تحقيق مسبار
يعاني الكثير من الرجال خاصةً مع التقدّم في العمر من مرض تضخّم البروستاتا، ويشكّل هذا المرض هاجسًا لدى الكثيرين، إذ يتساءل المصابون به دائمًا فيما إذا كان تضخّم البروستاتا خطيرًا، خصوصًا مع ارتباط اسم مرض تضخّم البروستاتا مع مرض سرطان البروستاتا.
يُعرّف هذا المقال على ماهيّة البروستاتا وما هو تضخّم البروستاتا، بالإضافة إلى أسباب وأعراض تضخّم البروستاتا وما هي مضاعفاتها، كما يستعرض المقال بعض الطرق التي يستخدمها الطب في تشخيص مرض تضخّم البروستاتا، وهل هناك علاقة بين مرض تضخّم البروستاتا وسرطان البروستاتا؟ ويحاول المقال طمأنة المتسائلين فيما إذا كان تضخّم البروستاتا خطيرًا أم لا.
ما هو تضخّم البروستاتا؟
البروستاتا غدة ذكرية تناسلية بحجم حبة الجوز تقع خلف المثانة مباشرة، وهي المسؤولة عن إفراز السائل المنوي عند الذكور. وتضخّم البروستاتا الحميد (Benign Prostate Enlargement BPE) هو المصطلح الطبي لوصف تضخم البروستاتا.
أسباب تضخم البروستاتا
سبب تضخم البروستاتا غير معروف، ولكن يُعتقد أنه مرتبط بالتغيرات الهرمونية مع تقدم الرجل في السن، حيث يتغير توازن الهرمونات في الجسم مع التقدّم في العمر، وقد يتسبب ذلك في نمو وتضخّم البروستاتا. كما يعتقد أيضًا أن بعض الممارسات الغذائية المتعلقة بنوعية الأطعمة وشرب الكحول قد تكون عاملًا للإصابة بتضخم البروستاتا.
أعراض تضخم البروستاتا
يمكن أن يؤدي تضخّم البروستاتا إلى الضغط على الإحليل، وهو الأنبوب الذي يمر من خلاله البول، وبالتالي قد يؤثر ذلك على طريقة التبوّل وخروج السائل المنوي أيضًا.
في معظم الحالات تكون الأعراض لدى بعض الرجال خفيفة ولا تحتاج إلى علاج، وتُعتبر الأعراض التالية من أبرز أعراض تضخم البروستاتا:
● الشعور بألم أو حرقان أثناء التبوُّل (عُسْر التبوُّل).
● صعوبة في التبوُّل، مثل تقطير التبوُّل أو تقطيعه.
● كثرة التبوُّل، وخصوصًا في الليل.
● ظهور دم في البول.
● الشعور بألم في البطن أو الأفخاذ أو أسفل الظهر.
● الشعور بألم في المنطقة الموجودة بين كيس الصفن والمستقيم.
● الشعور بألم في القضيب أو الخُصيتين.
● الشعور بألم عند القذف.
● الشعور بمؤشرات وأعراض تُشبِه الإنفلونزا في حالة التهاب البروستاتا الجرثومي.
مضاعفات تضخم البروستاتا
يمكن أن يؤدي تضخّم البروستاتا في بعض الأحيان إلى مضاعفات مثل الإصابة بالتهابات المسالك البولية، كما يمكن أن تتضاعف حالة الشخص المُصاب بتضخّم البروستاتا وتصل إلى احتباس البول الحاد، وهو عدم القدرة المفاجئة على إخراج أي بول.
تشخيص تضخم البروستاتا
تشخيص الإصابة بتضخّم البروستاتا قد يخضع للعديد من الاختبارات المختلفة، ومنها:
● الفحص البدني، ويتضمّن فحص المُستقيم والذي يمكن من خلاله تقدير حجم وشكل تضخّم البروستاتا.
● فحص البول، ويتم من خلاله التأكد من وجود بكتيريا أم لا.
● إجراء بعض الصور الشعاعية لغدة البروستاتا.
● تنظير المثانة، يتم من خلاله فحص المثانة ومجرى البول عن طريق جهاز صغير رأسه مُضاء.
● تحليل دلائل الأورام في الدم أو ما يسمى "معامل تضخم البروستاتا"، وذلك لاستبعاد الحالات الأخرى التي تسبب أعراضًا مشابهة لتضخم البروستاتا مثل سرطان البروستاتا.
علاج تضخم البروستاتا
يعتمد علاج تضخم البروستاتا على مدى شدّة الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب بتضخم البروستاتا، فإذا كانت الأعراض خفيفة فلن تحتاج عادةً إلى علاج فوري، ولكن سيخضع الشخص لفحوصات منتظمة للبروستاتا.
كما يُنصح أيضًا بإجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل:
● التبوّل عند الشعور بالحاجة إلى التبوّل وعدم تأجيل الذهاب إلى المرحاض.
● الحد من تناول المُحليات الصناعية.
● تجنب المشروبات الكحولية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
● تقليل مستوى التوتر، حيث أنّ العصبية يمكن أن تزيد من تكرار التبول.
● ممارسة الرياضة بانتظام.
● الحفاظ على الجسم دافئًا، لأن البرودة يمكن أن تزيد الأعراض سوءًا.
قد يُنصح ببعض الأدوية لتقليل حجم البروستاتا وإرخاء المثانة لعلاج الأعراض المتوسطة إلى الشديدة لتضخم البروستاتا، يوصى عادةً بالجراحة فقط للأعراض المتوسطة إلى الشديدة التي لا تستجيب للدواء.
هل هناك علاقة بين تضخّم البروستاتا وسرطان البروستاتا؟
يشعر العديد من الرجال بالقلق من أن تضخم البروستاتا يعني زيادة احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا أيضًا، إلّا أنّ هذا الخوف غير مسنود علميًا وإحصائيًا، فخطر الإصابة بسرطان البروستاتا ليس أكبر بالنسبة للرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا مقارنةً بالرجال غير المصابين بتضخم البروستاتا.
هل تضخّم البروستاتا خطير؟
يعتبر تضخم البروستاتا شائعًا عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عامًا، وهو مرض لا يُمثل تهديدًا خطيرًا على الصحة في العادة، ولكن يجب الالتزام بُطرق العلاج التي يصفها الطبيب والتغيير في أسلوب حياة الشخص المُصاب بتضخم البروستاتا حتّى لا تتفاقم الأعراض.
أعراض مرض البروستات
يُعتبر مُصطلح مرض البروستات (Prostate Disease) مصطلحًا طبيًا شائعًا، يكثُر استخدامه للإشارة إلى ثلاث حالات مرضية مُختلفة تُصيب البروستاتا عند الرجال. وذلك لأن تلك الحالات المرضية الثلاث هي الأكثر حدوثًا، إذ تُشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 25% من الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين من العُمر، يُصابون بأحد هذه الأمراض الثلاث، كما يُمكن أن يُصابوا بأكثر من واحدٍ منها. الحالات الثلاث لمرض البروستات هي:
● التهاب البروستاتا (Prostatitis)، والذي يُمكن أن يكون التهابًا بكتيريًا، أو أن يكون التهاب البروستاتا غير بكتيري، وفي هذه الحالة يُسمى أيضًا بمتلازمة آلام الحوض المُزمنة.
● تضخم البروستاتا، أو سرطان البروستاتا الحميد.
● ورم البروستاتا الخبيث، أو سرطان البروستاتا.
عادةً لا تظهر أعراض مرض البروستات في المراحل المبكرة للإصابة، والحقيقة أن هُناك تشابهًا كبيرًا بين الأعراض المُصاحبة للإصابة بأي واحد من الحالات الثلاث التي تُسمى إجمالًا بمرض البروستات، وهو الأمر الذي قد يجعل مهمة الطبيب أصعب لدى قيامه بالفحوصات اللازمة من أجل تحديد أي واحدٍ من هذه الأمراض يُعاني منه المريض. الأعراض الشائعة والمشتركة بين الحالات الثلاث، والتي يُمكن اعتبارها أعراض مرض البروستات تشمل:
● الشعور بحاجة مُلحة للتبول بشكل مُتكرر، وذلك خلال ساعات النهار، وأيضًا أثناء النوم.
