تحقيق مسبار
هناك اعتقاد بأن القمر تكوَّن نتيجة تصادم جسم كبير بحجم كوكب المريخ بكوكب الأرض، وهو ما يُسمى بالاصطدام العملاق، فنتج عنه سحابة من صخور الأرض المتبخرة وصخور ذلك الجسم معاً، دارت السحابة حول كوكب الأرض حتى بردت وأصبحت على هيئة القمر الذي نراه.
في هذا المقال، سنتحدث عن القمر، وسنعرف هل القمر كوكب أم لا. كما سنقدم معلومات عن القمر، بالإضافة إلى تفسير مراحله أو أطواره.
القمر
هو القمر الوحيد لكوكب الأرض، وأقرب جُرم سماوي كبير له، كما وألمع جسم في السماء بعد الشمس. يُعتبر القمر أول جُرم سماوي يطأه الإنسان خارج كوكب الأرض، وخامس أكبر قمر في المجموعة الشمسية.
يدور القمر حول الأرض، ويساعده في جعله مكاناً صالحا للعيش، من خلال تعديل واستقرار المناخ، وعمل بعض الظواهر كظاهرة المد والجزر في المحيطات.
تأثّر القمر بعوامل التدمير الكونية، فتجده مليئاً بالحفر والتي لم يتخلص منها على مدار السنين بسبب عدم وجود طقس على سطحه.
هل القمر كوكب؟
من أجل معرفة إن كان القمر كوكباً أم لا، يجب أن نتعرف على ماهية الكواكب أولاً. فالكوكب كما عرّفه الإتحاد الفلكي الدولي (IAU) هو جُرم سماوي يدور حول الشمس، ولا يدور حول أي شيء آخر. وكبير بما يكفي ليتخذ الشكل الهيدروستيكي أو الكروي بسبب قُوى الجاذبية. لكن القمر جُرم يدور حول كل من الشمس والأرض معاً، كما وشكله بيضاوياً وليس كروياً كما الكواكب.
وفي ذلك، يمكن القول بأن القمر ليس كوكباً، بل هو قمر فقط، وله خصائصه التي تميزه عن غيره من الأجرام السماوية الأخرى.
حقائق ومعلومات عن القمر
هناك كثير من الحقائق والمعلومات التي قد لا تعرفها عن القمر الأرضي، ستجد أهمها في النقاط التالية:
- لا يوجد للقمر جانب مظلم كما يدّعي الكثيرون، ولكن يوجد جانب لا يمكننا رؤيته، ويعود ذلك بسبب تأثير الجاذبية الأرضية على دوران الأرض حول محوره وجعله أكثر بطئاً، حتى يتناسب مع الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران حول كوكب الأرض. إذ يدور القمر حول محوره مرة واحدة، كما يدور حول الأرض مرة واحدة أيضا، ويتم ذلك في الوقت نفسه، وطيلة هذا الوقت يظهر لنا وجه واحد من القمر.
- يبلغ حجم القمر 27 بالمئة من حجم كوكب الأرض، كما إن جاذبيته تُعادل سدس جاذبية الأرض، وإذا تم إسقاط صخرة، على سبيل المثال، على القمر، فإنها سوف تسقط ببطء. ولو كان وزنك على كوكب الأرض 60 كيلو، فإنه سيكون 10 كيلو على سطح القمر.
- ضوء القمر الذي نراه على الأرض ليس سوى ضوء الشمس المنعكس على سطح القمر. ويتغير شكل القمر على مدار الشهر نظراً لدورانه حول الأرض ودوران الأرض حول الشمس.
- يحدث المد والجزر على كوكب الأرض بسبب القمر على الأغلب. إذ تقوم عملية سحب جاذبية القمر على الأرض في ارتفاع وهبوط المد والجزر في المحيطات.
- يبتعد القمر عن كوكب الأرض عاماً بعد عام. إذ يقوم باستغلال طاقة دوران الأرض بدفع نفسه 4 سم إلى أعلى مداره في السنة الواحدة. حيث يقول الباحثون أنه عندما تشكَّل القمر قبل 4.6 مليار سنة، كان يبعد حوالي 22530 كيلومتراً عن كوكب الأرض، لكنه الآن يبعد 450.000 كيلومتراً.
أطوار القمر
يتغير المقدار الذي نراه من سطح القمر بتغيّر مقدار الضوء الساقط عليه من الشمس. إذ يُضيء جزء منه ويُظلم جزء آخر مُحدِثاً في ذلك ما يسمى مراحل أو أطوار القمر.
عدد أطوار القمر ثمانية، سيتم توضيحها بالآتي:
- المحاق
يبدو في هذا الطور القمر معتماً، وذلك بسبب وجود القمر بين الأرض والشمس فلا يصل ضوء الشمس بشكل مباشر إلى جانب القمر المواجه لكوكب الأرض.
- الهلال المتزايد
تزداد إضاءة القمر في طور الهلال المتزايد بالازدياد تدريجياً، إذ تبدأ فيه وصول أشعة الشمس إلى وجه القمر المقابل من الأرض.
- التربيع الأول
يضاء في هذا الكور النصف الأيمن من القمر، ويبدو النصف الأيسر منه مظلماً. سُمّي بالتربيع الأول لأنّ فيه يعبر القمر ربع المسافة حول كوكب الأرض منذ بداية طور المحاق.
- الأحدب المتزايد
يزداد في هذا الطور انعكاس ضوء الشمس الساقط على القمر ويصبح أكثر من النصف.
- البدر
تكون الأرض في هذا الطور بين الشمس والقمر. فيكون وجه القمر مضاءً بشكل كامل.
- الأحدب المتناقص
يحدث هذا الطور بعد البدر، وتبدأ فيه إضاءة القمر بالخفوت تدريجياً.
- التربيع الأخير
يضيء في هذا الطور النصف الأيسر من القمر، ويتعتم فيه النصف الأيمن منه. كما يعبر فيه القمر الربع الثالث من المسافة حول كوكب الأرض.
- الهلال المتناقص
يبدأ في هذا الطور ضوء القمر بالتناقص، حتى يعود على شكل محاق من جديد.
اقرأ أيضاً: