تحقيق مسبار
تعاني الكثير من النساء من حالة غازات الرّحم، والتي قد تُسبب للبعض منهن الشعور بالانزعاج والإحراج، ولأهمية هذا الموضوع سنُقدم لكم في هذا المقال نبذة عن حالة غازات الرحم، وما إذا كان يُصنّف مرضًا يستدعي تدخُلًا طِبّيًا، وما هي أعراضه وأسبابه، وهل يمكن علاج غازات الرحم؟ بعض المعلومات الهامة الأخرى عنه.
ما هي غازات الرّحم؟
غازات الرّحم وقد يسميه البعض الغازات المهبلية "vaginal gas" أو "Queefing”، هي الحالة التي يُحبَس فيها الهواء داخل المهبل نتيجة ممارسة رياضية أو جنسية محددة، وبمجرد احتباس ذاك الهواء، فإنه سينطلق في النهاية من المهبل، ويمكن أن يُسبب صوتًا مُشابهًا لانتفاخ البطن الشائع وصوت انطلاق الرّيح.
عادةً ما يكون هذا حدثًا طبيعيًا بلا رائحة، ومن النادر أن يكون علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة، ومع ذلك، من الممكن أن يكون أحد أعراض حالة طبية تحتاج إلى العلاج.
أعراض غازات الرّحم
لا يُوجد أعراض خطيرة لغازات الرحم مثل باقي الأمراض الصحية، لكن تصنيف خطورة الأعراض يرجع لحجم تلك الغازات، فإذا زاد هذا الهواء في الرحم، فإنه يُسبب الشعور بالألم والمغص في البطن نتيجة لضغط الهواء على الأربطة في منطقة الحوض.
أسباب غازات الرّحم
هُناك العديد من الأسباب المختلفة التي يُمكن أن تُسبب غازات الرّحم، ومن المُهم معرفة تلك الأسباب، حيثُ يحتاج البعض إلى مُعالجة من قبل أخصائي طِبّي تِبعًا لتلك الأسباب، وبعض هذه الأسباب تشمل:
- النشاط الجِنسي
وهو أحد الأسباب الشائعة لغازات الرّحم، حيث يمكن أن تؤدي حركة القضيب داخل وخارج المهبل أثناء الممارسة الجنسية إلى دخول الهواء ثم احتباسه، وعندما تنقبض أو تنبسط عضلات الرحم من النشوة الجنسية أو عند إزالة القضيب، سيتم إطلاق هذا الغاز المُحتَبَس. أيضًا من الممكن أن يتسبب الجنس الفموي وبعض الممارسات الجنسية العنيفة في احتباس الهواء أيضًا، مما يتسبب في تكوّن غازات الرّحم.
- ضعف الحَوض
في حين أن غازات الرّحم ليست واحدة من الأعراض الرئيسية لضعف الحوض، لكن بعض الدراسات أظهرت أنه من الممكن أن تكون غازات الرّحم أحد أسباب ضعف الحوض.
- النّاسور المهبلي
وهو عبارة عن مجرى مُجوّف غير طبيعي بين المهبل وعضو داخلي آخر في البطن أو الحوض، حيث يُعتقَد أنّ النواسير المهبلية سبب مُحتمل لغازات الرّحم التي لا ترتبط مباشرة بالنشاط الجنسي. وهناك العديد من أنواع النواسير المهبلية، حيث يجب معالجة النواسير من قبل طبيب متخصص.
- مُنتجات العناية النسائية
وبالأخص تلك التي يتم إدخالها إلى المهبل مثل السدادات القطنية الماصّة (Tampons) أو أكواب الدورة الشهرية، والتي تساعد في انحشار الهواء داخل المهبل، حيث يخرج الهواء من المهبل عند إخراج المنتج أو خلال النشاط الرياضي.
- تمارين التمدّد
بَعض أنواع هذه التمارين والتي تشمل منطقة الحوض بالتحديد مثل اليوغا، تعمل على تشجيع استرخاء المهبل مما يسمح بكمية أكبر من الهواء بالدخول، وقد يخرج الهواء من داخل المهبل من خلال القيام ببعض التمارين بوضعيات مختلفة.
- توتُر العضلات
توتر العضلات من بعض الأنشطة، مثل النشاط الجنسي أو فحوصات أمراض النساء، من الممكن أن يحبس جيوب أو فقاعات من الهواء في المهبل، كما من الممكن أن يؤدي السُعال أيضاً إلى توتر عضلات الحوض، مما يدفع الهواء إلى أسفل وخارج المهبل.
الوقاية من غازات الرّحم
في الكثير من الحالات، لا تُوجد طريقة حقيقية للوقاية من غازات الرّحم، وليست هناك حاجة أيضًا لذلك، حيث عادةً ما تكون الأعراض الوحيدة لغازات المهبل هي صوت اضطراب الهواء والإحساس بالهواء المحتبس الذي يُغادر المهبل، وهو عادةً غير مؤلم، وغازات الرّحم إذا لم تختف بشكل طبيعي، فإن الجلوس على الأرض، خاصة أثناء التبول، يمكن أن يساعد في خروج الهواء المحبوس.
هل يمكن علاج غازات الرحم؟
إذا كان الغاز المهبلي ناتجًا عن التوتر، فقد تساعد محاولة الاسترخاء وممارسة التنفس العميق في خروجه، كما يمكن للشخص تجنّب الأنشطة الجنسية والتمارين الجسدية التي تسبب غازات الرحم. أيضًا قد يساعد تجنب استخدام منتجات النظافة الداخلية النسائية، مثل السدادات القطنية، في تقليل غازات الرّحم والحد منها. كذلك من الممكن لتمارين كيجل، المعروفة بتحسين قوة عضلات الحوض، التقليل من احتمالية تكوّن غازات الرّحم.
أعراض الغازات
تعد الغازات وبالأحرى غازات الجهاز الهضمي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي انتشارًا بين الناس، ولا تظهر أعراض الغازات بشكل عام عند الجميع بنفس الطريقة، وتعتمد شدة أعراض الغازات وانتشارها على السبب وراء الغازات. كذلك قد تعكس أعراض الغازات حالة صحية معقدة أو اضطراب هضمي بحاجة إلى تلقي العناية الطبية في بعض الأحيان. كما قد يكون ظهور أعراض الغازات ناجم عن عدم ملائمة بعض الأطعمة للشخص الذي تظهر عليه أعراض الغازات كالتجشؤ أو إطلاق الريح من فتحة الشرج. تاليًا أبرز أعراض الغازات:
- التجشؤ: تشتمل الحالة على بلع بعض الأشخاص كميات كبيرة من الهواء عند الأكل، ويقوم هؤلاء الأشخاص بإطلاق الهواء من الفم قبل وصوله إلى المعدة في بعض الأحيان. وقد تعكس حالة التجشؤ بعض حالات اضطراب الجهاز الهضمي العلوي مثل حالات قرحة المعدة أو التهاب المعدة. كذلك يصاب بعض الأشخاص بحالات متطرفة وشديدة من التجشؤ وهو ما يعرف بمتلازمة (Megan Blase)، حيث تجعل المتلازمة الشخص يبتلع كميات كبيرة من الهواء مما يسبب تشكل فقاعة من الغازات في المعدة، كما يكبر حجم الفقاعة كلما كانت الوجبة ثقيلة، مما يسبب الإحساس بالامتلاء وضيق التنفس الشديد الذي يشبه إلى حد ما أعراض النوبة القلبية. أما عن علاج الحالة في العادة يقوم الأطباء بإرشاد مرضاهم إلى بعض التغييرات السلوكية التي من شأنها تحسين أو علاج حالة التجشؤ. أما في حالات التجشؤ الأكثر تعقيدًا وشدة فإن الأطباء يلجؤون إلى الجراحة لتصحيح الحالة.
- إطلاق الريح: يعد كثرة إطلاق الريح أحد أبرز أعراض الغازات انتشارًا، إذ يعتبر المعدل الطبيعي لعدد المرات التي يتم فيها إطلاق الريح عبر المستقيم من 14 إلى 23 مرة خلال اليوم الواحد. وكما هو الحال في التجشؤ قد يعكس إطلاق الريح وجود بعض اضطرابات الجهاز الهضمي أو بعض الحساسيات من مركبات بعض الأطعمة، كما أن الكثير من الغازات أو إطلاق الريح ناجم عن سوء امتصاص الكربوهيدرات أو وجود بعض أنواع البكتيريا في القولون.
- ألم البطن: يعتبر ألم البطن أحد أعراض الغازات التي يستدل بها على وجود كمية من الغازات أكثر من الكمية الطبيعية في الجهاز الهضمي، وقد يكون الألم شديد في بعض الأحيان إلى درجة الخلط بينه وبين أمراض القلب أو التهاب الزائدة الدودية أو الإصابة بحصى المرارة. فعند تجمع الغازات في الجانب الأيسر من القولون يسبب ألمًا يشبه إلى حد ما ألم النوبة القلبية أو أمراض القلب، كذلك هو الحال عند تجمع الغاز في الجانب الأيمن من القولون فإن الألم يشبه ألم التهاب المرارة على سبيل المثال.
أما عن أسباب ظهور الغازات وتشكل أعراض الغازات المشار إليها آنفًا فهي تختلف في الموقع وطريقة التكوين، تاليًا أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض الغازات:
- بلع الهواء: من الممكن أن يكون ظهور أعراض الغازات مرتبطًا ببلع كميات من الهواء عبر الفم أثناء تناول الطعام، مما يؤدي إلى حصول التجشؤ الذي من شأنه التقليل من كمية الغازات غير الطبيعية الموجودة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. كما يعتبر تناول الطعام بسرعة كبيرة هو المسبب الأكبر، إضافة إلى مضغ العلكة وأكل أنواع الحلوى القاسية وشرب المشروبات والمياه الغازية.
