تحقيق مسبار
أثارَ فيروس كورونا المستجد العديد من التخبطات والتساؤلات اللامتناهية حول أسباب انتشاره وطرق تفشّيه، ممّا فرض على الجميع الإلتزام، وأخذ الحيطة والحذر للوقاية منه. عُرف هذا الفيروس المجهول بأعراض عدة، وتم استجواب عدة مصابين عن طريق منظّمة الصحّة العالمية، وأكّدت على أن هنالك اعراض مبدئية ثابتة لكل مصاب أجري عليه الفحص.
في هذا المقال سوف نتعرّف على أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وهل الغثيان من اعراض الكورونا؟
ما هو فيروس كورونا؟
فيروس كورونا (COVID-19) هو المرض الناجم عن سلالة جديدة تم تحديدها لأول مرة في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بالصين. ويُعرف بمتلازمة الالتهاب التنفسي التاجي الوخيم الذي يُمكن أن يُسبب سعالًا شديدًا غير معتاد، حُمّى، فقدانًا أو تغيّرًا في حاسة الشم أو التذوق، أو تعبًا جسديًا. بمجرد إصابة الشخص بفيروس كورونا، قد يستغرق ظهور الأعراض من يومين إلى 14 يومًا. أمّا متوسط فترة احتضان المصاب للفيروس تتراوح ما بين 5-6 أيام.
سبب مرض كورونا
يحتمل سؤال ما هو سبب مرض كورونا عدد من الإجابات التي تختلف بحسب المقصود بهذا السؤال، تستعرض هذه الفقرة الإجابات المحتملة على النحو التالي:
- سبب مرض كورونا - الفيروس: هُناك عدد من المعايير المُتبعة من قِيَل المؤسسات العلمية والطبية العالمية في عملية إطلاق الأسماء على الفيروسات والأمراض التي تُسببها، ومن الشائع أن يحمل الفيروس اسمًا ما، بينما يتم إطلاق اسم مختلف على المرض الذي يُسببه. سبب مرض كورونا هو فيروس ينتمي من الناحية التصنيفية إلى مجموعة من الفيروسات تُسمى الفيروسات التاجية، وقد أُطلِق عليها هذا الاسم بسبب الزوائد أو الأشواك الموجودة على السطح الخارجي لهذه الفيروسات. المؤسسات المسؤولة عن اختيار الأسماء للفيروسات والأمراض الناتجة عنها هي منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية لعلم تصنيف الفيروسات، وقد قاموا بإطلاق اسم (SARS-CoV-2) على الفيروس المُسبب لمرض كورونا لأنه يُشبه في تركيبه الجيني الفيروس المُسبب لمرض (SARS) الذي انتشر في عدة دول في عام 2003.
- سبب مرض كورونا - الانتقال والانتشار: عندما يُصاب أي شخص بمرض كورونا، يتواجد الفيروس في نوعين من سوائل الجسم وهما اللعاب والسائل المخاطي للأنف. تنطلق كمية من هذه السوائل من فم وأنف المريض بشكل عفوي غير مقصود أثناء التحدث مع الآخرين أو أثناء السعال أو العطاس، وبالتالي يُصبح هناك ثلاثة احتمالات رئيسية لانتقال المرض من الشخص المُصاب إلى شخص غير مصاب. الاحتمال الأول هو أن يتواجد المريض بالقرب من شخص آخر لدرجة أن الرذاذ المُحمل بالفيروس يسقط بشكل مباشر على سطح وجه الشخص السليم وخصوصًا العين أو الأنف أو الفم، والاحتمال الثاني هو أن يقوم الشخص باستنشاق جزيئات الرذاذ المُحملة بالفيروس نظرًا لتواجده على مسافة قصيرة جدًا من المريض، والاحتمال الثالث هو أن يقوم الشخص السليم بلمس شيءٍ ما مُلوث بالفيروس، ثم لمس عينه أو أنفه أو فمه.
- سبب مرض كورونا - بداية الجائحة: عائلة الفيروسات التي تُسمى بالفيروسات التاجية تُصيب في الأساس أنواع مُعينة من الحيوانات مثل القطط والجمال والخفافيش وكذلك الخنازير. إلاّ أنه في بعض الأحيان يتحوّر الفيروس من الناحية الجينية فيصبح قادرًا على إصابة جسم الإنسان. في حالة الفيروس المُسبب لمرض كورونا، ظهر هذا الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية عام 2019 في أحد الأسواق المحلية حيث تُباع الحيوانات. وبالرغم من الاعتقاد الشائع بأن هذا الفيروس انتقل إلى البشر من الخفافيش، إلا أنه في الحقيقة العلماء لم يقوموا بتحديد الحيوان الذي انتقل منه هذا الفيروس إلى الإنسان لأول مرة، وإنما هناك اشتباه بأن يكون المصدر هو الخفافيش.
أعراض الكورونا
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المصابين بفيروس كورونا، صُنّف بعضها الأكثر شيوعًا وتم تشخيصها عند الكثير من المصابين، وتشمل أعراض الإصابة بفيروس كورونا الأكثر شيوعًا:
- السّخونة\الحُمّى:
وهي زيادة مؤقتة في درجة حرارة الجسم، غالبًا بسبب الإصابة بفيروس. وتعتبر الإصابة بالحمّى علامة على حدوث شيء خارج عن المألوف في الجسم، ويُعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم هو أحد الأعراض البارزة لدى مصابي فيروس كورونا.
- القحّة الجافّة:
بالنظر إلى أن فيروس COVID-19 يُهيّج أنسجة الرئة، فإن المصاب بفيروس كورونا سيعاني من سعال جاف ومستمر، وقد يبقى لمدة طويلة. ويترافق ذلك مع ضيق في التنفس وآلام في العضلات. ومن الجدير ذكره أنّه مع تقدم المرض، تمتلئ أنسجة الرئة بالسوائل، وقد يشعر المصاب بضيق في التنفس، بينما يكافح جسمه للحصول على ما يكفي من الأكسجين في آن واحد، لذا يُعزل المصاب تمامًا عن الاحتكاك مع من حوله لمنع العدوى وإصابة آخرين بالمرض.
- التّعب والإرهاق:
من أكثر أعراض الإصابة بفيروس كورونا شيوعاً الشعور بالتّعب الجسدي، كما تم الإبلاغ عن التعب المزمن كآثار لاحقة في المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ل COVID-19، لهذا يتوجّب على أولئك الذين يعانون من التعب ألّا يبالغوا في إجهاد أنفسهم، وأن يتأكدوا من أخذ فترات راحة مناسبة عند الضرورة.
هل فيروس كورونا خطير؟
لا يُمكن القول أن فيروس كورونا خطير بالمطلق أي في جميع حالات الإصابة، وفي نفس الوقت يُمكن أن يكون فيروس كورونا خطير لدرجة أن يُسبب وفاة المريض. لا شكّ أن الخطورة المُجتمعية لهذا الفيروس لم تَعُد محل تساؤل وذلك بسبب سرعة انتشاره التي جعلت منه وباءً عالميًا. لكن على المستوى الفردي تختلف خطورة الفيروس اختلافًا كبيرًا من حالة لأخرى. تُوضح القائمة التالية الإجابة الدقيقة لسؤال هل فيروس كورونا خطير بالنسبة لفئات مختلفة من المُصابين كما يلي:
- الإصابة بدون أعراض: بحسب بعض التقديرات، حوالي 17% من حالات الإصابة بفيروس كورونا لا يظهر فيها على الشخص المُصاب أي أعراض على الإطلاق. أي أنه لا يُعاني من أي مشاكل صحية ناتجة عن الإصابة منذ لحظة التقاطه للفيروس وحتى تغلب جهازه المناعي على الفيروس والقضاء عليه تمامًا. بالنسبة لهؤلاء لا يكون فيروس كورونا خطيرًا على الإطلاق، ولكن تظل هُناك مشكلة نقل العدوى وبالتالي نشر المرض. فبالرغم من أن احتمال انتقال الفيروس من هؤلاء الأشخاص لأشخاص آخرين أقل من غيرهم، إلا أن عدم ظهور الأعراض يعني على الأرجح عدم اكتشاف الإصابة، وبالتالي لن يخضع هؤلاء الأشخاص للعزل المنزلي وسيستمرون في مخالطة الآخرين.
- حالات الإصابة الخفيفة والمتوسطة: في أغلب حالات الإصابة، تظهر أعراض مرضية خفيفة أو متوسطة الشدة على المريض، وهي أعراض لا تستدعي التدخل الطبي، ويتمكن الجهاز المناعي للمريض من مقاومة الفيروس والقضاء عليه خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. وبالنسبة لهؤلاء لا يُعتبر فيروس كورونا خطيرًا أيضًا، إذا لا يُسبب الفيروس أي أعراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي الحاد.
