تحقيق مسبار
تعتبر البواسير مشكلة يعاني منها جمع كبير من الناس، قد تنتج عن أسباب عدة منها الحمل لدى المرأة، وأسباب متعلقة بالنظام الغذائي للأفراد وغيرها. ينجم عن البواسير نتوءات وآلام تصيب منطقة الشرج، تتسبب أحياناً بضرورة التدخل الجراحي، لكن هناك الكثير ممن يتخوفون من عملية البواسير ويتساءلون إن كانت خطيرة أم لا.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن البواسير، أسبابها، وأعراضها، وطرق معالجتها منزلياً. كما سنتحدث عن عملية البواسير وسنجيب على سؤال هل عملية البواسير خطيرة؟
ما هي البواسير؟
البواسير ومفردها باسور هي عبارة عن أوردة دموية منتفخة وملتهبة تحدث في أسفل المستقيم حول فتحة الشرج، وعادة ما تكون مصحوبة ببعض الأعراض التي تسبب الحكة أو التهيج حول المنطقة المحيطة بها. كما وتعد مشكلة البواسير من المشاكل الشائعة جدًا بين البالغين، إذ يصاب بالبواسير واحد من كل 20 شخص في الولايات المتحدة وحدها. وترتفع نسب الإصابة بالبواسير مع تقدم العمر، إذ تشير المصادر إلى أن نسبة المصابين بالبواسير من الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا تبلغ 50%، وهذا يعني أن شخصًا واحدًا من كل اثنين يعاني من البواسير مع تقدم العمر.
كيف تحدث البواسير؟
توصف البواسير أحيانًا على أنها دوالي الشرج والمستقيم، وذلك بسبب كونها أوردة دموية متدلية ومنتفخة على غرار دوالي الساقين، ولعل السبب الرئيسي لتسميتها بالدوالي عائد إلى تشابه آلية حدوثها مع آلية حدوث دوالي الساقين أيضًا، حيث أنّ ما يحصل في الحقيقة هو تضخم الأوعية الدموية الموجودة في فتحة الشرج والمستقيم، مما يؤدي إلى انتفاخها وتدلّيها داخل وحول فتحة الشرج والمستقيم السفلي (الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة). كما تتمدد الأنسجة الداعمة للأوعية الدموية لاحقًا، مما يقود إلى ترقق جدران الأوعية الدموية محدثة نزيفًا دمويًا داخل المستقيم نتيجة ذلك الترقق. ومع استمرار التمدد والضغط تبرُز الأوعية الدموية أكثر داخل المستقيم وفتحة الشرج، وقد يحدث أن تبرز الأوعية الدموية إلى خارج فتحة الشرق وقد تبقى ضمن الأنسجة الداخلية للمستقيم والشرج، لذلك تصنف البواسير إلى داخلية وخارجية وفقًا لموقعها.
أنواع البواسير
- البواسير الداخلية: ينشأ هذا النوع من البواسير داخل المستقيم فقط، وفي العادة لا تكون تلك البواسير مرئية بالعين المجردة، كذلك لا يصاحبها أي إحساس بالألم. وقد تتطور بعض الحالات من البواسير غير المرئية وتتدلى إلى خارج فتحة الشرج، ولكنها عادة ما تتقلص تلقائيًا إلى داخل المستقيم، وقد يتمكن الشخص المصاب من دفعها إلى الداخل بيده أيضًا.
- البواسير الخارجية: ينشأ هذا النوع من البواسير تحت الجلد حول الجزء الخارجي من فتحة الشرج، ويعتبر هذا النوع من البواسير أكثر إزعاجًا إذ يسبب الحكة وسيلان البراز إلى الخارج في كثير من الأحيان. وقد يكون هذا النوع مصحوبًا بتشكّل جلطة دموية داخل البواسير، مما يسبب ألمًا شديدًا ومستمرًا في نفس الوقت.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبواسير
يوجد بعض الممارسات أو الأنماط الحياتية التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالبواسير من غيرهم، تاليًا أهم الأمور التي ترفع فرص الإصابة بالبواسير:
- إذا كان الشخص يعاني من صعوبة أثناء حركة الأمعاء.
- إذا كان الشخص يمارس الجلوس على المرحاض لفترات طويلة.
- إذا كان الشخص يعاني من الإسهال أو الإمساك لفترات طويلة وبصفة شبه دائمة.
- إذا كان الشخص يعتمد على حمية غذائية منخفضة الألياف.
- إذا كان الشخص قد تجاوز الخمسين عامًا.
- تعتبر النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالبواسير.
- إذا كان الشخص معتادًا على رفع الأشياء الثقيلة.
- إذا كان الشخص يعاني من زيادة في الوزن.
- الممارسات الجنسية غير سوية.
أعراض البواسير
تختلف أعراض البواسير بحسب النوع، سواء كانت بواسير داخلية أو خارجية. تاليًا أبرز أعراض البواسير الخارجية:
- حدوث حكة في منطقة الشرج وما حولها.
- وجود كتلة واحدة أو أكثر بالقرب من فتحة الشرج.
- حدوث ألم في منطقة الشرج عن الجلوس بصفة خاصة.
من الممكن أن تسوء الأعراض السابقة الذكر عند قيام الشخص بفرك المنطقة بغية التنظيف، كذلك تزداد الأعراض سوءًا عندما يكون الشخص مجهدًا أو قلقًا، هذا وقد تختفي الأعراض تلقائيًا في غضون أيام قليلة.
أما عن أعراض البواسير الداخلية فهي تختلف قليلًا، تاليًا أبرز أعراض البواسير الداخلية:
- نزيف من المستقيم، ويظهر على شكل نزيف دموي فاتح اللون، وعادةً ما يظهر أثر النزيف على ورق المرحاض بعد التغوط. وتجدر الإشارة إلى أن ظهور الدم لا يعني بالضرورة وجود البواسير، إذ من الممكن أن يكون النزيف بسبب اضطرابات القولون الأخرى مثل مرض كرون أو التهاب القولون المصحوب بالقرحة أو سرطان القولون أو المستقيم، لذلك من الواجب الحصول على مساعدة طبية متخصصة عند وجود النزيف.
- ظهور البواسير من المستقيم خارجًا إلى فتحة الشرج.
أعراض البواسير التي تستدعي الحصول على رعاية طبية مستعجلة
في العادة لا تستدعي حالات البواسير بنوعيها الخارجية أو الداخلية الهلع أو القلق، ولكن هناك بعض الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب الفورية، وذلك في سبيل تشخيص حالة البواسير وإعطاء العلاج المناسب، كذلك من أجل استبعاد بعض الحالات المرضية الأكثر خطورة والتي قد تشترك مع البواسير في بعض الأعراض، تاليًا أبرز أعراض البواسير التي تستدعي الحصول على استشارة طبية مستعجلة:
- إذا استمر واحد أو أكثر من الأعراض لمدة تتجاوز الأسبوع.
- إذا كان هناك نزيف دموي مرافق للأعراض.
تشخيص البواسير
يقوم الطبيب المعالج في البداية بسؤال المريض عن التاريخ الطبي، كذلك مراجعة الأعراض مع المريض للتأكد من كون المريض يعاني من البواسير تحديدًا، ومن أجل التحقق يقوم الطبيب بإجراء أحد الاختبارين التاليين أو كلاهما، تاليًا الاختبارات التشخيصية للبواسير:
- المعاينة البصرية: يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بعمل الفحص السريري لفتحة الشرج والمستقيم، وذلك من أجل التحقق من وجود تكتلات (أورام) أو من وجود تهيج والتهاب أو مشاكل أخرى.
- فحص المستقيم الداخلي: يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بفحص المستقيم من الداخل، وذلك من أجل التحقق من قوة العضلات وتحديد حالة المستقيم من الداخل.
من الممكن أن يلجأ الطبيب المعالج إلى إجراءات تشخيصية أعمق وأكثر شمولية، تاليًا أبرز تلك الإجراءات:
- تنظير الشرج (Anoscopy).
- التنظير السيني (Sigmoidoscopy): يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بعمل تنظير سيني للجزء السفلي من القولون، كذلك يقوم بأخذ بعض الأنسجة من المنطقة وإرسالها إلى المعمل لإجراء المزيد من الفحوصات.
- تنظير القولون (Colonoscopy): يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بعمل تنظير لكامل القولون، كذلك يقوم بأخذ عينات من الأنسجة.
