هل اليابان جزيرة؟

نسمع الكثير عن اليابان من حيث تطورها التكنولوجي والتقني والثقافي، وربّما مر عليك الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي عناوين ومنشورات على شاكلة حقائق مذهلة عن اليابان. في هذا المقال سوف نتعرّف على اليابان من حيث جغرافيتها، أين تقع اليابان؟ كم عدد سكانها؟ كم عدد الجزر في اليابان؟ وهل اليابان جزيرة؟

اليابان

تسمّى رسميًا بنيبون كوكو وتعني دولة اليابان، وقد سمّيت باسم اليابان الذي يعني منبع الشمس لأنها تقع في أقصى شرق العالم القديم، حيث كانت الشمس تشرق منها.

مساحة وحدود اليابان

يبلغ إجمالي مساحة اليابان حوالي 378000 كيلومتر مربع. وتتكون الأراضي اليابانية بشكلٍ رئيسي من أربعة جزرٍ كبيرةٍ هي هوكايدو وشيكوكو وكيوشو وأكبر هذه الجزر هونشو التي تعد سابع أكبر جزيرةٍ في العالم، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الجزر الصغيرة.

تقع اليابان في منطقة شرق آسيا، يحدها من الغرب دول كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وروسيا والصين، ولكن دون حدودٍ بريةٍ بينهم. ويحدها من الجنوب بحر الصين الشرقي، أما الجنوب فيحدها بحر الفلبين.

أقصى نقطة شمالية لليابان هي جزيرة إيتو روفو وأقصى نقطة جنوبية لها هي جزيرة أوكي-نو-توري شيما، أما شرقاّ فأقصى نقطة لليابان هي جزيرة مينامي توري وغربًا جزيرة يوناغونيجيما.

السكان في اليابان

يبلغ عدد سكان اليابان حتى يوم الأربعاء 08-07-2020 حوالي 126,467,800 نسمة حسب آخر تقديرات الأمم المتحدة. يتحدث قرابة 99% من اليابانيين اللغة اليابانية، إذ يتسّم المجتمع الياباني بوحدةٍ عرقيةٍ ولغوية، إلا أنه وبجانب الأغلبية اليابانية الساحقة يوجد عدة أقليات عرقية ولغوية أخرى تعيش في اليابان مثل الكوريين والصينيين والفلبينيين والبرازيليين وغيرهم.

أما بالنسبة للدين، فهناك الكثير من الديانات في اليابان، يعتنق أغلب اليابانيين ديانة الشنتو، ثم يتبعها البوذية فالمسيحية، وهناك ديانات أخرى يتبعها عدد قليل من الناس حيث تضمن اليابان حرية الديانة في دستورها.

الاقتصاد الياباني

يعد اقتصاد اليابان من أقوى اقتصادات دول العالم، ويعتمد اقتصاد اليابان على قطاع الصناعة والتكنولوجيا الذي يعتبر القطاع الأكبر والأقوى في اقتصاد اليابان، حيث تصدر اليابان الكثير من منتجات التكنولوجيا الحديثة والآلات المتطورة.

الديانة في اليابان

تعتبر الشِّنتو والبوذية الديانتان الرئيسيتان في اليابان. وديانة الشِّنتو قديمة قدم الثقافة اليابانية، بينما البوذية وفدت من البر الرئيسي الآسيوي في القرن السادس. ومنذ ذلك التاريخ تعايشت الديانتان بشكلٍ متناغمٍ نسبيًا، بل تكمّل كل واحدةٍ منهما الأخرى إلى حدٍ ما. ويعتبِر معظم اليابانيين أنفسهم بوذيين أو شنتويين أو كليهما.

لكن الدّين لا يلعب دورًا كبيرًا في الحياة اليومية لمعظم اليابانيين اليوم. وعادةً ما يهتم اليابانيون بالطقوس الدينية في الاحتفالات مثل الولادة وحفلات الزفاف والجنائز، كما يزور اليابانيون الأضرحة والمعابد في رأس السنة الجديدة ويشاركون في المهرجانات المحلية التي لها خلفية دينية مثل مهرجان "ماتسوري". 

وعموما تنتشر في اليابان أربع مذاهبٍ وديانات رئيسية هي: 

• الشِّنتو. 
• البوذية.
• الكُونفوشيوسية.
• المسيحية.

ويعد مذهب الشِّنتو كما ذكرنا سابقًا أكثر المذاهب انتشارًا في أوساط المتدينين اليابانيين. وليس لمذهب الشنتو مؤسس ولا كتب مقدسة. كما أن الدعوة والوعظ في هذه الديانة ليسا شائعين أيضًا، لأن الشِّنتو متجذرة بعمق في الشعب والتقاليد اليابانية.

تسمى "آلهة الشِّنتو" كامي. وهي أرواح مقدسة تتخذ شكل أشياء أو ظواهر أو مفاهيم من الحياة اليومية، مثل الرياح والمطر والجبال والأشجار والأنهار والخصوبة. ويصبح البشر آلهة أي "كامي" بعد وفاتهم ويتم تبْجيلهم من قبل عائلاتهم على أنهم الـ"كامي" الأجداد. وتعتبر آلهة الشمس المسمّاة "أماتيراسو" أهم "كامي" في مذهب الشِّنتو.

وبخلاف الديانات التوحيدية لا توجد مُطْلقات في الشِّنتو. ولا وجود لمنطق الصواب والخطأ، كما أن لا أحد يوصف بالكمال. ويعتبر مذهب الشِّنتو نوعًا من الإيمان المتفائل، حيث يُعتقد أن البشر هم في الأصل صالحون، وأن الشر سببه الأرواح الشريرة. ولهذا فإن الغرض من معظم طقوس الشِّنتو هو إبعاد الأرواح الشريرة عن طريق التطهير والصلاة وتقديم القرابين إلى الـ"كامي".

وتعتبر مزارات الشنتو بمثابة أماكن العبادة وبيوت الآلهة "كامي". وتحتفل معظم المزارات بالمهرجانات الدينية المعروفة بـ"ماتسوري" بانتظام من أجل إظهار آلهة الـ"كامي" للعالم الخارجي. وتعود احتفالات "ماتسوري" في الأصل إلى تقليدٍ يمتد إلى قرونٍ مضت ويرتبط بنشاط زراعة الأرز والرفاهية الروحية للمجتمع المحلي. ويؤدي الكهنة طقوس الشِّنتو، وغالبًا ما يعيشون في الأضرحة. ويمكن للرجال والنساء أن يصبحوا كهنة، ويُسمح لهم بالزواج والإنجاب. وتتم مساعدة الكهنة من قبل النساء الأصغر سنًا اللواتي يطلق عليهن لقب "ميكو" أثناء الطقوس ومهام الضريح. وترتدي نساء الـ"ميكو" لباس الـ"كيمونو" الأبيض، ويجب ألا تكون هؤلاء النسوة متزوجات، وغالبًا ما يكنّ بنات الكهنة.

أهم أوقات السنة في التقويم الياباني هي رأس السنة الجديدة، التي يتم الاحتفال بها من 1 إلى 3 يناير. ويقوم اليابانيون برحلات إلى قبور الأجداد للصلاة من أجل الأقارب الراحلين. وتعد الزيارة الأولى للضريح في العام الجديد مهمة أيضًا لضمان الحظ للعام المقبل. ويعتقد اليابانيون من ممارسي هذه الطقوس أن أرواح الأجداد تنزل إلى الأرض لزيارة الأحياء. 

وتعتبر مراسيم الزواج إحدى المناسبات التي تعرف نوعًا من التصادم بين الثقافة الدينية والثقافة الغربية. وقد ينظم حفل الزفاف الياباني بطقوسٍ عصرية وتقليدية في الآن نفسه، بما في ذلك حفل الشِّنتو بالزي التقليدي في الضريح بالإضافة إلى حفل زفاف على الطراز الغربي في فندق أو مطعم.

أما الجنازات فيشرف عليها كهنة بوذيون. ويتم حرق 99٪ من جثامين اليابانيين ودفن رمادهم تحت شاهد قبر. 