- حالات الإصابة الشديدة: في الكثير من الحالات، يمكن أن يكون فيروس كورونا خطيرًا بالفعل. يتم تصنيف حالة المُصاب على أنها حالة كورونا خطِرة إذا كان المُصاب بحاجة للعناية الطبية في المُستشفى، أو البقاء في العناية المركزة، أو التوصيل بجهاز التنفس الصناعي. وبطبيعة الحال يتم إدراج حالات الوفاة الناتجة عن كورونا ضمن الحالات الخطيرة في الإحصائيات الخاصة بالوباء.
وبالرغم من عدم إمكانية التنبؤ بخطورة المرض على أي شخص في حال التقاط العدوى، إلا أن هناك مجموعة من الفئات التي تُعتبر مُعرضة لمخاطر المرض بنسبة أكبر من غيرها. من بين هؤلاء السيدات أثناء فترة الحمل، وكذلك مرضى السرطان، والأشخاص المُصابون بأمراض مُزمنة في الكِلى. من بين هؤلاء أيضًا الأشخاص المُسنين، بالإضافة إلى الأشخاص المُصابون بمرض مُزمن في الكبد ومرضى السُكر ومرضى مُتلازمة داون، والأشخاص الذين يُعانون من السُمنة والسُمنة المفرطة، وكذلك الأشخاص المُصابون بفيروس نقص المناعة البشري HIV المُسبب لمرض الإيدز.
معلومات مُفصلة حول فيروس نقص المناعة البشري ومرض الإيدز وطُرق انتقاله في مقال مسبار هل ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية؟
هل الغثيان من أعراض الكورونا؟
إنّ الغثيان فعليًا هو عبارة عن حالة من الاضطراب وعدم الشعور بالرّاحة في المعدة، ويحدث غالبًا قبل القيء ويصحبه بعد ذلك تقيؤ، حيث يحدث تفريغ قسري أو غير طوعي لمحتويات المعدة عن طريق الفم، وينجُم ذلك عن مجموعة متنوعة من الأسباب، منها: الحساسيّة العالية من الحركة أو بعض الأطعمة أو الأدوية، أو حتى آثار بعض الحالات الطبّيّة. لكن السؤال الذي يدور حديثًا حول ما إذا كان الغثيان من أعراض الكورونا، حيث يتساءل الكثير عن الأعراض قبل أن يتأكَّدوا بأنهم مُصابين بشكل حتمي.
وفي صدد ذلك أُجريت مؤخرًا أبحاث حديثة في مدينة ووهان في الصّين أُثبِتَ عن طريقِها أنّ بعض المصابين بفيروس كورونا قد عانوا من الغثيان والقيء أو الإسهال قبل الإصابة بالحمّى، وبأنّ الغثيان قد يكون من أول أعراض الإصابة بفيروس كورونا .
لا زالت الأبحاث مستمرة بخصوص أعراض فيروس كورونا، فمنها المؤكد والشائع ومنها الأقل شيوعًا لكنه وارد ظهورها على المصاب ومنها غير مستبعدة ولم يُحسم أمرها بعد، إذ يمكن تصنيفها كعوارض رئيسية أم لا.
كذلك الغثيان فإنه يُعدّ من الأعراض الوارد ظهورها على المصاب لكنها ليست شائعة ويمكن أن لا تظهر عند كل مصاب بفيروس كورونا.
هل الإقياء من أعراض كورونا؟
منذ بدء انتشار الفيروس المُسبب لمرض كورونا ومرورًا بتحوله إلى جائحة عالمية وحتى هذه اللحظة، لازالت العديد من المؤسسات والجهات المعنية تتناول هذا الفيروس بالدراسة والبحث، بهدف الوصول إلى فهم أعمق لطبيعته، وبالتالي الوصول إلى علاج كفيل بالقضاء عليه وعلى الوباء الذي تسبب به. ولا شك أن مسألة التعرف على أعراض كورونا من الأمور التي تحظى بأهمية خاصة، لما لها من دور في سرعة اكتشاف وتشخيص حالات الإصابة والتعامل معها بالشكل الصحيح. فيما يخص الإقياء، يمكن القول أن اعتبار الإقياء من أعراض كورونا لا يزال محل خلاف، أو بصياغة أخرى، لا تُجمِع المصادر الطبية الموثوقة على أن الإقياء من أعراض كورونا. تُوضح القائمة التالية موقف عدد من المؤسسات الطبية الهامة من هذا الأمر على النحو التالي:
- حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تقُم منظمة الصحة العالمية باعتبار الإقياء من أعراض كورونا، إذ تُشير المنظمة عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت إلى مجموعة من الأعراض المُقسمة إلى فئتين هُما فئة الأعراض الأكثر شيوعًا، وفئة الأعراض الأقل شيوعًا، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأعراض يُشار إليها على أنها الأعراض الأكثر خطورة، إلاّ أنها لا تذكر الإقياء في أي فئة من الفئات الثلاث.