العلاجات المنزلية للبواسير
في العادة تختفي أغلب أعراض البواسير تلقائيًا، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي تستدعي علاجات فورية، هذا وتختلف نوعية العلاج باختلاف شدة الأعراض أدى كل شخص. تاليًا أبرز العلاجات غير الجراحية للبواسير والتي تسمى بالعلاجات المنزلية أو الفردية في بعض الأحيان:
- الأدوية والمراهم الطبية الموضعية، إذ لا تستلزم تلك الأدوية الوصفات الطبية، وفي العادة يتم دهن المنطقة المصابة بمرهم يحتوي على الكورتيزون.
- شرب المزيد من الماء، وذلك بهدف تسهيل حركة الأمعاء وتقليل الشد عند التغوط.
- زيادة كمية الألياف في الحمية الغذائية اليومية للمريض، كذلك أخذ المكملات الغذائية الغنية بالألياف من أجل تسهيل حركة الأمعاء. أما عن الكمية التي يُنصح باستهلاكها من الألياف فهي من 20-35 غم يوميًا.
- استخدام حمام المقعد المعروف باسم (Sitz bath)، حيث يقوم المريض بملء حوض الحمام الصغير بالماء الدافئ وبعض العلاجات التي تحتوي على اليود أو الكورتيزون أو بعض الأعشاب، ومن ثم الجلوس في الحمام الدافئ لمدة تتراوح بين 10-35 دقيقة لمرة واحدة في اليوم.
- العلاجات التي تحتوي على الملينات، وذلك من أجل تسهيل حركة الأمعاء أيضًا.
- الأدوية التي تحتوي على مضادات العدوى، أو أخذ بعض مسكنات الألم للتخفيف من الأوجاع.
- استخدام المناديل الورقية الناعمة، أو تلك التي تحتوي على المرطبات بعد الانتهاء من التغوط والشطف بالماء، وذلك كونها لا تثير التهيج والتحسس في المنطقة.
تصنيف البواسير حسب شدة الأعراض
تصنف البواسير حسب شدة أعراضها إلى أربع درجات، تختلف كل درجة عن الأخرى في عدة نواحي مثل درجات التدلي والنزيف، تاليًا تصنيف البواسير حسب شدة الأعراض:
- الدرجة الأولى: تكون البواسير فيها نازفة وقد تبرز في القناة الشرجية، لكنها لا تتدلى أو تخرج من القناة.
- الدرجة الثانية: تكون البواسير متدلية عند التغوط فقط، لكنها تعود تلقائيًا إلى داخل القناة الشرجية.
- الدرجة الثالثة: تتدلى البواسير في هذه المرحلة من القناة الشرجية، وقد تتطلب إرجاعًا إلى الداخل باليد.
- الدرجة الرابعة: تكون البواسير متدلية طوال الوقت ولا يمكن إعادتها إلى مكانها.
عملية جراحية للبواسير
عند الحاجة إلى عملية جراحية للبواسير، يتم اللجوء إلى استئصال البواسير الداخلية أو الخارجية شديدة الانتشار والتدلي، حيث يعتبر إجراء عملية جراحية للبواسير العلاج الأكثر فعالية في هذه الحالات. وعلى الرغم من ارتباط عملية البواسير الجراحية بمعدلات عالية من المضاعفات والمخاطر، إلّا أنّ بعض الحالات يُرجح فيها الأطباء وأحيانًا المرضى خيار عمليةٍ جراحية للبواسير. تاليًا الشروط الواجب توفرها قبل اللجوء لعمليات البواسير الجراحية:
- أن تتراوح شدة أعراض البواسير بين الدرجة الثالثة أو الرابعة، حيث يُقسم الأطباء شدة أعراض البواسير إلى مقياس من أربع مراحل، ولا يلجأ الأطباء للجراحة إلا عند البلوغ الشخص إلى الدرجة الثالثة. كذلك فإن الأعراض التي تقل عن الدرجة الثالثة غالبًا ما تعالج بالعلاجات المنزلية.
- وجود حالات مرضية أخرى في منطقة الشرج تتطلب إجراء تداخل جراحي.
- أن تكون البواسير الداخلية متداخلة للغاية بشكل يشبه العناقيد إلى حد ما.
- وجود البواسير الخارجية التي تحتوي على الخثرة الدموية في داخلها.