هل اليابان جزيرة؟

دولة اليابان عبارة عن أرخبيل يتكوّن من مجموعة كبيرة من الجزر منها المأهول بالسكان ومنها البعيد وغير المأهول. تحاط اليابان بالماء من كل الجهات، حيث أنها محاطة بالمحيط الهادئ وبحر اليابان وبحر الصين الشرقي وبحر أوخوتسك.

كم جزيرة في اليابان؟

يتكون الأرخبيل الياباني من 6852 جزيرة في المجموع وفقًا لتقرير الإحصاء السنوي الياباني، الذي نشره مكتب إحصاءات وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات في اليابان. تُعرف خمسٌ من هذه الجزر بأنها جزر "البر الرئيسي" وهي: هوكايدو وهونشو وشيكوكو وكيوشو وجزيرة أوكيناوا. وتُعرف الجزر المتبقية البالغ عددها 6847 جزيرة على أنها جزر "نائية"، منها 416 مأهولة بالسكان.

وتُعدّ هونشو سابع أكبر جزيرةٍ في العالم بعد غرينلاند وغينيا الجديدة وبورنيو ومدغشقر وجزيرة بافين وسومطرة. وتحتلّ هوكايدو المرتبة 19 وكيوشو المرتبة 31 عالميًا من حيث المساحة.

وتشغل 304 من الجزر النّائية المأهولة المحدّدة في التشريع المتعلق بقانون تنمية الجزر النّائية 2٪ من إجمالي مساحة اليابسة في اليابان، ويعيش 0.5٪ فقط من السكان هناك. ولا يتجاوز عدد سكان أكثر من 70٪ منها 500 نسمة.

وتعتبر محافظة ناغازاكي أكثر المحافظات اليابانية من حيث الجزر حيث تضم 971 جزيرة، بما في ذلك جزر إيكي وتسوشيما وغوتو. كما احتلت محافظتا كاغوشيما وهوكايدو المراكز الثلاثة الأولى. بينما تحتلّ محافظة طوكيو المرتبة السادسة من حيث عدد جزرها بسبب سلطاتها الإدارية التي تمتد إلى كل من جزر إيزو وأوغاساوارا. 

وتشتهر مدينة أوغاشيما، وهي جزء من جزر إيزو، بوجود القرية التي تضم أصغر عددٍ من السكان في اليابان. وهكذا، فإن طوكيو، إحدى أكبر مدن العالم، تُدير أصغر قرية في اليابان من حيث عدد السكان. وفي جزر أوغاساوارا، تقع مدينة أوكينو توريشيما في أقصى نقطة جنوبيّ البلاد، ومينامي تورشيما في أقصى نقطةٍ شرقيةٍ.

وتتوزع المحافظات اليابانية حسب عدد جزرها كالتالي:

• ناغازاكي 971 جزيرة.
• كاغوشيما 605.
• هوكايدو 509.
• شيمانه 369.
• أوكيناوا 363.
• طوكيو 330.
• مياجي 311.
• إيواكي 286.
• إهيمه  270.
• واكاياما  253.

وتعود كثرةُ الجزر في اليابان إلى الطبيعة الجيولوجية لأراضيها. لقد كانت اليابان تقع في حدود الصفائح المتقاربة خلال العصور الجيولوجية التاريخية. وهذا يعني أن الجزر اليابانية مبنية تحت تكتونيّة الاندساس. وتتميز الجزر اليابانية بأنها الحافّة القارية الناضجة التي تشكلت عن طريق اندساس الصفيحة المحيطية. كما أن لها ميزاتٍ جيولوجيةٍ عديدة منها:

• تراكم أعداد المجمعات التراكمية بالترتيب ويتم إعادة ترتيب جزء منها بواسطة التكتونية اللاحقة.
• عمر صخور الطبقة السفلية يكون بشكلٍ عام أقدم في الجانب القاري وأصغر في جانب المحيط.
• تتوزع الصخور البركانية والبلوتونية من جميع الأعمار تقريبًا في أماكن تعكس موقع وشدة النشاط الصّهاري في ذلك العصر.

ونظرًا لهذه الطبيعة الجيولوجية التي تجعل اليابان واقعةً في منطقة تلتقي فيها العديد من الصفائح القارية، تتعرض البلاد لزلازل متكررة. كما أن العامل الجيولوجي نفسه وراء ظهور العديد من البراكين والينابيع الساخنة الطبيعية في اليابان. ويعتبر جبل فوجي أشهر وأعلى بركان في اليابان.

كما أن الامتداد الكبير للأرخبيل الياباني بين الشمال والجنوب يعطي لليابان طبيعة مناخية متنوعة، حيث يختلف المناخ بشكل كبير بين مناطق البلاد. فالمناخ في معظم الجزر والمدن الكبرى، بما في ذلك طوكيو، معتدلٌ إلى شبهِ استوائي ويتكون من أربعة فصول. ويعتبر فصل الشتاء معتدلًا والصيف حارًّا ورطبًا. كما أن هناك موسمٌ ممطرٌ في أوائل الصيف، وتضرب الأعاصير أجزاءً من البلاد كل عام خلال أواخر الصيف. ويُعتبر مناخ جزيرة هوكايدو الشمالية وساحل بحر اليابان أكثر برودةً، والثلوج تتساقط بكميات كبيرة فيها. أما في أوكيناوا فإن متوسط ​​درجة الحرارة لشهر يناير دافئٌ حيث يصل إلى 17 درجةٍ مئويةٍ.

ما هي أكبر جزر اليابان؟

يتكون أرخبيل اليابان من آلاف الجزر المتناثرة في المحيط، بعضها لا يتجاوز حجمه حجم صخرةٍ بحريةٍ كبيرةٍ، وبعضها الآخر يمثل الوجود القارّي الياباني. وتعتبر الجزر الخمس الآتية أكبر جزر اليابان وأهمها من الناحية الاقتصادية والجغرافية والديمغرافية أيضًا:

• هونشو (230 ألفًا و500 كيلومتر مربع)

هونشو هي أكبر جزر اليابان وأكثرها اكتظاظًا بالسكان وسابعُ أكبر جزيرةٍ في العالم. وهي جزيرة جبليةٌ وبركانيةٌ، حيث تمتد أشهر جبال اليابان على طول الجزيرة. وتتميز هونشو بالعديد من الأنهار، بما في ذلك أطول نهرٍ في اليابان وهو نهر شينانو. وينقسم مناخ الجزيرة بين شبه استوائيٍّ رطب في الجنوب وقارّي رطب في الشمال.

• هوكايدو (83 ألفًا و456 كيلومتر مربع)

هوكايدو هي المحافظة الواقعة في أقصى الشمال وأكبر محافظةٍ في اليابان. تشتهر الجزيرة ببرودة طقسها صيفًا وشتاءً. ويوجد في وسط الجزيرة عدد كبير من البراكين والجبال، بينما تمتد السهول الساحلية في جميع الاتجاهات إلى الخارج من هذا المركز. تضمّ الجزيرة أيضًا عددًا من المتنزهات الوطنية وشبه الوطنية. وتُعرف الجزيرة ببعض الصناعات الخفيفة، مثل تخمير الجعّة وطحن الورق، لكن معظم سكان الجزيرة يعملون في قطاع الخدمات. تلعب هوكايدو أيضًا دورًا رئيسيًا في الزراعة، حيث تحتل المرتبة الأولى في اليابان في الإنتاج في عدد من المنتجات مثل الذرة ولحم البقر والقمح.