- الإصابة بارتجاع المريء: يعتبر الارتجاع المعدي المريئي من الحالات التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض الغازات (التجشؤ)، إذ يلحظ الأشخاص المصابون بالارتجاع المعدي المريئي أن التجشؤ لديهم له طعم كريه في أغلب الأحيان.
- نوع الطعام: قد تتسبب بعض الأطعمة في تكوين الغازات في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي، إذ تظهر أعراض الغازات على شكل إطلاق للريح عبر المستقيم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن بعض الخضروات مثل البصل والقرنبيط والبروكلي غالبًا ما تسبب الغازات، كذلك منتجات الألبان أو الأطعمة الغنية بالألياف، بالإضافة إلى المحليات الصناعية وبدائل السكر وغيرها.
- الإصابة ببعض أنواع حساسيات الطعام: من الممكن أن تتشكل الغازات في الجهاز الهضمي نتيجة الإصابة بحساسية اللاكتوز أو الجلوتين أو الفركتوز، إذ تظهر أعراض الغازات على شكل إطلاق للريح أيضًا.
- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي: يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من الغازات وإطلاق الريح خلال فترات تهيج القولون.
إطلاق الهواء من المهبل
تعاني الكثير من السيدات من حالة محرجة للغاية وهي إطلاق الهواء من المهبل. ولا يقتصر إطلاق الهواء من المهبل على عمر معين أو فئة معينة من السيدات، إذ تعتبر من الحالات الشائعة جدًا والتي تتعرض لها جميع السيدات ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتهن. ولا يعد إطلاق الهواء من المهبل بحد ذاته من الحالات المرضية التي تستدعي القلق، إنما هو فقط حركة لا إرادية في المهبل، حيث تحدث عندما يتم إطلاق الهواء المحبوس داخل الرحم عبر المهبل. ولكن من الممكن والوارد جدًا أن يعكس إطلاق الهواء من المهبل حالات مرضية معينة أكثر جدية أو خطورة في منطقة الحوض والمهبل، وذلك في حال تجاوز الوضع مرحلة إطلاق الهواء من المهبل بشكل طبيعي إذا صح التعبير وتحولت إلى عارض صحي أكثر جدية أو حالة متكررة.
وبالإمكان اعتبار إطلاق الهواء من المهبل مشابه إلى حدٍ ما غازات البطن (غازات الجهاز الهضمي)، إذ يعتبر النوعان إطلاقًا للهواء إلى خارج الجسم إما عبر فتحة الشرج أو فتحة المهبل، كذلك فإن حركة إطلاق الهواء من المهبل تترافق مع إطلاق صوت شبيه إلى حد ما بإطلاق الهواء من الجهاز الهضمي، إلا أن المختلف بين الحالتين هو أن إطلاق الهواء من المهبل لا يكون مصحوبًا بأي رائحة، وعلى الرغم من ذلك فإن الصوت هو الأكثر إحراجًا للسيدات، إذ أن إطلاق الهواء من المهبل غير إرادي ولا يمكن التنبؤ به قبل حدوثه لتلافيه.
وعلى الرغم من الحديث عن كون حالة إطلاق الهواء من المهبل على أنه حالة شائعة بين السيدات وإشارة العديد من المصادر الطبية إلى ذلك، إلا أنه وبحسب مراجعة اشتملت على نتائج 11 دراسة منشورة حول موضوع إطلاق الهواء من المهبل، فإن البحوث العلمية والطبية في الموضوع لا تزال قاصرة وغير متعمقة إلى حد ما، وقد يكون السبب أن إطلاق الهواء من المهبل من المواضيع التي لا تقوم السيدات بالحديث والإبلاغ عنها أو حتى الانفتاح بشأنها مع الأطباء المختصين أو مقدمي الرعاية الصحية، كما قد تكون محدودية المعلومات بسبب إحجام السيدات عن المشاركة في البحوث والدراسات التي تقوم بدراسة حالة إطلاق الهواء من المهبل. ولكن المراجعة خلصت إلى اعتبار إطلاق الهواء من المهبل من الحركات العشوائية للجسم والتي لا يمكن التحكم بها، كذلك أكدت المراجعة إلى أن الموضوع لا يزال بحاجة لدراسة معمقة للفيزيولوجيا المرضية المتسببة في حدوث إطلاق الهواء من المهبل، كما خلصت المراجعة إلى أن معدل انتشار إطلاق الهواء من المهبل بين السيدات كنسب مئوية دقيقة لا يزال لغاية نشر المراجعة غير معروف على وجه الدقة، ويرجع ذلك بالتأكيد إلى الامتناع عن الإبلاغ المشار إليه سابقًا.
كما أشارت ذات المراجعة إلى بعض الأمور التي صُنفت على أنها عوامل خطر وليست أسباب مباشرة لحدوث إطلاق الهواء من المهبل، ويقصد بعوامل الخطر على أنها ممارسات أو حالات قد ترفع من نسب حدوث إطلاق الهواء من المهبل، إذ لا يعني ذلك بالضرورة أن جميع السيدات اللواتي قد يمتلكن واحدًا أو أكثر من عوامل الخطر هن بالتأكيد معرضات لحدوث إطلاق الهواء من المهبل، إلّا أن وجود أحد عوامل الخطر لديهن يجعلهن معرضات بصورة أكبر لحدوث إطلاق الهواء أكثر من السيدات اللواتي لا يمتلكن أحد عوامل الخطر تلك، تاليًا أبرز عوامل الخطر لحالة إطلاق الهواء من المهبل:
- الولادة الطبيعية: تعتبر الولادة المهبلية أبرز عوامل الخطر التي تجعل السيدة معرضة أكثر لإطلاق الهواء من المهبل.
- سلس البول: تعتبر حالة سلس البول من الحالات المرضية التي ترفع نسب حدوث إطلاق الهواء من المهبل، إذ يصعب على السيدة المصابة بسلس البول التحكم في إفراغ المثانة بشكل كامل، كما وتقدر نسبة السيدات المصابات بسلس البول بثلاثة أضعاف الرجال المصابين به.
- الممارسة الجنسية: تعتبر السيدات المتزوجات أكثر عرضة لحدوث إطلاق الهواء من المهبل.
- ممارسة الرياضة: ترفع ممارسة بعض الرياضات من حدوث إطلاق الهواء من المهبل لدى بعض السيدات، ويعتقد أن اليوغا هي الرياضة التي بإمكانها أن تزيد من تلك الحالة.
ما سبب انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية؟
تختبر جميع السيدات بلا استثناء انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية، وقد يزداد انتفاخ البطن لبعض السيدات مع التقدم في العمر، وقد تلاحظ بعض السيدات تفاوت في درجات انتفاخ البطن بين الأشهر، لذلك تتساءل العديدات عن سبب انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية، كما تتوجه العديد منهن إلى الأطباء في بعض الأحيان لمعرفة سبب الانتفاخ والتورم أثناء الدورة الشهرية وقبل نزول دم الحيض في أغلب الأحيان، تاليًا أبرز أسباب انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية:
الهرمونات الجنسية
تشير دراسة إلى أثر الهرمونات الجنسية على مستويات حبس السوائل في السيدات والفتيات الأصحاء البالغات، وقد خلصت الدراسة إلى أن انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية وقبلها ناجم عن التغيرات الحاصلة في مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون، والتي تعرف على أنها الهرمونات الجنسية في الجسم، إذ يحصل أن تنخفض مستويات البروجسترون في الجسم قبل حوالي أسبوع من نزول الدورة الشهرية، ويتسبب انخفاض مستوى البروجسترون في الجسم انسلاخ بطانة الرحم ومن ثم نزول دم الحيض. وعلى مستوى آخر فإن التغيرات في مستويات هرمون البروجسترون والأستروجين تجعل جسم الأنثى يحتفظ بمزيد من الماء والأملاح، وعند احتباس الماء داخل خلايا الجسم عندها فقط تشعر السيدة أو الفتاة بانتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية وفي الأيام التي تسبق نزولها، كذلك فقد وجدت دراسة نشرت عام 2011 أن السيدات اللواتي يعانين أصلًا من انحسار الماء في خلايا الجسم بشكل عام يعانين من أعراض أسوأ لانتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية.
وبالإضافة إلى تغير مستويات الهرمونات الجنسية في الجسم يوجد بعض العوامل التي قد تساهم في جعل انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية أسوأ بالنسبة لبعض السيدات والفتيات، تاليًا أهمها:
- العوامل الوراثية: قد تساهم بعض العوامل الوراثية المتناقلة عبر العائلة الواحدة إلى جعل بعض الفتيات أو السيدات معرضات لانتفاخ البطن أكثر من غيرهن أثناء الدورة الشهرية.
- نوع الحمية الغذائية: وجدت بعض الدراسات أن نوع الحمية التي تتبعها السيدات أو الفتيات في حياتهن اليومية قد يزيد من أعراض انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية، إذ قد تزيد الأطعمة الغنية بالملح من الانتفاخ عن طريق حبس كمية أكبر من السوائل داخل الخلايا.
- العناصر الغذائية والفيتامينات الموجودة في الجسم: قد يلعب اختلال مستويات الفيتامينات والعناصر الغذائية المختلفة في الجسم دورًا في انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية أو بعدها، لذلك ينصح الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة الأمريكية السيدات والفتيات اللواتي يعانين من انتفاخ البطن أثناء الدورة الدموية بأخذ مكملات فيتامين ب6، إذ يساعد الفيتامين على تحسين العديد من الأعراض التي تصيب السيدات قبل وأثناء الدورة الشهرية، ولعل أبرز فوائد أخذ المكملات الخاصة بفيتامين ب6 هو التقليل من انتفاخ البطن والتوتر الذي يصاحب الدورة الشهرية. هذا وبالإمكان الحصول على فيتامين ب من مصادره الطبيعية الموجودة في بعض الأغذية مثل اللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك، كذلك يوجد الفيتامين ب6 في بعض الخضروات مثل البطاطا، بالإضافة إلى أغلب الفواكه (عدا الحمضيات)، كما يوجد في بعض أصناف الحبوب المدعمة بالفيتامينات.