موانع عملية البواسير الجراحية
يوجد بعض الحالات التي تكون فيها جراحة البواسير الخارجية أو الداخلية فيها إشكالية وغير ممكنة، وقد يرجح الطبيب للمريض خيارات أخرى وذلك كون العملية غير ناجحة لحالة المرض أو أنها تشكل خطرًا على حياة المريض، وذلك على الرغم من توافر الشروط السابقة الذكر والتي تجعل المريض مؤهلًا لإجراء الجراحة. تاليًا أبرز الحالات التي قد يقرر عندها الطبيب استبعاد خيار العملية الجراحية لإزالة البواسير:
- أن يكون المريض مصابًا بحالة سلس البراز، بمعنى أن المريض غير قادر على التحكم بحركة الأمعاء.
- وجود انتفاخ في جدران المهبل بالنسبة للسيدات.
- أن يكون المريض مشخصًا بأحد أمراض التهاب القولون (داء كرون والتهاب الأمعاء المصحوب بالقرحة).
- أن يكون المريض مصابًا بارتفاع ضغط الدم بالتزامن مع إصابته بدوالي المستقيم.
- أن يكون المريض مصابًا بأحد حالات النزيف غير المنضبط.
جراحة البواسير الخارجية
المقصود بالبواسير الخارجية هي تلك تقع بالقرب من فتحة الشرج، وغالبًا ما يسبب هذا النوع من البواسير الألم والحكة والنزيف. وعادةً ما تستهدف جراحة البواسير الخارجية إزالة الباسور نفسه، ولكن نظرًا لتكون الخثرة (جلطة داخل الباسور)، قد يلجأ الجراح إلى عمل جرح على جلد الباسور السطحي فقط ليتمكن من خلاله من إزالة الجلطة الموجودة داخل الباسور. هذا وتعتبر عمليات إزالة الجلطة من الباسور الخارجي من العمليات الإشكالية، إذ من الممكن أن يتراكم الدم مرةً أخرى في الوريد ليراكم جلطةً ثانية داخل الباسور الخارجي خصوصًا إذا كان شق العملية الأولى صغير جدًا. لذلك من الممكن أن تكون عملية جراحة البواسير الخارجية غير ناجحة، خصوصًا إذا رافقت المريض الأوجاع في المنطقة لأكثر من 48 ساعة بعد العملية.
جراحة البواسير الداخلية
توجد البواسير الداخلية كما ذُكر سابقًا في المستقيم وعادةً ما تكون غير مؤلمة وغير مرئية. ولكن في بعض الأحيان يحصل وأن تتدلى البواسير فتظهر من فتحة الشرج، وغالبًا ما تسبب البواسير نزيفًا في المستقيم غير مصحوب بألم. أما عن وجوب الجراحة من عدمه فيترك لحكم الطبيب الجراح، إذ يعتمد ذلك على مدى انتفاخ الأنسجة المتورمة ومدى تدليها من فتحة الشرج. وفي حال قرر الطبيب إزالة البواسير يقوم الطبيب بإزالتها بالطريقة التقليدية وتحت التخدير الكامل أو النصفي، عن طريق استخدام المشرط والكي الكهربائي أو الأجهزة الأكثر تقدمًا.
جراحة البواسير المغلقة والمفتوحة
تصنف جراحة البواسير إلى نوعين بحسب نوعية التقطيب المتبع، تاليًا أنواع جراحات البواسير:
- عملية استئصال البواسير المغلقة: وهو الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج البواسير الداخلية، إذ يقوم الجراح باستئصال مجموعة البواسير أو الباسور الواحد بأداة حادة مثل المبضع أو المقص أو حتى بالكي الكهربائي، ليقوم بعد ذلك بإغلاق كامل الجرح بخيوط قابلة للامتصاص، وهذا هو سبب تسميتها بالجراحات المغلقة. وعلى الرغم من كون الجراحة المغلقة مرتبطة بمعدلات أعلى من الألم والانزعاج بعد العملية، إلا أنها تحقق أفضل النتائج على المدى الطويل، كما وتنخفض فرص تكرار البواسير في المستقبل عند إزالتها بالجراحة المغلقة، وتعد هذه الطريقة ناجحة في علاج 95% من الحالات. وعلاوة على ذلك، فإن البحث مستمر لتطوير طرق أقل ألمًا وإزعاجًا في المستقبل .
- عملية استئصال البواسير المفتوحة: خلال هذا الإجراء يقوم الأطباء باستئصال البواسير باستخدام الأدوات الحادة أو بالكي أو غيرها، ويكمن اختلافها عن النوع السابق في ترك الجرح دون إغلاق، حيث يلجأ الأطباء لذلك عندما يكون عدد البواسير كبيرًا جدًا أو عندما يكون إغلاق الجرح صعبًا جدًا. كذلك يلجأ الطبيب إلى عملية البواسير المفتوحة عندما تكون احتمالات الإصابة بالالتهابات مرتفعة أيضًا. وغالبًا ما يتم عمل إجراء مزدوج من العمليات المغلقة والمفتوحة في آن واحد من أجل الحصول على أفضل النتائج.
الفحوصات المخبرية المطلوبة قبل جراحة البواسير الخارجية أو الداخلية
في العادة يستلزم إجراء بعض الفحوصات قبل عملية جراحة البواسير، وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات الإضافية وفقًا للحالات الفردية للمرضى. تاليًا أبرز الفحوصات المطلوبة قبل القيام بعملية البواسير:
- تحاليل البول.
- اختبارات الدم مثل تعداد الدم الكامل وفحوصات التخثر.
- مخطط كهربية القلب.
التحضير لعملية جراحة البواسير
بعد تحديد موعد القيام بالعملية، يجب على المريض والطبيب المعالج معًا تجهيز بعض الأمور قبل القيام بالعملية. تاليًا أهم الأمور الواجب تجهيزها قبل البدء بالعملية:
- تحديد المكان: يقوم الطبيب بتعيين مكان إجراء الجراحة سواء كان ذلك في مركز جراحي أو مستشفى أو في العيادة، وذلك حسب نوع الإجراء المتبع. وتعد عمليات البواسير الطارئة مستثناة من ذلك، إذ يتم إجراء تلك العمليات في غرف الطوارئ، وتعد حالات البواسير المتخثرة المصحوبة بالأوجاع الشديدة من أبرز العمليات التي يتم إجرائها في الطوارئ.
- الطعام والشراب: يُطلب من المريض في اليوم الذي يسبق العملية تناول وجبة خفيفة للإفطار ووجبة غداء خالية من الدهون، أما في يوم العملية فيجب أن يكتفي المريض بشرب السوائل الصافية فقط حتى قبل أربع ساعات من العملية.
- الأدوية والعلاجات: يُنصح المرضى الذين من المقرر خضوعهم لعملية البواسير بالتوقف عن تناول بعض الأدوية قبل بضعة أيام من الجراحة، إذ تزيد تلك الأدوية من فرص الإصابة بالنزيف، وتشمل تلك الأدوية العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs). وبالمقابل يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية لتطهير القولون قبل العملية مثل سترات المغنيسيوم وفوسفات الصوديوم.
- الملابس: يُنصح المريض بوضع ملابس قطنية مريحة كالسراويل القطنية الواسعة والفضفاضة.
خطوات عملية جراحة البواسير
تتم أغلب العمليات الجراحية للبواسير وفق خطوات معينة، تاليًا أبرزها:
- التخدير: يقوم الطبيب بعمل التخدير عن طريق الاستنشاق أو الوريد إذا كانت العملية تتم تحت التخدير الكلي، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لعمل التخدير الموضعي أو النصفي، وقد يتم إعطاء دواء مهدئ للمساعدة على الاسترخاء أو النوم أثناء الجراحة.
- الفحص والتقييم: يقوم الطبيب بعد تخدير المريض بإعادة تقييم الحالة وإجراء الفحص لمرة أخيرة قبل البدء بالعملية، إذ يتم إدخال أداة جراحية تسمى الضام في فتحة الشرج والمستقيم للسماح للجراح بفحص البواسير الداخلية.
- السحب: يتم إمساك البواسير بمشبك صغير وسحبها بعيدًا عن العضلات الشرجية.
- الاستئصال: يقوم الطبيب بعمل شق بيضاوي الشكل أو على شكل ماسي في أنسجة المستقيم حول البواسير، وذلك ليتمكن من قطع الباسور بعيدًا عن عضلات العضلة العاصرة، ومن ثم يتم ربط الوريد المتورم بداخله لمنع النزيف ومن ثم يتم إزالة البواسير. هذا ويقوم الطبيب بتكرار هذه الخطوة في حالة وجود أكثر من باسور.