● الشعور بحرقة أو بالألم أثناء التبول.
● وجود دم في البول أو في السائل المنوي.
● الشعور بالألم أثناء القذف.
● ضعف تدفق البول، حيث يخرج البول بشكل بطئ أو أن ينساب بشكل متقطع، قد يصل أحيانًا إلى درجة التقطير.
● آلام العضلات، والمقصود هو تكرر الشعور بآلام العضلات أو الشد العضلي في المنطقة المحيطة بالجهاز التناسلي والقريبة منه، مثل عضلات الحوض أو عضلات الخصر أو عضلات الجزء السُفلي من الظهر، وكذلك عضلات الجزء العلوي من الفخذين، بالإضافة إلى الشعور بالألم في منطقة العِجان، وهي المنطقة الواقعة بين الشرج وكيس الصفن.
ظهور هذه الأعراض يعني على الأرجح الإصابة بمرض البروستات، لكن لا يُمكن الاعتماد على هذه الأعراض فقط من أجل تحديد أي واحدٍ من الأمراض الثلاث التي تندرج تحت مصطلح مرض البروستات هو السبب الذي أدى لظهورها، لذا يُنصح بزيارة الطبيب بشكلٍ عاجل عند ملاحظة هذه الأعراض، حتى يتسنى إجراء الفحوصات اللازمة وتحديد المشكلة بدقة، وبالتالي اتخاذ الإجراءات العلاجية الضرورية. كما يجب التنويه على أن ظهور الدم في البول، قد يحدث كنتيجة لمرض البروستات، لكنه في أغلب الحالات، يُعتبر عارضًا مرضيًا أكثر ارتباطًا بحالات مرضية أخرى وليس بمرض البروستات، مثل الإصابة بحصوات الكلى، والتي يُمكن الاطلاع على معلومات أكثر حولها في مقال مسبار هل الحصوة تؤثر على الانتصاب؟.
أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال
يُعتبر تضخم البروستاتا عند الرجال أو سرطان البروستاتا الحميد أمر شائع جدًا، ويقع في المركز الأول بين جميع أنواع الأورام الحميدة التي تُصيب الرجال. وتتفق أغلب المصادر الطبية على أن تضخم البروستاتا عند الرجال أمر مُرتبط بالتقدم في السن، ويمكن اعتباره أحد الأمور المرتبطة بالشيخوخة، تمامًا كظهور الشيب والتجاعيد. ولعلّ من الأمور المُطمئنة حول هذا المرض هو أن هُناك نسبة كبيرة من حالات الإصابة لا تظهر فيها أي أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال على الإطلاق، تصل هذه النسبة إلى 60 % من الحالات بحسب بعض التقديرات. كما أن هُناك حالات تظهر فيها أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال، لكنّ هذه الأعراض تكون بسيطة وغير مُزعجة ولا تتطلب الخضوع للعلاج.
أما في الحالات التي تظهر فيها أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال وتكون أعراضًا حادة، فقد تطلّب هذه الحالات تدخلًا طبيًا، حيث يُمكن أن تُسبب هذه الأعراض الكثير من الإزعاج والمُعاناة. وتشمل أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال:
● عدم إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبول.
● في بعض الحالات، يُعتبر عدم القدرة على السيطرة على تدفق البول ضمن أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال، والذي قد يتطور إلى تبول لا إرادي أثناء النوم.
● الاستيقاظ أثناء ساعات النوم بسبب الحاجة إلى التبول مرتين أو أكثر.
● إحساس مُفاجئ بالحاجة المُلحة للتبول.
● تدفق البول بشكل ضعيف أو بطئ.
● صعوبة التبول، والشعور بالحاجة إلى الضغط أو بذل مجهود من أجل بدء تدفق البول.
● الشعور بالحاجة للتبول مُجددًا بعد مضي فترة قصيرة جدًا (بضع دقائق) على الانتهاء من التبول.