- إفراط استهلاك المشروبات الكحولية والمنبهة: يعتبر الإفراط في تعاطي بعض أنواع المشروبات سببًا في انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية، إذ قد يقود الإفراط في المشروبات الكحولية إلى انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهرية أو قبلها، كذلك قد يسبب الإفراط في تناول بعض المشروبات غير الكحولية المنبه التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة وغيرها إلى انتفاخ البطن أيضًا أثناء الدورة الشهرية.
الغازات في الرحم
تشعر بعض السيدات بإحساس الامتلاء أو وجود الغازات في الرحم في بعض الأحيان، وقد يترافق الشعور بوجود الغازات في الرحم مع إطلاق شيء من الهواء من المهبل، مما يؤكد بالفعل وجود الغازات في الرحم. وقد تغالط العديد من السيدات والفتيات الشعور بوجود الغازات في الرحم، كما قد تهمل بعضهن الذهاب إلى الطبيب الأخصائي لأخذ استشارة عن الأمر، وذلك للحرج الذي قد تشعر به السيدات والفتيات من فكرة وجود الغازات في الرحم، وقد تتعرض بعض السيدات المتزوجات للإحراج أثناء ممارسة العلاقة الحميمة نتيجة لوجود الغازات في الرحم أو الأصوات التي تصدر أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، مما يؤدي إلى امتناع بعضهن عن ممارسة العلاقة مع أزواجهن. كما يؤثر وجود الغازات في الرحم على بعض السيدات سلبًا، إذ يدفع الإحراج بهن إلى اعتزال بعض مظاهر الحياة الاجتماعية أو بعض الأنشطة الرياضية والتجمعات كنتيجة لوجود الغازات في الرحم أو إطلاق الهواء من المهبل بمعنى أصح. وبالرغم من شيوع الحالة إلا أن الطب لا يزال عاجزًا عن تحديد عوامل الخطر التي ترتبط بوجود الغازات في الرحم على وجه الدقة، علاوة على ذلك فلا يزال عدد الدراسات غير كافٍ، إذ يعتبر من غير الممكن تعميم نتائج الدراسات الموجودة على أغلب السيدات والفتيات اللواتي يُبلغن عن وجود الغازات في الرحم أو يعانين من دون الإبلاغ عنها.
ومن الجدير بالذكر وجود دراسة تعود إلى العام 2012، أجريت على مجموعة من السيدات في أحد دول الشرق الأوسط، وشملت العينة الأولية للدراسة على 1000 سيدة (انسحبت من المجموع 54 سيدة) وتراوحت أعمار المشاركات بين 18 و80 عام، كذلك فإن النساء المشاركات كن مختلفات من ناحية الحالة الاجتماعية (لم يسبق لهن ممارسة العلاقة الجنسية وسيدات قد مارسن العلاقة الجنسية الكاملة) ومؤشر كتلة الجسم للسيدات، كذلك شملت الدراسة تباينًا في نوع الولادة (ولادة قيصرية أو مهبلية طبيعية)، بالإضافة إلى ذلك ضمت الدراسة سيدات مشخصات بالفعل بضعف عضلات الحوض وتدلي بعض أعضائه وسيدات لا يشتكين من أمراض الحوض. هذا وقد خلصت الدراسة إلى أن العوامل التي ارتبطت بوجود الغازات كانت مختلفة إلى حد ما، فبحسب الدراسة قد تُبلغ نفس السيدة عن الغازات في الرحم في نشاطين مختلفين في نفس الوقت لكن بنسب متباينة، فقد تشعر إحداهن بوجود غازات في الرحم أثناء العلاقة الجنسية وأثناء القيام بالتمارين الرياضية لكن بنسب متفاوتة، لذلك قامت السيدات بإعطاء نسب مئوية مختلفة لكل نشاط (عوامل الخطر). أما نسبة انتشار الغازات في الرحم وإطلاق الهواء من المهبل بين السيدات المشاركات بلغت 20% فقط، وقد أهملت الدراسة قياس طول المهبل والعجان، كما اقترحت الدراسة التصوير بالرنين المغناطيسي للحوض للدراسات المستقبلية من أجل تقييم وظائف عضلات الحوض وعلاقتها بدقة أكبر مع غازات الرحم، تاليًا النسب المئوية لكل من عوامل الخطر من الأعلى إلى الأدنى حسب عينة الدراسة:
- الأنشطة البدنية: يعتبر ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية التي تشتمل على تفعيل عضلات الحوض مثل اليوغا هي الأكثر ارتباطًا بوجود غازات الرحم وإطلاق الهواء من المهبل، إذ ارتبط هذا النشاط مع وجود الغازات في الرحم بنسبة تصل 92% مقارنة مع باقي عوامل الخطر.