- الإغلاق: بعد القيام بالاستئصال، يقوم الطبيب إما بترك حواف الجلد مفتوحة أو قد يلجأ إلى الإغلاق بخيوط قابلة للذوبان، حيث يترك ذلك لقرار الطبيب المعالج وحسب معطيات كل حالة على حدا.
أعراض بعد عملية البواسير
يعاني المرضى الذين يقومون بعملية استئصال البواسير في العادة من أعراضٍ بعد عملية البواسير، بعض الأعراض الخاصة بالعملية، بالإضافة إلى الأعراض الناجمة عن التخدير العام أو الموضعي، تاليًا أبرز أعراض بعد عملية البواسير:
- الألم: يعاني الأشخاص الخاضعين لعملية البواسير من أوجاع كبيرة في منطقة الشرج، خصوصًا المرضى الخاضعين لعملية الاستئصال التقليدية، أما الأشخاص الذين يقومون بإجراءات أقل توغلًا، فإن مستويات الألم تكون أقل لديهم.
- الالتهاب: قد يعاني بعض الأشخاص الخاضعين لعملية البواسير من الالتهابات.
- الإمساك: قد يعاني بعض المرضى من الإمساك بعد العملية، لذلك يوصى باستخدام ملينات البراز ومضادات الانتفاخ بعد كل الإجراءات المعالجة للبواسير، إذ من الممكن أن يسبب الإمساك زيادةَ النزيف والألم وانهيار الغرز.
أما أعراض بعد عملية البواسير الناتجة عن آثار التخدير الكلي، فقد أشارت الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير إلى بعض الأعراض بوصفها شائعة بعد العمليات التي تُجرى تحت التخدير الكلي أو النصفي، إضافة إلى إدراج بعض المخاطر الناجمة عن التخدير. تاليًا بعض أعراض ومخاطر التخدير:
- الشعور بالغثيان والتقيؤ في بعض الأحيان.
- ألم في الحنجرة.
- ألم في المفاصل.
- الهذيان.
- الحكة.
- انخفاض درجة الحرارة والشعور بالبرد والقشعريرة.
- اختلال السيطرة على التبول، خصوصًا في العمليات التي تجرى تحت التخدير النصفي.
- وجود نزيف تحت مكان إبرة التخدير في حالات التخدير النصفي.
علاج البواسير بعد العملية
يعطى المريض بعض الإرشادات العلاجية لتسريع شفاء وعلاج البواسير بعد العملية، تاليًا أبرز علاجات البواسير الموصوفة بعد العملية:
- الثلج: يُنصح المريض بوضع الثلج على فتحة الشرج لمدة تتراوح من 15-20 دقيقة على رأس كل ساعة، إذ يساعد الثلج على منع تلف الأنسجة وتقليل التورم والألم، ويتم ذلك باستخدام كيس الثلج الطبي الجاهز أو بوضع كمية من الثلج داخل كيس بلاستيكي ومن ثم لفه بمنشفة جافة ووضعه على منطقة الشرج.
- حمام المقعدة: يُستخدم حمام المعقدة في علاج البواسير بعد العملية، حيث يساعد في تقليل الألم والتورم. هذا ويُنصح المريض باستخدام حمام المقعدة لثلاث مرات في اليوم، كذلك ينصح بالجلوس في حمام المقعدة مدة 15 دقيقة بعد التغوط. أما في حال عدم توافر الحمام المخصص بالمقعدة، من الممكن ملء حوض الحمام بالماء الدافئ واستخدامه لنفس الغرض بعد التأكد من كونه نظيفًا تمامًا.
- الوسادة: يُنصح المرضى الخاضعين لعملية البواسير بالجلوس على وسادة وثيرة أو الوسادة المطاطية المثقوبة التي تشبه حلوى الدونات، وذلك من أجل تقليل الضغط على الجرح ومكان القطب. وفي حال عدم توافر الوسادة يُنصح المريض بالاستلقاء على أحد جنبيه.
- تجنب رفع الأثقال: يُنصح الأشخاص الخاضعين لعملية البواسير بعدم رفع أوزان أكثر من 2 كيلوغرام، وذلك لتجنب فتح القطب الجراحية.