- يُشير مركز السيطرة على الأمراض ومنعها (CDC) إلى أن الإقياء من أعراض كورونا بالفعل، وذلك في قائمة من الأعراض تشمل عشرة أعراض أخرى إلى جانب الإقياء، إلاّ أن المركز يذكر بوضوح أن ظهور هذه الأعراض أو بعضها قد يُشير إلى الإصابة بكورونا، وليس دليلًا قاطعًا على حدوث الإصابة.
- في السابع عشر من أكتوبر لعام 2020 تم نشر دراسة تحمل عنوان "دور الإقياء والغثيان في كوفيد 19: هل أغفلنا أمرًا ما؟" وقد توصّل القائمون على هذه الدراسة إلى أن الإقياء من أعراض كورونا. إذ ترد في التقرير الخاص بتلك الدراسة العبارة التالية "لا يُعتبر الغثيان والإقياء أعراضًا غير شائعة لكورونا سواء للأطفال أو البالغين".
لذا يُمكن القول أن الإجابة هي نعم، يُمكن أن يكون الإقياء من أعراض كورونا، ليس بالضرورة في جميع حالات الإصابة، لكن من الواضح أنه أحد الأعراض التي تظهر على عدد كبير نسبيًا من الحالات، حتى وإن لم يكُن هناك إجماع على هذا الأمر.
ومن المهم الانتباه إلى حقيقة أن وباء كورونا مازال يُشكل تحديًا قائمًا أمام العالم ولم ينته بعد، وما زالت الكثير من الحقائق تتكشّف بخصوص هذا الفيروس والمرض الذي يُسببه، فإذا لم يتم الانتباه إلى أن الإقياء من أعراض كورونا في بداية الجائحة، أو إذا لم يتم التوصل إلى إجماع مُطلق حول هذا الأمر، هذا لا يمنع أن هناك احتمال قوي جدًا أن يكون هذا الأمر صحيحًا، خاصة في ضوء نتائج تلك الدراسة المُشار إليها سابقًا.
هل غثيان المعدة من أعراض كورونا؟
تمامًا كما هو الحال مع الإقياء، هُناك شواهد تدفع الكثير من المصادر إلى اعتبار غثيان المعدة من أعراض كورونا، ولكن ليس هناك إجماع مُطلق حول هذا الأمر أيضًا. فحتى هذه اللحظة لازالت منظمة الصحة العالمية تُعدد أعراض كورونا الأكثر شيوعًا والأقل شيوعًا والأكثر خطورة أيضًا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، دون الإشارة إلى أن غثيان المعدة من أعراض كورونا. في حين تُشير مصادر أخرى إلى هذا الأمر ولكن بِطُرق مختلفة. فيما يلي توضيح لبعض الحقائق المُتعلقة بغثيان المعدة وعلاقته بأعراض كورونا:
- تُشير الدراسة المذكورة في الفقرة السابقة إلى أن غثيان المعدة من أعراض كورونا التي ربما لم ينتبه إليها العلماء في بداية الجائحة تمامًا كالإقياء، ويربط أيضًا القائمون على هذه الدراسة بين هذين العرضين بشكلٍ واضح، أي أن كلاهما يحدث معًا في عدد كبير من حالات الإصابة بكورونا. كما يؤكد القائمون على هذه الدراسة على أن غثيان المعدة عرض شائع للكثير من الأمراض والمشاكل الصحية الجسدية منها والنفسية، بالإضافة إلى إمكانية الشعور بغثيان المعدة كأثر جانبي ناتج عن تناول أنواع معينة من الأدوية.
- أحد المصادر يُشير إلى أن غثيان المعدة من أعراض كورونا لكنه لا يربط بينه وبين القيء بالضرورة، أي يمكن أن يحدث أحد هذين العارضين أو كلاهما في عدد كبير من الحالات، ويُشير أيضًا إلى أن جميع أعراض كورونا يُمكن أن تحدث لأسباب أخرى، بما في ذلك الإقياء وغثيان المعدة.
- يُشير الموقع الرسمي لمنظومة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن غثيان المعدة من أعراض كورونا طويلة الأمد، وليس أعراض كورونا أثناء الإصابة. وأعراض كورونا طويلة الأمد أو مضاعفات كورونا (Long Corona) هي مجموعة من الأعراض التي يُمكن أن يُعاني منها المريض حتى بعد تعافيه من الإصابة بكورونا لفترة طويلة، قد تتجاوز الثلاثة أشهر في بعض الحالات. أي أن الفيروس لم يعد موجودًا في الجسم لكن الأعراض لا تزال موجودة، ومن بين هذه الأعراض غثيان المعدة بالفعل.
وبناءً على ما سبق تكون الإجابة نعم، يمكن أن يكون غثيان المعدة من أعراض كورونا أثناء الإصابة، كما يُمكن أن يكون أحد المضاعفات التي تستمر بعد التعافي من كورونا، وكما هو معلوم يُمكن أن يحدث لأسباب أخرى بعيدة تمامًا عن التقاط عدوى كورونا.
غثيان كورونا
ليس هُناك ما يُميز غثيان كورونا عن الغثيان الناتج عن أسباب أخرى، وبالتالي يُمكن تعريف غثيان كورونا بنفس الطريقة التي يُعرف بها الغثيان في العموم. الغثيان هو إحساس بعدم الراحة في المعدة والشعور بالرغبة في القيء، وهو شعور يمكن أن يسبق القيء ويُمكن أن يحدث منفردًا دون أن يتبعه الإقياء. وبما أن الغثيان يحدث كنتيجة للكثير من المشاكل الصحية، يُمكن تمييز السبب الذي يؤدي إلى الشعور بالغثيان من خلال ملاحظة الأعراض المصاحبة له وذلك على النحو التالي:
- إذا كان الغثيان مصاحبًا للقيء والإسهال فهذا يعني أن المريض مُصاب على الأرجح بتسمم غذائي أو نزلة معوية.
- إذا كان الغثيان مُصاحبًا للصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم أو الحمى فإن السبب عادةً هو الانفلونزا أو نوع آخر من الالتهابات.
- إذا كان الغثيان مصحوبًا بالصداع مع عدم القدرة على تحمل التعرض للضوء وخاصة الضوء الساطع، وعدم القدرة على احتمال الأصوات المرتفعة وفرط التحسس تجاهها، فإن السبب على الأرجح هو الصداع النصفي.
- إذا كان الغثيان مصحوبًا بحرقة المعدة أو الحموضة والشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام فمن الممكن أن يكون السبب هو ارتجاع المرئ.
القائمة أعلاه لا تُغطي جميع أسباب الغثيان، فهناك أسباب أخرى لحدوثه مثل دوار البحر أو الخضوع لعملية جراحية مؤخرًا أو الحمل.
وفيما يخص غثيان كورونا، يُشير الباحثون إلى أن الغثيان الناتج عن كورونا يحدث ضمن مجموعة من الأعراض التي تُصيب الجهاز الهضمي وهي الغثيان والقيء والإسهال، ثم تبدأ الأعراض التي تُصيب الجهاز التنفسي بالظهور. يُشار أيضًا إلى أن الغثيان في العموم، يزول من تلقاء نفسه في الكثير من الحالات. وبناءً على هاتين المعلومتين، يمكن القول أن غثيان كورونا يحدث مصحوبًا بالقيء والإسهال، ثم تتبعه ببضعة أيام ظهور أعراض كورونا الخاصة بالجهاز التنفسي مثل ارتفاع الحرارة والسعال الشديد وضيق النفس وغيرها من الأعراض.
لماذا يحدث غثيان كورونا؟
بعض الباحثون الذين قاموا بدراسة فيروس كورونا وتأثيره على جسم الإنسان في حال حدوث الإصابة، وجدوا أن لهذا الفيروس القدر على الدخول إلى الجهاز الهضمي من خلال نوع معين من المُستقبلات الموجودة على سطح الخلايا، وهي مُستقبلات تستجيب بالأساس لأحد أنواع الإنزيمات، إلاّ أن لفايروس كورونا القدرة على الارتباط بها. ويُشير الباحثون إلى أن عدد هذه المُستقبلات في خلايا الجهاز الهضمي أكثر بمائة ضعف من عددها في الجهاز التنفسي، ولهذا يُسبب الفيروس ظهور أعراض على الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال والغثيان. جدير بالذكر أنه في حال استمر الغثيان لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام، يجب مراجعة الطبيب كي يتسنى معرفة السبب وراء الشعور بالغثيان وعلاجه، سواء ظهرت الأعراض التنفسية لكورونا أم لا.
علاج الإحساس بالغثيان
قبل التعرف على علاج الإحساس بالغثيان، من المهم الانتباه إلى الحقائق التالية:
- في الكثير من الحالات يكون الإحساس بالغثيان أمر عارض ومؤقت ولا يُصاحبه بالضرورة أعراض أخرى، وعلى الأرجح لا يُشير إلى وجود أي مشكلة صحية، وبالتالي يزول سريعًا من تلقاء نفسه دون الحاجة لتدخل طبي.
- يُعتبر الغثيان بشكل رئيسي عرض مرضي وليس مرضًا بحد ذاته، وفي مثل هذه الحالات يكون مصحوبًا بأعراض أخرى تُساعد الطبيب في تشخيص المُشكلة التي تُسبب الغثيان.
- في حال كان الغثيان ناتجًا عن مشكلة صحية، فإن الطبيب عادةً لا يقوم بعلاج الإحساس بالغثيان، وإنما يستهدف بالعلاج المُشكلة الصحية أو المرض الذي يُسبب الغثيان.
في ضوء ما سبق، يُمكن مُحاولة علاج الإحساس بالغثيان أولًا من خلال اتباع مجموعة من النصائح البسيطة التي يتم تطبيقها في المنزل والتي تشمل:
- عند بداية الإحساس بالغثيان، يُمكن التوجه إلى مكان جيد التهوية مثل الجلوس بالقرب من النافذة أو في الشُرفة واستنشاق الهواء المتجدد، وتجنب البقاء في غرفة مغلقة لا تتميز بالتهوية الجيدة.
- شرب كوب من الماء أو كوب من العصير الطبيعي مثلًا ولكن بطريقة معينة، وهي تناول جُرعات صغيرة متتالية ومنتظمة وعلى فترة طويلة نسبيًا.
- تجنب تناول الطعام بقدر المستطاع، وفي حال كان الإحساس بالغثيان مستمرًا لأكثر من يوم، يُنصح بتناول وجبات صغيرة بدلًا من تناول الوجبات الرئيسية الثلاث كما هو مُعتاد. يُنصح أيضًا بتناول أنواع معينة من الأطعمة وهي الموز والأرز الأبيض والتفاح وخبز التوست.
- تجنب طهي الطعام أو تناول الأطعمة ذات الرائحة القوية والنفاذة. كما يجب الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والأطعمة المقلية.
- تجنب الاستلقاء أو النوم بعد تناول الطعام مباشرةً.
- الامتناع عن ارتداء الملابس الضيقة التي تُسبب ضغطًا على البطن.
- يُنصح بشرب شاي النعناع أو شاي الزنجبيل، أو تناول أطعمة خفيفة تحتوي على الزنجبيل مثل كعك أو بسكويت الزنجبيل.
في حال استمر الإحساس بالغثيان لفترة تزيد عن يومين أو ثلاثة أيام، وخاصةً إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى تُثير القلق مثل القيء والإسهال أو ضيق في التنفس أو التعرق بشدة، وكذلك الصداع الشديد، يجب حينها مراجعة الطبيب بشكلٍ عاجل، وفي مثل تلك الحالات يتمكن الطبيب من تحديد سبب الغثيان وعلاجه، وبطبيعة الحال، علاج المرض الذي يُسبب الغثيان، يعني أيضًا علاج الإحساس بالغثيان. على سبيل المثال، إذا كان الغثيان ناتج عن ارتجاع المريء، تكون الأدوية التي تُعطى للمريض للسيطرة على هذه المشكلة كافية للقضاء على الأعراض الناتجة عنها مثل الحموضة أو حرقة المعدة وكذلك الغثيان.