- ممارسة العلاقة الجنسية: أبلغت النساء أن النشاط الأبرز بعد ممارسة الرياضة المرتبط بوجود الغازات في الرحم وإطلاق الهواء من المهبل هو الجماع، إذ وصلت نسبة ارتباط الجماع بوجود الغازات في الرحم 54% من الإجابات، بينما أبلغت 4% فقط من النساء اللواتي لم يسبق لهن ممارسة العلاقة الحميمة عن وجود الغازات في الرحم.
- الولادات القيصرية والمهبلية: تعد الولادة بنوعيها المهبلي أو القيصري من العوامل التي ترفع نسبة وجود الغازات في الرحم وإطلاق الهواء من المهبل، فقد بلغت نسبة الارتباط بين الولادة القيصرية غازات الرحم 34%، بينما كانت النسبة للولادة المهبلية أعلى إذ بلغت 54%.
أعراض غازات الرحم
بشكل عام لا يوجد العديد من أعراض غازات الرحم، وفي العادة فإن غازات الرحم هي حالة عرضية وردة فعل عشوائية من الجسم نتيجة انحشار الهواء في الرحم، إذ يتخلص الرحم من الغازات المحشورة بداخله بطريقة تلقائية بمجرد إطلاق الهواء إلى خارج الرحم عبر المهبل، لذلك فإن أغلب حالات غازات الرحم لا ترتبط بأعراض مرضية سابقة أو أعراض خطيرة، خصوصًا حالات غازات الرحم التي تنشأ بسبب ممارسة رياضة معينة أو غازات الرحم التي تحدث عند ممارسة العلاقة الحميمة، كذلك هو الحال في أعراض غازات الرحم التي تعقب الولادات الطبيعية.
ولكن في بعض الأحيان قد ترتبط أعراض غازات الرحم مع أعراض حالات مرضية تصيب النساء ومنها حالات الناسور المهبلي المستقيمي وأمراض ضعف الحوض، إذ استنتجت بعض الدراسات وجود علاقات بين غازات الرحم والناسور المهبلي أو أمراض الحوض. وبحسب دراسة نشرت عام 2009 فإن إطلاق الهواء من المهبل نتيجة لوجود الغازات في الرحم هو أحد أعراض ضعف عضلات الحوض، كذلك فإن أغلب السيدات المصابات بالناسور المهبلي المستقيمي يعانين من أعراض الغازات في الرحم وإطلاق الهواء من المهبل.
ويعرف الناسور المهبلي على أنه فتحة غير طبيعية تنشأ كحالة مرضية، حيث تربط الفتحة (الناسور) بين المهبل وبعض أعضاء الجسم الأخرى، أما الناسور المهبلي المستقيمي فيقوم بربط المستقيم والمهبل معًا، مما يتسبب بتسرب غازات الهضم وفضلاته (البراز) من الأمعاء الغليظة إلى المهبل، وفي العادة تحصل أغلب حالات الناسور المهبلي المستقيمي أثناء الولادة أو بعد الخضوع لأحد العمليات الجراحية في المنطقة. كذلك فإن شدة أعراض غازات الرحم الناجمة عن الناسور المهبلي المستقيمي تختلف عند كل مريضة بحسب حجم وموقع الناسور المهبلي المستقيمي، وللناسور المهبلي المستقيمي أعراض أخرى إلى جانب غازات الرحم والمهبل، تاليًا أبرزها:
- تسرب الغازات والبراز عبر المهبل، حيث بالإمكان أن يرصد الطبيب المختص وجود البراز في منطقة المهبل عند إجراء الفحص الطبي.
- وجود الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة.
- حالات التهاب المهبل المتكررة، كما تكون علامات التهاب المهبل واضحة عند الفحص البدني للمريضة.
كذلك فإن أعراض الغازات في الرحم ترتبط أيضًا بممارسة العلاقة الجنسية، إذ غالبًا ما يعتبر صدور أصوات من المهبل والرحم امرأ طبيعيًا عند القيام بممارسة الجنس، وقد ترتبط وضعيات معينة أكثر من غيرها بأعراض الغازات في الرحم، إذ ينحصر الهواء في مؤخرة المهبل نتيجة حركة الإيلاج والدفع المتكررة من العضو الذكري، وكنتيجة للدفع المتواصل فإن الهواء ينتقل إلى داخل الرحم أثناء الممارسة الجنسية. أما عن الأصوات التي ترافق إطلاق غازات الرحم عبر المهبل، فهي ناجمة عن صفع جدران المهبل لبعضها البعض عند مغادرة الهواء للجسم عبر المهبل، وفي العادة خارج وقت ممارسة العلاقة الجنسية فإن جدران المهبل تكون متقاربة من بعضها البعض مع وجود الحد الأدنى من الهواء في ما يعرف بقبو المهبل (vaginal vault)، ولكن تغيير فيزيائية المهبل عند الممارسة الجنسية وتباعد الجدران هو ما يسمح للهواء بالولوج عميقًا إلى داخل الرحم، علمًا أن أعراض غازات الرحم أثناء الممارسة الجنسية بإمكانها أن تكون أسوأ في حال كانت السيدة تعاني من حالات معينة أدت إلى تغيير شكل جدران المهبل من الأساس، ومن تلك الحالات كبر فتحة المهبل عن المعدل الطبيعي بسبب الولادات المهبلية المتكررة أو الإصابة بتدلي المهبل، إذ يسمح تشريح المهبل نفسه في تلك الحالات بدخول كمية أكبر من الهواء إلى المهبل مولدًا أعراض غازات الرحم.