العناية بجروح البواسير بعد العملية
يقوم الطبيب بتضميد منطقة العملية بعد الانتهاء من إزالة البواسير، وذلك للحفاظ على المنطقة بعيدة عن التلوث ولامتصاص ما قد يخرج من دم لاحقًا. كما يقوم الطبيب بوصف بعض المراهم الموضعية لوضعها على المنطقة. تاليًا بعض الإرشادات المقدمة للمريض فيما يتعلق بالعناية بالجروح بعد عملية البواسير:
- غسل المنطقة بالماء والصابون بعناية.
- تجفيف المنطقة بمنشفة نظيفة بالتربيت عليها برفق.
- إزالة الضمادات وتبديلها كلما استعدت الحاجة، سواء تعرضت للبلل أو التلوث بالبراز أو غيرها.
- وضع المرهم أو الكريمات حسب التوجيهات.
- الحفاظ على منطقة الشرج نظيفة بعد التغوط.
- عدم استخدام المناديل الورقية الجافة كونها تسبب التهيج في المنطقة.
- ارتداء الفوط الصحية لامتصاص النزيف والحفاظ على المنطقة نظيفة وجافة.
علاج البواسير بعد العملية بالأدوية الطبية
هناك بعض الأدوية التي توصف لجميع المرضى بعد الخضوع لعملية البواسير، كما أن هناك أدوية أخرى توصف حسب حاجة كل مريض، تاليًا أبرز تلك الأدوية:
- مسكنات الألم ومضادات التورم التي توصف لجميع المرضى بعد الخضوع للعملية للتخفيف من الأوجاع.
- مضادات الالتهاب والتي توصف إما على شكل دواء فموي أو مراهم موضعية للتطبيق على مكان العملية.
- ملينات البراز والتي توصف كمضادات للإمساك.
هذا ويوجد بعض المحاذير التي تتعلق بتضارب الأدوية الموصوفة مع بعضها البعض، كذلك يمكن أن تؤثر تلك الأدوية على نتائج العملية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. تاليًا أبرز الأمور الواجب على المريض معرفتها ومناقشتها مع الطبيب المعالج قبل صرف الأدوية:
- من الممكن أن تحتوي بعض مسكنات الألم على عقار الأسيتامينوفين، والذي قد يؤدي إلى تلف الكبد، كما أن بعض مسكنات الألم قد تسبب الإمساك والذي من شأنه التأثير على نتائج العملية.
- يجب سؤال الطبيب عن أثر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على الكليتين والمعدة عند المريض، إذ من الممكن أن تكون آثارها سلبية على بعض الأشخاص. كذلك يجب إعلام الطبيب في حال تناول أدوية مضادة لتخثر الدم.
- بالإضافة إلى العقارين أعلاه، من الأفضل اطلاع الطبيب على جميع الأدوية أو حتى الأعشاب التي يتناولها المريض بصفة دائمة.
هل نزول الدم من البواسير خطير؟
الإجابة عن سؤال هل نزول الدم من البواسير خطير بالنفي أو بالإيجاب يعتمد على كل حالة على حدة، حيث تعتمد الإجابة على سبب نزول الدم من الأساس. هذا ومن الممكن أن يلحظ الأشخاص المصابين بالبواسير الداخلية أو الخارجية نزول الدم في بعض الأحيان. لكن لمعرفة سواء كان نزول الدم من البواسير نفسها أو بسبب حالات أخرى لا بد من استشارة الطبيب، فقد يكون نزول الدم من البواسير غير خطيرٍ وناجم عن تلف سطح الباسور أثناء مرور البراز الصلب، أو أن ينفجر الباسور المليء بالدم المتخثر فينجم عنه نزول الدم.
كما يمكن أن يكون نزول الدم من البواسير خطيرًا بالفعل، وذلك عندما يكون الدم دلالة على سرطان القولون أو المستقيم. لذلك لا بد من استشارة الطبيب عند نزول دم فاتح اللون على ورق المرحاض، عندها قد يضطر الطبيب إلى إجراء تنظير القولون، والذي يتضمن إدخال كاميرا مضاءة صغيرة إلى القولون أثناء تخدير المريض. كذلك على المريض اللجوء إلى الطبيب فورًا في حال ترافق نزول الدم من البواسير مع بعض الأعراض التالية:
- تغيرات في قوام البراز أو لونه.
- تغيرات في عادات التغوط مثل تغير عدد مرات التغوط.
- خسارة ملحوظة في الوزن.
- ألم في الشرج.
- حمى.
- الشعور بالدوخة والدوار.
- أوجاع في منطقة البطن.
- الشعور بالغثيان أو القيء.
هل تؤثر عملية البواسير على الانتصاب؟
على الرغم من أن العجز الجنسي بحد ذاته لا يعد حالة مرضية خطيرة أو تهدد الحياة، إلا أن العجز الجنسي لدى الرجال قد يعكس حالة من الاضطرابات النفسية أو الصحية في الجسم. وبحسب جمعية المسالك البولية الأمريكية فإن خطر الإصابة بالعجز الجنسي يزداد مع تقدم العمر. وتتنوع أشكال العجز الجنسي عند الرجال، حيث تشمل عدم القدرة على الانتصاب أو عدم القدرة على إبقاء الانتصاب، وفي بعض الحالات يعجز الرجال عن القذف أيضًا. كما ويؤثر العجز الجنسي على الرجال ويسبب المعاناة النفسية والاكتاب وتدني احترام الذات. وبحسب دراسة منشورة أجريت لمعرفة فيما لو هل تؤثر عملية البواسير على الانتصاب، وجدت الدراسة أن عملية البواسير ارتبطت بتحسن الأداء الجنسي للذكور الذين خضعوا للعملية. هذا يعني أن تأثير عملية البواسير على الانتصاب ليس سلبيًا.
هل الحمل يسبب البواسير؟
قد تعاني بعض النساء من ظهور البواسير أثناء الحمل، وذلك نتيجة الضغط المتزايد على الأوردة الناجم عن زيادة الوزن. وترتفع نسبة الإصابة بالبواسير في الحمل الثاني إذا ما ظهرت البواسير في الحمل الأول. وعادةً ما تظهر البواسير في الثلث الأخير من الحمل. وقد تعاني السيدات اللواتي يلدن بصورة طبيعية من تفاقم المشكلة أثناء عملية الدفع في الولادة، ولكن في أغلب الأحيان فإن البواسير تزول تلقائيًا بعد الولادة وبدون أي تدخل.
الوقاية من البواسير
يعتمد مبدأ الوقاية من البواسير على تليين البراز وبالتالي تسهيل الخروج وتجنب أكثر مسببات البواسير المذكورة آنفًا، تاليًا أبرز طرق الوقاية من البواسير:
- التغذية: من الممكن الوقاية من البواسير عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. وهذا يعني أن البراز سيصبح طريًا دائمًا. إضافةً إلى ذلك، يُنصح شرب الكثير من السوائل، حيث تساعد في الحفاظ على ليونة البراز. كما تساعد مكملات الألياف التي تصرف بدون وصفة طبية أيضًا على تخفيف الإمساك.
- تجنب الإجهاد المفرط: يُنصح بتجنب الإجهاد المفرط والضغط على الأمعاء عن طريق الجلوس لساعات طويلة على كرسي المرحاض، كما يُنصح بعدم الذهاب إلى المرحاض إلا عند الحاجة.
- النشاط البدني: يساعد النشاط البدني على تحريك البراز عبر الأمعاء، كذلك يجعل حركة الأمعاء أكثر انتظامًا.
الحفاظ على وزن صحي
: تعتبر السمنة من أبرز العوامل التي تزيد فرص الإصابة بالبواسير، لذلك يُنصح بالمحافظة على الوزن الصحي للوقاية من البواسير.
هل عملية البواسير خطيرة؟
لا يُمكن وصف عملية البواسير بالخطيرة، بل هي آمنة وفعّالة. فهي تحدث بشكل دائم وعملي في العيادات والمستشفيات في مدة لا تتجاوز الساعة. يتعافى المريض بعد عملية البواسير في غضون أيام أو أسابيع. لكنّها عملية مؤلمة بعض الشيء، وتحتاج لبعض الوقت من أجل الشفاء منها من خلال المسكنات والمضادات الحيوية والأطعمة الغذائية بالإضافة إلى المتابعة مع الطبيب.
قد ينجم أحياناً بعض الأعراض أو المضاعفات بعد عملية البواسير، لكنّها نادراً ما تحدث، كما يمكن علاجها من خلال استشارة الطبيب والأخذ بإرشاداته.
اقرأ أيضًا: