدالها ببعض الأغذية الأخرى كالحليب الخالي من اللاكتوز أو الشوفان أو حليب الأرز أو حليب الصويا وهي بدائل جيدة لحليب البقر.

أما الفرِكتوز فهو سكّر الفواكه، سكر بسيط، أو أحادي السكاريد، يوجد في الفاكهة وبعض الخضار والمواد الطبيعية مثل العسل. ويوجد الفركتوز بتركيزاتٍ مختلفة في الفاكهة. والفركتوز أيضًا من العناصر الغذائية التي تسبّب مشاكل لمرضى القولون العصبي. ويوجد الفركتوز بنسب عالية في التفاح والكمّثرى، كما أنه مرتفعٌ إلى حدٍّ ما في البطّيخ والفواكه ذات النواة، والفاكهة المركزة والفواكه المجففة والعصائر. لكنّ هناك فواكهَ أخرى تحتوي نسبًا منخفضةً من بينها الليمون ومختلف أنواع الحِمْضيات والموز والعنب والتوت. ويُوصي الأطباء مرضى القولون العصبي بتناول البرتقال والكيوي والفراولة والليمون كبدائل عن الفواكه الغنية بالفركتوز.

ومقارنةً بالعديد من الفواكه الأخرى، يحتوي الليمون على كمّياتٍ منخفضةٍ نسبيًا من الفركتوز. بناءً على ذلك يمكن القول أن الليمون ليس مضرًا للقولون العصبي.

وتشكل السكّريات حوالي 2.5 في المائة من كل حبّة ليمون. وهذا يعني أن ليمونةً متوسطةً بقُطْر 2-1/ 8 بوصة تحتوي على 1.45 غرام من السكر، وفقًا لقاعدة بيانات المكوّنات الغذائية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية. ويشكل الفركتوز النسبة الأكبر من هذا السكر. ومع ذلك، وفقًا لمركز صحة الجهاز الهضمي بجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، يحتوي الليمون والفواكه الحمضية الأخرى، مثل الليمون الحامض، على بعض من أدنى مستويات الفركتوز في جميع الفواكه. ويعتبر الليمون حسب المصدر ذاته "صديقًا للأمعاء" بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الفركتوز في وجباتهم الغذائية.

وتظهر هذه الخصائص الغذائية أنّ الليمون ليس مضرًّا للقولون العصبي، كما أنه ليس ضمن قائمة الأغذية التي يجب تجنّبها في حمية مرض القولون العصبي المعروفة بحمية "فودماب"، نظرًا لانخفاض نِسب الفركتوز الذي يعد المهيّج الرئيسي إلى جانب اللاكتوز للأمعاء لدى المصابين بمرض القولون العصبي.

والليمون ليس مضرًا للقولون العصبي فحسب، بل يدخل الليمون ضمن النظام الغذائي الذي ينصح به مرضى القولون العصبي والمسمّى بالنظام الغذائي منخفض الفركتوز، على اعتبار أن الليمون يعوض احتياجات مرضى القولون العصبي من هذه المادة الغذائية الطاقية الضرورية للجسم، بدلًا من استهلاكها من مصادرَ غذائية أخرى ترتفع فيها نسب الفركتوز مثل التفاح والبطيخ وفواكه النواة.

اقرأ/ي أيضًا:

هل البرتقال يرفع الضغط؟

هل الزنجبيل يرفع الضغط؟

هل القرفة ترفع الضغط؟

هل هناك مشروبات ترفع ضغط الدم؟

هل فوائد الليمون مثبتة علميًا؟