أسباب خروج هواء من المهبل
يوجد العديد من أسباب خروج هواء من المهبل، وفي الحقيقة لا يوجد سبب واحد لجميع الحالات، إذ تختلف أسباب خروج الهواء من المهبل حسب الحالة الفردية لكل امرأة على حدا، فقد تكون أسباب خروج هواء من المهبل لدى إحداهن ناجمة عن ضعف عضلات الحوض بسبب التقدم في العمر، بينما تكون أسباب خروج هواء من المهبل لدى امرأة شابة أصغر عمرًا مرتبطة بالممارسة الجنسية أو الولادة المهبلية المتكررة. لذلك لا يمكن تحديد أسباب خروج هواء من المهبل بالتعميم، ولكن بالإمكان القول أن هناك مجموعة من الأسباب هي الأكثر انتشارًا لخروج الهواء من المهبل بين النساء، تاليًا أبرزها:
- العلاقة الجنسية: تعد الممارسة الجنسية أحد أسباب خروج الهواء من المهبل، خصوصًا إذا ما ترافقت الممارسة الجنسية مع بعض التغيرات في شكل المهبل أو ضعف عضلات الحوض.
- التمارين الرياضية: ممارسة التمارين الرياضية التي تستهدف عضلات الحوض ومنها اليوغا والبلاتس.
- عوامل الخطر: من الممكن أن يكون وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطر التي تسبب تغيير في فسيولوجية المهبل من أسباب خروج الهواء من المهبل، ومن تلك العوامل زيادة الوزن والولادات الطبيعية عن طريق المهبل.
- الأمراض: الإصابة بأحد الأمراض التي تؤثر على منطقة الحوض وعضلاته مثل ضعف عضلات قاع الحوض أو تدلي المثانة والرحم أو المهبل.
علاوة على ذلك، يوجد العديد من المقالات الطبية والأبحاث العلمية التي تشير إلى أمراض ضعف عضلات الحوض كسبب من أسباب خروج الهواء من المهبل، وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات المنشورة التي تصف خروج الهواء من المهبل كالعارض الأكثر انتشارًا وإحراجًا لأمراض ضعف عضلات الحوض، إلا أن هناك دراسة مهمة خلصت إلى استنتاجات أخرى بخصوص الموضوع، إذ أجريت الدراسة على مجموعة من النساء بلغ عددهن 2921 سيدة، تتراوح أعمارهن بين 45-85 سنة، تم إخضاع 800 سيدة منهن إلى الفحص المهبلي لتقييم وظائف العضلات لديهن في منطقة المهبل، كما تم توزيع استبانات البحث على 1397 سيدة منهن، قامت الدراسة باستنتاج بعض النقاط الهامة فيما يتعلق بضعف عضلات الحوض ووصفه سببًا من أسباب خروج الهواء من المهبل، تاليًا أهم من توصلت له الدراسة:
- خروج الهواء من المهبل حالة منتشرة بشكل واسع بين النساء اللواتي يعانين من ضعف عضلات الحوض، إذ قدرت الدراسة أن واحدة من كل ثمانية من النساء اللواتي يعانين من ضعف عضلات الحوض اشتكين من خروج الهواء من المهبل، لذلك بالإمكان اعتبار ضعف عضلات الحوض أحد أسباب خروج الهواء من المهبل الأساسية والمباشرة.
- الانزعاج والحرج الناجم من خروج الهواء من المهبل بالنسبة للنساء المشاركات في الدراسة كان متواضعًا، مقارنة بانزعاجهن من الأعراض الأخرى لضعف عضلات الحوض كسلس البول، وذلك يتعارض مع بعض الدراسات التي تشير إلى الهواء الخارج من المهبل على أنه من المشاكل الأكثر إحراجًا للمريضات اللواتي يعانين من ضعف عضلات الحوض.
- سلس البراز السائل والصلب (سلس الشرج) والذي يعتبر أحد أعراض ضعف عضلات الحوض هو أحد عوامل الخطر لخروج الهواء من المهبل، ولا تعتبر حالة السلس الشرجي سببًا مباشرً لخروج الهواء من المهبل، إنما أحد عوامل الخطر الذي يزيد من فرص خروج الهواء من المهبل. كذلك رجحت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من سلس الشرج كن أقل انزعاجًا من خروج الهواء من المهبل، وذلك كون حالة سلس الشرج من الحالات الحرجة جدًا والتي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريضة وحياتها الاجتماعية.
- الآلية الدقيقة لانحشار الهواء في المهبل وخروجه لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات، كذلك أشارت الدراسة إلى أن التغيرات التشريحية في المهبل قد تكون أحد أسباب خروج الهواء من المهبل، إلا أن الموضوع بحاجة إلى المزيد من البحوث.
