تحقيق مسبار
تشير كلمة القنّب أو ما يعرف بالحشيش إلى ثلاثة نباتات رئيسية ذات خصائص نفسية التأثير، والمعروفة باسم Cannabis sativa و Cannabis indica و Cannabis ruderalis. عادة ما يُستهلك القنّب لآثاره المريحة والمهدئة، وفي بعض دول العالم، يتم وصفه للمساعدة في علاج مجموعة من الحالات الطبية، بما في ذلك الألم المزمن، والزّرق أو ما يعرف بالمياه الزرقاء أو الجلوكوما، وضعف الشهية.
في حين أنّ القنّب عبارة عن نبات وهو بذلك يعتبر طبيعياً، إلا أنّ له تأثيرات قوية، إيجابية وسلبية، فما هي آثاره؟ وممّ يتكوّن؟ وهل الحشيش يذهب العقل حقاً؟
ما هي مكونات الحشيش أو القنّب؟
يتكون القنّب من أكثر من 120 مركّباً، لا يزال العلماء غير متأكدين مما يفعله كل من هذه المكوّنات بشكل دقيق، إلّا أنهم استطاعوا تكوين فهم جيد لمركّبين رئيسيين منهم، وهما الكانابيديول (CBD) ورباعي هيدروكانابينول (THC)، حيث أنّ لكل منها آثاره واستخداماته الخاصة.
يعتبر الكانابيديول (CBD) مركّباً له تأثير نفسي، على الرغم من أنه من لا يذهب العقل كما يفعل الكحول مثلاً وغير مبهج، مما يعني أنه لن يجعلك منتشياً، وغالباً ما يتم استخدام هذا المركّب للمساعدة في تقليل الالتهاب والألم، كما أنّه قد يخفف أيضاً من الغثيان والصداع النصفي ونوبات الصرع والقلق. ويعدّ ابيديوليكس Epidiolex الدواء الأول والوحيد الذي يحتوي على مركّب الكانابيديول (CBD) والذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، ويستخدم هذا الدواء لعلاج أنواع معينة من الصرع. أما بالنسبة لما يعرف برباعي هيدروكانابينول (THC) فهو المركب النفسي الرئيسي في القنّب. إذ يعتبر مسؤولاً عن النشوة التي يربطها معظم الناس بالقنّب.
ما هي آثار الحشيش أو القنّب قصيرة المدى؟
لاستخدام الحشيش أو القنّب مجموعة من الآثار قصيرة المدى، يعدّ بعضها مفيد، بينما قد يكون البعض الآخر ضاراً. وتشمل بعض آثار الحشيش قصيرة المدى والمرغوبة على:
- الاسترخاء.
- التجربة الحسّيّة المميزة، مثل رؤية شيء ما أو سماع الأصوات بشكل أكثر كثافة.
- زيادة الشهية.
- تغير إدراك الوقت والأحداث.
- زيادة القدرة على التركيز والإبداع.
وغالباً ما تكون هذه التأثيرات ضئيلة في المنتجات التي تحتوي على مستويات عالية جداً من الكانابيديول، مقارنةً برباعي هيدروكانابينول (THC).
لكن يمكن أن يكون للقنّب أيضاً بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، وتشمل الآثار الجانبية للحشيش:
- بطء الاستجابات وتأخّر ردّات الفعل
- الغثيان
- الخمول
- القلق وأحياناً حدوث نوبات الهلع.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- وجود بعض الأوهام والشكوك.
مرةً أخرى، هذه التأثيرات أقل شيوعاً في المنتجات التي تحتوي على نسبة أكبر من الكانابيديول مقارنةً برباعي هيدروكانابينول.
يمكن أن تختلف التأثيرات قصيرة المدى للقنب بناءً على طريقة استهلاكه. بالنسبة للذين يدخّنون الحشيش، غالباً ما يشعرون بتأثيره في غضون دقائق، ولكن إذا تمّ تناول الحشيش عن طريق الفم، على شكل كبسولة أو ضمن الطعام، فقد يستغرق الأمر عدة ساعات قبل أن يشعر الشخص بأي شيء.
ما هي الآثار طويلة المدى للحشيش أو القنب؟
لا يزال العلماء يحاولون فهم الآثار طويلة المدى لاستخدام القنب بشكلٍ كامل. هناك الكثير من الأبحاث المتضاربة حول هذا الموضوع، والعديد من الدراسات الحالية قد اقتصرت على دراسة ذلك في الحيوانات، ولذلك هناك حاجة لإجراء العديد من الدراسات طويلة الأمد على البشر لفهم الآثار الدائمة لاستخدام القنب بشكل كامل.
ومن آثار الحشيش طويلة المدى:
- نمو الدماغ والصحة العقلية والنفسية: تسلط دراسة أجريت عام 2014 الضوء على التأثير المحتمل للقنب على نمو الدماغ عند استخدامه خلال فترة المراهقة، ووفقاً لهذا البحث، يميل الأشخاص الذين بدأوا في استخدام الحشيش في سن المراهقة إلى أن يكون لديهم مشاكل في الذاكرة والتعلم أكثر من أولئك الذين لا يستخدمون القنب في سن المراهقة. لكن من غير المؤكّد ما إذا كانت هذه التأثيرات دائمة. قد يكون الأشخاص الذين بدأوا في استخدام القنب في سن المراهقة أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة، بما في ذلك الفصام. لكن الخبراء ما زالوا غير متأكدين من مدى قوة هذا الرابط. كما أنّ هناك العديد من الأبحاث التي تربط استخدامه بالاصابة بالاكتئاب وتكوّن الأفكار الانتحارية.
- الإدمان: يمكن أن يصبح البعض أيضاً معتمدين على القنب، في حين يعاني البعض الآخر من أعراض الانسحاب عند التوقف عن استخدام الحشيش، وتشمل الأعراض الانسحابية التهيج والعصبية وانخفاض الشهية وتقلب المزاج.
- مشاكل الجهاز التنفسي: يحمل تدخين الحشيش مخاطر مماثلة لتدخين التبغ، ويعود ذلك إلى التهاب وتهيج الشعب الهوائية.
هل الحشيش يُذهب العقل؟
يحتوي الحشيش أو القنّب على مئات المركّبات الكيميائية الطبيعية، والتي لا يزال تأثير جزء كبير منها غير مفهوم بشكل كامل، إلّا أنّه وبناءً على ما توصّل إليه العلم لغاية الآن، فإنّ استخدام الحشيش لا يُذهب العقل كما يفعل الكحول، وإنما قد يذهب الحشيش العقل على المدى الطويل، حيث أنّه يحتوي على مواد ومركّبات ذات خصائص نفسية التأثير ترفع من خطر الإصابة باضطرابات عقلية كالذهان أو الفصام، وتحديداً إذا بدأ الشخص باستخدام الحشيش في سنّ المراهقة المبكّرة.
اقرأ أيضاً: