تحقيق مسبار
بينما يغمر الفرح جميع المحيطين بالمرأة الحامل بما في ذلك عائلتها وأصدقاءها وحتى هي نفسها انتظاراً للمولود الجديد. إلا أنّ هذا الانتظار قد يكون محفوف بالخوف والقلق والأفكار السلبية، ما يمكن أن يدفع المرأة الحامل إلى نوبات من الفزع والقلق. فهل هذه النوبات طبيعية؟
في هذا المقال سنتعرف على أسباب الفزع والقلق لدى الحامل ، وسنعرف فيما لو كان الفزع يؤثر على الجنين أم لا، إضافةً إلى نصائح مهمّة لتجنب الفزع ومعالجته
كيف يتولّد الفزع؟
الفزع هو شعور بعدم الارتياح أو القلق أو الخوف، يمكن أن يكون خفيفاً أو شديداً. يشعر الجميع بالقلق في بعض الأحيان، لكن بعض الناس يجدون صعوبة في التحكم بمخاوفهم. بعض الأشخاص المصابين بالقلق أيضاً من الممكن أن يتعرضوا لنوبات فزع يمكن أن تكون مخيفة جداً.
تشعر بعض النساء الحوامل بالضيق أو وقد يرافقها الشعور بالذنب أنها تقلق وتفزع عندما يتوقع الجميع منها أن تشعر بالسعادة. لكن القلق هو حالة صحية عقلية وليس علامة على الضعف، وهو أمر سيختفي من تلقاء نفسه، لكن إن وصل إلى درجات أعلى من الفزع فيجب معالجته.
أعراض الفزع:
يمكن أن تشمل أعراض الفزع:
- الشعور بالقلق طوال الوقت أو معظمه وعدم القدرة على السيطرة عليه
- الأرق
- الشعور بالقلق الشديد (على سبيل المثال أثناء الحمل، والخوف الدائم على طفلك)
- الشعور بالرهبة من الحمل والولادة
- عدم القدرة على التركيز، أو الشعور بأن عقلك أصبح فارغاً
- الشعور بالضيق
- الشعور باستمرار أنك على حافة الهاوية
- صعوبة في النوم أو البقاء نائماً لفترات طويلة
يمكن أن تحدث نوبات الهلع بسرعة كبيرة وبدون سبب واضح. يمكن أن تشمل الأعراض:
- تسارع ضربات القلب
- شعور بالرهبة أو الخوف من الموت
- ألم صدر
- ضيق في التنفس
- دوخة
- التعرق
- شعور بالإغماء
- ارتجاف الأطراف
- تنميل
- اضطرابات معوية
تستمر معظم نوبات الهلع لمدة تتراوح بين 5 و 20 دقيقة. يمكن أن تكون مخيفة للغاية ، لكنها ليست خطيرة.
هل يؤثر الفزع على الجنين؟
غالباً لا يؤثر الفزع على الجنين، إلا في حالات قليلة مترافقة مع نوبات فزع مستمرة، فالقلق والفزع أثناء الحمل شائع جداً، حيث أنّ 1 من كل 10 نساء يتعرضن لنوبات قلق أثناء الحمل.
كيف يمكن أن يؤثر الفزع على الجنين؟
يزيد اضطراب الفزع من مخاطر نتائج الولادة السلبية. تشير دراسات مختلفة إلى أن التوتر أو الفزع قد يؤدي إلى نتائج ضارة أثناء الولادة، مما يجعل الفزع يؤثر على الجنين عند الولادة، مثل الولادة المُبكرة وولادة جنين صغير بالنسبة لسن الحمل. ومع ذلك لا يُعرف سوى القليل عن تأثير اضطرابات الفزع على نتائج الولادة.
أشارت نتائج دراسة قام بها Chen and colleagues إلى أن الأمهات المصابات باضطراب الفزع كنّ عرضة أكبر بـ 1.56 لولادة طفل صغير بالنسبة لعمر الحمل مقارنة بالنساء غير المصابات باضطراب الفزع. واختلفت النسب مع النساء اللواتي كنّ تحت علاجات أو زيارات لغرف الطوارئ أضافةً إلى عوامل أخرى.
إن القلق عما إذا كان الفزع يؤثر على الجنين أمر مفهوم، ولكنّ ذلك يمكن أن يخلق أيضاً حلقة مفرغة من الأفكار. قد تشعرين بالقلق أثناء الحمل، ثم يتطور ذلك إلى حالات فزع ما إذا كان القلق يؤثر على طفلك وبالتالي تصبحين أكثر فزعاً.
من المستبعد جداً أن يؤثر الفزع على الجنين، خاصة إذا حصلتِ على العلاج والدعم المناسبين. لذا حاولي التركيز على طلب المساعدة وإيجاد طرق للتحكم في الأعراض.