أسباب الغازات في البطن عند النساء
لا تعتبر الغازات في البطن حالة مقتصرة عند النساء فقط، إنما قد تكون النساء هن الأكثر إبلاغًا عن غازات البطن والأكثر تحسسًا منها بطبيعتهن، كذلك فإن أسباب الغازات في البطن عند النساء تختلف بين امرأة وأخرى، فلا تجتمع جميعهن على سبب واحد، لذلك لا يوجد إجابة موحدة عند السؤال عن أسباب الغازات في البطن عند النساء. تاليًا أسباب الغازات في البطن عند النساء الأكثر شيوعًا:
- بطانة الرحم الهاجرة (Endometriosis): تعد حالة الانتباذ البطاني الرحمي إحدى أسباب الغازات في البطن عند النساء. هذا وقدرت دراسة نسبة السيدات اللواتي يعانين من بطانة الرحم المهاجرة بـ 11% على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يوجد ضمن النسبة هذه نساء غير مشخصات طبيًا، وتعاني النساء المصابات بحالة بطانة الرحم الهاجرة من الغازات في البطن بالإضافة إلى التورم والانتفاخ المزعج والألم في منطقة البطن، ذلك إلى جانب احتمالية إصابتهن بالعقم وغزارة الحيض، وقد تشمل أعراض بطانة الرحم الهاجرة حدوث الاضطرابات في المعدة والأمعاء.
- متلازمة القولون العصبي (IBS): تعد الإصابة بمتلازمة القولون العصبي أحد أسباب الغازات في البطن عند النساء، وبحسب دراسة فإن النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، إذ تفوق أعداد النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي أعداد الرجال المصابين بالحالة بضعفين تقريبًا على الصعيد العالمي. وقد تختلف الإصابات بين الرجال والنساء بشكل طفيف أحيانًا حسب الموقع الجغرافي والعرق والظروف المحيطة وعوامل الوراثة. كما تشمل أعراض متلازمة القولون العصبي عند النساء على وجود الغازات في البطن والانتفاخ والشعور بالغثيان، كذلك الاضطرابات والتغيرات في أنماط التبرز، فقد تصاب المريضة بنوبات الإسهال أو الإمساك أو الأثنين معًا في وقت واحد.
- الحمل: يعتبر الحمل أحد أسباب الغازات في البطن عند النساء، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل والتي تعرف باضطرابات أداء الهرمونات وتقلب مستوياتها باستمرار. كما تتسبب المستويات المرتفعة من هرمون البروجسترون بإبطاء حركة تقلص عضلات الجهاز الهضمي الطبيعية، حيث يقوم الجهاز الهضمي بنقل الطعام عبر أجزائه بواسطة حركة تقلص الأمعاء، لذلك تتكون الغازات في البطن عند النساء عند ارتخاء تلك العضلات. أما السبب الثاني فهو أخذ مكملات الحديد أثناء فترة الحمل، إذ تعطى بعض النساء كميات تعويضية من الحديد قبل الولادة لتغطية النقص الحاصل في الحديد أثناء فترة الحمل، ويعتبر التبرز غير المريح (الإمساك) والغازات من أبرز الأعراض الجانبية لأخذ مكملات الحديد. لذلك تنصح السيدات الحوامل بتعديل الحمية الغذائية الخاصة بهن في فترة الحمل وتضمينها الكميات الكافية من الألياف، وذلك بهدف التقليل من الغازات في البطن لديهن، كما وتُنصح النساء الحوامل كذلك بشرب كميات كافية من الماء لتسهيل حركة الأمعاء، بالإضافة إلى القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة من أجل التقليل من الغازات في البطن وتقليل الشعور بالانتفاخ.
- الدورة الشهرية: كما هو الحال في الحمل فإن تقلب مستويات الهرمونات في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية يعتبر من أسباب الغازات في البطن عند النساء، ذلك أن النساء يشهدن العديد من التقلبات في مستويات الهرمونات وبالأخص هرموني الأستروجين والبروجسترون قبل وخلال أيام نزول الدورة الشهرية، إذ يؤدي ارتفاع مستويات الهرمونات في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية إلى زيادة التأثير على المعدة والأمعاء الدقيقة، ذلك أن المستويات المرتفعة من هرمون الأستروجين تؤدي إلى حصول الإمساك واحتباس الغازات في الأمعاء. علاوةً على ذلك، فإن الخلايا الموجودة في بطانة الرحم تقوم بإنتاج البروستاجلاندين، والذي هو عبارة عن أحماض دهنية تعمل مثل الهرمونات وتقوم بمساعدة الرحم على التقلص ذاتيًا ليتخلص من بطانته كل شهر في حال عدم حصول الحمل، وكنتيجة لإفراز كمية كبيرة من البروستاجلاندين في مجرى الدم فإن البروستاجلاندين يقوم بتقليص العضلات الملساء الأخرى الموجودة في الجسم ومنها عضلات الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث الغازات في البطن عند النساء.