● الشعور بالألم أثناء التبول.
عند النظر إلى قائمة أعراض تضخم البروستاتا عند الرجال، يَسهُل مُلاحظة التشابه الكبير بين تلك الأعراض وبين أعراض مرض البروستات العامة، إلا أن الفروق الطفيفة بين كل منهما قد تكون العامل الأول الذي يساعد الطبيب على تشخيص الحالة، أو على الأقل زيادة الاشتباه لديه بأن المُشكلة هي تضخم البروستاتا أو سرطان البروستاتا الحميد وليس التهاب أو سرطان البروستاتا.
تجدر الإشارة إلى أن تضخم البروستاتا عند الرجال، قد يؤدي إلى عدد من المُضاعفات التي تتفاوت في خطورتها، وذلك في حال عدم علاج المشكلة بطبيعة الحال، من بين هذه المُضاعفات:
● العجز التام عن التبول أو ما يُعرف باحتباس البول: يُمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا عند الرجال في بعض الحالات إلى انسداد كامل في الإحليل، وهو القناة التي يمر خلالها البول من المثانة إلى خارج الجسم، وفي هذه الحالة، يفقد المريض القدرة على إخراج البول بشكل كامل. وهو الأمر الذي يسبب ضررًا للكليتين، كما يمكن أن يؤدي إلى تراكم السموم في الدم، وهي السموم التي من المفترض أن يتخلص منها الجسم عن طريق البول.
● العجز الجزئي عن التبول: والمقصود هو بقاء كمية من البول في المثانة بعد التبول، وعلى مدى فترة زمنية طويلة، يُمكن لهذا الأمر -تمامًا كما في حالة العجز التام عن إخراج البول- أن يُشكل أيضًا خطرًا على الكليتين، ويرفع احتمال تراكم السموم في الدم.
● التهاب المسالك البولية.
● التهاب المثانة.
● حصوة المثانة.
أعراض تضخم البروستاتا عند الشباب
في الحقيقة، يُعتبر تضخم البروستاتا من الحالات المرضية المُرتبطة بشكلٍ رئيسي بمراحل عُمرية مُتقدمة. بعض المصادر تذكُر أن الإصابة بتضخم البروستاتا وظهور الأعراض يترافق مع الوصول إلى العقد الخامس من العمر، تحديدًا بدايةً من سن الخامسة والأربعين. في حين تُشير أغلب المصادر إلى إحصائيات تتحدث عن أن سن الإصابة بتضخم البروستاتا بالشكل المرضي، والذي يُرافقه ظهور الأعراض هو الخامسة والخمسين. لذا يُمكن القول، أنه ليس هُناك أعراض لتضخم البروستاتا عند الشباب، وذلك لأن تضخم البروستاتا لا يُصيب الشباب من الأساس.
وفي مقال حول تضخم البروستاتا تم نشره على الموقع الرسمي لمنشورات هارفارد الصحية، التابع لكلية الطب في جامعة هارفرد، تَرِد الإشارة إلى أن تضخم البروستات يبدأ في سن الخامسة والعشرين، أي في مرحلة الشباب بالفعل، لكن هذا التضخم، أو هذه البداية بالأحرى، ليس تضخمًا مَرَضيًا، ولا يُرافقه ظهور أعراض تضخم البروستاتا عند الشباب، وعلى الأرجح لا يشعر به الشاب على الإطلاق، ويستمر الأمر على هذا النحو حتى ما بعد سن الأربعين.
إلاّ أن عددًا قليلًا من حالات الإصابة بتضخم البروستاتا في سن الثلاثين إلى الأربعين سنة، قد يُرافقه ظهور أعراض تضخم البروستاتا بشكل خفيف لا يستدعي العلاج. وفي نسبة بسيطة من تلك الحالات، تكون الأعراض قوية وتتطلب التدخل الطبي، وفي تلك الحالة تكون الأعراض نفسها التي يُصاب بها الرجال الذين يبلغون الخمسين فما فوق من العُمر.
جدير بالذكر أنه قد تظهر أعراض تضخم البروستاتا عند الشباب، لكن غالبًا ما يكون السبب هو إصابة الشاب بمرض مُعين أدى إلى انتفاخ أو تورم البروستاتا، ومن ثم ظهور الأعراض البولية، أي الأعراض المُرتبطة بالتبول والتي تم إيضاحها سابقًا، وليس تضخم البروستاتا المَرَضي أو سرطان البروستاتا الحميد. من بين الأمراض التي تُؤدي إلى تضخم البروستاتا عند الشباب بشكل عَرَضي ومؤقت:
● الأمراض المنقولة جنسيًا.
● التهاب المسالك البولية.
وفي مثل هذه الحالات، لا يتطلب انتفاخ أو تضخم البروستاتا عند الشباب علاجًا خاصًا أو تدخلًا طبيًا، لأن المُشكلة بالأساس عَرَضٌ جانبيٌ يزول تدريجيًا، وتزول أيضًا الأعراض التي تسبب بها عند علاج المرض الرئيسي الذي أدى إلى انتفاخ البروستاتا.
أسباب تضخم البروستاتا عند الرجال
في الحقيقة، يُعتبر تضخم البروستاتا عند الرجال أو ورم البروستاتا الحميد أحد الأمراض التي لم يتمكن العُلماء حتى الآن من تحديد أسبابها بدقة، وبالتالي ليس هُناك إجابة قاطعة لسؤال ما هي أسباب تضخم البروستاتا عند الرجال. وبالرغم من ذلك، يُمكن القول أن هُناك مجموعة من الحقائق حول الإصابة بتضخم البروستاتا، والتي تُثير اشتباه الأطباء، بسبب ارتباطها بتضخم البروستاتا. لكن حتى هذه العوامل لم يتم اعتمادها كأسباب تضخم البروستاتا عند الرجال أو كعوامل خطر ترفع احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا بشكل رسمي، وإنما هي مُجرد مُلاحظات إحصائية إن جاز التعبير. يُمكن تلخيص هذه الحقائق حول الأمور المُرتبطة بتضخم البروستاتا، والتي يُمكن أن تكون من أسباب تضخم البروستاتا عند الرجال على النحو التالي:
● عُمر الرجل: يرتفع احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا عند الرجال كُلما تقدموا في العمر، حيث يُعتبر تضخم البروستات شائعًا لدى الرجال بعد سن الخمسين، وتصل نسبة الإصابة بين الرجال في هذا العمر إلى حوالي 25%، في حين يُصيب تضخم البروستاتا 50% من الرجال الذين تجاوزوا السبعين من العمر. ويرى البعض أن جميع الرجال سيصابون بتضخم البروستاتا إذا عاشوا مُطوّلًا وبلغوا سن الشيخوخة.
● العوامل الجينية: من المُحتمل أن يكون العامل الجيني أو الوراثي له دور في زيادة احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا عند الرجال، فقد لُوحِظ أن الرجال الذين لديهم أقرباء مُصابون بتضخم البروستاتا يرتفع لديهم احتمال الإصابة بأربعة أضعاف عن الرجال الذين لم يظهر المرض في عائلاتهم. أما إذا كان أحد الإخوة مُصابًا، فإن احتمال إصابة إخوته يزيد بستة أضعاف عن الرجال الذين لم يظهر المرض في عائلاتهم.
● الرابط البيئي والعِرقي: يُعتبر تضخم البروستاتا أكثر شيوعًا في الدول الغربية عمّا هو عليه في دول شرق آسيا مثل الصين واليابان. كما لُوحِظ أن الرجال من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة.
● الهرمونات: تغير مستوى الهرمونات لدى الرجل أمر طبيعي يحدث نتيجةً للتقدم في السن، والمقصود بالطبع هرمونات الذكورة أي التستوستيرون، حيث أن هذا التغير في مستوى الهرمونات وتضخم البروستاتا، كلاهما يحدث في نفس المرحلة العمرية، وهو الأمر الذي يُشير إلى احتمال وجود رابط بينهما. كما أن هُناك ملاحظات أخرى تربط بين هرمونات الذكورة وتضخم البروستاتا، من بينها أن الرجال الذين خضعوا لجراحة استئصال الخصيتين في مرحلة عمرية مبكرة، لا يصابون بتضخم البروستاتا عند تقدمهم في السن. بالإضافة إلى ذلك، الرجال الذين تم تسجيل إصابتهم بتضخم البروستاتا، ثم خضعوا بعدها لجراحة استئصال الخصيتين لسببٍ أو لآخر، تراجع حجم البروستاتا لديهم بعد العملية، لكن هذا بالطبع لا يعني بأي حال من الأحوال أن استئصال الخصيتين هو أحد الحلول المطروحة لعلاج مُشكلة تضخم البروستاتا. وبحسب أحد المصادر فإن وجود الخصيتين وعملهما بشكل طبيعي هو في حد ذاته عامل خطر للإصابة بتضخم البروستاتا عند الرجال.
سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا الخبيث أو اختصارًا سرطان البروستاتا، هو أحد أنواع السرطانات وأكثرها حدوثًا لدى الرجال، إذ يحتل المرتبة الأولى بين أنواع السرطانات التي تُصيب الرجال في المملكة المتحدة (بريطانيا) والمركز الأول إلى جانب سرطان الجلد في الولايات المتحدة الأمريكية. يتميز سرطان البروستاتا بنمو ورم خبيث في نسيج غدة البروستاتا ناتج عن انقسام خلايا الغدة بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة.
في بعض الحالات، قد تنتشر الخلايا السرطانية التي نشأت في البروستاتا بالأساس إلى خارج حدود غدة البروستاتا، وفي حالات أخرى يبقى الورم ضمن حدود الغدة. كما يتم تقسيم سرطان البروستاتا إلى نوعين رئيسيين هما سرطان البروستاتا سريع النمو وهو الأكثر خطورة بطبيعة الحال، وسرطان البروستاتا بطئ النمو.
في أغلب حالات الإصابة بسرطان البروستاتا، لا تظهر أي أعراض تُشير إلى وجود ورم خبيث في البروستاتا، إلا أنه في بعض الحالات يُمكن أن تظهر بعض الأعراض التي تُرافق الإصابة به، من بين أعراض سرطان البروستاتا:
● الشعور بالحاجة المُلحة للتبول.
● تكرار الشعور بالحاجة للتبول بوتيرة عالية وخاصة أثناء النوم.
● ضعف وبطء تدفق البول.
● الشعور بأن المثانة لازالت مُمتلئة بعد التبول، أو أنها لم يتم تفريغها بشكل كامل.
● وجود دم في البول أو في السائل المنوي، وهو العَرَض الذي يُرجح احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا عن احتمال الإصابة بالمرضين الآخرين اللذين يندرجان تحت مُسمى مرض البروستات، أي التهاب البروستات وسرطان البروستات الحميد، لكنه لا يعني بالضرورة ذلك ولا يُمكن التوصل إلى تشخيص أكيد وقاطع بدون إجراء الفحوصات اللازمة.
● ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب لفترة زمنية طبيعية.
أسباب سرطان البروستاتا
تمامًا كما هو الحال بالنسبة لأسباب سرطان البروستاتا الحميد، أسباب سرطان البروستاتا ليست واضحة أو مُحددة بشكل قاطع، ولكن هُناك أيضًا بعض عوامل الخطورة أو الصفات التي ترفع احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا في حال وجودها لدى الرجل، والتي يُمكن أن تكون من أسباب سرطان البروستاتا، من بين هذه العوامل:
● المرحلة العُمرية: الرجال الذين تجاوزوا الخمسين مُعرضون للإصابة بسرطان البروستاتا بشكلٍ أكبر من الشباب.
● العامل الوراثي: الرجال الذين ينتمون لعائلات ظهر فيها سرطان البروستاتا مُعرضون بشكل أكبر للإصابة به، ويُعتقد أن المرض مُرتبط ببعض أنواع الطفرات الجينية المُتوارثة.