• كيوشو (42.2 ألف كيلومتر مربع)

كيوشو هي جزيرة جبلية بها العديد من علامات النشاط التكتوني، بما في ذلك العديد من المناطق ذات الينابيع الساخنة والبراكين. تضم الجزيرة أكثر براكين اليابان نشاطًا، وهو البركان المستقرّ في جبل "اسو". وتشتهر الجزيرة بالمنتجات الزراعية الرئيسية التي تنتجها كالأرز والشاي وفول الصّويا. تنتج الجزيرة أيضًا الحرير على نطاق واسع وتشتهر بأنواع مختلفة من الخزف. تتمركز الصناعات الثقيلة في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي تشمل المعالجة الكيميائية والمعادن. أكبر مدينة في الجزيرة هي "فوكوكا"، وهي عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

• شيكوكو (18 ألفًا و800 كيلومتر مربع)

تتمتع شيكوكو بمناخٍ شبهِ استوائيٍّ مع فصول شتاء قصيرة معتدلة وصيف حار طويل. كما أن بها جبالًا عالية ومنحدراتٍ شديدة الانحدار، مما يحد من إمكانية السكن والبناء عليها. وشيكوكو هي أصغر الجزر الأربع في البرّ الرئيسي بالأرخبيل الياباني. تمتلك الجزيرة القليل من الموارد الطبيعية مع صناعة واسعة النطاق، كما أنها متخصصة في الكثير من الصناعات الغذائية كالمشروبات، وكذا تربية الماشية وزراعة التبغ. كما تنتج العديد من اللبّ والورق والمنتجات الكيماوية. وتشتهر شيكوكو أيضًا برحلات الحج الدينية التي تزورها، إذ يبلغ عدد معابدها 88 معبدًا، وترجع أهميتها الدينية إلى احتضانها ضريحًا لكاهن ياباني شهير هو الكاهن كوكاي ومهرجانًا دينيًا يسمّى "أوبون". وأكبر مدينة في الجزيرة هي عاصمة محافظة "إهيمه"، "ماتسوياما".

• أوكيناوا (1199 كيلومتر مربع)

تقع أوكيناوا بين بحر الصين الشرقي وشمال المحيط الهادئ، وهي الأكبر والأكثر اكتظاظًا بالسكان في 72 جزيرة في السلسلة التي تشكل أرخبيل ريوكيو. أوكيناوا هي جزيرة شبه استوائية يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة السنوية فيها حوالي 20 درجة مئوية. تتميز ساكنة أوكيناوا مقارنة بباقي المحافظات اليابانية بأنها أصغر كتلة سكانية وأكثرها سرعة في النمو، على الرغم من أن جزيرة أوكيناوا معروفة بأنها أكثر منطقة في العالم من حيث أعداد المعمّرين الذين يتجاوز سنهم 100 سنة، إذ تؤوي الجزيرة 34 معمّرًا من بين كل 100 ألف نسمة.

كم جزيرة في العالم؟

تُعرف الجزيرة بأنها مساحة من الأرض مُحاطةٌ بجسم مائي، مثل المحيط أو البحر أو البحيرة أو النهر وهي أصغر من القارّة. عندما تتشكّل عدة جزر في نفس المنطقة الجغرافية، يُطلق عليها وصف الأرخبيل. وأكبر جزيرة في العالم هي جزيرة غرينلاند التي تصل مساحتها إلى حوالي مليونين و160 ألف كيلومتر مربع، وتقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، شمال شرق كندا. وتشتهر هذه الجزيرة بغطائها الجليدي الواسع الذي يمثل حوالي 85 ٪ من إجمالي مساحتها. وتعتبر "بيشوب روك" أصغر جزيرة في العالم تقع في المحيط الأطلسي. وتشتهر الجزيرة بمنارتها ذات التصميم الهندسي البديع.

ويكاد يكون من المستحيل تحديد رقم للعدد الإجمالي للجزر في العالم بسبب الأنواع المختلفة من المسطحات المائية التي تحتضن الجزر. وتتحدث بعض التقديرات عن 300 ألف جزيرة في العالم، بينما تتحدث أخرى عن أكثر من مليون جزيرة. لكن إذا كان بلد واحد مثل السويد يحصي أكثر من 200 ألف جزيرة فإن من المستحيل في الوقت الراهن معرفة كم جزيرة في العالم بدقة. كما أن صعوبة إحصائها ترجع أيضًا للتعاريف الواسعة والمختلفة للمُسطّحات المائية التي تحتضن الجزر والتي لا تقتصر على المحيطات والبحار، بل تشمل أيضًا مسطحات مائية أخرى كالبحيرات. ويقدّر عدد السكان الذين يسكنون الجزر في العالم بأكثر من ستمائة مليون نسمة.

ومن بين الأدلة على صعوبة إحصاء كم جزيرة في العالم هذا الاختلاف الكبير في المعطيات المقدمة من مختلف بلدان العالم حول أعداد الجزر التي تشكلها. فإلى جانب المعطيات التي تصنف السويد كأكبر بلد من حيث عدد الجزر التي تصل إلى 267,570 جزيرة معظمها غير مأهولة، تحتل النرويج المركز الثاني عالميًا برصيد 239,057 جزيرة. وتعتبر هيئة السياح الفنلندية أن فنلندا بها حوالي 178,947جزيرة، مما يجعلها في المرتبة الثالثة على القائمة. وتدعي هيئة الإحصاء الكندية أن كندا لديها 52,455 جزيرة، مما يجعلها الرابعة عالميًا. وتعد جزيرة بافن الواقعة في إقليم نونافوت أكبرها وتغطي مساحة 195928 ميلًا مربعًا. وتمتلك الولايات المتحدة 18,617 جزيرة مما يجعلها في المرتبة الخامسة من حيث عدد الجزر، بينما تحتل أندونيسيا المرتبة السادسة بحوالي 17,504 جزر. 

وتعد المملكة العربية السعودية أول بلد عربي من حيث عدد الجزر حيث تمتلك حوالي 1285 جزيرة، وتأتي خلفها دولة الإمارات العربية المتحدة بحوالي 700 جزيرة، ثم إريتريا واليمن بحوالي 354 و200 جزيرة على التوالي.

وتعد الجزر وجهةً مفضلةً للعديد من السياح بسبب مناظرها الخلابة وأجوائها الفريدة. وتعتبر بعض الجزر أفضل وجهات العطلات وأشهرها في العالم مثل جزر سانت كيتس ونيفيس، وهما جزيرتان تقعان في جزر الهند الغربية في منطقة البحر الكاريبي، وتغطيان معًا مساحة 270 كيلومترًا مربعًا. وسانت كيتس هي الأكبر بينهما وتغطي مساحة 180 كيلومترًا مربعًا، بينما نيفيس أصغر قليلًا ومساحتها لا تتعدّى 93 كيلومترًا مربعًا. ورغم هذه المساحة الصغيرة التي تميزهما إلا أن هاتين الجزيرتين تستقطبان عددًا هائلًا من السياح، وتحتضنان أعظم مناطق الجذب في الجزر عبر العالم مثل حديقة "بريمستون هيل فورتوريس" الوطنية، التي تقدم إطلالات بانورامية على المياه والمواقع الطبيعية الخلابة، إضافة إلى جبل "ليامويجا"، حيث يمكن للمرء أن يرى الجزيرتين بأكملهما والبحر الكاريبي. وتعتبر جزيرة سانتوريني الواقعة في اليونان من أشهر الجزر السياحية في العالم. وتقع في جنوب بحر إيجه على بعد 120 ميلًا من اليونان القارية. وتقدم هذه الجزيرة لروادها أيضا مناظر خلابة وساحرة وتعتبر وجهة مفضلة لإقامة حفلات الأعراس والزواج.

ما هو أصغر محيط في العالم؟

يعتبر المحيط المتجمد الشمالي أصغر محيط في العالم، حيث تبلغ مساحته حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة تعادل مرة ونصف مساحة الولايات المتحدة، كما أنها مساحة أصغر من مساحة روسيا. ويعتبر هذا المحيط أصغر محيط في العالم مقارنة مثلًا مع المحيط الأطلسي التي تتجاوز 106 كيلومترات مربعة، ومساحة المحيط الهندي التي تفوق 70 مليون كيلومتر مربع. 

ويقع المحيط المتجمد في أقصى شمال الكرة الأرضية تحدّه جزيرة غرينلاند وكندا والنرويج وألاسكا وروسيا. ويبلغ متوسط ​​عمق المحيط المتجمد الشمالي 3953 قدمًا ووصلت أعمق نقطة فيه إلى 18264 قدمًا.

ويُغطَّى المحيط المتجمد الشمالي بالكامل تقريبًا بالجليد في معظم أوقات العام، ونادرًا ما يرتفع متوسط ​​درجة حرارته فوق درجة التجمد. ومع ذلك، فإن هذا المحيط ليس خاليًا من مظاهر الحياة. فالأنفاق الموجودة داخل الجليد البحري والتي تسمى قنوات المحلول الملحي تحتوي على البكتيريا والطحالب التي تغذي الديدان المفلطحة وغيرها من الكائنات التي تعيش في الأنفاق. ويشكل ذوبان الجليد أيضًا بركًا على قمة الجليد تتطور إلى تجمعات بيولوجية.

عندما يذوب الجليد، يتم إطلاق الكائنات الحية والمغذيات في الماء، مما يعزز نمو الطحالب تحت الجليد. وتوفر هذه الطحالب الغذاء للكائنات الصغيرة التي تسمى العوالق الحيوانية، والتي تعد مصدرًا غذائيًا للأسماك والحبار والفقمات والحيتان. بعض هذه المخلوقات الكبيرة، بدورها، تفترسها الدببة القطبية التي تعيش على الجليد.

وعلى الرغم من أنه أصغر محيط في العالم إلا أنه يحظى باهتمامٍ دوليٍ غير مسبوق. وينكبّ العلماء على فهم كيف سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير مياه المحيط المتجمد الشمالي، وبالتالي بقية المناخ. كما أن هناك منافسة كبيرة بين القوى العالمية للسيطرة على مياهه المفتوحة حديثًا.

وتمتلك الولايات المتحدة وكندا وغرينلاند وأيسلندا والنرويج وروسيا مناطق تصل إلى المحيط المتجمد الشمالي. ويعيش حوالي أربعة ملايين شخص في منطقة القطب الشمالي، ويعد العديد منهم من مجموعات السكان الأصليين الذين يعيشون هناك منذ آلاف السنين. وللبقاء على قيد الحياة في المناخ القاسي، يعتمد العديد من سكان المنطقة على ما يجود به المحيط المتجمد للحفاظ على سبل عيشهم. وهذا يشمل صيد الأسماك وخصوصًا صيد الحيتان.

ويشهد المحيط المتجمد الشمالي بعضًا من أشد حالات ارتفاع درجة الحرارة في العالم بسبب تغير المناخ. وفي السنوات الأخيرة، قاس العلماء تضاؤل ​​الغطاء الجليدي مع ارتفاع درجات الحرارة القياسية. وتتوقع إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016 أن السفن ستكون قادرة على الإبحار عبر المياه المفتوحة إلى القطب الشمالي بحلول عام 2040. ويحذر العلماء من أن فقدان الجليد البحري سيتجاوز تأثيره القطب الشمالي ويمكن أن يغير أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.

كما أن هذه التوقعات المتشائمة تتنبأ بأن يؤدي تضرر المحيط المتجمد الشمالي إلى فصول شتاء أكثر برودة وقسوة. ويحيط تيار نفاث يسمى الدوامة القطبية بالقطب الشمالي، مدفوعًا بفعل الاختلاف بين درجات الحرارة الباردة في الشمال ودرجات الحرارة الدافئة في الجنوب. ومع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي، يقول العلماء إن الدوامة القطبية ستصبح غير مستقرة ومن المرجح أن ترسل هواء القطب الشمالي جنوبًا. وقد شهد المحيط المتجمد الشمالي في عام 2018، ثاني أسوأ انخفاضٍ في الجليد البحري على الإطلاق. وتعرضت أجزاء من جزيرة غرينلاند للمحيطات المفتوحة لأول مرة منذ آلاف السنين.

اقرأ/ي أيضًا:

هل اليابان لديها جيش؟

هل البحرين جزيرة؟

هل تمتلك الجزائر السلاح النووي؟

هل الفاتيكان دولة؟

هل تايوان دولة مستقلة؟