كيف تسيطرين على القلق حتى لا يؤثر الفزع على الجنين؟
إذا كنتِ قلقة بشأن الحمل واضطرابات الفزع، فقد تساعدك هذه النصائح حول كيفية إدارة نوبات الفزع أثناء الحمل:
- استشيري طبيبك أولاً
عندما يتعلق الأمر بالحمل، يبدو أن لكل شخص حكاياته الشخصية وآرائه الثابتة. على سبيل المثال قد يكون لديك أخت تشاركك تجارب الحمل وتنصحك بشأن الأطعمة التي يجب تجنبها أو ربما لديك خالة تحب أن تخبرك بحكايات الزوجات العجائز وأساطير الحمل. بغض النظر عن أي نصيحة تتلقينها من الآخرين. استشيري طبيبك دائماً أولاً.
دعي طبيبك يعرف ما هي مخاوفك بشأن اضطراب الفزع أثناء الحمل. سيكون طبيبك قادراً على مساعدتك في فرز الحقيقة من الخيال. وستكون هناك أيضاً فرصة لمناقشة شاملة لخيارات العلاج أثناء الحمل، بما في ذلك المخاطر والفوائد المحتملة لأدوية اضطرابات الفزع.
- المعالج النفسي
يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في التعامل بشكل أفضل مع نوبات الفزع أثناء الحمل. ستتضمن جلسة العلاج الأولى التحدث عن الأعراض والتاريخ الطبي وضغوطات الحياة الحالية. من خلال عملية العلاج ستكتسبين فهماً أفضل لأعراضك وتطورين طرقاً للتعامل مع حالتك.
يمكن للمعالج أيضاً استخدام التثقيف النفسي لمساعدتك في فهم أعراضك. يمكن أن تساعد المعرفة والدعم الُمقدَّمين من خلال العلاج في تقليل المخاوف المتعلقة بأعراضك وتوفّر إحساساً بالتحكم في نوبات الفزع أثناء الحمل.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعاً. يسعى العلاج المعرفي السلوكي إلى تحويل الأفكار والسلوكيات السلبية نحو تصورات وأفعال أكثر صحة
غالباً ما يتم تعلم تقنيات الاسترخاء من خلال عملية العلاج المعرفي السلوكي. يمكن تقليل التوتر الذي يشعر به الجسم بسبب القلق والذعر من خلال استخدام تمارين الاسترخاء. تساعدك هذه الأساليب على تعلم كيفية الشعور بالهدوء، حتى عند مواجهة الفزع. تتضمن بعض تقنيات الاسترخاء الشائعة التخيل الموجه وتقنيات التنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي.
- رفهي عن نفسك
يُعتبر الحمل وقتاً خاصاً في حياة المرأة حيث غالباً ما تكون أكثر اهتماماً بصحتها الجسدية ورفاهيتها. قد يساعد تخصيص بعض الوقت الإضافي للاعتناء بنفسك على تخفيف بعض التوتر والقلق.
تشمل ممارسات الرعاية الذاتية أي أنشطة يمكنك القيام بها لتحسين صحتك وعافيتك ونفسيتك بشكل عام. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن أنشطة الرعاية الذاتية الخاصة بك نوعاً من التمارين وممارسة مهارات إدارة التعب والإجهاد والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- حافظي على نظام الدعم
يمكن أن يساعدك وجود أحباء تلجئين إليهم في التغلب على مخاوفك وشكوكك بشأن الذعر والقلق والحمل. أخبري الأصدقاء وأفراد الأسرة الموثوق بهم بمخاوفك واطلبي منهم أن يكونوا متاحين وحاضرين لأي طارئ. قد لا تحتاجين إلى الاتصال بأي شخص للحصول على المساعدة، ولكن يمكن أن يساعد ذلك في تقليل قلقك لمجرد معرفة أن أحبائك موجودون معك حال حاجتك.
- خطة ما بعد الولادة
ربما تكوني قد سمعت عن اكتئاب ما بعد الولادة، مثل الشعور باليأس وانعدام القيمة بعد ولادة الطفل. وبالمثل، فإن النساء المصابات باضطراب الفزع معرضات لخطر زيادة القلق بعد الولادة. إضافةً أنّ الشعور بالعصبية والخوف والعزلة أمر شائع بالنسبة للأمهات الجدد.
لحسن الحظ، يمكن منع زيادة القلق والأعراض المرتبطة بالذعر ببعض الاستعدادات. على الرغم من أن فترة ما بعد الولادة عادة ما تكون وقتاً مزدحماً بالنسبة لمعظم النساء، فمن المهم أن المتابعة مع طبيبك/معالجك بشأن اضطراب الفزع. استمري في العمل على أهداف خطة العلاج الخاصة بك، مثل إدارة القلق والتعامل مع نوبات الفزع والتعامل مع الشعور بالوحدة. يمكن أن يساعدك في وضع خطة ما بعد الولادة في الحفاظ على التقدم في طريقك نحو التعافي.
اقرأي أيضاً:
هل المشروبات الغازية مضرة للحامل؟