● الانتماء العِرقي: حيث تُعتبر حالات الإصابة بسرطان البروستاتا أكثر شيوعًا بين الرجال من أصول أفريقية أو لاتينية، عمّا هي عليه لدى الرجال من أصول آسيوية.
● السمنة: من المُحتمل أن تكون السمنة أو السمنة المُفرطة من بين أسباب سرطان البروستاتا، كما يرى الأطباء أن اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن والالتزام بممارسة الرياضة بانتظام، أمور من شأنها أن تُقلل خطر الاصابة به.
إلى جانب سرطان البروستاتا، تُعد السمنة عامل خطرٍ للكثير من الأمراض ويُنصح دائمًا بالتخلص من الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة، يمكن الاطلاع على معلومات أكثر حول خسارة الوزن ودور الرياضة في عملية خسارة الوزن من خلال مقال مسبار هل المشي ينقص الوزن؟
● تناول الكثير من الكالسيوم: تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالكالسيوم قد يكون أحد أسباب سرطان البروستاتا.
زراعة البروستاتا
قد يتساءل الكثيرون حول إمكانية زراعة البروستاتا، وذلك لأن استئصال البروستاتا يُعتبر أحد الخيارات العلاجية المطروحة أمام المرضى والأطباء من أجل علاج سرطان البروستاتا بنوعيه، أي سرطان البروستاتا الحميد والخبيث.
ولعلّه من المُفيد قبل الحديث عن مدى إمكانية زراعة البروستاتا، المرور على عملية استئصال البروستاتا والتعرف على أنواعها وبعض الحقائق المُتعلقة بها، وذلك كما يلي:
● يمكن أن يتم استئصال البروستاتا بشكلٍ كامل، كما يُمكن أن يتم عمل جراحة استئصال جُزء من البروستاتا، أي إزالة جزء من الغدة وليس الغدة بالكامل.
● يُمكن ان تتم العملية من خلال عمل شق في منطقة أسفل البطن، كما يُمكن أن تتم العملية من خلال عمل شق في منطقة العجان (ما بين الشرج وكيس الصفن) وذلك بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا لكل حالة.
● يُمكن أيضًا استخدام المنظار لاستئصال البروستاتا، وفي هذه الحالة يتم إدخال المنظار عبر العضو الذكري، كما يمكن أن يتم إجراء العملية باستخدام الروبوتات الطبية، والتي يتحكم بها الجرّاح.
فيما يخص زراعة البروستاتا، يُمكن القول أن الإجابة هي لا، لا يُمكن زراعة البروستاتا، فالعديد من المصادر الرسمية المُخصصة لمسألة زراعة الأعضاء والتبرع بها، لا تذكر البروستاتا ضمن قائمة الأعضاء والأنسجة التي يُمكن نقلها من شخص إلى آخر وزراعتها. إلّا أن العلماء استطاعوا التوصل إلى ما يُمكن تسميته باستزراع أو استنبات البروستاتا، وذلك بحسب ما نشرته مجلة (Nature) العلمية.
ما تم عمله بنجاح في تلك الدراسة هو التوصل إلى أحد أنواع الخلايا الجذعية التي تحمل مؤشرات حيوية، تدل على مَيلها للتحول إلى خلايا غدة البروستاتا، قام بعدها العلماء بزراعة هذه الخلية في أجسام فئران التجارب ومُراقبة سلوك هذه الخلية ونمط نموها، والنتيجة أن تلك الخلية تكاثرت وانقسمت إلى أن تحولت إلى نسيج بروستاتا حقيقي، قادر على إنتاج الإفرازات التي تُنتجها غدة البروستاتا الحقيقية، وهي الوظيفة الرئيسية لغدة البروستاتا.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتشاف يُمكن أن يُساعد العلماء على دراسة سرطان البروستاتا وفهمه بشكلٍ أعمق، والتوصل إلى اكتشاف كيفية بداية حدوث نشوء وانقسام الخلايا السرطانية في غدة البروستاتا. كما قد يُمكّن العلماء من استنبات غدة بروستاتا كاملة وطبيعية، لتُستخدم كبديل بالنسبة للمرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال البروستاتا بشكلٍ كامل.